Al-Quds Al-Arabi

غزة تشيّع صيادَيْن شقيقين قتلا بنيران البحرية المصرية خلال رحلة صيد قرب الحدود المائية

- غزة – «القدس العربي»:

شــيّعت جماهيــر غفيرة فــي قطاع غزة جثماني اثنين من الصيادين اللذين ســقطا بنيران البحرية المصرية، خلال عملهما قرب منطقــة الحدود الفاصلة عــن مصر جنوبي قطاع غزة، فيما عم الإضراب الشامل مرافق الصيد.

وظهــر الأحد، خرجــت جنازة تشــييع الصياديــن الشــقيقين محمــود وحســن الزعزوع، بعد أن ألقــى عليهم نظرة الوداع من قبل الأهل والأصدقاء فــي منزل العائلة الكائن وسط قطاع غزة.

وانطلقت مسيرة التشــييع باتجاه أحد مقابر مدينة ديــر البلح، حيث ووريت هناك جثامين الشقيقين، بمشــاركة أفراد العائلة، وزملاء كثر لهم في المهنة، وســط حالة حزن وغضب شديدين، واســتنكار شعبي واسع لاستشهادهم­ا خلال بحثهم عن لقمة عيشهم، حيث كانا في رحلة صيد قبالة شواطئ مدينة رفح جنوب القطاع، في المنطقة القريبة جدا من الحدود مع مدينة رفح المصرية فجر يوم الجمعة الماضية.

وكان الحــادث خــال عمل الشــهيدين برفقة شــقيقهم الثالث ياســر، الذي أصيب فــي الحادثــة وجــرى اعتقالــه مــن قبل البحريــة المصرية، قد أثــار حالة من الحزن والاســتهج­ان الشــديدين فــي صفــوف الفلســطين­يين، خاصة وأنهما كانا يبحثان عن توفير قوت عوائلهم في تلك المنطقة، في ظل الحصار البحري المشــدد الذي تفرضه قوات البحرية الإسرائيلي­ة على قطاع غزة، وما يتضمنه من اعتداءات شــبه يومية على الصيادين، تشــمل ملاحقتهم وإطلاق النار صوبهم، وتخريــب معدات الصيد، واعتقال صيادين ومصادرة مراكبهم.

من جهته نعى اتحاد عمال غزة، شهيدي لقمة العيش» وقال «إن حدث بعض التجاوز للحدود البحرية فإنها كانت هربا من زوارق الاحتــال التي لا تترك فرصــة إلا وتلاحق الصيادين، لكنهم هذه المرة هربوا من الموت على يد الاحتلال للموت على يد الأشقاء في جريمة شــنيعة لا ترتقي إلى أخلاق الجوار، ولا تراعي أي مبادئ للإنسانية.»

وفي السياق، عم الإضراب الشامل مرافق الصيد في قطاع غزة، حزنا واحتجاجا على استشــهاد الصيادين الزعزوع، حيث امتنع الصيــادون فــي كل مناطق قطــاع غزة عن النزول للبحر والصيد، تضامنا مع عائلتهما، وذلك بناء على قرار اتخذته نقابة الصيادين في القطاع.

وكان الســلطات المصرية، قد سلمت ليل

أول مــن أمس الســبت جثامــن الصيادين الشهداء، من خلال معبر رفح، وجرى نقلهما على الفور إلى مشفى الشفاء في مدينة غزة، وكانت السلطات المصرية قد قالت إن قواتها أطلقت النار على قارب صيد فلسطيني، بعد تجاوز الحدود البحرية المصرية مع القطاع.

وقــال إياد البــزم الناطق باســم وزارة الداخلية في غزة، أن الشقيق الثالث ياسر، لا يزال يتلقى العلاج عند السلطات المصرية.

وأبــدى رئيــس الــوزراء الفلســطين­ي محمد اشــتية حزنه على الحــادث، وكتب علــى صفحته على موقع «فيســبوك» يقول «يوم حزين على شــعبنا، ننعى بألم شديد الصياديْن الشابين محمود وحسن الزعزوع شــهداء لقمة العيــش، رحمهمــا الله وألهم عائلتهما الصبر والســلوان ومنّ بالشــفاء على شقيقهما المصاب .»

وكانت حركة حماس قد استنكرت بشدة استهداف الجيش المصري بالرصاص الحي للصيادين فــي عرض بحــر محافظة رفح، الــذي كان آخره إطلاق الرصاص المباشــر على الصيادين الثلاثة فجر الجمعة. وأكدت الحركة أنــه «لا يوجد أي مبــرر لتكرار هذا التعامــل العنيف مــع الباحثــن عن قوت أولادهــم ولقمة عيشــهم في ظــل الحصار المطبق والخانق على سكان قطاع غزة.»

وطالبت الســلطات المصرية بالإســراع بالتحقيــق في هذا الحــادث الأليم وضمان عــدم تكــراره، وتقدمت حمــاس بخالص العزاء والمواســا­ة إلــى عائلــة الزعزوع، مشددة على رفضها القاطع لهذه السياسات الخطيرة.

وقالــت «إن الواجب القومــي والديني والإنســان­ي يتطلب من الجميــع العمل على إنهاء معاناة أهلنا في قطاع غزة المحاصر».

وأدانت حركة الجهاد الإســامي إطلاق النار من البحرية المصرية صوب الصيادين، وقالــت إنه «أمر مســتنكر ومدان، لاســيما أن الصياديــن يســعون وراء رزقهم وقوت عيالهم في ظل حصار خانق وظروف صعبة يعيشــها المواطنون في قطاع غزة، وفي ظل ملاحقة الصياديــن في عرض البحر من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني».

وطالــب مركز الميزان لحقوق الانســان، الــذي عبــر عــن أســفه للحادثــة، بفتح تحقيق جدي، نظرا لتكرار ســقوط ضحايا مــن الصيادين الفلســطين­يين فــي أحداث مشــابهة. ودعا الســلطات المصريــة إلــى إعادة النظر فــي قواعد إطلاق النار المتبعة، ولاســيما وأن حــوادث تجــاوز الصيادين للحــدود تشــهدها دول العالم المتشــاطئ­ة للبحار والمحيطات كافة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom