Al-Quds Al-Arabi

الحكومة والحوثيون يتوصلان إلى اتفاق تبادل 1081 أسيراً في مفاوضات جنيف

الجيش اليمني يعلن مقتل قائد عسكري في مواجهات ضد الجماعة والتحالف يسقط طائرة مسيرة

- جليون ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

توصل طرفا الصراع اليمني إلى اتفاق لتبادل 1081 أسيراً في إطار المفاوضات الجارية منذ الأســبوع الماضي في مدينة جنيف السويسرية. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، إنه يرغــب في البناء على إعلان يوم الأحد عن الاتفاق على أكبر عملية تبادل للأسرى في الصراع المســتمر منذ خمســة أعوام، لتمهيد الطريــق من أجل وقف إطلاق النــار وإيجاد حل لإنهاء الحرب. وقالت الأمم المتحدة ومصادر أمــس الأحد، إن من بين الأســرى الذين تم الاتفاق على تبادلهم 15 جندياً سعودياً و4 سودانيين.

وقال من قرية جليون السويسرية حيث جرى الإعلان عن الاتفاق: «قيل لي إن من النادر جــداً أن تجري عملية إطلاق سراح للأســرى بهذا الحجم أثناء احتدام صراع ما، وإن تلك العمليات تحدث في الغالب بعد انتهائه.»

العمل لا يزال جاريا

إلا أنــه أكــد أن العمل لا يــزال جارياً لوضع اللمســات النهائيــة لتوقيت عملية التبادل وتسلســلها وآلية تنفيذها من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي ستنظم عمليات التبادل، ودعا إلى إطلاق ســراح مزيد من الأسرى. ويسعى غريفيث لاســتئناف المفاوضات السياســية مــن أجل إنهاء الحرب التي أســفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت، كما تقول الأمم المتحــدة، في أكبر أزمة إنســانية بالعالم، فضلاً عن اقتــراب الملايين من حافة الجوع. وتابع غريفيث: «هدفنا الرئيســي في الوقت الراهن هو التوصل إلى اتفاق بشــأن ما نطلق عليه إعلاناً مشــتركاً لوقف شامل لإطلاق النار من أجل إنهاء الحرب في اليمن» وأشــار إلى أن ذلك ســتصحبه إجراءات لفتح الموانئ والمطارات والطرق.

وتقاتل الحكومة اليمنية، المدعومة مــن التحالف بقيادة الســعودية، جماعة الحوثي في اليمن منــذ أكثر من خمس ســنوات. ووقع الطرفان في أواخر 2018 اتفاقاً لتبادل نحو 15 ألف محتجز وأســير، لكن جرى تنفيــذه ببطء وبصورة جزئية. وتعانق رئيســا طرفي اللجنة فــي نهاية الاجتماع، ووجه غريفيث التحية لهما قائلاً: «أحسنتما.. أحسنتما.»

وذكرت مصادر مطلعة على المحادثات وتلفزيون المســيرة التابــع للحوثيين أن الجماعة ســتطلق ســراح 400، بينهم 15 ســعودياً و4 ســودانيين، مقابل إفراج التحالف بقيادة الســعودية عن 681 من المقاتلين الحوثيــن. وذلك هو أكبر تبادل للأســرى منذ إجراء محادثات السلام في ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول 2018.

وأعلنت جماعــة الحوثي، الأحد، أن تنفيــذ اتفاق تبادل الأسرى ســيبدأ منتصف أكتوبر/تشــرين الأول المقبل. جاء ذلــك في تصريحــات أدلى بها مســؤول ملف الأســرى في الجماعــة، عبد القادر المرتضى، بثتها قناة المســيرة الناطقة باســم الحوثيين. وقال المرتضى: «اتفاق جنيف يعد خطوة مهمة لكســر مياه الجليد بعد 4 جولات من التفاوض في ملف تبادل الأسرى .»

التبادل في تشرين الأول

وأضــاف المرتضى فــي تصريحاته: «الخطــة التنفيذية يشــرف عليها الصليب الأحمر، وســتبدأ يــوم 15 أكتوبر/ تشــرين الأول، وســتكون عبر الطيران من الرياض وعدن ومأرب إلى صنعاء والعكس». وشــدد على جاهزية الجماعة لتنفيذ كل اتفاق الســويد بشأن الأســرى، موضحاً: «لدينا الدعم الكامل مــن القيادة )قيادة الجماعــة( لصفقة كاملة؛ لكن الطرف الآخر )الحكومة( غير مســتعد لتوسعة الصفقة أو إتمامهــا». وتابع: «الحضور الســعودي فــي مفاوضات جنيــف كان ضرورياً لإتمام هذه العمليــة، لأن لديهم الكثير من الأســرى لدى الجيــش واللجــان الشــعبية )يتبعون الحوثيين)».

ودعــا فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشــرق الأوســط في اللجنــة الدوليــة للصليب الأحمــر، الطرفين المتحاربين إلى تقديم «ضمانات أمنية ولوجســتية» لإطلاق سراح الأسرى على وجه السرعة.

واتخذ الجانبــان خطوات أحادية، حيث أطلق الحوثيون سراح 290 أسيراً العام الماضي، وأخلت السعودية سبيل 128 أسيراً، كما أُطلق سراح العشرات في تبادل للأسرى بوساطة محلية في محافظــة تعز. وفي يناير/ كانــون الثاني 2020، تمكنت اللجنــة الدولية للصليب الأحمر من تســهيل إطلاق سراح ستة سعوديين كان الحوثيون يحتجزونهم.

ويُنظر على نطاق واسع في المنطقة إلى الصراع في اليمن على أنه حــرب بالوكالة بين الســعودية وإيــران. ويخيم الجمود العسكري على الموقف، حيث يسيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم المراكز الحضريــة الكبيرة. وأطلقت الرياض محادثات غير رســمية مــع الحوثيين أواخر العــام الماضي المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث يترأس جلسة أعلن فيها الاتفاق على تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيون في جنيف أمس

للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع سعيها للخروج من حرب مكلفة قبل اســتضافته­ا قمة مجموعة العشــرين في نوفمبر/ تشرين الثاني.

أما على صعيد عســكري، فأعلن الجيــش اليمني، الأحد، مقتل قائد عسكري وضابطين مرافقين له، وذلك في مواجهات ضد الحوثيين شــرقي العاصمة صنعــاء. وأفاد الجيش في بيان، بأنه «تم اليوم في مدينة مأرب )شرق( تشييع جثمان

مســؤول عمليات اللواء 72 مشــاة العميد أحسن علي بادر، ومرافقيه الرائد محمد عز الدين والملازم نور الدين النزاري .» وأضــاف البيــان أن «الثلاثة قتلــوا وهم يــؤدون واجبهم الوطني في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء» (في إشارة إلى مواجهات ضد الحوثيين( دون تفاصيل أخرى.

كما أعلــن التحالــف العربــي، الأحــد، أن قواته دمرت طائرة مســيرة مفخخة، أطلقها الحوثيون في اتجاه جنوبي الســعودية. وجاء ذلــك في بيان مقتضب للمتحدث باســم التحالف، تركي المالكي، نشــرته وكالة الأنباء الســعودية «واس». وقال إن قوات التحالف تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة بدون طيــار مفخخة فــي الأجواء اليمنيــة، أطلقها الحوثيــون «بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاســتهداف الأعيان المدنيــة والمدنيين في المنطقــة الجنوبية للســعودية» دون تفاصيل أخرى.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom