Al-Quds Al-Arabi

للمواطنين حق التظاهر بعيداً عن الكلام في السياسة... متعاطو مخدرات يترشحون لانتخابات البرلمان

جمعة الغضب لقطة بطعم الثورة والسيسي محذرا: «كام دولة راحت كده وانتم الوحيدين اللي كده»

- القاهرة ـ «القدس العربي»من حسام عبد البصير:

على مدار يومي الســبت والأحــد 26 و27 ســبتمبر/أيلول كانت عيــون الكتّاب مصوبــة نحو ما يجري في الشــارع، وما ســيترتب عليــه من قــرارات حكومية، فالمــدن والقرى كانت تشــهد حالة من الصخب، بسبب القرارات الحكومة التي صدرت قبل أسابيع بشأن إزالة المبانــي المخالفة لقوانين البناء، وتحصيل غرامات جزافية من الأغلبية الفقيرة، وهي القرارات التي أحدثت غضباً واسعاً في ربوع البلاد كافة، مــا نجم عنه تراجع الحكومة «مؤقتــاً» ومنح مزيد من المهلة للمخالفين. وحرص الرئيس السيســي علــى أن يوضح عدداً من الحقائق حيث طالب الدكتــور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بضرروة الانتهاء من وضع شــروط البناء والمسار الجديد الــذي ينظم عملية التشــييد من أجــل إعادة عجلة الإنتاج لمســارها الطبيعي.

وشــهدت الصحف المصرية على مدار اليومين الماضيين، هجوماً كاســحاً على الإخوان، ومن يناصرونهم بســبب «جمعة» الغضب،

ظروفنا صعبة

ألقى محمد نصار الضوء في موقع «مصراوي» على تصريحات رئاسية لحالة الحراك التي شهدتها بعض القرى خلال الأيام الماضية: «أكد الرئيس عبدالفتاح السيســي على أن الدولة لديها إرادة لتطوير الأوضاع الحالية وتحسينها، من أجل صالح المواطنين.

وقال خلال افتتاح مجمع التكســير الهيدروجين­ي، في مســطرد، أمس الأحد: «هوا ده الحال الصور اللي بتشــوفوها دي، نصلحه ولا نســيبه، نصلحه.. طيب على حســاب الناس ولا على حساب الدولة، يهمني أقول حاجة واحدة بس براهن على الناس.. علــى المصريين، مش قعدوا الكام أســبوع اللي فاتوا يولعوا الدنيا ويستغلوا المواقف الصعبة اللي نعملها، يا نعمل يا نسكت ونشــوف المنظر ده وتبقى دي بلدنا، نصلح هيبقى فيه ظروف صعبة.

وتابع الرئيــس: هما بيختاروا الظروف الصعبة علشــان يشــككوا المصريين في اللي إحنا بنعمله، وإن ده ضدهم وعلى حســابهم، لا والله، ده رهان عليكم وبقول إنكم مقدرين وبتتحملوا، الشــعب والدولة حاجة واحــدة، محدش يدخل بينــا. وتابع السيســي، لا بد مــن حماية أبناء المصريين من الأفكار التي تريد هدم الدولة وتخريبها. وتابع: إحموا ولادنا مش علشاني علشــان بلدنا تعيش ويبقى ليها مستقبل، كام دولة راحت كده وأنتم الوحيدين اللي كده. وتابع الرئيس: ربنا قال لأ.. وتفضل مصر لأ.. ليه؟ هو )الله عز وجل( حرّ يحميها ويقويها ويكبرها ويعينها بصبرنا وتحملنــا وفهمنا للحكاية.. كام دولة في منطقتنا إشــمعنى مصر يعني.. كلنا لازم نكرر الــكلام ده، كله يتكلم على الحفاظ علــى الدولة والناس، هقول الخســائر اللي معلن عنها طبقا لتقرير الأمم المتحدة، مش هســمي دولة بعينها، 440 مليارا».

تحركات جادة

فــي تحول لافــت اعترفت الحكومة أمــس بحق بعــض المواطنين في التظاهر حيث وصف المستشــار نادر سعد المتحدث باسم مجلس الوزراء الاحتجاجات التي اندلعت في منطقة أطفيــح في محافظة الجيزة، خلال الأيام الماضية بأنها «تحركات جادة» قام بها أشــخاص «لهم مطلب فئوي يخصهم ولهم الحق في ذلك.»

ووفقا لموقع « المنصة» ذكر ســعد بأنه عدا ذلك لــم تتم أثناء متابعة ما وصفها بـ «دعوات الفوضى» رصد أي شيء ملموس بخصوص تظاهرات أخرى. وأوضح الناطق باســم الحكومة أن مطالب الذين خرجوا للتظاهر فــي أطفيح كانت تخــص بعض مصانــع الطوب، التي تضــررت الفترة الماضية لتكــدس إنتاجها، حيــث أنهم ينتجون الطــوب الطفلي الذي لا يتم تصريفه، خاصة أن المشروعات تســتخدم في الفترة الحالية الطوب الإسمنتي، مشيرا إلى حل مشكلة المتظاهرين من أصحاب مصانع الطوب في أطفيح، حيث ستشــتري الهيئة الهندســية للقوات المسلحة ووزارة الإسكان إنتاجهم وتستخدمه في مشروعاتها.

الوعي مطلوب

يرتكز الرئيس السيســي حســب رأي عمرو الخياط في «أخباراليوم» علــى قاعدة شــعبية صلبة عبرت عــن وجودها في أكثر من اســتحقاق رئاسي ودســتوري منذ عام 2014 وحتى الآن.. جميع هذه الاستحقاقا­ت أكدت على أمر مهم، وهو تماســك وتوحد هذه الكتلــة الصلبة التي تعبر بحق عن جموع الشعب المصري. في 30 يونيو/حزيران حينما ثار الشعب المصري وتوحــد كان إدراكا منه لقيمة الدولة المصرية، وخطورة ما يحاك ضد الوطن داخليا وإقليميا ودوليا، فما كان من الشــعب العظيم بغريزته الوطنية وفطرته من الخوف على بلده، ســوى زحف جارف لإنقاذ دولته المصرية من كل ما يحاك ضدها، فقد استشــرف المصريون أنهم إزاء حالة من اليقين الوطني لأكبــر عملية تاريخية لإنقاذ وجــود الدولة المصرية، وأنهم لم يكونوا في صراع قانوني بين الشــرعية وعدم الشــرعية، وإنما كانوا في صراع وجودي ما بين وجود الدولة أو اللا دولة.

الرئيس وجه العديد من الرسائل للشعب عن ضرورة التماسك من أجل إنقاذ الوطن.. تتدفق رســائل الرئيس للشعب، القاعدة الأصيلة الصلبة، التي يرتكز عليها وطن بحجم مصر.. وهــو الذي حطّم من قبل محاولات الغزو والاســتقط­اب المتكرر لهذا الوطن.. لزيــادة الوعي المصري لحجم المخاطر، التي تحيط به ليصبح هذا الشــعب حائــط الصد الحقيقي، ضد هذه المخاطر. في الفترة الأخيرة انطلقت المخططات للاســتهدا­ف المباشر لوعي المصريــن، في ظل منهج واضح للدولة المصريــة مرتكز على عودة الدولة، ومن هنا تنبع الحركة الرئاســية المدركة لمسؤوليتها تجاه الوطن وقيمة بناء الدولة، التي تعلو على قيمة بناء الشعبية، ولذا كان للرئيس منهج واضح لعودة الدولة وإعادة انتشارها في الذهنية العامة للمواطن.. فكانت محاربة الفســاد الذي كان قد استشرى وأصبح منهج حياة، ومن قبله كان التصدي بحــزم للإرهاب وتطبيق القانون على الجميع وحماية المال العام.

خطوة على الطريق

إعــان رئيس الوزراء حصر أصول الدولة غير المســتغلة، يعد خطوة كمــا يصفها وجدي زين الدين فــي «الوفد» أكثر من رائعــة. «فكم نادينا هنا من هذا المنبر بضرورة حصــر هذه الأصول ليس في القاهرة وحدها، وإنما في كل محافظات الجمهورية، وما أكثرها بهدف تعظيم الاســتفاد­ة منها.. وتأتي خطــوة رئيس الوزراء الرائعة في إطار سياســة الإصلاح الشامل، الذي يتضمنه المشــروع الوطني المصري الموضوع بعد ثورة 30 يونيو/حزيران. الرائع في إعــان رئيس الوزراء، أنه بدأ مع الإعلان عن التنفيذ الفعلي، وهذا ما ظهر على لســان الدكتــورة نجلاء البيلي مديرة مشروع حصر أصول الدولة غير المســتغلة، فقد أعلنت هذه المسؤولة عن كم كبير من الأصول غير المســتغلة في العديــد من المحافظات، ما يعني أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على اســتغلال هــذه الأصول، التي تم تركها منســية طوال عدة عقود من الزمــن. والمعروف أن أصول الدولة غير المستغلة تشمل محورين رئيســيين، الأول أصول تابعة للمحافظات، والثاني تابعة للوزارات المختلفة، والســؤال المهم في هذا الشأن هو، هل ســتقضي الدولة بهذا الشكل تماما على هذه العشــوائي­ة؟ نعم ستقضى تماما على هذه العشــوائي­ة البشــعة، التــي كان يتحكم فيهــا الروتين والبيروقرا­طية على مدار ســنوات طويلة، وكانت هذه الأصول مشــاعا لــكل من هب ودب، لدرجــة أن أصولا كثيرة كانت بمثابــة وكر لكل ما هو مخالف. إقدام الحكومة على حصر الأصول غير المســتغلة، ســواء كانت تابعة للمحافظــا­ت، أو تابعة للوزارات، خطوة مهمــة جدا على الطريق، نحو تصحيح أوضاح مقلوبة وعشوائية استمرت لعدة سنوات، بدون أن يقترب منها أحد. وقيام الدولة بحصر هذه الأصول يعني أنها تسعى بكل جدية وبكل عزيمة إلى جلب الخير والمنفعة العامة للمواطنين.» حيــث حرص الكتّاب على نفي ما تردد بشــأن اندلاع مظاهرات في عدد من المحافظات مؤخراً.

ومن أبرز أخبار الصحف: أمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العــام، يــوم أمس الأحــد، بإخلاء ســبيل 68 طفلا مــن المتهمين في القضيــة رقم 880 لســنة 2020 حصــر تحقيقات «نيابــة أمن الدولة العليا» والمتهمين بالمشــارك­ة في أحداث الشغب، التي وقعت خلال الفترة الأخيرة. بعد أخــذ التعهد على ولاة أمورهم بالمحافظة عليهم وحســن رعايتهم، وعدم الســماح لهــم بارتكاب مثل تلــك الأفعال مســتقبلا، وعــدم تعريضهــم إلى الخطر مجــددا. وتعكــف النيابة العامة على استكمال التحقيـــق­ات مع باقي المتهميـــ­ـن في القضــية المشار إليها.

ومن أخبار الفنانين نعى الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، رحيــل الفنان المنتصــر بالله، وحول الشــائعات التــي يتعرض لها الفنانــون، قــال «الفنانــون مش ملطشــة عشــان كل شــوية تطلع إشاعة على حد». وتابع «بلغنا النائب العام عن الشائعات الكثيرة، ولن نسكت على تعرضنا للشائعات من حين إلى آخر.»

شكر الله سعيكم

أعلنت الهيئــة الوطنية للصحافــة، التغييــرا­ت الصحافية الجديدة خلال اجتماع لها، برئاســة عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة، حيث تمت مناقشــة التغييرات الصحافية، وفقا للضوابط والمعايير المنصوص عليها في القانون المرقم 179 لســنة 2018. شــهدت التغييرات الجديدة، غياب عدد من الشــخصيات التــي كانت متواجدة منذ فتــرة طويلة في بعض المؤسســات، أو الإصدارات، فضلا عن ظهــور وجوه جديدة لأول مرة. ويأتي علــى رأس الراحلين وفقا لموقع «مصراوي» الكاتب الصحافي ياسر رزق، الذي كان رئيسا لمجلس إدارة «أخبار اليوم» منذ 2014 بجانب رئاســته لتحرير جريدة «الأخبار» حينها قبل التغييرات التي أجريت في 2017. كما شــهدت التغييرات أيضا غياب أمل فوزي رئيسة تحرير مجلة «نصف الدنيا» وهي زوجة أســامة هيكل وزير الدولة للإعلام، التي حلت محلها مروة ممدوح أنيــس الطوبجي ـ لأول مرة، كما رحل هاني عبدالله رئيس تحرير مجلة «روز اليوســف» وحل محلــه أحمد الطاهري في أول ظهور له في التغييــرا­ت الصحافية.كما تضمنــت التغييرات رحيل أيمن بدرة عن رئاســة تحرير «أخبار الرياضة» وتولي أســامة أنور بدلا منه، فيما رحل طارق رضوان عن رئاســة تحرير مجلــة «صباح الخير» وحل محله وليد طوغان.

قدرك يا لبنان

نذهب نحو بيروت بصحبة جلال عارف في «الأخبار»: «تحذير الرئيس اللبنانى عون مــن خطر أخذ لبنان إلى «الجحيم» كمــا قال، لم يلق آذانا صاغية. فشــلت محاولة تشكيل حكومة جديدة، واعتذر المكلف بتشكيلها مصطفى أديب، وأصبح على لبنان أن يواجه كل المخاطر مع نخبة سياسية أوصلت البلاد إلى حافــة الكارثة وترفض ـ حتى الآن ـ أي فرصة للإنقاذ! هذه النخبة السياســية هي التي وافقت الرئيس الفرنســي ماكرون على مقترحاته لإنقــاذ الوضع بعد كارثــة ميناء بيروت، وهــي التي تعهدت بتسهيل تشكيل حكومة مستقلة تتولى مهمة عبور هذه الأوقات الصعبة، بعيدا عن المشاكســا­ت السياســية، حتى يمكن الحصول على المساعدات الدولية التي تمنع إفلاس لبنان، وحتى يتــم التمهيد لانتخابات برلمانية مبكرة، بعد تعديلات دستورية تفتح الطريق أمام التغيير والإصلاح. لكن ذلك كله ذهب هباء بفعل تمترس النخب السياسية المهيمنة في الدفاع عن مصالحها، حتى وهي ترى النتائج الكارثية لذلك على وجود لبنان، وبفعل حروب القوى الخارجية على أرض لبنــان، وعلى مكانه في الصراع على مستقبل المنطقة. فالظاهر كان الخلاف حول تمسك الثنائي الشيعي «حزب الله وحركة أمل» بــأن تكون وزارة المالية من نصيب وزير شــيعى يقوم «الثنائي» باختياره مع كل الوزراء الشيعة.. وهو ما يعني تغيير الدستور ونظام الحكم، ليصبح اختيار الــوزراء حقا لكل طائفة، وليتحول رئيس الحكومة إلى «شــاهد ما شــافش حاجة» ولتتحول الحكومة إلى عنوان لنهايــة «لبنان الموحد»! هذا هــو الوجه الظاهر للمعركــة التي أجهضت فرصة تشــكيل حكومة عبور هذه الفترة الاســتثنا­ئية، أما الواقع فأعقد بكثير، فالنخبة السياسية بمجملها فقدت صلاحيتها. والقرار حول لبنان في يد عواصم أخرى، لم ينجح تفجير بيروت ولا شبح الإفلاس ولا معاناة شعب لبنان في تغيير مواقفها. كان واضحا أن هناك قرارا بانتظار نتائج انتخابات أمريكا، القوى المتصارعة تستطيع الانتظار، والنخب الفاسدة قد تراه في صالحها.. بينما يبقى الســؤال الحقيقي هو: إلى متى يستطيع لبنان الصمود وهو يعيش على حافة الهاوية؟».

لماذا يكرهونها؟

أعــد أحمــد عبدالتواب فــي «الأهرام» كعادتــه العــدة للهجوم على الجماعــة: «أنظر إلى هجوم الإخــوان المتصاعِد علــى العاصمة الإدارية الجديدة والمشــروع­ات الشــبيهة، بمنطق أنها ليســت للغلابــة! وكأن الغلابة، في نظــر الإخوان، كانوا قادرين يوما ما على الســكن في أحياء مثل الزمالك وجاردن ســيتي، أو في هليوبوليس أيام البارون إمبان، أو في قاهرة الخديوي إســماعيل عند نشأتها! أو كأن الفئات المناظرة لهؤلاء الغلابة، في أوروبا وأمريكا واليابان، يقطنون في المدن والأحياء المساوية للعاصمة الإدارية الجديــدة! لاحِظ أن صفة )الغلابــة( تُضفي إيحاءات كثيرة على معاني الفقر، لتســتدر التعاطف، وتستفز المشاعر، وتفيد في الابتزاز السياســي، لذلك هي صفة يحب الإخوان أن يستخدموها، بهدف النيل مــن الحكومة باتهامهــا بإهمال هذه الفئة، ليس في ســبيل الدفاع عن الفقراء، وإنما بهدف تحقيق مكاســب سياســية. يتعمد الإخوان أن يتجاهلــوا أن الدولة حققــت لهذه الفئة الدنيا من الفقــراء، ما لم يحققه أي نظام ســابق، بانتشــال عشــرات الآلاف منهم، في زمن قياسي، من عشوائيات غير آدمية إلى شقق جميلة مؤثثة، بإيجارات رمزية، في أحياء مخططة تشــمل كل الخدمات المطلوبة، وفق خطة طموح لإنقاذ كل سكان العشوائيات الخطرة في مصر، ولكن الإخوان يتعامون عن هذه المعلومة المعروفة، كما يتجنبون أيضا المعلومات الرائجة عن أن بعض المكاسب، من بيع الأراضي والوحــدات الفاخرة في المدن الجديدة، تدخل ضمن مصادر تمويل عمارات الفقراء/ الغلابة. أي أنه بدون هذا الإســكان الفاخر الذي يهاجمونه، لما كان في مقدور الدولة أن تبني للفقراء الذين يزعمون الدفاع عنهم. بعض أنصار الحكومة، على مواقع التواصل الاجتماعي، استنكروا أن من اســتفادوا من هذه المشروعات لم يتصدّوا لدعوة الإخوان الأخيرة للتظاهر التخريبي، باعتبار أنه كان حريا بهم أن يدافعوا عن النظام الذي أفادهم أكبر إفادة».

دعوهم وشأنهم

بصراحة شديدة والكلام لأسامة الغزالي حرب في «الأهرام»: «أعترض بشدة على الاهتمام المبالغ فيه من جانب بعض الإعلاميين المصريين ذوي الشــعبية الكبيرة بتحركات ومناورات تنظيم الإخوان المسلمين المنحل. تابع الكاتــب، أتحدث بعد أن شــاهدت كلا من المذيعــن البارزين عمرو أديب ووائل الأبراشــي، وهما يركزان بشــدة في برنامجيهما على أخبار وتحركات الإخوان المســلمين مؤخرا، وتهديداتهم بتســيير مظاهرات في مصر! نعم.. الإخــوان يكرهون ويحاربون بكل الوســائل نظام الرئيس عبدالفتاح السيســي، لأنه ببساطة هو الذي أسقط في 2013 ـ مفوضا من الغالبية الساحقة من المصريين، حلمهم الأزلي في حكم مصر إلى الأبد، بعد أن تصوروا أنهم قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه لأول مرة منذ نشأتهم قبل أكثر من تســعين عاما! فهل نستغرب القنوات الفضائية المتعددة للإخوان والموجهة للشــعب المصري، ومحاولاتها المحمومة لاســتغلال أي مشاكل أو ســلبيات تحدث في مصر لإثارة جماهير الشعب؟ وهل نستغرب مثلا محاولاتهم لاســتغلال بعض الأخطاء البيروقراط­يه التي شابت عمليات اســترجاع ممتلكات الدولة؟ بالقطــع لا.. غير أنني لم آخــذ على محمل الجد أبدا محاولاتهم الخائبة لإثارة الناس وتصوير الأمر، وكأن عشرات المظاهرات خرجت في مصر كلها من أقصاها لأقصاها».

أذكروه يذكركم

هذا الوباء كورونا كشــف حســب رأي محمود زاهر في «الوفد» خللا رهيبا في قلة الوعي، وتعزيز الشــعور بالخوف، وحالة غير مسبوقة من الهلع، كما منحنا فرصة غير مسبوقة للتأمل واكتشاف سلبيات كثيرة في أخلاقنا وســلوكيات­نا اليومية.على طريقــة «كان يصلى لأمرٍ كان يطلبه.. فلمــا انقضى لا صلَّى ولا صام» لاحظنا بكل أســف زيــادة جرعة «لتديُّن الشكلي المؤَسَّــس على نظرة شــوفينية مصحوبة بغطاء ميكافيلي لدى الكثيرين. تلــك الجرعة الإيمانيــ­ة والروحانية الزائدة فرضت نفســها بوضوح خلال الفتــرة الماضية، على خلفية الزيــادات المطردة في أعداد الوفيات والمصابــن.. ولذلك ســنفترض دوافعها المحمــودة، ربما على ســبيل حُســن الختام أو التقرب إلى الله تعالى. وبمــا أن كثيرين ركبوا بالفعل أو يحاولون اللحــاق بركوب موجة التديُّن، فعليهم معرفة أن ذِكْر المولى ســبحانه والتقرب إليه يكون في السَّــراء والضَّراء على السواء، لكي لا يتحول الأمر إلــى نفاق ورياء.. فديمومة التديُّن مطلوبة، ومقرونة بالإخلاص، كمــا أن التديُّن بالطبع ليس عبادات فقط، وإنما ســلوكيات ومعاملات في المقام الأول. ورغم الإحســاس بدنو الآجال واقتراب وطأة الموت، التــي تحاصرنا في كل لحظــة، ومحاولة مواجهــة الوباء اللعين بالتباعد، وتعقيم ونظافة أجســادنا، واتخاذ كافــة التدابير الاحترازية، إلا أن الأمــر يتطلب أيضــا تقرّبا حقيقيا إلى اللــه، بالإخلاص في العمل، وطهارة القلوب، وإعادة الحقوق لأصحابهــا، وإحياء الضمائر من حالة الموت الســريري. يمكننا رصد ذلك التأثير الكبير ـ المباشر وغير المباشر ـ على سلوكياتنا الدينية، أفرادا ومجتمعات، بعد استمرار انتشار وتفشى فيروس كورونا، لأنه فــي زمن الأوبئة والكوارث تنتعــش الأديان، كما تتصــدر الواجهة أيضا الشــعوذة والخرافات.. وبالطبــع يختلط العلم بالجهل، وبما أننا نفترض حُســن النيَّات في الآخريــن، نرجو أن يكون التغيير حقيقيا على مستوى السلوكيات والأخلاق والمعاملات، وأن يكون الوباء فرصة للتغييــر نحو الأفضل، لبدء صفحة جديدة مع الله والوطن والمجتمع.

على غير الحقيقة

هل وصلنا إلى مرحلة لم نعد نفرق فيها بين الثورة الشــعبية، أو حتى الانتفاضــ­ة، وبين اللقطــة التلفزيوني­ة العابرة؟ الإجابــة من وجهة نظر عماد الدين حســن في «الشروق» هي نعم، أو على الأقل نحن في الطريق إلى ذلك، فــي الماضي كان أســاتذة العلوم السياســية يضعون القواعد والتعريفات لــكل مصطلح، أما الآن فإن وســائل التواصــل الاجتماعي والتطبيقات التكنولوجي­ة المتعددة وســائر التقنيــات الحديثة واللجان الإلكتروني­ة المختلفة، صارت تلح على المشــاهدي­ن والقراء، بحيث لم يعد هناك فرق بين الثورة وخروج مجموعة من 50 أو 500 شخص في مظاهرة لمــدة خمس دقائق. تابــع الكاتب جماعة الإخوان ومعهــا المقاول الهارب محمد علي دعــت المصريين للتظاهر والثورة على حكومتهم ونظامهم يوم 20 و25 ســبتمبر/أيلول الماضي. المصريون لم يلتفتوا إلى هذه الدعوات، ومن بين مئة مليون مصري هم ســكان البلاد لم يخــرج إلا المئات في بقع متناثرة، وفي أماكن نائية في قرى أو على أطراف المدن.

الصورة تطلع حلوة

نبقى مع عماد الدين حســن ونقده للأخــوان: «الأهم في المظاهرة هو تصويرها بالموبايل، وإرسالها للمواقع الإخوانية. وقتها كانت فضائيات الجماعة تقســم الشاشة إلى خمسة أو عشرة أقســام، وتكتب فيها أماكن المظاهرات التي انطلقت في هذا اليوم. ما الذي سيصل إليه من يشاهد هذه اللقطات؟ الرســالة الأولى أن الجماعة قوية وقادرة على الحشد والتأثير فــي أكثر من مكان، عضو الجماعة والمتعاطف معها، ســتصله رســالة أن جماعته لا تزال قوية، وبالتالى لن يصاب باليأس. أما غير المصريين الذين سيشاهدون هذه اللقطات، فســوف يتأكدون أن الجماعة لا تزال مؤثرة. هم جميعا لن يســألوا كما استغرق وقت التظاهر، ما يشغلهم أنها حدثت. ثم أن التكنولوجي­ا الحديثة قادرة على توســيع وتضييق زاوية الكاميرا، والمظاهرة التي يخرج فيها خمسون شخصا، يمكن الإيحاء للمشاهد بأنها تضم آلافا، في حين أن تكبير الكاميرا على مظاهرة فيها ألف شــخص، قد تبدو قليلة جدا وغير مؤثرة. فلســفة وأسلوب وسياسة «اللقطة» صارت نمطا متكررا في فكر وعمل جماعة الإخوان طوال السنوات السبع الماضية. ومن الواضح أن الرســالة من وراء هذه الطريقة تســتهدف أولا أعضاء الجماعة وجعلهم متماســكين، ثم مخاطبة الأطــراف التي تقوم بالتمويل والمساعدة والإيواء، سواء كانت دولا أو أجهزة مخابرات. دارسو العلوم السياسية يعرفون جيدا شــروط الثورة، قياســا على الثورات الكبرى فــي التاريخ، لكن من الواضح أن المعايير صــارت أكثر اختلالا، بحيث أن كل مظاهــرة من ألف شــخص، البعض يطلق عليها ثــورة، مثل مصطلح «المليونية» الذي ابتذله البعض في مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني العظيمة، وأصبح يطلق على مئة شــخص يعارضون أي شيء ولو حتى ارتفاع أسعار الليمون».

مدمنات يحلمن بالبرلمان

فوجئ محمد أمين كما أطلعنا في «المصــري اليوم» بتقرير وكيل وزارة الصحــة بالدقهلية، الذي أرســله إلى لجنــة الانتخابات باســتبعاد 17 مرشحا في انتخابات مجلس النواب، بسبب تحليل المخدرات.. ولا يدري الكاتب كيف تأتى لمن يتعاطى المخدرات أن يترشح ليمثل جموع المصريين في انتخابات البرلمــان.. المفاجأة الكبرى أن بينهم ثلاث ســيدات أثبتت التحاليل أن النتائج إيجابيــة لتعاطى المخدرات.. فهل يقف الأمر عند حد الاســتبعا­د فقط؟ أم تتم إحالة هؤلاء للمحاكمة الجنائية؟ هذا الســؤال مطلوب الإجابة عنه بالفعل السؤال: ما الذي كان يريده المعلم «حنتيرة» والمعلمة «سكسكة» من ترشــحهما لمجلس النواب؟ هل كان الهدف حماية المصريــن والدفاع عنهم، أم الحصــول على الحصانــة؟ بالتأكيد الهدف

هــو الحصول على حصانة، لــزوم توزيع الكيــف.. وبالتأكيد الهدف من الترشــح هو تمثيل زباين الكيــف، والتدخل لحمايتهم وقت الكبســة.. فليس معقولا أن هؤلاء يبحثون عن تشــريعات حماية، ولكن البحث عن حصانة لتحصين البيت والعربية وأماكن التخزين والتوزيع! والحمد لله أننا لجأنا مؤخرا لتوقيع الكشــف الطبي على المرشــحين، وإن كنت أقول إن القصة ليســت عضوية أو مخدرات فقط.. نريد نوابا يخضعون أيضا للكشــف العقلي والنفســي.. وليس فيها أي شــيء.. فقد خضع مرشحو الرئاسة لهذا الكشــف.. وهو مســألة حيوية للغاية ويمكن على أساسه اســتبعاد كثيرين، على الأقل لتخفيف حدة الترشــح وأعداد المرشحين.. فليس كل مرشــح يصلــح لتمثيل الناس فــي البرلمان.. هنــاك كثيرون يحتاجون للكشــف عن قواهم النفسية والعقلية.. ولا أتحدث عن النواب فقط، ولكن عن المعلمين والضبــاط والصحافيين والإعلاميي­ن أيضا. ودعا الكاتب لأن نعيد النظر في موضوع الحصانــة.. فقد كان الموضوع واحدا من القضايا التي اهتمت بها ثورة 25 يناير/كانون الثاني لنعرف من يريد أن يترشح للحصانة ومن يريد أن يترشح لخدمة الوطن!

ليس ذنبهم

الحقيقة كما أعلنها عمرو الشــوبكي في «المصري اليوم»: «إن التعامل مع مخالفات البناء له شــقان: الأول اقتصادي يتعلــق بعدم قدرة قطاع واســع من المخالفين على تســديد قيمة التصالح، وهنا يجب على الدولة أن تميز بين مخالفة ارتكبها مالك شقة، وأخرى ارتكبها مالك مئات الشقق والعقارات، والمطلوب أن تتولى مؤسســات خاصة وبنوك ورجال أعمال مهمة تســديد قيمة هذه المخالفات بالنســبة لكل مَن يمتلك شــقة واحدة يســكن فيها. أما الجانــب الثاني فهو يتعلق بشــعور قطــاع من الناس بالغُبن وعدم العدالــة، نتيجة التعامل الانتقائي مع المخالفات، فالمشــهد الحالي يقول إن مَن يُحاسَــب على المخالفات هو فقط المواطن، في حين أن الواقع يقول إن هناك منظومة متكاملة كانت شــريكة في الجُرم وارتكاب المخالفات، وتشمل مسؤولين محليين من رؤســاء أحياء حتى محافظين، فلماذا لا تتم محاسبتهم مثلما يُحاسَب «المواطنون العاديون»؟ وما دامت هناك صعوبات في تطبيق القانون على الجميع، فيجب أن يكون التصالح في هذه الحالة مطلوبا للجميع، يجب أن يكون الهدف كما أكد الشــوبكي ليس محاســبة الناس بأثر رجعي عن أخطــاء ارتكبتها منظومة متكاملة من الفســاد داخل الدولة وخارجها في عهود ســابقة، إنما منع تكرار تلك الأخطاء مرة أخرى، والحفاظ على مــا تبقى من الأرض الزراعية بتجريم فورى لكل معتدٍ عليها.

الهدم يجب أن يُمنع في حالة وجود سكان داخل العقار، وهو ما أعلنته الحكومــة، وأيضا في حال تأكّد أن الأرض التي بُنــي عليها العقار لم تعد صالحة للزراعة، فتصبح الغرامة والتصالح، إذا كانا جائزين دســتوريا، هما الحل. تحتــاج الحكومة إلى تصالح شــامل وكبير مع الــرأي العام، خاصة مع مَن تضرر من الإجراءات الاقتصادية، خصوصا قرارات الإزالة الأخيرة».

لعن الله السياسة

في مثل هذا الشــهر من عام 1882 والكلام لمحمــود خليل في «الوطن»: «تمكــن الإنكليز من احتلال مصر، عقب هزيمة أحمد عرابي في معركة التل الكبير، وانتهت الهوجــة العرابية - كما يطلــق عليها بعض المؤرخينبق­يام عرابي بتسليم نفسه للقوات الغازية حتى يعامل كأسير حرب. وتم القبض على كل من أحاط بزعيم الثورة وســانده، ومنهم الشــيخ محمد عبده، الذي صدر ضــده حكم بالنفي خارج البلاد. في رحلة النفي والتيه فاجأ الشــيخ محمد عبده من حوله بإعلان الندم على المشاركة في الثورة العرابية، والتوبة عن العمل السياســي، وقال في ما يذكر البعض: «لعن الله السياسة وساس ويســوس وكل مشتقاتها». لا نستطيع أن نقرر هل ترددت الجملة الأخيرة على لسان الإمام أم لا؟ فلا يوجد في كتب التاريخ ما يوثقهــا، لكنها في كل الأحــوال كانت تعكس حاله بعد فشــل الثورة العرابية. اختار محمد عبده طريق الإصلاح الاجتماعي والثقافي، وحتى يتمكن من ذلك رضى بأن يكون جزءا من مركب الســلطة القائمة حينذاك، حتى تفسح له المجال للحديث والكتابة، لنشر أفكاره الإصلاحية، وانطلق الرجل بعد ذلك في رحلة اجتهاد مشــهودة من أجل إصلاح ثقافة المجتمع وترشــيد ســلوكياته، وحاول بقدر كبير من الأناة والتؤدة تفكيك بعض الأفكار التي كان يرى أنها تعرقل حركة المجتمع على طريق التقدم».

أسئلة قديمة

مــا زلنا مع محمود خليــل حيث يرى: «أنه ليس هنــاك خلاف على أن الإمــام محمد عبده نكأ جرحا كبيرا حين اختــار طريق «التغيير الثقافي» كمقدمــة للتغيير العــام في مصر، لكن المشــكلة أن يدا واحــدة، أو حتى عشــرات الأيدي ليس في مقدورها أن تحدث تغييرات ذات بال في ثقافة المجتمع. فالأفكار والعادات والتقاليد وأساليب الحياة، التي تراكمت عبر عشرات السنين، ليس من السهل أن يتمكن فرد أو مجموعة من تغييرها في بضع سنين. ألقى الإمام وتلامذته حجرا في الماء الثقافي الراكد، فأحدثوا حركة وصخبــا لبعض الوقت، يماثــل الحركة والصخــب الذي أحدثته الثورة العرابية، لكن ســرعان ما عاد كل شيء إلى ما هو عليه. ويكفي أن نشــير إلى أن الأسئلة الإصلاحية نفسها التي طرحها الشيخ الإمام - قبل ما يقرب مــن قرن ونصف القرن من الزمان - فيمــا يتعلق بحجاب المرأة ودور العقل في تفسير النص الديني، وحتى الأسئلة الاجتماعية المتعلقة بالرشــوة واســتغلال النفوذ الوظيفى، والسحر والشــعوذة، وعلاقة البشــر بالجن وغيرها مــا زالت مطروحة بمنتهى الأريحيــة، على مائدة العقل المصــري حتى اللحظة الحالية. كان الإمام موفقا حين انضم لعرابى ورجاله خلال أحداث الثورة العرابية؛ ســعيا إلى بناء سلطة إصلاحية، وكان موضوعيــا أيضا حين اختار طريق الإصــاح الاجتماعي والثقافي بعدهــا. الحلقة المفقودة في تجربته تتحدد علــى الخط الواصل بين عقل السلطة وعقل النخبة وعقل الجمهور».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom