Al-Quds Al-Arabi

مهندسون عراقيون يعتصمون في بغداد سعياً للاستقرار الوظيفي

-

■ بغــداد - رويتــرز: بينما تلــوِّح بأعلام وتردد شعارات، تقول مهندسة الكهرباء إسراء عبد المنعم أنها تشــارك في احتجاج أمام وزارة الكهرباء منذ شــهرين حالياً، علــى الرغم من حرارة الصيف وتفشي جائحة كوفيد-19.

وإلى جانب عشــرات المهندســن الآخرين المشاركين في الاعتصام، تطالب إسراء بظروف عمل أفضل.

وقالت فــي مقابلة «كنــا متأملــن أنه بعد التخرج وبعد ســنوات الدراســة ســنحصل على فرصة عمل تناســبنا وتليق بشــهادتنا، والحقيقة أننا تفاجئنا بعد مرور أربع ســنوات وبعد تخرجنا من كلية الهندسة أن أحلامنا كلها ضاعــت، أمنياتنا كلها تحطمــت، وتفاجئنا أن شهادة الهندســة أصبحت شهادة غير معترف بها داخل بلدنا».

وقبــل عــام تقريبــا دُشــنت احتجاجات حاشــدة في العراق بشكل رئيسي حول قضايا البطالة والفســاد وســوء الخدمــات. وبينما فقدت الاحتجاجــ­ات زخمها أوائل عام 2020، لا يــزال العديد من مطالب المحتجــن قائمة حتى يومنا هذا. فقبل نحو شــهرين بدأ المهندســو­ن العراقيــو­ن اعتصامهم أمــام وزارة الكهرباء مطالبين بالاستقرار الوظيفي.

وبتنظيم ذاتي نصب المهندســو­ن المحتجون خيامــاً ويعملون فــي نوبات لإعــداد وجبات الطعام وتنظيف المكان وغسل الصحون.

كما يقســمون وقتهم بين مخيــم الاحتجاج ونوبات عملهم فــي محطات الطاقة الكهربائية المختلفة في العاصمة بغداد ومحيطها.

وقــال مهنــدس الكهرباء المحتــج مصطفى البيانــي «كل يــوم تقريباً أجــيء هنا أعتصم وأتظاهر الصبح وبالليل وحسب أوقات دوامي بحيث أن أوقــات دوامي ما أخليها تتعارض مع مجيئي هنا، يعني ما أريد أضرب عن الدوام».

وبحلول المســاء تغادر المهندسات لبيوتهن ويبقــى كثير من المهندســن فــي المخيم حيث يناقشــون أحلامهــم للمســتقبل ويتناولون الطعام ويدخنون الشيشة.

وقال مهندس الكهرباء المحتج زين العابدين «من الصبح نبدأ بوجبة إفطار، يجون أخواتنا المهندسات وإخوانا المهندسين. يبدأ اعتصامنا بعــد انتهاء الدوام الرســمي الســاعة الثالثة ظهراً، المهندسات يرجعن لبيوتهم وإحنا نبدي كل واحد بشــغله، إحنا ننظف، ونغسل وإحنا نطبخ».

وقــال مهندس الكهرباء المحتــج عمر «والله هذا صار بيتنا الثانــي، نجتمع بأخوتنا من كل محافظة بغداد، اللي ويانا بالكلية، واللي ويانا بالــدوام، واللــي ويانا بالمحبــة، واللي ويانا بالمنطقة، نسولف )نتحدث( على أيام الدراسة، شلون كنا نحلم ووين وصل بنا الحال».

ومعظم هؤلاء المهندســن والمهندسات تقل أعمارهــم عن 30 عاماً، حيث تخرجوا قبل بضع ســنوات ويعملون بعقــود مؤقتة فــي وزارة الكهرباء على أمــل تثبيتهــم وحصولهم على المزايا الاجتماعية التي تســتتبع وضع الموظف المدني.

ومع ذلــك لا يضيع بعض هؤلاء وقتهم خلال مشــاركتهم في الاحتجــاج فيدرســون، مثل مهندس الكهرباء المحتج مصطفى البياني الذي يقول «وقت فراغنا ليس مجــرد اعتباطاً نريد أن نضيعه لا، نحن نحاول نســتثمره بدراسة، أنــا أدرس هنــا مصدر اختصاصي الهندســي كي أطور نفســي. غيري أيضــاً يريد يقدم على ماجستير .»

وأوضح أحمد موســى المتحدث باسم وزارة الكهربــاء أن هنــاك نحو ســتة آلاف مهندس كهرباء يعملون في الوزارة بعقود مؤقتة.

وقال «جزئيــة التثبيت على المــاك الدائم هــي ليســت مــن صلاحيــة وزارة الكهرباء. هــذا الموضــوع كان يحتــاج درجــات حذف واســتحداث، كان يحتاج صلاحيــات وزارة التخطيــط فالماليــة ثم مجلس الــوزراء. على ضوء قــرارات مجلس الوزراء رقــم 59 و100. تلك القرارات هي التي تخصص أو تُســتحدث درجات حركات الملاك للأعــوام 19 و20 بواقع 4259 درجــه وظيفية لتعيــن الأجور والعقود حسب الأقدمية .»

ومــع اقتــراب الذكــرى الســنوية الأولى لاحتجاجات 2019 الحاشدة في العراق، فاقمت الأزمــة المزدوجة التي أثارتهــا جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط المشــاكل الاقتصادية في البلاد.

ووفقا للبنك الدولي فإن زهاء ربع الشــباب العراقي يعاني البطالة مما يجعل مسألة توفير فرص عمل قضية مهمة في الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة عام 2021.

 ??  ?? جانب من اعتصام المهندسين أمام مقر وزارة الكهرباء في بغداد والمستمر منذ شهرين
جانب من اعتصام المهندسين أمام مقر وزارة الكهرباء في بغداد والمستمر منذ شهرين

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom