Al-Quds Al-Arabi

قيود أمريكية على بيع التكنولوجي­ات المتقدمة لأكبر مُصِّنع للأجهزة شبه الموصولة في الصين

-

■ واشنطن - أف ب:أمرت واشنطن الشركات الأمريكية بطلب الإذن قبل بيعها تكنولوجيات­ها إلى شــركة «سميك» الصينية العملاقة لصناعة الأجهزة شبه الموصولة، في خطوة تندرج في إطار صراع مع الصين للهيمنة على قطاع التكنولوجي­ا، وفق ما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وأوردت الصحيفة أن وزارة التجارة «أبلغت شركات الرقاقات الحاسوبية الأمريكية بوجوب أن تحصل على تراخيص قبل تصدير تكنولوجيات معيّنة إلى أكبر مُصنِّع للأجهزة شبه الموصولة في الصين».

وتم الإعــان عن القواعد الجديدة في رســالة وُجّهت إلــى القائمين على القطاع، جاء فيها أن «الصادرات إلى الشــركة الدولية لصناعة الأجهزة شبه الموصولة )ســميك( أو الشــركات التابعة لها يمكن أن تســتخدم في أنشطة عسكرية صينية».

وأفادت الصحيفة أن لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «مخاوف متزايدة حول اعتماد الصين على الشــركات الخاصة للمضي قُدُما في تحقيق أهدافها العسكرية».

ورفضت وزارة التجارة الإدلاء بأي تعليق حول هذه المسألة، لكن متحدثاً باسم مكتب الصناعة والأمن في الوزارة قال أن المكتب «يواصل رصد وتقييم أي تهديد محتمــل للأمن القومي ولمصالح السياســة الخارجية...ســيتّخذ الإجراءات المناسبة».

ويأتــي التقرير في توقيت يؤكــد فيه البيت الأبيض أنــه لن يتراجع عن خطة لحظر تنزيل تطبيق «تيك توك» الصيني لتشارك التسجيلات القصيرة

والذي يلقى رواجا، وذلك على خلفية ما تعتبره الرئاســة الأمريكية مخاوف تتهدد الأمن القومي للبلاد، وذلك عشية دخول الحظر حيّز التنفيذ ما لم يصدر قرار قضائي ينقضه.

ومنذ ســنوات تتصــارع الصين والولايــا­ت المتحدة للهيمنــة على قطاع التكنولوجي­ا. وتعتمد بكين بشــكل كبير على شركة «سميك» في إطار سعيها لتحقيق اكتفاء ذاتي على صعيد الأجهزة شبه الموصولة.

ويقــول محللــون أن اعتماد الصــن على مصــادر خارجيــة للرقاقات الحاسوبية، بما فيها الصناعات الأمريكية، يعيق تحقيق هذا الهدف. وبرزت هذه المســألة في وقت ســابق من العام بعد الحملة الأمريكية للتضييق على شــركة الاتصالات الصينية العملاقة «هواوي تكنولوجيــ­ز»، التي تتخوف واشنطن أن تكون أداة بيد الاستخبارا­ت الصينية للتجسس على الاتصالات العالمية.

وفي مايو/أيار الماضــي أعلنت وزارة التجارة الأمريكيــ­ة أنها تعتزم منع وصول «هواوي» لإمدادات الأجهزة الموصولة عالمياً، وهو ما تعتبر الشــركة الصينية أنه يهدد استمراريته­ا.

على صعيد آخر ســيعود إلى القاضي الأمريكي كارل نيكولز في واشنطن أن يُثبِّــت أو يُعلِّق قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب حظر تطبيق «توك توك» واسع الشــعبية في الولايات المتحدة اعتبارا من منتصف ليل الأحد/الإثنين. وستلقى الجلسة متابعة من أوساط الأعمال ومن بكين التي تعلق أهمية كبرى على التطبيق وتحديدا خوارزميته.

وإذا ثبّــت القاضي قرار ترامب بحظر التطبيق، لن يعود من الممكن تنزيله في الولايات المتحدة، فيما يصبح من المســتحيل على المســتخدم­ين الحاليين تحديثه. وبإمــكان القاضي أيضاً منح مهلة إضافية للتطبيق واســع الرواج والذي يحظى بقرابة 100 مليون مســتخدم فــي الولايات المتحدة، على غرار ما حصل قبل أسبوع لتطبيق «وي تشات» الصيني. وفي الوقت نفسه من غير المســتبعد التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة بين إدارة ترامب والشركة الأم للتطبيــق، وهي مجموعة «بايت دانس» الصينية. وقدمت «بايت دانس» هذا الأســبوع التماســا عاجلا إلى المحكمة الفدرالية في واشنطن مؤكدة أن حظر التطبيق مخالف للدستور الأمريكي.

وأوضحت أن حظر التنزيل ســيكبدها أضرارا فادحة بينما كان التطبيق يكسب نحو 424 ألف مستخدم أمريكي جديد يومياً في مطلع الصيف.

ووقع ترامب في مطلع الشــهر الماضي مرســوما يُرغم «بايت دانس» على بيع التطبيق لشــركة أمريكية معتبرا أن «تيك توك» يشكل خطرا على «الأمن القومي» إذ يتهمه منذ فترة بالتجسس على مستخدميه لحساب بكين، من غير أن يورد أي دليل على ذلك.

وينص آخر مشروع اتفاق أعلن عنه في نهاية الأسبوع الماضي على إنشاء شــركة جديدة بإســم «تيك توك غلوبال» تضم شــركة «أوراكل» الأمريكية بصفتها شريكاً تكنولوجياً في الولايات المتحدة، وشركة «وولمارت» الأمريكية لمتاجر السوبر ماركت كشريك تجاري.

وبموجب الاتفاق، ســتملك «أوراكل» 12.5% من رأســمال «تيك توك» فيما تمتلــك «وولمارت» 7.5 ، كما سيشــغل أمريكيون، أربعة مــن مقاعد مجلس الإدارة الخمسة. لكن إتمام هذا المشروع يتوقف على إرادة الرئيس الأمريكي والحكومة الصينية وسط حرب تجارية متصاعدة بين واشنطن وبكين.

وردد الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي أنه لن يعطي مواقفته على الاتفاق إذا استمرت الشركة الأمّ الصينية «بايت دانس» في السيطرة على المجموعة الجديدة، مؤكدا في الوقت نفسه أن «أوراكل» و»وولمارت» ستمتلكان غالبية رأسمال المجموعة الجديدة بموجب الصفقة. ووصفت «بايتدانس» التي تضم مستثمرين أمريكيين هذه المعلومات بأنها «شائعات خاطئة».

وحذرت الخزانة الأمريكية بأنه في حــال لم تفض المحادثات الجارية إلى نتيجة، فقد يحظر نشــاط تيك توك بالكامل على الأراضي الأمريكية اعتبارا من 12 نوفمبر/تشرين الثاني.

لكــن المجموعــة الصينية أعلنــت أنها تقدمــت بـ»طلــب إذن» لتصدير تكنولوجيا، من دون أن توضح موضوع طلبها.

وقد تكون هذه البادرة تتعلق بالخوارزمي­ة التي حققت نجاح «تيك توك» والتي تســمح بتوجيه المحتويات حسب أذواق المســتخدم­ين فتعرض على كل شــخص مضامين يمكن أن تهمه، ما يحمله على قضاء أكبر وقت ممكن في تصفح الفيديوهات على المنصة.

وترفض الصــن أن ينتقل هذا النظام المعلوماتـ­ـي الثمين إلى الأمريكيين. وأدرجت بكين في 28 أغسطس/آب الماضي الخوارزميا­ت في قائمة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي لا يمكن تصديرها بدون إذن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom