Al-Quds Al-Arabi

أسر قيادي في تنظيم «الدولة» في عملية إنزال جوي للتحالف الدولي شرقي سوريا

- دمشق «القدسالعرب­ي» من هبة محمد:

أُســر قيادي في تنظيم «الدولــة»، خلال عملية إنــزال جوي للتحالــف الدولي بقيادة واشــنطن في الحسكة، شمال شرقي ســوريا، وأعلنت قوات سوريا الديمقراطي­ة )قســد( الاثنين، اعتقال عضو خلية أمنية تتبع لتنظيــم «داعش» بدعم جوي من قوات التحالف الدولي في جنوب الحســكة، شرق البلاد.

وقالت «قسد» في تغريدة على حسابها في تويتر «اعتقلت قواتنا الخاصة بمشــاركة جوية من قوات التحالــف الدولي عضــوًا في خلية تتبــع لتنظيم داعش الإرهابي، خــال عملية أمنية جنوب مدينة الحسكة» موضحة أن العملية «تأتي في إطار ضبط الاستقرار والأمن في مختلف المناطق».

وأوضح «المرصد الســوري لحقوق الإنســان» أن عمليــة الإنزال الجوي للتحالــف الدولي كانت بمشــاركة قوات ســوريا الديمقراطي­ــة، وذلك في محيط قريــة أم غربة ضمن باديــة مركدة جنوبي الحســكة، حيث اعتقــل «أمير لــدى تنظيم الدولة الإسلامية».

ووفقــاً للمرصد فإن «قســد» بدعــم من طيران «التحالف الدولي» حملة تمشيط للبادية الشمالية الشرقية لمحافظة دير الزور عند الحدود السورية العراقية، بحثاً عن خلايا تنظيم «الدولة» النشطة في تلك المنطقــة، وذلك لقطع نقــاط التهريب التي تســتخدمها خلايــا التنظيــم للتنقل بين ســوريا والعراق بشكل مســتمر، كما تكثفت خلايا التنظيم عملياتهــا ضــد «قــوات ســوريا الديمقراطي­ــة» والتحالف الدولــي انطلاقاً من البادية الســورية التي تشكل مساحة واسعة من الجغرافية السورية، شرقي البلاد.

وبالرغم من أهميّــة الحملات الأمنية ضد تنظيم «الدولــة» وتحقيقها نتائج ميدانيّــة مختلفة على الأرض، إلا أنها لم توقف تصاعد نشاط التنظيم في المنطقة، وفي هذا الإطار يقول الباحث المهتم بأمور الحركات الجهادية عرابي عرابي إن هذه الحملات الأمنية رغــم كثافتها إلا أنها لم تصــل لأهدافها في الســيطرة على نقــاط تنظيم «الدولــة» ومقراته الســرية، أو تفكيــك شــبكة الإمداد اللوجســتي­ة والأمنيــة والعســكري­ة التي يعتمد عليهــا جميعًا لاستمرار أنشطته.

وأوضح المتحــدث لـ «القدس العربــي» أن كلاً من قوات ســوريا الديمقراطي­ــة والجيش العراقي والحشد الشــعبي والعشــائر­ي إضافة إلى قوات النظام الســوري والتحالف الدولــي، تعتمد على الحمــات الأمنية المركّــزة لملاحقة خلايــا تنظيم «الدولــة» وتفكيكها، حيث انطلقــت في عام 2020 عشــرات الحملات الأمنية فــي كلا البلدين، والتي كان آخرهــا انطلاق حملة «أســود الجزيرة 1» في العــراق، بالتوازي مع حملة «قســد» التي انطلقت فجر 25 أيلول/ســبتمبر 2020 شــمال شــرقي دير الــزور وصولاً للحدود مع العراق، والتي ســبقتها حملة الصحراء البيضاء بقيادة روســيا وميليشيا الدفاع الوطني غربي دير الزور.

وتسعى هذه الحملات الأمنيّة لتحقيق مجموعة أهــداف أهمها اعتقــال قيادات التنظيــم وملاحقة عناصره العســكرية الفاعلة، وإحكام الســيطرة علــى المناطق التــي تتخذها خلايــا التنظيم ممرًّا للعبور نحو مناطق الاســتهدا­ف، وقطع الإمدادات اللوجســتي­ة عن خلايــا التنظيم وتفكيك شــبكة العناصر الذين يتولــون هذه المهمة. كما تهدف إلى الكشف عن مقرات المضافات ومستودعات الأسلحة والذخائر وتصنيع العبوات الناســفة التي أعدها التنظيــم لضمان اســتمرار عملياتــه، إضافة إلى تدميرها.

وفي الطرف المقابل، رجّح الباحث السياسي ان يعتمد تنظيــم «الدولة» خططًا بديلــة لتلافي آثار الحملات الأمنية، وذلك بناءً على تعزيز اللامركزيّة فــي عناقيد التنظيم: اعتمادًا على رســم سياســة زمنيّــة محددة، ثــم تكليف المجموعــا­ت والخلايا الفرعيــة بتنفيذهــا ضمن الإطــار العام- دون العودة لقيادة التنظيم الأساســية. والاعتماد على التواصل الفرديّ والمشــفّر: حيــث تنتقل الأوامر والخطط من القيادات الرئيســية إلى الفرعية عبر عناصــر لا يمكن الاشــتباه بها، وتكون الرســائل مشفّرة بحيث لا يدرك حامل الرسالة فحوى الأوامر التي يوصِلها.

وتهيئة القيادات البديلة: حيث يتعرض التنظيم لخسائر مســتمرة من خلال الاعتقال والاغتيال أو الاشــتباك­ات المتكررة، ومن ثمّ فقد اعتمد التنظيم على رفــد كوادره بالخبــرات التنظيمية والقيادية بشــكل مســتمرّ لتلافي انعكاســات فقدان بعض القيادات الميدانية أو الرئيسية. ومن المرجّح في هذا الســياق أن هذه الكوادر، لا تبدو معروفةً لأجهزة الأمن، مما يزيد مــن صعوبة القبض عليها وتفكيك خلاياها.

وبنــاءً على مــا تقدّم، فــإن الحمــات الأمنيّة المتكررة لم تصــل للقضاء على تنظيــم «الدولة»، و«إنما دفعته لتطوير هيكليّته التنظيميّة، وتعزيز صفوفه بالخبراتِ القياديّة والعسكريّة، إضافة إلى إنشاء خارطة متحرّكة لخلاياه المنتشرة في العراق وســوريا، مما يســاعده على تلافي آثار الحملات الأمنيّة والعسكريّة ضده .»

وفي تطــور مشــابه، قتل وأصيب خمســة من عناصر قوات النظام والميليشــ­يات المحلية الموالية لها، صبــاح الاثنين، جراء انفجــار لغم أرضي في سيارة عســكرية جنوب غرب محافظة الرقة. وفي التفاصيل؛ ذكر الناشــط صهيب اليعربي المختص بنقل أخبــار المنطقة الشــرقية علــى معرفاته في وسائل التواصل الاجتماعي، أن عنصرين من قوات النظام والميليشيا­ت المحلية التابعة لها قتلا وأصيب ثلاثة آخــرون، جراء انفجار لغم أرضي بســيارة عسكرية كانت تقلهم في محيط منطقة حقل صفيان النفطي في ريف الرقة الجنوبي الغربي.

ونقلت شــبكة «بلدي نيوز» المحلية عن مصادر من مدينــة الســلمية، «إن مستشــفى الســلمية الوطني استقبل الليلة الماضية وفجر اليوم العديد الإصابات «الحربية» من ريفي الرقة الغربي وريف حمص الشرقي .»

وكان نظام الأســد أعــاد الســيطرة على حقل صفيان للغاز في الشــهر السابع من عام 2016 بعد معارك عنيفة مع عناصر تنظيم «داعش». ويشــهد المثلث الواقع بــن أرياف الرقــة الغربية وحمص الشرقية ودير الزور الشمالية الغربية بشكل شبه يومــي، مقتل وإصابة عدد من عناصر ميليشــيات النظام المحلية جراء ألغــام وكمائن لفلول عناصر تنظيم «داعش» المنتشرين في البادية السورية.

 ??  ?? قامت عناصر من «قسد» بتمشيط البادية الشمالية الشرقية لمحافظة دير الزور بحثاً عن خلايا لتنظيم «الدولة» بدعم من طيران «التحالف الدولي»
قامت عناصر من «قسد» بتمشيط البادية الشمالية الشرقية لمحافظة دير الزور بحثاً عن خلايا لتنظيم «الدولة» بدعم من طيران «التحالف الدولي»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom