Al-Quds Al-Arabi

«الغارديان»: اليونان تعد للحرب مع تركيا وسط توتر في علاقات أنقرة مع واشنطن

- لندن «القدس العربي» من إبراهيم درويش:

نشــرت صحيفــة «الغارديــا­ن» تقريــراً أعدتــه مراســلتها فــي أثينــا هيلينــا ســميث حــول التوتر في العلاقــات بــن تركيــا واليونــان والمتركز حول احتياطــات الغــاز في شــرق المتوســط. وربطت هذا التوتر بزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

وقال التقريــر إن الأدميرال المتقاعد فاســيليوس مارتزوكــو­س يؤمــن مثل غيــره في الجيــش بالقوة العســكرية. وفي مســيرته العســكرية التي شــهدت نزاعات مع تركيا فقد تأكد اقتناعه بمفهوم «إن اردت الســام فعليك التحضير للحرب». وقــال الأدميرال المتقاعــد «هناك أمــر غريب يتعلــق بالــردع» و«كلما أردت تجنب الحرب فعليــك الظهور بمظهر من يبحث عنها».

أثينا تقوي دفاعاتها العسكرية

ووســط التوتــر والدبلوماس­ــية الدوليــة المتعثرة أعلنت أثينا عن تقوية دفاعاتها العســكرية. فبرنامج الأســلحة وهو الأكبر منذ عقود يعني شــراء اليونان مقاتلات عســكرية وفرقاطات ومروحيــات وأنظمة صاروخيــة. وبالإضافــ­ة إلــى 18 مقاتلــة فرنســية «رافــال» وأربع فرقاطــات متعددة الأغراض ســيتم تحديــث الطائــرات والســفن القديمة حســبما يقول رئيس الــوزراء اليوناني كيرياكوس ميتســوتاك­يس الذي كشــف عن تســليح بـ 6.8 مليار يورو. وتشــمل علــى صواريــخ مضــادة للدبابــات وطوربيــدا­ت وصواريــخ جويــة وتنشــيط الصناعــة العســكرية اليونانيــ­ة وتقويــة دفاعاتهــا الإلكتروني­ــة وتجنيــد 15.000 جندي في السنوات الخمس المقبلة.

وقال الأدميــرا­ل المتقاعد مارتزوكوس «ســتكون الإجــراءا­ت تعزيــزا عظيمــا لقواتنــا المســلحة» و«ستعمل كردع. ويجب إقناع الطرف الآخر أن لديك القوة وستستخدمها حالة الضرورة». وكان الصيف حــاراً في طبيعة التوتــر بين البلديــن وأكثر من حالة العــداوة المســتمرة. فحالــة التوتر حــول احتياطات الغاز الطبيعي في مياه شرق المتوسط كادت أن تقود لمواجهة عسكرية بين بلدين عضوين في حلف الناتو.

وأعلنــت وزارة الخارجيــة اليونــان عــن قرب عقد محادثات «استكشــافي­ة» مــع أن هذا لــم يخفف من إمكانيــة تجدد الدراما من جديــد. وتوقف المحادثات فــي جولتها الـ 16 عــام 2016 وركزت بشــكل محدد علــى حل الخلافات البحرية. وقال أســتاذ العلاقات الدوليــة قســنطينوس فيليس «عــدم الثقــة المتبادلة تبدو من اســتئناف العلاقات بــدون أي تواصل بين البلدين». وأضاف أن «أنقرة أرســلت رســائل أخرى عن نيتها شــمل موضوعــات أخرى بما فيهــا اعتبار الجــزر اليونانيــ­ة مناطق منزوعة الســاح، ولســت متفائــاً». وقامت تركيــا بتحليق طائــرة بدون طيار

فوق جزيرة كاستليوريز­و في نهاية الاسبوع وقامت بتلطيــخ العلــم اليونانــي بالأحمر على وقع النشــيد الوطني التركي. ووصفت أثينا العملية بأنها محاولة «لتفجيــر» أي فرصــة للتقــارب. ولم يكــن التوتر في مســتويات عالية كما كان منذ الغزو التركي لجزيرة قبــرص عــام 1973. أول عمليــة مواجهــة عســكرية يحــاول فيهــا كل طــرف تأكيــد ســيطرته وأحقيته بمناطــق الغــاز فــي شــرق المتوســط حيــث حلقــت المقاتلات وانتشرت السفن الحربية. وكانت المواجهة التي استمرت سبعة أسابيع نتاجاً لاكتشاف كميات مــن الغــاز الطبيعي فــي قــاع البحر وتصاعــدت مع نشــر تركيا ســفينة «الريس عروج» للقيــام بعمليات تنقيب ورافقتها البحرية التركية. وردت أثينا بوضع قواتها العســكرية في حالة من تأهب قصوى وســط مخاوف من حدوث حادث أو ســوء تصرف بشــكل ينقــل الاحتــكاك إلى مرحلــة جديدة. وقامــت تركيا بمناورة بالرصاص الحي قريبـًـا من المياه القبرصية وهناك إمكانية لعملية بحث جديدة. وفي نزاع ارتبط بالخلافات التركية- اليونانية بدأت تركيا بالتنقيب عــن النفط فــي المياه القريبــة من قبــرص. وذلك بعد اكتشاف كميات من النفط من قبل الحكومة المعترف بها في نيقوسيا.

وجــاء التحــول عندما أعلــن الرئيــس رجب طيب اردوغــان عــن عودة الريس عــروج إلــى قاعدتها في 13 أيلول/ســبتمبر لمنح الدبلوماسي­ة فرصتها. وقال الملحق العســكري في ســفارة الإتحاد الأوروبي في أثينا «كانت فترة مثيرة للقلق للجميع» و«من الصعب لبلدهــم الخروج من الأزمة وتخفيض التوتر في وقت اســتخدم فيــه الرئيس التركــي خطابــا قويا لجذب قاعدته». ومع خروج الســفينة التركية تنفس القادة الأوروبيــ­ون الصعداء ولكن الحادث وضع تركيا في وضع صعب مع الكتلــة الأوروبية وتهديدات بفرض العقوبــات على أنقرة في قمة أوروبية كانت ســتعقد في الأســبوع الماضــي ولكنهــا أجلت إلــى الأول من تشــرين الأول/أكتوبر وذلك بســبب دخــول رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل للحجر بعد إصابته بفيروس كورونا.

ويقــول كوســتاس إنفانتيس، أســتاذ العلاقات الدوليــة في جامعــة بانتيون فــي أثينــا إن المواجهة في الصيــف كانــت صيحة تحذيــر. وقــال «لم تكن هذه لعبة شــد الحبــل المعتــادة بل مقدمــة للحرب.» وقال المتخصص في الشــؤون التركية وقضى العقد الماضي وهو يدرس في إســطنبول «النزاع بين تركيا واليونــان لــن يحل شــيئاً. ويعــرف الطرفــان أنهما

يســتطيعان قصــف بعضهمــا البعض والعــودة إلى العصر الحجري ولكن ماذا ســينجزان؟ ولا خيار إلا بالعودة وفتح خطوط الاتصال والحوار.»

ولــم يســتبعد رئيــس الــوزراء اليونانــي إمكانية مقابلــة اردوغــان فــي وقت وصــل فيــه بومبيو إلى المنطقة بعد أسبوعين على زيارته لقبرص. وسيناقش بومبيو في زيارته لليونان تعزيز العلاقات العسكرية الأمريكية مع أثينا وسط تدهور في العلاقة مع تركيا على خلفية شــراء أنقرة نظام أس- 400 الصاروخي من روسيا.

تمديد الخدمة العسكرية

ويأمــل ميتســوتاك­يس أن تعــوض صفقــات الأسلحة عمليات تخفيض النفقات الدفاعية السابقة بســبب الديون التي عانت منهــا البلاد. وتم جمع 2.5 مليار يورو من خلال الســندات وقد تمول المشتريات العســكرية. وقالــت حكومــة يمــن- الوســط إنهــا تفكــر بتمديــد الخدمة العســكرية كوســيلة لمواجهة نقــص القوات في وقت الأزمــة. ولا يزيد عدد القوات اليونانيــ­ة عــن 11.000 جنــدي وبحــار وعامــل فــي القــوات الجويــة وهــو عــدد أقــل بكثير مــن القوات التركية بحيــث دفع اردوغان لوصفهــا بـ«المتداعية» فقط بل وبأنها لا تســتطيع الوقــوف أمام ثاني أكبر قــوة عســكرية في حلــف الناتــو. وقال هذا الشــهر «إما ســيفهمون لغة السياســة والدبلوماس­ية أو في الميدان وبتجربة مؤلمــة». ونجحت الحملة التي قامت بهــا أثينا للحصول على دعم لها وقبرص من الإتحاد الأوروبي، إلا أن المشــتريا­ت لــن تكون جاهزة إلا بعد ســنوات ولن تكون صالحة للعمل حالاً. وقال محلل مقيم في أثينا «لم ار أو أسمع اليونان تحضر للحرب» و«لكنهم يتدربون جيداً ويعملون كثيراً».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom