Al-Quds Al-Arabi

شعبنا أقوى من أن تمر عليه المؤامرات وسياسات الاقتلاع لن نكون رعايا مدجنين عند مهاجرين تدفقوا على بلادنا

فلسطينيو الداخل يستعدون لإحياء الذكرى العشرين لهبة الأقصى:

- الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة:

تؤكد لجنة المتابعة العليــا داخل أراضي 48 في الذكرى العشــرين لهبة القدس والاقصى التي تحل بدايتها اليوم الثلاثــاء، أن الشــعب الفلســطين­ي ككل، وفلســطيني­ي الداخل الراســخين في وطنهم، وهم جزء حي من شعبهم يبقون أقوى من كل المؤامرات التي تحاك لتصفية قضيتهم الوطنية العادلــة، وأقوى من كل السياســات العنصرية والتحريض الدموي عليهم وعليهاـ مؤكدة أن هذا هو أوان رص الصفــوف. وتابعت" نحن متفائلون من المؤشــرات الجارية على الســاحة الفلســطين­ية لرأب حالة الشــرخ القائمة.

ونظرا لجائحة كورونا، فإن احياء الذكرى ســتكون في مركزه تظاهرة رقمية الى جانب زيارة أضرحة الشــهداء، وساعة تعليمية في المدارس" .

وقالــت المتابعة العليا في بيانها إن الذكرى العشــرين لهبة القدس والأقصى، التي انتفض فيها فلسطينيو الداخل مع انــدلاع الانتفاضــ­ة الثانية عام2000 دفاعا مشــروعا عن القدس والمســجد الأقصــى المبارك تحــل في ظروف اســتثنائي­ة، على المســتوى الصحي وجائحــة كورونا، ما يقيد شــكل أحيائها. منوهة أن الذكرى تحل والشــعب الفلســطين­ي يتذكّر الأيام التي واجه فيها الفلســطين­يون عدوانا وحشــيا على مختلف أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة ، واستمر لسنوات، وحصد أكثر من أربعة آلاف شهيد وآلاف الجرحى، وعشرات آلاف المصابين، وآلافا كثيرة من المعتقلين والأسرى.

وترى المتابعة العليا وهي الهيئة السياســية التمثيلية الأعلى داخل أراضــي 48 أن الأهم هو حلــول الذكرى في فترة تشــتد فيها المؤامرة على شعبنا وقضيته من حكومة الاحتــال والإدارة الأمريكيــ­ة، لتســاندها أذرع "عربية" تزحف على بطونها لإبــرام اتفاقيات تطبيــع مع حكومة الاحتلال، في محاولة بائســة، ستفشــل لا محالة، لتمرير ما تســمى "صفقة القــرن" الهادفة لتصفية قضية شــعبنا الفلســطين­ي التي تمعن في العدوان علــى القدس وعلى هويتها الوطنية والدينية بما في ذلك المجاهرة بالتقســيم الزمانــي والمكاني في المســجد الأقصى المبــارك والتغول والانفلات الصهيوني والاستيطان­ي في محيطه".

وتنــوه أن الذكــرى تأتــي أيضا "في ظل استشــراس السياسات العنصرية الإسرائيلي­ة الرسمية من هدم بيوت وتضييق الخناق على قرانا ومدننا العربية الفلســطين­ية وبالأخص فــي النقب وفي المــدن التاريخيــ­ة الى جانب التحريض المســتمر علينا، في محاولة بائسة لنزع شرعية وجودنــا في وطننا وطن الآباء والأجداد، الذي لا وطن لنا سواه، ونزع حرية العمل السياسي والتعبير، واستفحال الملاحقات السياسية، ونهج كم الأفواه".

كما تؤكــد "المتابعة العليــا" أنه بموازاة ذلك "تشــتد الهجمة على فلسطينيي الداخل بمشاريع تدجين وصهينة، لتمييع كفاحهــم من أجــل حقوقهم القوميــة واليومية، كأصحاب وطن".

وتضيف "نحن شــعب متجذر في أرضــه، ولن نكون "رعايــا" عنــد مهاجرين تدفقــوا علينا، ولــن نكون في اقفــاص التدجين التــي يفتحونهــا كل يــوم. وأمام كل هذا، فــإن جماهيرنا واعية الى ضــرورة رص الصفوف في اطــار هيئاتها الوحدوية وعلى رأســها لجنة المتابعة العليــا لمواجهة كل مــا يحاك ضدها، وفــي المقابل، فإننا نراقب بحرارة شــديدة، مؤشــرات طيبة لإنهــاء حالة الشــرخ القائم داخل الساحة الفلسطينية، من أجل إعادة الوحدة القائمة على أســس ســليمة، تضمن استنهاض شعبنا في المقاومة الشــعبية الجماهيرية الواسعة، تحت الراية الفلسطينية الواحدة الجامعة، ضد الاحتلال، وفي الوقت ذاته ، لنســف أوهام أنظمة عربية، ممن يعتقدون أنهم قادرون على الالتفاف على الشــرعية الفلســطين­ية، والقضــاء على قضية شــعب حــي، مصرّ علــى الحرية والاستقلال والدولة وعاصمتها القدس والعودة" .

محاكمة قتلة الشبان الشهداء

ونوهت" المتابعة العليا" الى كشــف العراك السياسي الإســرائي­لي بين أطراف وأذرع المؤسسة الحاكمة ما هو مكشوف أصلا بشأن اغتيال الشهيد يعقوب أبو القيعان من بلدة أم الحيران في النقب داخل أراضي 48 قبل نحو أربع سنوات.

وتابعت "لقد نطــق الجالس على رأس الهرم الحاكم

بنيامــن نتنياهــو، بالحقيقة، ولو من بــاب مقارعته لخصومه في قيادة الشــرطة الإســرائي­لية بأن إطلاق النار على الشــهيد أبو القيعان لم يســبقه أي ســبب، وأنه ليــس كما وصفوه بعقليتهــم الدموية العنصرية الحاقدة" .

وتؤكد أن هذا ما يجعل فلســطينيي الداخل يطالبون مجددا بفتح ملــف التحقيق في قضية قتل الشــهيد أبو القيعــان، وإخضاع كل المتورطــن للمحاكمة، بمن فيهم واضعو سياســات ســهولة الضغط على الزناد ضد كل عربي لأنه عربي.

وتضيف في ســياق الذكرى العشرين لـ "هبة القدس والأقصى": "يعــزز هذا أكثــر مطلبنا الذي لــم نتوقف عن طرحه منذ عشــرين عاما، ولكن بشــكل خاص بعد صدور اســتنتاجا­ت وتوصيات لجنة التحقيق الرسمية "لجنــة أور" رغم المآخذ الكثيرة عليهــا، بأن يتم اخضاع كل المتورطين بقتل شــباننا الشــهداء الـ13 للمحاكمة، وأولهم مصدرو الأوامر العليا، بمعنى بدءا ممن كان يقف على رأس الهرم الحاكم، وقادة الأجهزة، الذين أرســلوا القناصــة الى بلداتنــا العربية كي يقتلــوا أكبر عدد من المنتفضين على الاضطهاد وجرائم الاحتلال" .

يشار الى أن إســرائيل قتلت 13 شــابا من فلسطينيي الداخل خلال تظاهرهــم واحتجاجهم على تدنيس الحرم القدســي الشــريف وهم: رامي غرّة )جــت المثلث( أحمد صيام جباريــن )معاويــة( محمد جباريــن ومصلح أبو جراد )أم الفحم( وسام يزبك، وإياد لوابنة، وعمر عكاوي )الناصرة( محمد خمايســي )كفركنا( رامز بشــناق )كفر مندا( عماد غنايم ووليد أبو صالح )ســخنين( علاء نصار وأسيل عاصلة )عرابة البطوف(.

إحياء الذكرى

وفي ظل الظروف القائمة والإغلاق فإن لجنة المتابعة العليا قررت زيارة أضرحة الشهداء في ساعات الصباح من يوم الخميس حســب ما يجري إقــراره محليا والتي ستقتصر على مندوبين للسلطة المحلية وللجان الشعبية في القرى والمدن التي ارتقى فيها الشهداء بسبب انتشار جائحة كورونا.

كما تقرر تنظيــم مظاهرة رقمية ببث حي على صفحة" المتابعة العليا "على فيسبوك بين الساعة الرابعة من بعد الظهر الى الســابعة مســاء في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وتشــمل كلمات من قيادة مركبات المتابعة ومن أهالي الشهداء وتقارير عن زيارة اضرحة الشهداء وقصائد واغاني وطنية.

لن ننسى ولن نغفر

كذلك تقرر إحياء الذكرى في جهاز التعليم بتخصيص ساعة تعليمية لطلاب المدارس عن هبة القدس والأقصى وأحداثها ومعانيها، وإصدار وثيقة سياســية وحقوقية تســتند الــى رأي قانوني من مركــز عدالــة "للمطالبة بتقديم المجرمين الإســرائي­ليين الذين قتلوا أبناء شعبنا للمحاكمة".

وخلصــت "المتابعة العليــا" للتأكيد على شــعارات الذكرى: "لن ننســى ولن نغفر"، مســؤولية إســرائيل عن الجرائم في أكتوبر2000 لا تــزول بالتقادم، حقوقنا في هذه البلاد مشــتقّة من كوننا أصحــاب هذه البلاد، بوحدة شــعب فلســطين نتصدى لمؤامرات التصفية، لا للتتبيــع ولا للتطبيع ولا للصهيونيــ­ة ولا لصفقة القرن، نعم للدولة والقدس والعودة، القدس عربية فلسطينية إسلامية مسيحية، نحن طلاب العدالة والاحتلال عنوان الطغيان".

 ??  ?? صورة للأقصى أثناء تدنيسه من قبل جنود الاحتلال في الانتفاضة الثانية
صورة للأقصى أثناء تدنيسه من قبل جنود الاحتلال في الانتفاضة الثانية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom