Al-Quds Al-Arabi

إعلامي إماراتي: التطبيع مرفوض شعبيا والمقاطعة الاقتصادية سلاح

-

■ اســطنبول ـ الأناضول: قــال الإعلامي الإماراتي حمد الشامســي، عضــو "الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع" مع إســرائيل، إن غيــاب الصوت الآخر داخل الإمارات بشــأن التطبيــع يعــود إلى السياســة الأمنيــة التي تتبعها السلطات منذ نحو عشر سنوات.

ووقعت الإمارات والبحرين، في واشنطن منتصف ســبتمبر/ أيلول الحالي، اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع إســرائيل، متجاهلتين رفضا شعبيا عربيا واسعا، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية.

ويضيــف الشامســي، فــي مقابلــة مــع الأناضول، أن "الســلطات الإماراتية ســنَّت قوانــن تُجــرّم بشــكل مباشــر الاعتراض على سياســاتها، وتصل عقوبة ذلك لعشر ســنوات ســجنا ومليون درهــم )272 ألف دولار( غرامــة." وتابع "الشــعب الإماراتي داخليــا مُكبل، ولا يســتطيع أن يبــدي رأيه إذا كان معارضــا لسياســات الدولــة"، والســلطات "اعتقلــت العديد مــن أصحاب الرأي الآخر."

ويشــدد علــى أن "شــعوب دول( الخليج الســت كانــت ومــا زالت مــع حــق القضية الفلســطين­ية." وأردف "الشــعب الإماراتــ­ي

هو الــذي نظم المهرجانــ­ات تأييدا لانتفاضة عام 1987، وخرج فــي العديد من الفعاليات، تأييدا لفلسطين، واســتنكار­ا لعدوان الكيان الصهيوني".

ويتهم الفلســطين­يون الإمارات والبحرين بـ"خيانــة" القضيــة الفلســطين­ية، بينمــا يقــول البلــدان الخليجيــا­ن إن التطبيع "قرار سيادي".

عداء لـ"الربيع العربي" وإيران

وحول أهداف أبو ظبي من التطبيع مع تل أبيب، يقول الشامسي "من الصعب أن تحدد فائدة واحدة للإمارات من هذه الاتفاقية" .

ويســتدرك "لكــن يمكــن تفســير الأمــر سياســيا، فإســرائيل والإمارات تتقاطعان في مشاريع مشتركة، أهمها مناهضة ثورات الربيع العربي، وخاصة في مصر، بالإضافة إلــى علاقــة البلديــن العدائيــة لإيــران. هذه المشــاريع يمكن أن تفســر حمــاس الإمارات للاتفاقية."

ويستطرد "هناك بعد آخر، وهو أن الموساد الإسرائيلي )الاستخبارا­ت الخارجية( يعمل فــي الإمارات منذ ســنوات طويلــة، وهذا ما

أشــار إليــه رئيــس وزراء إســرائيل بنيامين نتنياهو في إحدى تغريداته" .

ويشــدد علــى أن عمــل الاســتخبا­رات الإســرائي­لية في الإمــارات منذ ســنوات هو "ســبب كافٍ لقــدرة الموســاد علــى اختراق القرار السياسي والأمني في الإمارات، وهم بارعــون في ذلــك، مما نتجت عنــه مثل هذه الاتفاقية."

إسرائيل المستفيد الأكبر

ويرى الإعلامي الإماراتي أن "إســرائيل هــي المســتفيد الأكبر مــن هــذه الاتفاقية، وتحقق من خلالها عدة مكاسب."

ويوضح أن من أهم مكاسب إسرائيل هو "اختراق الوطن العربي بشكل عام والخليج بشــكل خــاص إعلاميــا، مســتفيدة مــن الإمكانيــ­ات الإماراتية فــي ذلك، فالإمارات تملــك أدوات إعلاميــة تتمتــع بمتابعــة في الوطن العربي."

ويتابع "الإمارات مكنت إســرائيلي­ين من الظهــور على هــذه القنــوات )التلفزيوني­ة( يخاطبــون الشــارع العربــي ويســوقون مشــاريعهم، محاولــن اختــراق الوعــي العربــي وإعــادة إنتــاج وتقــديم أنفســهم بصورة حسنة" .

ويحذر الشامســي من أن "الخطورة تكمن في أن هذه الإمكانيات الإعلامية الإماراتية لا تســمح بالرأي المناهض لإسرائيل بالتواجد على قنواتها، بهــدف تصحيح وتصويب ما يحاول الإسرائيلي تسويقه."

ويضيــف "الشــعب الإماراتــ­ي بشــكل خاص، والمقيمون فيها بشــكل عام، يملكون قوة شــرائية عالية، وهذه الأسواق ستكون محــل اهتمــام البضائع الإســرائي­لية، ما من شــأنه أن يعزز قوة الاقتصاد الإســرائي­لي." ويســتطرد: إضافة إلى "قدرة الإمارات على إعــادة تصديــر هــذه المنتجــات إلــى العالم العربــي، مســتفيدة مــن الاتفاقيــ­ات التــي تربطهــا بالعالــم العربي، كاتفاقيــة الإعفاء الجمركي وغيرها" .

كمــا يــرى الشامســي أن "الاتفاقيــ­ة ســتجعل لإســرائيل قدما على حدود مقابلة للحــدود الإيرانيــ­ة، فكمــا توجد إيــران في لبنان وســوريا علــى الحدود الإســرائي­لية، فإسرائيل الآن توجد على الحدود الإيرانية، عبر وجدها في الإمارات والبحرين" .

ويشــدد علــى أن "العلاقــة بين إســرائيل

والخليج تتطور بسرعة، ولا أستبعد أن تمتد لوجود عسكري إسرائيلي فيه، بحجة الدعم في حماية الخليج من إيران."

ويحذر من أنه "عبــر مظلة العمل التجاري والاقتصــا­دي العلنــي يمكــن أن تنشــط الأجهزة الاســتخبا­رية الإســرائي­لية لتجنيد عمــاء، للتجســس علــى الــدول الخليجيــة والعربية."

ويشــير إلــى أن "هــذا يمكــن أن يتطــور لاختــراق المزيــد مــن القــرارات السياســية والأمنيــة في العالــم العربي، مــا يحتم على شــعوب المنطقــة كافــة، وليســت الخليجية فقــط، الوقــوف ضــد هــذا التطبيــع، فأثره وتداعياته ليســت حكرا علــى الخليج، وإنما ستمتد للعالم العربي بشكل عام."

مقاطعة المطبعين

ويشــدد الشامســي علــى "أهميــة دور الشــعوب في المنطقــة يجب عليهــا أن تبعث رســالة إلى كل الــدول الُمطبعة والشــركات التابعة لها بأنه ستكون لهذا التطبيع ضريبة كبيرة عليها بشكل مباشر."

ويتابــع "أدعــو الشــعوب الحرة بشــكل عام إلــى مقاطعــة كل الشــركات الإماراتية والبحرينية الُمطبعة مع الكيان الصهيوني" .

ويضيف "أشــكال هــذه المقاطعــة كثيرة، فهذه الشــركات لها امتــداد جغرافي خارج الإمارات، فمثلا مصرف أبو ظبي الإسلامي، الــذي أعلــن عقــد اتفاقيــة مــع بنــك لئومي الإسرائيلي، له وجود في مصر والسعودية، إضافة إلى العراق."

ودعا شــعوب هذه الــدول إلــى "مقاطعة هذا البنك الذي يدعم الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلســطين­ية. وقس على ذلك، فإذا قــام طيران الإمــارات أو طيران الخليج )البحرينــي( بتســيير رحــات إلــى الكيان الصهيونــي، فإننــي أدعــو الشــعوب إلــى مقاطعتهم."

ويشــدد علــى أن "المقاطعــة الاقتصادية هي أقوى ســاح تملكه الشــعوب، وله تأثير مباشر على الُمطبعين" .

وختم بأنــه "يجب أن تكون هناك رســالة واضحــة المعالــم بــأن فتــح المطبعيــن أي بــاب مــع الخمســة ملاييــن إســرائيلي ســتقابله أبواب تُغلق من مئات الملايين من العــرب والأحــرار الذين يرفضــون العدوان الإسرائيلي."

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom