Al-Quds Al-Arabi

استمرار التوافق الوطني لطي سنوات الانقسام ... مركزية فتح تجتمع الخميس برئاسة أبو مازن وحماس تطالب بسرعة التحرك

الشيخ: مصرون على إنجاز الوحدة وتحقيق الشراكة السياسية

- غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور:

بهدف وضع النقــاط الأخيرة على التفاهمــا­ت التي تمت مؤخرا في مدينة اسطنبول التركية بين حركتي فتح وحماس، تســتعد اللجنة المركزيــة لحركة فتح لعقد اجتماع برئاســة الرئيس محمود عباس، يجري خلالــه أيضا تدارس الوضع السياســي، والتحضيــر­ات الجارية لعقد الاجتمــاع الثاني للأمناء العامين للفصائل الفلســطين­ية، المقرر في الثالث من الشهر المقبل، فيما تستعد قيادة حماس لعقد اجتماع مماثل.

وفــي ظل الأجواء الإيجابية الســائدة حاليــا بين حركتي فتح وحماس، ضمن المســاعي الرامية لطي سنوات الانقسام، وتطبيق تفاهمــات المصالحــة، وتحقيق الوحــدة الوطنية، للتصدي للمخططات الرامية لتصفية القيادة الفلســطين­ية، لا تزال المشــاورا­ت الداخلية والثنائية بين حركتي فتح وحماس قائمة، من أجل تدارس الخطوات المقبلة، خاصة بعد الاجتماع القــادم للأمناء العامــن للفصائل، والمقرر أن يتبعه مرســوم رئاســي بتحديد موعد الانتخابات الفلســطين­ية التي ستبدأ بالتشــريع­ية وتليها الرئاســية ومن ثــم انتخابات المجلس الوطني.

وفي هذا الســياق، قال عضو اللجنــة المركزية لحركة فتح حســن الشــيخ، إن الرئيس محمود عباس مصر على إنجاز الوحدة الوطنية وتحقيق الشــراكة السياســية على أســس واضحة ومتفق عليها، لمواجهة كل المؤامرات ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

وقال خــال مقابلة مع تلفزيون فلســطين الرســمي "قرار الرئيس بالدعوة لاجتماع الأمنــاء العامين كان خطوة جريئة وشــجاعة في تحقيق حلمه الذي طالما سعى إليه لرأب الصدع وتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقســام، الذي كان ناجحا بمخرجاته وأســس لما بعده من حوارات ثنائية وتفاهمات بين حركتــي فتح وحماس، ليصار الى حــوار وتوافق وطني للكل الفلســطين­ي وإجراء الانتخابات"، مشــيرا إلــى أن الرئيس يحرص ويســعى لإدخال الكل الفلسطيني في منظمة التحرير والسلطة الوطنية.

وأشــاد بنتائج اللقــاءات التي عقدت في اســطنبول بين وفدي فتح وحمــاس، التي وصفهــا بـ "الإيجابيــ­ة"، لوضع اللبنــة الأولى، التي خرجت بتفاهمات تمهــد للمرحلة المقبلة، وقــال "الرئيس حدد منذ البداية مســار الوفد، من تركيا والى قطر، والــى القاهرة كونها ترعى المصالحة ومن الواجب إطلاع الأشقاء المصريين، ومن ثم الى الأردن".

وأشار إلى أن اللجنة المركزية لحركة فتح ستجتمع الخميس وستدرس هذه التفاهمات وستعطي قرارها.

وقال "هناك قبول مبدئي بمخرجات الحوارات، وســيكون

هناك أيضا اجتماع لقيادة حماس وكل الفصائل التي وضعت في صورة هــذه التفاهمات، وهي بصدد حــوار جدي ليكون هناك حوار بــن كل الفصائل لتحويل التفاهمات الى خطوات ملموسة".

ويوضح الشــيخ أن الرئيس سوف يدعو لاجتماع للأمناء العامين للفصائل والإعلان عن الاتفــاق وإطلاق الانتخابات بعد التشــاور مــع لجنــة الانتخابــ­ات. وقال "هــذه جملة التفاهمات التي جرت مع حماس وخلقت رضا عاما في الشارع

ونحن نأمل أن يكون هناك إســناد إقليمي من الإخوة العرب لذلك".

وقال محــذرا من ضياع فرصة إنجــاز المصالحة هذه المرة "الفرصة التــي تأتي ربما لا تعــود، والإجماع الفلســطين­ي الذي تجلى برفض صفقة القرن هو الــذي أعطى بارقة الأمل والضوء والاستشــع­ار عند الرئيس، ومباشرة دعا لاجتماع الأمناء العامــن ليبني بمجموعة من الخطوات لتمتين الجبهة الداخلية والوحدة والشراكة السياسية".

وعمل القيادي فــي حركة فتح على طمأنــة حماس، وقال نحن ذاهبون للشراكة والانتخابا­ت، ورسالة نوجهها لحماس والتنظيمات، وإذا نحن فزنا بالانتخابا­ت ذاهبون الى حكومة وحــدة، وإذا غيرنا فاز فهم أحرار، وإذا دعونا لحكومة وحدة ســنذهب معهم، ونحن ننتصر لفلسطين ســواء كنا أقلية او أغلبية، ويوم الخميس سيصدر بيان رسمي حول التفاهمات بين حماس ووفد فتح".

وحــول التهديدات والضغــوط الأمريكية الممارســة على الشعب الفلسطيني وقيادته، أكد الشــيخ أن الرئيس عباس "انتصر لفلسطين في ظل هذه المؤامرة، ووقف في وجه الإدارة الأمريكية وسياساتها وخطة صفقة القرن بالوحدة والإصرار عليها، وقــال:" نحن ندافع عن قضية ونحــن فعلا لم نحترم الرؤية الأمريكية للحل والصفقة التي هدفها تدمير المشــروع الوطني".

وحول رفض التطبيع المجاني مع الاحتلال، أكد الشــيخ أن إعلان الإمارات والبحرين التطبيع مع الاحتلال مثل "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وقيادته".

وأضاف "لا يوجد أي مبرر لكســر القرار العربي والدولي والشرعية الدولية"، منتقدا التصريحات التي تدعي الحرص على الفلســطين­يين، وأنهم نصبوا أنفســهم متحدثين باســم الشــعب الفلســطين­ي الذي له قيادة وممثل شــرعي ووحيد يتحدث باسمه وهو منظمة التحرير.

واتهم الجامعة العربيــة بأنها "خرجت عن ميثاقها"، وقال "لا يجــب ان تخضع الجامعــة العربية لنفــوذ المال تحت أي ظرف، وعليه انسحبنا من رئاســة الجامعة، وهذا أقل إجراء ممكن ان نتخذه من باب العتب والغضب من أجل موقف يتخذ بحق قضيتنا والإجماع العربي".

وانتقد الشــيخ بعض الأطراف التي تدعو الى التنســيق الأمني واستلام المقاصة من الاحتلال، واعتبر أنه الآن لا أساس للعلاقة مع الاحتلال في ظل أنهم لا يعترفون بالاتفاقيا­ت، وأنه حتى اللحظة لم يعلن أي مســؤول اســرائيلي عن وقف خطة الضم، ولذلك الاتفاقيات ليســت انتقائيــة، وعودة العلاقات دون صيغة تعاقدية يعني أننا نعمل للاحتلال

وفي ســياق الحديث عن المصالحة، ثمن القيادي في حركة حماس رأفت ناصيف، الجهود المبذولة من أجل التقدم في ملف المصالحة، وآخرها لقاءات إســطنبول التي قال إنها جاءت كـ "خطوة متقدمة في بناء النظام السياســي الفلســطين­ي على أسس سليمة تخدم المشروع الوطني الفلسطيني".

وقال في تصريح صحافــي "إن إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية سليمة تضمن مشاركة الكل الفلسطيني، تحمل رمزية كبيرة بعودة القضية الفلسطينية بمكوناتها كافة في الداخل والخارج لســاحة الصراع، وهو ما سيعطي الأمل لأبناء شعبنا في الشتات بأن يكونوا شركاء في اختيار قيادة الشعب الفلسطيني وممثلين في مؤسساته الوطنية الجامعة".

وأكــد أن مواجهــة الاحتــال ووقــف مشــاريعه علــى الأرض"يتطلبان ســرعة التحرك، ودمج أبناء شعبنا كافة في مشروع تحرري شامل، والاستفادة من طاقات أبناء شعبنا في الداخل والخارج".

وجدير بالذكر ان قيادة حركة حماس تســتعد هي الأخرى لعقد لقــاء من أجــل مناقشــة التوافقات التــي حصلت في اســطنبول، حســب ما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

 ??  ?? جبريل الرجوب والوفد المرافق له خلال لقائهم بوزير الخارجية المصري سامح شكري
جبريل الرجوب والوفد المرافق له خلال لقائهم بوزير الخارجية المصري سامح شكري

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom