الرأي العام المغربي يهتز من جديد لجريمة في حق الطفولة

أعلــن المدعــي العام لدى محكمة الاســتئناف فــي ورزازات )جنــوب المغرب(، أول أمــس الأحد، أنه تم العثــور على بقايا عظام بشــرية صغيرة الحجم وبعض الملابس في أحد الجبال نواحي أكدز )إقليم وارزازات( مســاء، وتم فتح بحث قضائي من أجل إجراء خبرة جينية عليها.

وعهد بالبحث إلى المركز القضائــي للدرك الملكي في مدينة زاكــورة، وذلــك مــن أجــل إجــراء خبرة جينيــة علــى العظام البشــرية لمعرفــة الحمض النــووي ولتحديد أســباب الوفاة، والقيــام بالتحريات اللازمــة لمعرفة ظروف وملابســات هذه الواقعــة». وأشــار بلاغ في الموضــوع إلى أن «النيابــة العامة سوف تخبر الرأي العام بكل مستجد حول هذه الواقعة».

وتزامن صــدور هــذا البلاغ مع الإعــان عن اختفــاء طفلة صغيرة عمرها 5 ســنوات، منذ 17 آب/ أغســطس المنصرم من قرية تافركالت، جماعة مزكيطة، بأكدز، إقليم زاكورة. وتقول أسرتها إنها تعرضت للاختطاف والقتل.

وأصدرت منظمة «الشــبيبة المدرســية» فرع زاكــورة، بياناً

أشــارت فيــه إلــى أنها تابعــت بألم شــديد يعتصر كمــا تابع ســاكنة الجنوب الشــرقي واقعــة اختفاء الطفلــة نعيمة ذات الخمــس الســنوات التي اختفت لأكثر من شــهر، إلــى أن عُثر عليها جثة هامدة في قمة جبل كيسان.

وطالبــت المنظمــة الجهــات العموميــة المختصــة بضرورة الضــرب بقــوة علــى كل من ســولت له نفســه الاعتــداء على الطفولة، ســواء أكان اعتداء نفسياً أو جسدياً من أجل ضمان الحق فــي العيش الكريم فــي أمان واطمئنان داخــل البيت أو الشارع أو مختلف الفضاءات العامة.

ونــددت بواقعــة مقتل الطفلــة نعيمــة، داعية إلــى «القيام بالتحريــات اللازمة لمعرفة ظروف وملابســات هــذه الواقعة وكشــف الحقيقة وتحقيــق العدالة فــي هذا الملــف بما يبعث الطمأنينة في قلوب الأســر ويحد مــن تزايد مثل هذه الظواهر التــي بات يعرفهــا مجتمعنا بشــكل يدعو إلى الخــوف». كما دعــت جميع شــرائح المجتمع إلــى التعاون مــن أجل الوقوف بالمرصاد لمثل هذه السلوكيات الإجرامية.

في الســياق نفســه، أبــرزت وزارة الدولة المكلفــة بحقوق الإنســان والعلاقات مع البرلمان في المغرب، في بلاغ لها، أنها تابعــت الجرائم الخطيــرة والبشــعة التي تعــرض لها بعض الأطفال، في الآونة الأخيرة، والتي اهتز لها الرأي العام بقوة، رافضاً ومســتنكراً ومطالباً بمعاقبة الجناة، ووضع حد لهذه الجرائــم التي تســتهدف فئــة اجتماعية هشــة، والتي ينبغي توفيــر الحماية الكاملــة لها، وأعلى درجــات اليقظة والتدخل المطلوبين للوقاية من المخاطر المحدقة بها.»

وأعلنت أنهــا قررت تنظيم لقاءات تشــاورية مع القطاعات الحكومية والمؤسســات والهيئات المختصــة، من أجل تدارس حصيلة مجال حماية حقوق الطفل وآليات ووســائل الحماية والوقايــة من الانتهاكات والنواقــص والخصاصات المحتملة في التشــريع والممارســة فــي هذا الشــأن، وأشــارت الوزارة إلــى أن القرار المذكور يأتي تفاعلاً مع هــذه المطالب المجتمعية، ومن أجل تعزيز ســبل الوقاية والحماية من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، لا ســيما تلك المتعلقة بالعنف الجســدي والاعتداءات الجنسية، بمزيد من الجدية والحزم والمسؤولية.

جديــر بالذكــر أن هذه الواقعــة تأتي بعد حــادث اختطاف واغتصاب وقتل الطفل عدنان بوشوف في طنجة، وكذا اتهام فقيه باغتصاب فتيات وأطفال صغار في المدينة نفسها.