Al-Quds Al-Arabi

أبو الغيط يخرج من مخبئه مخيبا آمال الأغلبية: التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب في صالح الفلسطينيي­ن

الدولة خسرت دور الصحافة في معركتها ضد وسائل التواصل الاجتماعي... والمطالبة بدور أكبر لرأس المال الخاص

- القاهرة ـ «القدس العربي» من حسام عبد البصير:

منذ أســابيع وعقب تحرك قطار التطبيــع من محطة أبو ظبي في الطريــق لتل أبيب، ظلــت الأغلبية تبحــث عن أثر لأحمــد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، لعل تنديدا يصدر على لســانه، من شأنه أن يعرقل موسم الهرولة نحو العدو، غير أن الرجل تحلى بالصمــت واختفــى عن الأنظار قبــل أن يخرج للعلــن لاحقا، منددا بافتتاح كل من كوســوفو وصربيا سفاراتٍ لهما في مدينة القدس المحتلة. ثم تحلى بصمته حتى نطق أخيرا ليثير الإحباط في ســائر الشوارع العربية.

ووفقــا للصحف المصريــة الصادرة يــوم الاثنين 28 ســبتمبر/ أيلول، التي اهتمت بما ورد على لســان أمين عام الجامعة العربية.. نقلــت «الوطــن» عن أبوالغيــط تصريحــات متلفزة قــال فيها: «إن معاهدة الســام بين الإمارات وإسرائيل قيدت مخططات الحكومة الإســرائي­لية لضم أراضٍ فــي الضفة الغربيــة، وإن التفاهمات بين الإمارات والولايات المتحدة فرضت على الجانب الإسرائيلي تجميد عملية ضم الأراضي الفلسطينية، وهو ما يمثل حدثا رئيسيا.

واهتمت صحف الاثنين أيضا، بالذكرى الخمسين لرحيل جمال عبــد الناصر، وفي هذا الســياق أكــدت «الأهرام» علــى أن الرئيس السيســي أناب محمــد زكي القائــد العــام للقوات المســلحة وزير

لا عزاء للصحف

هل لاحــظ الإعلاميــ­ون المصريون ومعهــم الحكومــة أن بعض أهم القضايا التي ينشغل بها الرأي العام المصري، لم تفجرها وسائل الإعلام التقليدية، بل كما يؤكد عماد الدين حســن في «الشروق» فجرتها وسائل التواصــل الاجتماعي «السوشــيال ميديــا» والأهم هــل لاحظوا معنى وخطورة ذلك؟ السوشيال ميديا وليست الصحف والفضائيات المصرية، هي التي فجّرت قضية الشــاب المتهم بالتحرش «ب.أ. ز» قبل شــهور، ما قاد إلى القبــض عليه، ثم بدء التحقيــق معه أمام النيابــة التي حولته إلى المحاكمة الجنائية. السوشــيال ميديا أيضا هي التي فجّرت قضية أو جريمة فيرمونت، فهي التي ألحت على القضية، وهي التي واصلت النشر، وبعضها تعرض للحذف والتوقف والتهديد، لكنها لم تيأس، وفي النهاية بــدأت النيابة التحقيــق وقبضت بالفعل على بعــض المتهمين، ووضعت آخرين على قوائــم الترقب والوصول، بعد هروبهــم. في القضيتين فإن السوشيال ميديا هي التي بادرت وتحركت، وظل الملعب خاليا أمامها، من دون أي منافسة من وسائل الإعلام التقليدية القومية والخاصة والمستقلة والحزبية، التي لم تتحرك إلا بعد أن بدأت النيابة تصدر بياناتها.المفترض أن السوشــيال ميديا، وطبقا لاســمها هى وســائل تواصــل اجتماعي، وليســت وســائل إعلام، لكنها تحولت إلى ذلك في اللحظة التي توقفت وســائل الإعلام العادية، أو حتى الإلكتروني­ة عن القيام بدورها الطبيعي والمنطقــي، وهو نقل الأخبار وتدقيقها وتحليلهــا ومتابعتها. وهنا الخطأ الكبير، بل ربما الخطر الكبير. وســائل الإعلام التقليدية وبحكم اتباعها للقواعد المهنية، تقوم بتدقيق الأخبار وتوثيقها، والتأكد منها قبل نشرها. هي لا تنشر الإشاعات والأخبار الناقصة والمشوهة، وبالتالي في اللحظة التي توقفت عن عملها، بدأت السوشــيال ميديا تقوم بهذا الدور، من دون أي التزام بأي قواعد مهنية أو أخلاقية.

تكميم الأفواه هو السبب

يمضي عماد الدين حســن مؤكــدا على أن البعــض كان يعتقد أنه إذا توقفت وسائل الإعلام التقليدية عن نشر هذه النوعية من الأخبار ـ التي قد يصنفها البعض بأنها مثيرة ـ سوف يتوقف الصداع الذي يصيب رأس الحكومة وأجهزتها. ربما يكون ذلك قــد حدث بالفعل، لكن بدلا من توقف هذا الصداع، فإن الحكومة اكتشفت الآن أن ما هو أسوأ من الصداع قد بدأ يهددها. على الأقل هي تستطيع التواصل مع وسائل الإعلام التقليدية من صحف وفضائيــات، وتنقل إليهم الحقيقة، وهي أيضا تســتطيع تطبيق القوانين المنظمة للمهنة عليهم، بل هي قادرة على معاقبتهم بحكم ترسانة القوانين التي تطبق على رأس وجسد الصحافة المصرية منذ عقود طويلة، وتم تغليظها أكثر من مرة مؤخرا. توقفت معظم وسائل الإعلام عن متابعة القضايا المثارة أو تفجيرها أو متابعتها، وبالتالي اســتغلت السوشــيال ميديا الفرصة وبــدأت تمارس مهنة هي أصلا ليســت مهنتها. صحيح أن هناك نجوما إعلاميين ومحترفين صاروا يكتبون ويظهرون في السوشيال ميديــا، لكن الغالبية العظمى هواة، والنتيجة أن أي شــخص صار يكتب ويفتي كيفما يشــاء، وفي كل موضوع. ما هي الخطورة في ذلك؟ ببساطة فإن استمرار ذلك سوف يجعل تشكيل عقل ووعي الجمهور موجودا لدى وسائل التواصل الاجتماعي، التي تقوم غالبا بفبركة الإشاعات أو تشويه الحقائق، ما يجعل الحكومة تقوم بالرد عليها في كل لحظة، ثم إن أساليب الإلحاح والزن واللجان الإلكتروني­ة منتشــر وبقــوة في هذا الفضاء غير المنضبط، وبالتالي فإن احتمالات استغلاله من آخرين قوية جدا.

ظاهرة مخيفة

أكد فــاروق جويدة في «الأهــرام»: «أنه لم يتعامــل إطلاقا مع مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كان فيسبوك أو تويتر أو إنستغرام.. وليس له حساب أو قناة أو موقع يحمل اســمه. تابع جويدة كلامه غاضبا: وقد كتبت عن هذه الظواهر الغريبة، حين أرســل لي القراء الأعزاء منذ شهور مواقع في الفيسبوك تحمل اســمي وفيها آلاف المتابعين.. ويومها وجهت رســالة إلى المســؤولي­ن في وزارة الداخلية، لتتبع هــذه المواقع واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها. لكــن فوجئت في الأيام الأخيرة بظهور عدد كبير من الحسابات والمواقع التي تحمل اســمي، وأنا لا اعرف مصدرها.. الخطير في الأمر أنها تتناول موضوعات وقضايا سياســية على لســاني لم أتحدث فيها، وليســت من آرائي ولا علاقة لي بها.. إن عدد هذه المواقع يزداد وعدد المشــاركي­ن فيها عشرات الآلاف، وأنا لا أعرف أحدا منهم، وهم يتحدثون باسمي وينشــرون قصائدي القديمة والحديثة، ويسببون لي إزعاجا كبيرا، خاصة أنني لا أتعامل إطلاقا مع هذه المواقع، حتى ما يخص الآخرين.. إن هذه المواقع والحسابات المزورة التي تحمل اسمي وتتحدث بلساني في كل شــيء جريمة لا أدرى تصنيفها القانوني، ولكنني أعلم أن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، أنشــأ جهازا في الوزارة يضع حدا لهــذه التجاوزات التي تصل إلى مســتوى الجرائم. وفــي الحقيقة أنا لا أجد لنفســى مبررا ليكون لي موقع في هذه المواقــع، فأنا لي نافذة يومية في أكبر جريدة عربية، وهي «الأهرام» ولا أتصور أن استخدم الفيسبوك أو تويتر، فلســت في حاجة لهمــا.. إن بعض هذه المواقع المزورة تنشــر إعلانات وتحصل على مبالغ مالية كبيرة مقابل ذلك.. أرجو المسؤولين في مكتب السيد وزير الداخلية أن يتتبعوا هذه المواقع التي تحمل اسمي وهي كثيرة، فنحن أمام ظاهرة مخيفة».

هكذا تهدم الدول

دعا زكي القاضي في «اليوم الســابع» كل من يتابع شــؤون الدولة، أو يتابع السوشيال ميديا، أو حتى قنوات الإخوان والجزيرة، أن يطلب من أحد ابنائه في المنــزل، أن يفتح له خريطة البلاد التالية، ســوريا وليبيا واليمن والصومال، ثم خرائط العراق والسودان، ويكتب في خانة البحث على الإنترنــت، مناطق نفوذ النظام، ومناطق نفــوذ المعارضة، ومناطق نفــوذ «داعش» ومناطق نفوذ تنظيم «القاعــدة» فقط أكتب تلك الكلمات، ســتبدأ خرائط تلك الدول تتلون أمامك، نعم ســيبدأ محــرك البحث في إعطاء ألوان لكل منطقة داخل الدولة الواحدة، ومفتاح للرموز بالأســفل، يقول لك كل لون يشير للقوى المسيطرة على تلك المنطقة، وكل لون من تلك الألوان يضم أسلحة مختلفة، سواء مدفعية ودبابات أو فيبعض الأحيان طائرات مقاتلة، نعم هناك فصائــل محلية تعارض الدولة تمتلك مطارات حربية، ثم إنك في خريطتي الســودان والعراق، ستجد أن الدولة الأولى قســمت لدولتين في الســنوات الأخيرة، بينما دولة العراق حتى الآن، لا تتماشــى بأي معيار مع فكرة الدولة، بل إن هناك قوى متصارعة عقائديا الدفاع والإنتــاج الحربي، للمشــاركة في إحياء الذكرى الســنوية لوفــاة الزعيم الراحل جمــال عبد الناصر. وفي هذه المناســبة أكد مرســي عطا الله فــي «الأهرام» علــى أنه بعد مرور نصــف قرن لم تتوقف أعنف وأعتى حملات التشكيك والتشويه ضد عبدالناصر، فإن الأعداء مثل الأصدقاء لا شــيء يذهلهم سوى أن الرجل ما زال حيا فــي قلوب الملايــن حتى اليــوم، الذين يحمدون لــه أنه رفض كل الضغــوط الدوليــة التــي كانــت تســتهدف تشــكيك مصر في قدرتها، وتشــكيك الأمة العربيــة في قدرة مصر بعد نكســة يونيو /حزيران1967، لتكون معركة إعادة بناء القوات المســلحة، وشــن حــرب الاســتنزا­ف، وبناء حائــط الصواريخ وتحريكــه إلى حافة قنــاة الســويس فــي أغســطس/آب 1970، آخر لمســات وبصمات الرجــل قبل رحيله بعد أســابيع، مؤكدا بذلك علــى أنه إذا كانت قد تعثرت خطــاه في يونيو 1967، فإنه بتحريــك حائط الصواريخ قد وضع اللمســات الأخيرة لأهم اســتعدادا­ت مصر لحــرب أكتوبر/ تشــرين الأول 1973. ومــن تقارير أمس: قرر وزيــر الداخلية اللواء محمود توفيق، منح الإذن إلى 21 شخصا بينهم 7 سيدات وطفلتان بالتجنس بجنســيات 4 دول أخرى، مع ســحب الجنسية المصرية منهم. وهذه الدول هي ألمانيا وهولندا والنمســا والولايات المتحدة الأمريكية. أمس كذلك واصــل وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة نشاطه المعتاد بالهجوم على الإخوان المسلمين.

وسياســيا وجغرافيا. أغلق تلك الخرائط جميعا، فكلها مرّ عليها سنوات، واذهب إلى موقع يوتيوب واكتب أسماء تلك الدول وشاهد آخر 50 فيديو عن كل دولة، فلو ظهر لك أي فيديو عن أي شــيء سوى الخراب، فأرجوك أرسله لكي ننشره، نعم كل تلك الدول، سواء كان الواقع حقيقيا، أو مغاير لذلك، فكل الصور الذهنية عنها أنها دول إرهاب ودمار وخراب، لم يحدث ذلك في حرب، ولم يكن ســبب ذلك قنابل نووية، أو حروب بأي ســاح، بل كان الســبب الرئيســي والوحيد، هم أبناء الدول نفسها، هم أنفسهم من تصارعوا، وهم أنفســهم من استخدموا العنف، وهم أنفسهم أصحاب الألوان على الخريطة، وهم أنفسهم شخصيات الدمار في اليوتيوب.

دروس لا بد منها

دروس كثيرة يمكن أن نســتخلصها من تجربة مصر في خمســينيات وســتينيات القرن الماضي، أبرزها وفق رأي الدكتور مصطفى كامل السيد في «الشــروق»: «أولا: صحيح أن ضباط يوليو/تمــوز كانوا لا يرفضون العمل السياسي الجماهيري، لكنهم حســب تصور عبدالناصر نفسه في فلســفة الثورة، كانوا يتصورونه استنســاخا لتقاليد العمل العسكري، فالقيــادة تصدر الأوامر وعلــى الجماهير تلبية النداء، بــدون أن يكون للأخيرين الحق في المبادرة، ولا السماح بإظهار أي اختلافات في ما بينهم وبين القيادة. شــعار الثــورة الأول كان: الاتحاد ـ النظــام ـ العمل، وهو شــعار لا يفسح المجال لأي عمل سياســي فيه اختلاف في وجهات النظر، ثانيا: إن الدور الأساسي للقوات المسلحة هو الدفاع عن الوطن، وإنه حق مشروع لضباط القوات المســلحة أن يمارسوا العمل السياسي مثلهم مثل غيرهم من المواطنين، لكن بشرط ترك مناصبهم في القوات المسلحة، وعدم اتخاذ القوات المســلحة موقفا من قضايا الخلاف في السياسة الداخلية. والجدير بالذكــر أن تلك كانت دعــوة عبدالناصر لزملائــه من الضباط الأحرار في ســنة 1956 لكــن انتهى الأمر بأن أوكل لنائبــه الأول ووزير الدفاع شمس بدران وبعض المؤسسات الأمنية في القوات المسلحة أدوارا في السياسات الداخلية والخارجية، وعلى الرغم من التوتر الذي نشأ عن أخطاء نائبه القائد الحقيقي للقوات المســلحة أثناء العدوان الثلاثي في 1956 وفى ســوريا في 1961 ثم في النزاع حول اختصاصاته في سنة ، إلا أنه قبل بتوســع هذا الدور، وكان ذلك من أحد أسباب الهزيمة العسكرية في ســنة 1967. ثالثا: إن طريق التنمية المتوازنة في مصر هو بتكاتف كل قوى وقدرات الوطن في مشــروع يعكس الأولويات الصحيحة للاقتصاد والمجتمــع. رابعا: إن السياســة الخارجيــة يمكن أن تقــدم أفضل الدعم للسياسات الداخلية الساعية لتحقيق التنمية.»

فضيحة كونية

لم يســتطع نبيل عمر كما أخبرنــا في «الأهــرام» التعاطف مع الزوج الذي نســب إلى زوجته خيانته، وإنجاب ثلاثة أطفال ليسوا من صلبه، وأخــذ عليها حكما بالحبس 3 ســنوات فــي جريمة زنا: «لم استســغ ما فعله من ظهور إعلامي كثيف، ليــروى أدق تفاصيل الخيانة، وكيف ضاع شــقى عمره هباء منثورا. ما الدافع؟ هل يثأر منها بفضحها على الأشهاد، وتجريسها كأنه يدور بها عارية في الشــوارع، ليشير إليها المجتمع كله: هذه هي المــرأة الخائنة؟ هل يفش وجعه، بحثا عــن تعاطف الناس ومد يد العون ليصبر على بلوته؟ هل هو في حالة ارتباك نفســي، فبات أشبه بمن يصرخ بأعلى صوته ويتقلب على جمر نار الوجيعة، ليتعب ويسقط من الإعياء، فينزاح الوجع ولو مؤقتا؟ هل هو يســتغيث بالمجتمع بعد أن نُســب إليه أولاد مزيفون بالوثائق والمســتند­ات، ولم يسمح له القانون بنفي هذا النسب؟ إذا كان يثأر منها فهو فعلها، لكنه صلب نفسه أيضا على أبواب المدينة للداخل والخارج، فإذا كانت الفضيحة محصورة بين مئة أو مئتي شــخص، العائلات والجيران والغرباء، الذين تابعوا المحاكمة التي خلصت إلى حبس الزوجة والعشــيق 3 سنوات، فالفضيحة الآن كونية، أشبه بقنبلة انشطارية بين عشرات الملايين من البشر، وطارت بين أرجاء المعمورة وعرف بها كل ناطق باللغة العربية، وســتظل تداعياتها تطارده مــع الزوجة المدانة طيلة حياته، وبعد مماتــه، يرويها الناس مثلا للرجل الذي خانته زوجتــه 11 عاما، وهو غافل عنها، وأنجبت له ثلاثة أبناء في الحرام. إذا كان يلهث وراء دعم مجتمعه، ليشــده من الجُب المخيف الذي تســكنه عقارب الخيانة وتنهش عقله وقلبه ليل نهار، فهو كمن ينقب عن قطــرة ماء في الربع الخالــي من الصحراء، وقد تبتلعــه رمالها الناعمة، فالمجتمعات في الشرق تعشق النميمة، بقدر ما تعشق الحياة».

خطوة لا بد منها

أعرب محمد بركات في «الأخبار» عن أملــه في أن تمنح الحكومة دورا كبيــرا وأكثر فاعلية، لرأس المــال الخاص، في بناء وتنفيذ المشــروعا­ت الضخمــة والعملاقة، التــي تقوم عليها خطــة التنمية الشــاملة للدولة المصريــة، في مســيرتها المتســارع­ة الآن، ومنذ فترة امتــدت على طول السنوات الســت الماضية، وكانت ولا تزال تمنياتي تلك قائمة على أساس إيمانــي الكامل، بأن مصر تحتــاج أول ما تحتاج إلى أيــادي كل أبنائها، للمســاهمة معا في عمليــة البنــاء والتحديث والتطوير الجــادة، التي بدأتها منــذ 2014 وحتى الآن، في إطــار الخطة التنموية الشــاملة التي يجري تنفيذها بشــكل متواصل. وفي هذا الســياق كنت أتوقع مبادرات إيجابية ودعوات جادة مــن الدولة للقطاع الخاص، تدعوه فيها وتحفزه للمشاركة الفاعلة في بناء مصر الحديثة والقوية، لذلك كان توقعي صادقا وفي محله، عندما قام الرئيس السيســي بذلك خــال افتتاحه وزيارته لمجمع التكســير الهيدروجين­ي للبترول، وعدد من المشروعات الأخرى في القليوبيــ­ة مؤخرا. ولعلى لا أتجاوز الواقع إذا ما قلت، إنني أتوقع وأنتظر رد فعل إيجابي ومرحب بالدعوة الواضحة والمعلنة، التي وجهها الرئيس السيســي بالأمــس، للقطاع الخاص ورجــال المال والأعمــال المصريين، للمســاهمة القوية والفاعلة في المشروعات التنموية الضخمة والمتنوعة، التي تقوم بها الدولة المصرية في إطار خطتها للتنمية الشــاملة، وسعيها المكثف والمتســار­ع للتطوير والتحديث والبناء. وبالمناســ­بة ليست هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها الرئيس مثل هذه الدعوة للقطاع الخاص ورأس المال الخاص.

حبيب الملايين

رغم مرور 50 عاما على وفاته، لم يستطع أي زعيم أن يكسب حب الناس مثلما كســبه عبد الناصر، لأنها كما يرى محمود الخضــري في «البوابة

نيوز» مســألة ربانية، وجاء في ظروف مختلفة عــززت من حب الناس، خصوصا في فترة التحرر العربي والعالمي من الاســتعما­ر، وكســر حالة الفقر التي سادت لسنوات وربما قرون، ليأتي عبدالناصر ليضيء شمعة أمل في حياة الناس والشعوب والدول، فرأت الجماهير أحلامها فيه وبين يديه، وأحبهم فأحبوه. واليوم نحتفل باليوبيل الذهبي لوفاة هذا الزعيم المتفــرد، أو «أبو الفقــراء» أو «أمير الفقراء» وصفه الناس وسياســيون وأدبــاء ومفكرون، وزعماء مــن العالم، ليصبح أيقونــة لها خصوصية، شــديدة في قلوب الناس والعالم. وصدق الشاعر المرحوم كمال عمار في أبياته عن عبدالناصر،عندما قال «رأيتك في ضـــربات الفؤوس... تشق الثـرى عن كنـــوز الغد... رأيتك في الناس تبنـي الحياة.. وفي قلبها همة السيد... رأيتك في كل شيء أراه.. حقولا من الشهـــد والعسجـد.. شربت من النـــور حتى ارتويت...وما زال كفك يســقي يدي.. وتنتهي القصيدة بـ أخيرا.. وجدت جـــواب السـؤال وكان جمـــال. وفي تأكيد على مكانة ناصــر الافريقية قال عنه الزعيم نيلســون مانديــا: «كان لديّ موعد قد تأخر ربع قرن مع رجل رفعت رأســي من بعيــد كي يراه، ثم حالت ظروف قاهــرة بينه وبيني لألقاه، وحين جئت إلى مصر فقد كان من ســوء حظي أن جمال عبد الناصر لم يعد هناك، سأزور في مصر ثلاثة أماكن الأهرامات والنيل العظيم وضريح الرئيس جمال عبدالناصر». وأتذكر ونحن أطفال في مراحل الدراســة الأولى أن زار عبدالناصر محافظتي الدقهلية مرتين، وقالوا لنا: ســنخرج لنرى الزعيم ناصر، وفي مشهد ظل في ذاكرتي حتى اللحظة، أن وقفت الناس عن بكرة أبيها على امتداد الطريق، الذي ســيمر منــه ناصر والجميع في لهفــة لمجرد «لمحة» لهذا البطل لذي انشــقت عنه أرض مصر لينقذ الفقراء ويدافع عن المحتاجين ويحرر المظلومين.

هل من جديد؟

وضعــت حركة التغييــرا­ت الصحافية، التي صدرت منــذ يومين، كما تابعها محمد أمين في «المصري اليوم» حدا لحالة الشــلل والطموح داخل المؤسســات الصحافية.. فقــد توقفت طموحات البعــض بمجرد صدور الحركــة التي طالت عامين، فلــم يعد هناك مجال للتطلــع واحتلال مكان زميله، سواء بالنفاق أو بـالطعن في سيرته.. كانت هناك أسماء تستحق أن تتبوأ أماكن قيادية، لكن أيضا أن هذه الأســماء لا ترقى للجلوس مكان الأســماء الموجودة، في أي حال. وأكد محمد أمين علــى أن التغييرات لم تتضمن أي مفاجأة، عدا خروج ياســر رزق من رئاسة مجلس إدارة أخبار اليوم، وإن كان هناك من أســر إلى أنه مرشح لعضوية مجلس الشيوخ.. الله أعلــى وأعلم بما يحدث.. فليــس هناك خبر حتــى الآن، ولا أتصور أن يخرج ياســر رزق مرتين فــي حركتين.. الأولى تعيــن وزير الإعلام، والثانية الخروج من رئاسة مجلس الإدارة، لم يكن هناك جديد في حركة التغييرات، وأظن أن المهندس عبدالصادق الشوربجي أصر على أن يعطي فرصة لعبدالمحسـ­ـن ســامة لاســتكمال إنجازاته، التي كثيرا ما حدثني عنها، وأراد أن يأخذ فرصة لاســتكمال­ها، وهو جدير بهذه الفرصة، بعد أن حافظ على اســتقرار المؤسسة والعبور بها من بحر الظلمات، وتقريبا هي المؤسسة التي صمدت أمام الأمواج العاتية.. ومع ذلك نطلب منه المزيد من العمل والكفاح! إنها فرصة لتعود المؤسسات كلها لحالة الهدوء، بعد إبداء الكثير من الزملاء رغباتهم في الترقي على حســاب الموجودين.. كل فريق أمامه فرصة ليقدم ما عنده مرة أخرى، والموجودون أمامهم فرصة ليثبتوا أنهم كانوا الأجدر بالقيادة، بدون عدوان على أصحاب الطموحات! ويرى الكاتب أن الطموح مشروع.. متابعا لو كنت مكان الأخ عبدالصادق لبحثت عن عناصر جديدة مؤهلة لبعض الإصدارات، صحافيا وإداريا.

لهذا نحب العبيط

ترتبط الطيبة في المخيلة الشــعبية بالعبط، ومــن العادي كما اعترف أســامة غريب في «المصري اليوم» أن يصف الناس الشخص الطيب بأنه عبيط، ومن العادي أيضــا أن يحبوا هذا الطيب العبيط ويمنحوه ثقتهم، بينما يَضِنّون بها على الشخص الذكي النابه، الذي يستطيع وزن الأمور وتقدير مآلاتها. وربما أن هذا الموقف من الأذكياء يعود إلى افتراض السوء في البشــر، وبالتالي توقُّع أن أصحاب الحيلة والفراسة والقدرة يمكن أن يكونــوا مصدر خطر، في دنيا حافلة بالاحتمالا­ت، فصديق اليوم يمكن أن يصبح عدو الغد. وكل ســوء الظن الذي يُكِنّــه الناس للأذكياء يُضمرون عكســه للخائبين وأصحاب العقول الضعيفة، وكلمــا زادت درجة العبط زاد الحب والتعاطف بسبب الشعور بالأمان في وجودهم. وقد عرفت في حياتي العمليــة مديرين كانوا يُقربون ويحتضنون ويُرقّون أقل الموظفين كفاءة وأقربهم إلى الجهل والعبــط، في حين أن المتفوقين والأذكياء كانوا يَصْلون سعيرا من الاضطهاد، بسبب التوجُّس والخوف منهم على المكانة التي قد تضيع بســبب تفوقهم! وفي الغالب تكثر وتنتشــر هذه المشاعر الفاســدة تجاه الناس في المجتمعات التي يغيب عنها العدل، وفي أجواء المعاناة وضيق فرص الرزق، يكتسب الناس طباعا سيئة، ويتخلون عما يميز الإنســان الطبيعي الذي يعيش في ظروف عادية. ونتيجة لهذا، قد نجد في المجتمعات الرثّة الفقيرة أن الرجل يخشى الزوجة الذكية، ويفضل عليهــا متواضعة الذكاء حتــى يضمن التفوق الدائــم عليها وإخضاعها، وربما أن هذا يدفع الكثيرات من النساء الذكيات إلى التظاهر بالسذاجة، حتى يجدن فرصة للــزواج والعيش. صحيــح أن العبيط في أي مجتمع بصرف النظر عن تقدمــه أو تخلفه يلقى التعاطف نتيجة قلة حيلته، لكن هذه المشــاعر في المجتمعات المتقدمة لا تكون مفرطــة، ولا يقابلها خوف من الأذكياء، وذلك بســبب أن الدولة تتكفل برعاية الضعفاء في المجتمع، وبالتالي يقل اعتماد هؤلاء على أهل الخير. وقد تلاحظ من تجارب الحياة أن الذين يعيشون في مجتمع يشبه الغابة يسعون طول الوقت لاستغلال بعضهم بعضا واستغفال بعضهم بعضا.

عزيزي ميكافيللي

قــرر مختار محمــود أن يبعث عبر «صــوت الأمة» برســالة لصاحب العبارة التي خلفت الكثير من الشــرور: «عزيزي ميكافيللي.. أبعثُ إليك برسالتي تلكَ، ليس لأطمئنَ عليك، فمثلك ليسَ في حاجةٍ إلى مثلي؛ فأنت تمتلكُ من المكــر حيا وميتا، ما يُغنيك عن غيــرك. عزيزي ميكافيللي.. لقد أخبرتُــك من قبلُ بأنني لا أحبك ولا أقدر أفــكارَك، ولا أثُمِّنُ منهجك، ورغم

أنك لــم تُبدِ تضجُّرا يومئذٍ باســتثناء ضحكة صفــراء ثعبانية اجتاحت وجهك غير الكريم، إلا إنني ـ مع تقــــادم السنين والأعوام، وجدتُ نفسي مدينا لك ولي في آن واحـــــد، فما كان ينبغي أن أتســرعَ في الحُكم على أفكارك فأرفضهــا وأعتبرها نقيضا للمثالية والإنســان­ية، كما أنني مدينٌ لنفسي، لأنني خســرتُ كثيرا عندما أعرضتُ عن طريقتك الماكرة. تذكرُ يا ســيد ميكافيللي، أنني ثرتُ وغضبتُ عندما أوصيتني بنظريتك الخالدة: «الغاية تبرر الوســيلة» ووجهتني إلــى اتخاذها منهجــا وحيدا لي في حياتي، حتى أدرك النجاح بأقصر الطــرق، ولا يتخلى أي منا عن الآخر، ولعلك تذكرُ أيضا كيف سخرتَ من ردة فعلي ساعتئذٍ، وأشرتَ إلى خادمك وندمائــك في قبرك بأنني قد أكون مجنونــا أو مخبولا. لقد أثبتتْ تقلباتُ الحياة معي ومع غيري ـ يا ســيد ميكافيللــ­ي - أن نظريتك، التي أفضتَ في شــرحها والحديث عن إيجابياتها، هي عينُ الصواب، وأنه لا ســبيلَ إلى النجاح والترقي والتقــدم بدونها. أذكرُ أيضا أنك قلتَ لي ناصحا: «لا تُحســنْ الظنَّ بأحدٍ، ولا تقدمْ يدَ العون لأحد، ولا تخجلْ من استخدام كلِّ الحيل والوسائل، لتحصل على ما تريد بأقصر الطرق، الموهبة والإخلاص في العمل ـ وحدهما ـ لا يكفلان النجاح، بل قد يقودانك إلى النهاية المبكرة.

قبلة حياة

أشــاد النائب أحمد نشــأت منصور عضو مجلس النــواب، بتوجيه الرئيــس السيســي للحكومة خلال افتتــاح أكبر معمــل تكرير في مصر وافريقيا في منطقة مســطرد، بالاســتمر­ار في تقديم منحة الـ500 جنيه للعمالة غيــر المنتظمة حتى نهاية العام الجاري، مؤكدا وفقا لـ«المشــهد» علــى أن الرئيس دائما يقف بجوار المواطن البســيط ويضعه على قائمة أولوياته. وأكــد منصور في بيان يــوم الأحد الماضــي، أن الجميع يعلم مــا تعانيه العمالة غير المنتظمة من ظــــــروف قاســــــي­ة بســـــبب تداعـــــي­ات فـــــيروس كورونا، وهو مــا أدى لفقدان عــدد كبير منهم أعمالهــم، ولا يوجد أي مصادر أخــرى للدخل، الأمر الــذي جعل أغلبهم يعاني معاناة كبيرة، ومساندتهم واجب وضرورة، مشيرا إلى أن الشعب يقدر الدور الكبير للرئيس السيســي، حيث إننا من الــدول القليلة التي صرفت إعانات للمواطنين، في حين أن هناك دولا كبيرة ســرحت العمالة والموظفين. وثمّن عضو مجلس النواب، توجيــه الرئيس أيضا بضرورة الانتهاء من إقرار الاشتراطات البنائية الجديدة قبل مهلة الـ6 أشهر، التي تم الإعلان عنها من قبل، موضحا أن ذلك سيعيد عجلة الإنتاج مرة أخرى في هذا القطاع الــذي يضم أغلب العمالة بجانب أن هذه الاشــــتر­اطات الجديدة لن تعيد العشــوائي­ة في البناء مرة أخرى. وأكد على أن مشروع مجمع التكســير الهيدروجين­ي في منطقة مســطرد يعد أحد أهم وأحدث المشــروعا­ت البترولية الكبرى لتطوير صناعة التكريــر وزيادة طاقات مصر التكريرية، وقدراتها الإنتاجية من المنتجات البترولية، ويســتهدف تأمين احتياجات السوق المحلي من المواد البترولية. ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيســي دائما يراهن على وعي الشعب المصري، وهذا ظهر في عدم استجابتهم للدعوات التخريبية، ويحثهم على عدم الالتفات وراء الشــائعات والمغالطات التي تروجها قوى الشــر عن مصر بهدف زعزعة الثقة بين المصريين ومؤسسات الدولة.

وفاء وخيانة

ألقت «المصري اليــوم» الضوء على تفاصيل من حيــاة الممثل المنتصر باللــه الذي توفى قبل أيــام قليلة: «عقب إصابتــه بجلطة في المخ عرض عليه جمــال مبارك علاجه علــى نفقة الدولة لكنه رفض بشــدة غير أنه تعرض للحزن لعــدم اطمئنان الكاتب يوســف معاطي عليــه في محنة مرضه، رغم الصداقة القوية التي كانــت تربط بينهما، وروى لـ«المصري اليوم» أن زوجته تواصلت معه حتى يزوره، لكنه لم يفعل، ثم استعطفته نجلتــه حتى يراه لكنه قال لها إنه «مســافر ومشــغول». عــاد إلى الفن بظهور قليل في سِــت كوم «راجل وست ســتات» الجزء الخامس. اعتبر المنتصر بالله الفنان فؤاد المهندس أســتاذا لــه، موضحا أنه عمل معه في مســرحية «علشــان خاطر عيونك» و«النجمة الفاتنة». وأعرب عن حبه لتجسيد شخصية الانتهازي خفيف الظل، وضرب المثل بأدواره في أعمال «ضد الحكومة» و«أرابيســك» و«شــارع المواردي». أرجع سبب ابتعاده عن المســرح إلى افتقاد المجال إلى «المســرحيي­ن» حسب تعبيره لصحيفة «البيان الإماراتية» إضافة لعدم وجود نص جيد. انتشــرت الشــائعات عن سفر المنتصر بالله على متن طائرة الرئيس الأسبق حسني مبارك 250 مرة، وهو ما نفاه، كان الرئيس الأسبق حسني مبارك يخصه بالأحاديث الجانبية لخفة ظل الفنان الراحل.

متحرش عمره 76 عاما

أمرت نيابــة المقطم والخليفــة الجزئية، بفحص الفيديــو المصور في واقعة المــدرس المتحرش، الذي يحــاول تقبيل طفلة داخــل غرفة مغلقة في منطقة الخليفة، وتفريغــه وإعداد تقرير به. وطالبــت النيابة رجال المباحث بسرعة التحريات حول المتهم لاســتكمال التحقيقات، فيما قالت والدة الطفلة أمــام النيابة: «مــدرس بيجي البيت يديها درس، ســبته ونزلت أشــتري بعض مســتلزمات البيت، حاجات وفوجئــت بالواقعة بعد ما انتشرت على فيســبوك». وأكد مصدر أمني في تصريحات خاصة لـ«القاهرة 24» أن المدرس المتحرش بطفلة يبلغ من العمر 76 سنة، ويظهر في الفيديو شخص كبير في الســن وفتاة صغيرة في نافذة بشقة مقابلة للشــقة التي تم تصوير الفيديو منها، وادعى المصور أنها لواقعة تحرش، وطالب بالتوصل إلى الرجل ومعاقبته. ووفقا لناشــر الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإن الفيديو يظهر مدرسا يتحرش بطالبته الصغيرة أثناء درس خصوصي في المنزل، وذكر أن الأجهزة الأمنية أجرت تحرياتها حول الواقعة وتثبت من الفيديو وتوصلت إلى الشــخص الذي ظهر في الفيديو وهو كبير الســن، هو مدرس وأن الطفلة طالبته وكانا في درس خصوصي في المنزل، وفقا لقوله. وألقــت الأجهزة الأمنية، القبض على المدرس اثر تداول مســتخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو له وهو يتحرش بطفلة صغيرة داخل غرفة، وانتشــر مقطع الفيديو بشــكل كبير على السوشــيال ميديا، ونجحت الأجهــزة الأمنية في التوصل لمحل إقامة المسن، وجارٍ التحقيق معه للتأكد من الفيديو المنشور.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom