Al-Quds Al-Arabi

تكثيف المحادثات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي للاتفاق حول علاقاتهما التجارية بعد «بريكسِت»

-

■ بروكســل - أ ف ب: واصــل المفاوضــو­ن البريطانيـ­ـون والأوروبيو­ن ســباقهم مع الزمن بدءاً من أمس الإثنين للتوصل إلى اتفاق بشــأن مســتقبل علاقتهم التجاريــة، وهو هــدف يُعتبر قابلاً للتحقيــق على الرغم من اختلال الثقة بســبب محاولــة لندن تجاوز بنود من معاهدة «بريكسِت».

ويستهل نائب رئيسة المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش الوزير البريطاني مايكل غوف الأسبوع بلقاء في بروكسل.

وتتمحور المناقشــا­ت حول مشــروع القانون المثيــر للجدل الذي يتم النظر فيه فــي البرلمان البريطاني، والذي يثير تســاؤلات تتعلق ببعــض الالتزامات التــي تعهدت بهــا المملكة المتحدة فــي الاتفاقية بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وأمهل الأوروبيون، الذي اســتاؤوا من هــذا التحول الذي ينتهك القانــون الدولي، كما أقرت الحكومة البريطانية بنفســها ذلك، لندن حتى نهاية الشــهر لسحب مشروعها، تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية.

ويخترق مشــروع القانــون بعــض الالتزامات التــي تعهدت بها بريطانيــا، وبخاصــة الترتيبــا­ت الجمركيــة والمتعلقــ­ة بالإعانــا­ت الحكوميــة لإيرلندا الشــمالية، التي تهدف إلى تجنب إعادة إنشــاء حدود مادية بــن جمهورية إيرلندا، العضو فــي الاتحاد الأوروبي، والمقاطعة البريطانية، التي تعد الضمان الأساسي لاستمرار السلام في الجزيرة. ويبدأ المفاوضون بعــد ذلك، اعتبارًا من اليوم الثلاثاء، جولة جديدة من المناقشات، هي التاسعة منذ مارس/آذار والأخيرة على جدول الأعمال حتى الآن، حول علاقتهم المستقبلية.

وذكــرت مصــادر متوافقــة أنه من غيــر المتوقع حــدوث انفراجة خلال هذا الأسبوع من المناقشات في العاصمة البلجيكية.

واعتبر دبلوماسي أوروبي أنه «يجب تحديد الطريق للتوصل إلى اتفــاق» محذرا من أنه «إذا لــم تكن هناك حركة، فســتواجه العملية صعوبة جمة».

وســيخيم شــبح «لا اتفــاق» الــذي قد يضــر الاقتصــاد­ات التي أضعفها بالفعل فيروس كورونا المســتجد، علــى أذهان الناس مرة أخرى.

وقــال رئيــس الــوزراء الأيرلندي ميشــيل مارتــن لصحيفة «آي» المجانيــة أمــس «لأكــون صريحــا، لســت متفائــا» بشــأن فــرص الاتفاق،إن مشــروع القانــون البريطاني «أدى إلى تــآكل الثقة» بين الشــريكين. كمــا حذر ماركــوس بايرر، المديــر العام لاتحــاد أرباب العمــل «بيزنس يوروب» بالقول «نحــن نتجه نحو الهاوية. الانتقال من الاندماج الكامل في الســوق إلى خروج بدون اتفاق ســيكون له عواقب وخيمة على الشركات.»

ومــن المقرر أن تنتهــي المحادثات التجارية، التي يقودها ميشــال بارنييــه مــن الجانــب الأوروبــي وديفيــد فروســت مــن الجانــب البريطاني، يوم الجمعة المقبل، مع انعقاد قمة يوم الخميس تســتمر ليومــن وتضــم رؤوســاء دول وحكومــات الاتحــاد الأوروبي في بروكسل.

وتنعقــد القمــة ضمن جــدول زمني ضيق بشــكل خــاص، حيث أمهــل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونســون المفاوضين حتى 15 أكتوبر/تشــرين الأول ، وهــو موعد انعقاد القمــة الأوروبية في بروكسل، للتوصل إلى اتفاق. ويعتقد الأوروبيون أنه يجب التوصل إلى الاتفاق التجاري قبل نهاية الشهر المقبل.

والهدف من ذلك هــو منح الوقت الكافــي للمصادقة على النص، بحيــث يدخل حيز التنفيذ في الأول مــن يناير/كانون الثاني 2021، أي بحلول نهاية الفترة الانتقالية التي تستمر خلالها المملكة المتحدة

في تطبيق المعايير الأوروبية.

وتتعثــر المحادثــا­ت حــول العديد مــن الموضوعات الحساســة، بمــا في ذلــك الضمانات التــي يطلبها الاتحــاد الأوروبــي والمتعلقة بالمســاعد­ات الماليــة والاجتماعي­ــة والبيئية، وبخاصة المســاعدا­ت الحكوميــة، لتفادي وجــود اقتصاد غير منظم وينافس بشــكل غير عادل على الطرف الآخر من بحر المانش.

كما يجب التوصل إلى إبرام اتفاقية بشــأن الصيد البحري، التي تســمح للأوروبيــ­ن بمواصلــة الصيد في الميــاه البريطانيـ­ـة الغنية بالثروة السمكية.

كما يتعين إيجاد اتفاق لنظام «حوكمة» الاتفاقية المســتقبل­ية، ولا ســيما كيفية حل لندن وبروكســل لنزاعاتهما التجارية المســتقبل­ية )ومكان محكمة العدل الأوروبية في هذه العملية(.

وقد أثار مشــروع القانــون البريطاني لتعديل اتفاق «بريكسِــت» مخــاوف الدول الأعضاء، التــي تعتزم أيضًا إبــرام اتفاقية محكمة قدر الإمكان، لتفادي أي محاولة مستقبلية للالتفاف.

وأوضــح مصــدر أوروبــي أن «النيــة هــي وضــع حــدود للنص قانونياً» مضيفاً «لست متأكداً من استعداد البريطانيي­ن».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom