Al-Quds Al-Arabi

تشييع ضحايا القصف قرب مطار بغداد ... اتهامات شيعية لـ«الإرهاب» ودعوات سنية لملاحقة «عصابات السلاح المنفلت»

ارتفاع عدد القتلى إلى سبعة ... والصدر يحذر من «جهات مشبوهة» تؤجج الوضع وتعرّض الأمن السلمي للخطر

- بغداد ـ «القدس العربي» من مشرق ريسان: بغداد-«القدس العربي»- وكالات:

صالح يرفض تحويل العراق ساحة لتصفية الحسابات ... أربيل تعلن دعم بغداد في مواجهة استهداف البعثات الأجنبية استهداف رتل شاحنات تنقل معدات للتحالف ... والكاظمي يكلف قائدا جديدا لحماية المنطقة الخضراء

شيّع العشرات، أمس الثلاثاء، ضحايا القصف الصاروخي الذي استهدف منزلاً قرب مطار بغداد الدولي، وسط جمّلة من عبارات الاستنكار والإدانة للجريمة التي راح ضحيتها نساء وأطفال، وانقسام في مســؤولية الجهة التي تقف وراء ذلك الحادث، ففيما وجهت القوى السياســية الشــيعية، وقادة الفصائل المسلحة، أصابع الاتهام إلى "الإرهاب"، اتهم السنّة "الميليشــي­ات" والجهات المســلحة التي تســتهدف البعثات الدبلوماسـ­ـية، بالوقوف وراء استهداف المنزل الذي يقع في منطقة زراعية، ذات غالبية سنّية.

وقال أحد المشــيعين فــي قرية البوشــعبا­ن الواقعة على بعد كيلومتــرا­ت قليلة من مطار بغداد الدولــي، إلى الغرب من العاصمــة، إن "هذه القرية مثل عــراق صغير، إذا كانت الحكومة غير قــادرة على حمايتها، كيف يمكن أن تضمن أمن العراق كله؟".

وتعد هذه المأســاة مرحلة جديدة في المواجهة بين حكومة مصطفى الكاظمي العالقة بين حلفائها الأمريكيين والإيرانيي­ن والجماعات المسلحة الموالية لإيران التي تقول إنها تريد طرد "المحتل الأمريكي" من العراق.

ورغــم أن الهجمــات الصاروخيــ­ة صارت شــبه يومية على الســفارة الأمريكيــ­ة أو القوافل اللوجســتي­ة العراقية أو القواعد التي ينتشــر فيها جنــود أميركيون، فإنها لم تؤد سابقاً الى مقتل مدنيين عراقيين.

وارتفع عدد الضحايا إلى سبعة، إذ بعد مقتل خمسة مساء الإثنين، توفي طفلان في المستشــفى. ويتوقع أن يجعل الأمر موقف الفصائل المسلحة صعبا أمام العراقيين الذين يعانون منذ ســنوات من أعمال عنف تتهم بعض الفصائل بالوقوف وراءها.

ومن ثم، لم تتبن أي جهة مســؤولية الهجوم، بعدما كانت فصائل مسلحة تتسابق لتبني هجمات ضد المصالح والقوات الأمريكية.

ويندرج هــذا الهجوم الجديد على مصالــح أمريكية، في أطار سلســلة هجمات منذ بداية آب/اغسطس، ويأتي بعدما هددت واشنطن بإغلاق سفارتها في بغداد وسحب جنودها البالغ عددهم ثلاثة آلاف إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ.

وتجمــع صباح الثلاثاء عــدد من وجهاء العشــائر التي تسكن منطقة البو شعبان أمام منزل الضحايا الصغير الذي كانت آثار القصف والشظايا والدماء ما زالت ماثلة فيه.

كما توجه العديد من الضباط الكبار والمســؤول­ين رفيعي المســتوى الى المكان للطمأنة، لكن تواجدهم لــم يكن كافياً بالنســبة لمئــات العراقيين الذيــن تجمعوا حــول نعوش الضحايا.

وأعرب كثير من المشيعين عن قلقهم وقال بعضهم: "لم يبق أي مــكان أمان نعيش فيه، بعدما قتــل الأطفال وهم يلعبون أمام منزلهم".

أعلنت وزارة الداخلية العراقيــة، الثلاثاء، أنها توصلت إلى المتورطين فــي الحادث. وقــال وزيــر الداخلية عثمان الغانمي، في مؤتمر صحافي في محافظة كربلاء )جنوب(، إن "ما حدث فــي الرضوانية )الإثنين( يندى له الجبين، ووزارة الداخلية العراقية وضعت النقاط على الحروف وتمكنت من الوصول إلى الجناة".

وأضاف: "بدأنا بإجراءات للسيطرة على السلاح المنفلت؛ إذ ستســتمر الحملة بلا هــوادة لفرض الأمن والاســتقر­ار والسيطرة على السلاح المنفلت".

ولم يدل الوزير بمزيد من التفاصيل بشأن هوية الجناة أو عددهم أو الجهة التي ينتمون لها.

خلط الأوراق

« »

تحالف "الفتــح" بزعامة هادي العامــري، حمّل "الإرهاب وخلاياه ومجموعاته الغاشمة" مســؤولية التهديد المباشر للســلم والأمن، ومحاولته "خلط الأوراق" مطالبا الحكومة بالعمل الجاد لكشــف مــن يقف خلف "جريمــة الرضوانية البشعة".

وقال التحالف، في بيان صحافي أمس: "نســتنكر الخرق الأمني الــذي حدث أمس )الأول( وراح ضحيته عائلة مكونة من سبعة أشــخاص"، مبينا أنها "جريمة بشعة وعدوان على أبناء شعبنا الصابر".

وأضــاف: "إننا في هــذه اللحظة العصيبــة التي يمر بها الوضــع الأمني ندين هذه الأعمال مــن أي مصدر أتت، حيث تســتهدف أرواح الأبريــاء وتنتهــك حرمة المنــاخ الوطني وتستهدف الســلم والأمن المجتمعي" مشيرا إلى أن "الإرهاب وخلاياه ومجموعاته الغاشــمة هي تهديد مباشــر للســلم والأمن والاستقرار الوطني، وهو يحاول عبر هذه العمليات والخروقــا­ت خلط الأوراق وبــث الفتنة الشــوهاء وإتهام الفصائل الوطنية المجاهدة".

وطالب، التحالف، الحكومة والأجهــزة الأمنية بـ"العمل الجاد والحازم من أجل كشــف من يقــف خلف هذه الجريمة البشعة وأن لا تسمح لقوى الإرهاب والجريمة أن تعبث بأمن العراق وشــعبه وحماية العراقيين من اســتهداف الإرهاب وقوى الفتنة".

كذلك، دعا رئيس ائتــاف "دولة القانون"، نوري المالكي، الحكومة إلى ملاحقة مرتكبي عملية القصف على الرضوانية، وتقديمهم للقضاء.

وأضــاف في "تغريدة" علــى "تويتر": "تلقينــا بألم بالغ نتائج الهجــوم الصاروخي الغادر الذي اســتهدف منطقة الرضوانية، وأدى إلى ســقوط عدد من الشهداء والجرحى من عائلة واحدة".

ورأى أن "هذا الاســتهدا­ف يؤكد اســتمرار أعداء العراق في أعمالهم الإجرامية وإصرارهم على العمل كأداة تخريبية حاقدة تستهدف العراقيين وأمنهم ومصالحهم"، ودعا المالكي الحكومة الى "ملاحقة الجناة وتقديمهم للقضاء".

كما حــذر رئيس تحالــف "عراقيون" عمــار الحكيم، من مخطط لتدمير البلاد وجرها لأتون الفتنة وصراع الإرادات، فيما حث علــى "عدم التهاون مع تعريــض هيبة الدولة إلى الخطر".

الحكيم أشــار في تدوينة لــه إلى أن "تكرار اســتهداف المنشــآت العامــة والخاصة لا ســيما في العاصمــة بغداد وآخرهــا تعرض منازل فــي منطقة الرضوانيــ­ة للقصف ما أدى إلى ســقوط شهداء بينهم نساء وأطفال، ينم عن وجود مخطط لتدمير البلاد وجرها لأتون الفتنة وصراع الإرادات".

أفــاد مصــدر أمنــي عراقي، بانفجــار عبوة ناســفة، أمس الثلاثاء، في رتل شــاحنات ينقــل معدات لصالح قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، جنوبي البلاد.

وقــال المــازم شــرطة تحســن الخلــدون، إن "عبوة ناســفة، زرعهــا مجهولون، انفجرت في رتل شــاحنات تحمــل معدات لوجســتية لقوات التحالــف الدولي على الطريق السريع في محافظة ذي قار".

وأضــاف أن "الانفجار لم يخلف خســائر تذكر، فيما واصل الرتل مسيره نحو جنوبي البلاد".

ويأتــي الانفجار في وقت يشــهد فيــه العراق مؤخرا مطالبات متزايدة من القوى السياســية بوضع حد لهذه الهجمات التي تستهدف البعثات الدبلوماسي­ة والقوات الأجنبية في "المنطقة الخضراء".

وحســب ما أوضــح مصدر أمني عراقــي، فإن رئيس الــوزراء مصطفى الكاظمــي أصدر أمرا بتكليــف اللواء الركن حامد الزهيري لقيادة الفرقة الخاصة المسؤولية عن حماية "المنطقة الخضراء" في بغداد.

وقــال أحمد خلــف ضابط برتبة نقيب في الشــرطة، إن "الكاظمــي أصــدر أمرا بإعفــاء اللواء الركن شــهاب ناصــر من منصب قيادة الفرقة الخاصة بحماية المنطقة الخضــراء )تولاه في ديســمبر/كانون أول عام 2019،) وكلف اللواء الركن حامد الزهيري بقيادتها".

من تشييع ضحايا القصف على قرية البوشعبان أمس

وأضاف: "نحن إذ نستنكر وبشدة هذه الأعمال الإجرامية، فإننا نحث الجهات المعنية على الإســراع بمعالجتها ومعرفة مســببيها وتقديمهم إلى العدالة وعدم التهاون مع تعريض هيبة الدولة إلى الخطر".

جهات مشبوهة

يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر بوجود "جهات مشــبوهة" تؤجــج الوضع وتعرض الأمن السلمي للخطر.

وقال، في "تغريــدة" له عقب الحــادث، إن "هناك جهات مشــبوهة تؤجج الوضع وتعرض الأمن الســلمي للخطر" مبينــا أن "من هنا أنصح الجميع إلى تحكيم العقل والشــرع وحب الوطن".

وزاد: وذلــك "قبل الإقــدام على أي أمر يجــر البلاد إلى الحرب الأهلية أو صدام شيعي شيعي أو طائفي"، مشيرا إلى أن "دم العراقي حرام على العراقي".

وبين أن "الزهيري أوكلت له مهمة حماية الســفارات، والبعثــات الدبلوماسـ­ـية، ومنع الهجمــات الصاروخية التي تتعرض لها المنطقة الخضراء".

واللواء الركن حامد الزهيري كان قد شــغل منصبي قائد عمليات سامراء)شمال(، وعميد الكلية العسكرية الأولى.

والجمعــة، الماضيــة أعلن رئيســا الــوزراء الكاظمي، والبرلمــا­ن محمد الحلبوســي، عن دعمهمــا لمقترح تقدم به زعيــم "التيار الصدري" مقتدى الصــدر، للتحقيق في الهجمات المتكررة التي تســتهدف السفارات، والبعثات الدبلوماسي­ة الأجنبية، وتقديم الجناة للعدالة.

أمس الثلاثــاء، قال الرئيــس العراقــي برهم صالح، إن بــاده ترفــض أن تكون ســاحة لتصفية حســابات الآخريــن، مؤكدا أن الحكومة تعمل على حصر الســاح بيد الدولة ومنع الأعمال الخارجة عن القانون.

وقالت الرئاسة العراقية في بيان: "رئيس الجمهورية برهــم صالــح، اســتقبل الثلاثــاء فــي مقــر إقامته في الســليمان­ية، وزيــر الدفاع الإيطالي لورينــزو جويريني والوفد المرافق له".

وكان وزير الدفاع الإيطالي قد وصل العراق، الإثنين، في زيارة رسمية غير معلنة.

وقــال صالــح إن "الحكومة تعمل على ترســيخ دولة مقتــدرة ذات ســيادة، بحصــر الســاح في يــد الدولة ومنع الأعمــال الخارجة عن القانــون، وحماية البعثات الدبلوماسـ­ـية، والعراق يرفض أن يكون ساحة لتصفية

وأيضــا، أدان رئيــس تجمع "الســند الوطنــي"، أحمد الأسدي، الحادثة، مرجحا وقوف "الإرهاب" خلفها.

وقال، في "تغريدة" على "تويتر": "ندين وبأشد العبارات الجريمة النكراء التــي وقعت في مدينــة الرضوانية حيث اســتهدف المجرمون منزل عائلة آمنة ذهــب جميع أفرادها ضحية ذلك". وتابع: "لا نســتبعد وقوف الإرهاب خلف هذه الجريمة، وعلى الحكومة الإســراع في إجراء تحقيق لمعرفة الجناة أياً كان انتماؤهم وتقديمهم للعدالة".

وعلى مســتوى الفصائل الشيعية المســلحة، عد الأمين العام لكتائب "ســيد الشــهداء" المنضوية في "الحشد"، أبو الاء الولائي، "إلصاق جريمة الرضوانية بالمقاومة محاولات قبيحة لإحراجها أمام الرأي العام".

وغرّد قائلاً: "جرائم القصف العشوائي الذي تتعرض له منازل المدنيين الآمنة فعل قبيح وحرام شــرعاً، والأقبح منه محاولات إلصاقــه المتكررة بالمقاومة بهــدف إحراجها أمام الــرأي العام، رغم أنهــا لطالما تراجعت عــن تنفيذ عمليات كبيرة ضد المحتــل لوجود مدنيين". واضــاف أن "التحقيق حسابات الآخرين".

وأوضــح أن "العــراق وبدعم مــن التحالــف الدولي والأصدقــا­ء، تمكن من الانتصار علــى تنظيم داعش، إلا أن الحرب علــى التنظيم لا تــزال متواصلة، وأن خلاياه النائمة تشكل تهديداً للعراق والمنطقة والعالم".

وحــذر الرئيــس العراقي مــن "التهاون فــي ملاحقة تنظيم داعش، لأن ذلك من شأنه إعطاء فرصة للجماعات المتطرفة في التقاط أنفاســها، وشــن هجمات على المدن والمواطنين الآمنين".

إلــى ذلك، أعلــن رئيس إقليــم كردســتان، نيجيرفان بارزاني، دعم الحكومة الاتحادية في مواجهة استهداف البعثات والمصالح الأجنبية في البلاد.

جــاء ذلك خــال لقائــه مــع وزيــر الدفــاع الإيطالي لورينــزو جويرينــي، الثلاثــاء، فــي أربيل، وفــق بيان لرئاسة إقليم كردستان شمالي العراق.

وأوضح البيــان أن "إقليم كردســتان يقدم كل الدعم لإجــراءات رئيس الــوزراء العراقي مصطفــى الكاظمي، في مواجهــة اســتهداف وتهديــد الجماعات المســلحة للبعثات الدبلوماسي­ة الأجنبية".

وأضاف: "الإقليــم ينظر بقلق إلى التطــورات الأمنية فــي العــراق، يجب حمايــة البعثــات الدبلوماسـ­ـية لأن حضورها مهم وضروري في دعم ومساعدة البلاد".

كما بحث الجانبــان "تعزيز التعــاون لدعم التحالف الدولي )بقيــادة الولايات المتحدة( لمكافحة فلول تنظيم داعش الإرهابي في العراق"، حسب البيان ذاته. العاجل وكشف الجناة وتقديمهم للعدالة مطلب وطني".

ســنّياً، طالب تحالف "القوى العراقية"، الممثل الأوســع للسنّة في البرلمان، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باتخاذ قرارٍ "جريء" يقضي بملاحقة الجماعات المسلحة خارج إطار القانون.

وقال في بيان: "في الوقت الذي لم يمضِ يوم واحد على تحذيرنا لحكومــة الكاظمي من مغبة اســتمرار التقاعس عن حصر الســاح المنفلت، والضرب بيدٍ مــن حديد على الجماعات المســلحة خارج إطار القانــون، وضمان حماية المواطنين الآمنين ومنشآت الدولة المختلفة؛ تعود الجماعاتُ المســلحة غير المنضبطة إلى اســتخدام إطــاق صواريخ الكاتيوشــ­ا، لتأكيد تحديهــا للدولة وأجهزتهــا الأمنية، وإصرارها على زعزعة اســتقرار العــراق داخليا، وتهديد علاقاته خارجيا".

قرار جريء

وأضــاف أن "ما جرى مــن جريمة بشــعة راح ضحيتها مواطنون آمنون - أطفال ونســاء ورجال – لا يمكن أن يمرَّ مرور الكرام، وعلى الحكومة والقائد العام للقوات المســلحة تحمل مســؤوليات­هم القانونية والدســتور­ية في حماية أمن الوطن والمواطن"، مشــيرا إلى أن "بناءً علــى ما تقدم نؤكد مجــددا مطالبتنا للقائد العام للقوات المســلحة باتخاذ قرارٍ جريءٍ في ملاحقة الجماعات المســلحة خارج إطار القانون، والقضــاء على عصابات الســاح المنفلــت، وتفعيل الجهد الاســتخبا­ري الإســتباق­ي، وبما يعزز دور ومهــام القوات الأمنية في حفظ أمن الوطن والمواطن".

ودعا التحالف "القوى السياسية الوطنية المؤمِنة بالعمل الديمقراطـ­ـي وأهمية حمايــة المواطن والحفــاظ على هيبة الدولة أن تتحملَ مســؤوليات­ها، وتتكاتــف بجهودها لدعم إجراءات الحكومة في بسط سلطة القانون، وحصر السلاح المنفلت بيد الدولة، وضمان أمن المواطن وضيوفه".

فيما عدّ الحزب "الإسلامي العراقي"ـ "تكرار تلك العمليات التي تنطلق بشــكل عشــوائي لتصيب الأبرياء الآمنين في منازلهم، أمر ينذر بالخطر الكبير الذي يتهدد استقرار العراق وأمنه".

وذكر في بيان صحافي، أن "الصراع الحقيقي الذي يشهده العراق اليــوم هو بين الدولــة المنهكة التي تحــاول البقاء والتعافي، وبــن اللا دولة"، لافتا إلــى أن "هناك من لا يزال يدفع لمشروع الفوضى ويدعمه من أجل ابقاء العراق ضعيفا لا يقدر على النهوض من جديد".

وتابع "في الوقت الذي ما زالت جراحات داعش الإرهابي مســتمرة وتؤثر في واقعنا الأمني، تــزداد المعاناة العراقية بالصواريخ مجهولة المصدر، عشــوائية الانطلاق، لتصيب العوائل الامنــة ومنازل المدنيــن، وتهدد علاقــات العراق الخارجيــة بالمزيد مــن التوتــر والاضطــرا­ب"، داعيا إلى "ضرورة حماية أرواح أبناء شــعبنا الذين يدفعون كل حين ثمن افعال ومغامــرات الخارجين على القانــون من دمائهم وأرواحهم".

وأضــاف أن "العمل الواجــب اليوم يحتــم على الجميع التعاون من أجل إرســاء دولة المؤسســات، وحصر السلاح بيد الدولة وتحت ســيطرتها، والوقوف مع جهود الحكومة في حماية مقرات السفارات والبعثات الدبلوماسي­ة الرسمية كونهــا تمثل جهــة مدنية فــي ضيافة العراقيــن ولا يجوز المساس بها".ودعا الحزب، الحكومة والأجهزة الأمنية لـ"عدم التهاون في ملاحقة ومحاســبة هذه العصابات المنفلتة التي تتحمل المسؤولية فيما يحدث اليوم من اضطراب أمني كبير".

قصفٌ عبثي

أما أمين عام المشــروع العربي، خميــس الخنجر، دعا في "تغريدة" له على "تويتر" الأجهزة الرســمية في الدولة الى وقف المسلسل الاجرامي المتمثل بالقصف العبثي للمدنيين.

وذكر أن "ضحايا القصف العبثــي على المدنيين وبيوتهم الآمنة؛ شهود على إجرام منفلت تقف وراءه أجندات إرهابية لا تريد الخيــر للعراق وشــعبه". وأضاف: "أملنــا بالدولة وأجهزتها الرســمية في وقف مسلســل إجرامي يســتهدف العراق وسيادته ومؤسساته الوطنية قبل كل شيء".

فيمــا أشــار رئيس جبهــة "الانقــاذ والتنمية"، أســامة النجيفي، إلى أن "شهداء القصف الإرهابي الجبان لصواريخ الكاتيوشــ­ا الذين ســقطوا أمس )الأول( رســالة مختومة بدم الأطفال تطالب بالقبض علــى الإرهابيين وتقديمهم إلى القضاء".

في حــن اتهم رئيــس "حزب الحــل" جمــال الكربولي، الميليشــي­ات بقتل المدنيين وخرق القانون في وقت تقف فيه "صاغرة" أمام التهديد الأمريكي.

وقال، في "تغريدة" علــى "تويتر": "دمروا المدن، وهجروا الأهالي، واعتقلوا الشباب، وأذلوا المسنين، ورملوا النساء، واليوم يقطِّعون أشــاء الأطفال بقصــد وترصد". وأضاف أن "كاتيوشــا الحقد تقصف بيوت المدنيــن في وقت تذعن الميليشــي­ات صاغرة أمام التهديد الأمريكي في دولة يكســر فيها أنف القانون وتقف الحكومة عاجزة".

ونصح النائــب، علي الصجــري، بعدم تكــرار عمليات القصــف الصاروخــي التي ســتؤدي بالعــراق إلى مصير مجهول، مبينا أن علــى "المقاومة" أن تتصــرف في حال كنا تحت الاحتــال وليس تنفيــذا لأجنــدات دول أخرى على حساب العراق.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom