Al-Quds Al-Arabi

ترجل الحاكم الخامس عشر للكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

- الدوحة ـ «القدس العربي» سليمان حاج إبراهيم:

ترجل الشــيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الحاكم الخامس عشر للكويت، منذ تأسيسها عام 1921، والخامس منذ استقلالها عام 1961 وينتقل إلى رحمــة الله، عن عمــر ناهز 91 عامــاً، مخلفاً فراغاً في الشارعين، الكويتي، والخليجي، لمناقبه وآثاره الباقية.

واســتمد فقيد الأمة الكويتية احترام الجميع، ليس في الخليج فحسب بل على المستويين العربي والدولي، حد وصفه بـ"أمير الإنسانية"، لجهوده الحثيثة لــرأب الصــدع، وتقريب وجهــات نظر أشقائه في كل مكان، ومحاولاته المستمرة إصلاح الأوضاع في عدد من النزاعات.

وتتضح بصمات الشــيخ صباح، الذي تســلم مقاليد الحكم في بــاده عام 2006، أكثر في البيت الخليجي، وســعيه المســتمر لدفع عجلة الحوار، منذ فرض السعودية والإمارات والبحرين ومعها مصر حصاراً على قطر في 5 يونيو/حزيران 2017. ويستذكر الجميع مواقفه وتصريحاته وجولاته، ومبعوثيه، الذين جابوا العواصم الست، حاملين

رسائل ســام، بحثاً عن مخرج للأزمة التي هزت أركان مجلس التعاون الخليجي. وصرح عدد من مقربيه أنه كان يتألم لحالة التشرذم التي اعترت البيت الخليجــي، خصوصاً مع تعنــت أبو ظبي تحديداً، ومحاور تابعة لها في الرياض، ونســف جهوده، في وضع حد للأزمة.

وتســربت فــي وقــت لاحــق معلومــات استخباراتي­ة، وتصريحات، أكدت أن فقيد الكويت أفشــل وعارض مخططاً لغزو قطر عســكرياً، من دول شقيقة لها، وارتفع صوته مستنكراً الأمر.

وتشــكلت معالــم شــخصية الشــيخ صباح وخبرتــه الدبلوماسـ­ـية، بعد إمضائــه 4 عقود مــن الزمن وزيــراً للخارجيــة، قبــل أن يترأس الحكومــة عام 2003، ويظل فــي المنصب إلى حين تنصيبه أميــراً. بصمات الراحل لــم تقتصر عند حــدود مجلس التعاون الخليجي، وســبق له أن قاد جهوداً لرأب الصدع فــي مناطق عدة، أبرزها الأزمة اليمنية، والحــرب العراقية الإيرانية، مما أثرى تجربته الشخصية، وجعله وسيطاً مقبولاً، ونزيهاً لدى الفرقاء.

مســاعي الوســاطة التي قادها فــي الأزمات الدولية، اســتمرت بعد اســتلام الشــيخ صباح الحكــم عــام 2006، وصــولاً إلى تســميته قائداً

للعمل الإنســاني من قبل الأمم المتحدة عام 2014، وهو منصب لم يســبقه إليه أحد تقديراً لجهوده الإنسانية على جميع الصعد.

وتهاطلت التعازي التــي أبرق بها حكام وقادة وأمراء ورؤساء دول، لتعزية القيادة الكويتية في وفاة فقيدها، وإبراز مساعيه وأياديه البيضاء.

وكان الشــارع الكويتي عاش يوماً صعباً قبل الإعلان الرسمي للوفاة ظهراً، مع توالي مؤشرات توحي أن خطباً ما حدث.

أول المؤشــرات كان الاجتمــاع الطــارئ لولي العهد، مع رئيسي مجلس الوزراء والأمة، لتسود تكهنات حول طبيعة اللقاء. خصوصاً وأن مشــهد مغادرة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الــوزراء الكويتي، رفقة مــرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، أثناء انعقاد جلسة المجلس، أثارت العديد من التساؤلات في الشارع الكويتي.

وكان الأمیر الفقيد، الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تلقى العلاج في الولايات المتحدة، "بناء على مشــورة الفریق الطبي المعالج له، لاستكمال رحلة النقاهة بعد إجــراء عملية جراحية وصفت بالناجحة في الكويت، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" في حينه.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom