Al-Quds Al-Arabi

الكويت تعلن الشيخ نواف الأحمد الصباح أميراً للبلاد خلفاً لشقيقه الراحل

- لندن-«القدس العربي»- وكالات:

أعلنت الحكومة الكويتية ولي العهد الشــيخ نواف الأحمد الصباح أميراً للبلاد خلفاً لشــقيقه الشيخ صباح الأحمد الصباح بعد رحيله أمس الثلاثاء. وتُلي إعلان مجلس الوزراء على التلفزيون الحكومي، وينص الدســتور الكويتي على أن ولي العهد يصبح بشكل تلقائي أميراً للبلاد ويتولى السلطة بعد أداء اليمين في البرلمان.

وقال نائب رئيــس مجلس الوزراء ووزيــر الداخلية ووزير الدولة لشــؤون مجلس الوزراء، أنس خالد ناصر الصالح، عقــب اجتماع للمجلس: "عملاً بأعمال الدســتور بشــأن أحكام توارث الإمارة، فإن مجلس الوزراء ينادى الشيخ نواف أحمد أميراً لدولة الكويت، تعلن دولة الكويت الحداد الرسمي لمدة أربعين يوماً".

وتنص المادة الرابعة من الدســتور والمادة الأولى من قانون توارث الإمارة على أن "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح"، كما تنص المادة 60 من الدستور علــى أن "الأمير يؤدي، قبل ممارســة صلاحياته، في جلســة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية: أقســم بالله العظيم أن احترم الدســتور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه".

ومنذ 14 عاماً، يشغل الشــيخ نواف منصب ولي عهد الأمير الراحل، وذلك بعد ســنوات من تعلم القيادة فــي "بيوت الحكم"، والتدرج فــي مناصب أمنية رفعية المســتوى، حتى وصف بأنه "الأب الروحي للأمن والاســتقر­ار". وفي 18 يوليو/ تموز الماضي، مع دخول الشــيخ صباح إلى مستشــفى في الولايات المتحدة، تمت الاســتعان­ة بولي العهد لممارســة بعض اختصاصات الأمير الدستورية في إدارة شــؤون البلاد. ومنذ توليه هذه الاختصاصات، خاض الأميــر معركة بارزة ضد الفســاد، وقال في خطاب للشعب الكويتي، في 23 أغسطس/آب الماضي، إن "أبناء الأسرة الحاكمة ليســوا فوق القانون"، على خلفية ما تردد عن ضلوع أحدهم في قضية فســاد. وبلهجة حاســمة، أضاف الشــيخ نواف: "لا حماية لفاسد، أياً كان اســمه أو صفته أو مكانته.. أدعو الأخوة في الحكومــة ومجلس الأمة إلى اعتماد التدابير الفاعلة والتشريعات الكفيلة بردع الفاسدين والقضاء على مظاهر الفساد وأسبابه".

ووفق الموقع الإلكتروني الرســمي لديوان ولي العهد، تولي الشــيخ نواف هذا المنصب منذ 14 عاماً، إذ أصدر الشــيخ صباح، بعد حوالي أسبوع من توليه الحكم، أمراً بتزكية أخيه الشــيخ نواف لولاية العهد، في 7 فبراير/ شــباط 2006، وبايعه البرلمــان بالإجماع خلال جلســة خاصة، في 20 من الشــهر نفســه، وأدى اليمين الدســتوري­ة أمام الأمير البرلمان في اليوم نفسه. وقبل ذلك، تدرج الشيخ نواف في مناصب عديدة، حيث اختير في 16 أكتوبر/ تشــرين الأول 2003 نائباً أول لرئيس

مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية.

ويعد الشــيخ نواف "الأب الروحــي لرجال الأمن والمؤســس الحقيقي لوزارة الداخلية بشــكلها الحديث وإدارتها المختلفة، خلال تولي مســؤولية الوزارة على مــدى فترتين، الأولى من مارس/ آذار 1978 إلى يناير/ كانون الثاني 1988 والثانية من 2003 إلى فبراير/ شباط 2006."

كما شــغل منصب نائب رئيــس الحرس الوطني في 16 أكتوبر/ تشــرين الأول 1994، وعمــل "على تطوير المنظومة العســكرية للحرس، وجعلــه الذراع اليمنى للقوات المســلحة"، وفق الموقــع. واختير وزيراً للشــؤون الاجتماعية والعمل في أبريل/ نيســان 1991، عقب تشــكيل أول حكومة كويتية بعد حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، و"سارع إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين"، وفق المصدر ذاته.

وكان وزيــراً للدفاع في ينايــر/ كانون الثاني 1988، حيــث "عمل علي تحديث وتطوير معســكرات وزارة الدفاع ومدها بكافة الأســلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفــاع عن الكويت وحمايتها مــن المخاطر الخارجية"، وفق موقع ديوان الأمير. وشــغل كذلــك منصب وزير الداخلية في مــارس/ آذار 1978، وقبلها بســنوات، وتحديــداً في فيراير/ شــباط 1962 بدأ رحلة عمله السياســي باختياره محافظاً لحولي، التي شهدت في عهده "تطوراً كبيراً".

وولد الشيخ نواف، في 25 يونيو/ حزيران 1937، في مدينة الكويت، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر، الشــيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم البلاد بين 1921 و1950، وهو متزوج وله أربعة أولاد وبنت، و"نشأ في بيوت الحكم منــذ ولادته، وهي بيوت تعتبر مدارس في التربية والتعليم والالتزام والانضباط، وإعداد وتهيئة حكام المستقبل"، وفق موقع ديوان ولي العهد. وهو سليل أسرة "آل الصباح" حكام الكويت منذ نشأتها، ودرس في مدارس الكويت المختلفة.

ومــن المرجح ألا يبتعد الشــيخ نواف عن نهــج أخيه الراحــل، وأثمرت قيادة الشــيخ صباح للكويت، منذ 29 يناير/كانون الثاني 2006، عن خلق دبلوماســي­ة متزنة وعاقلة في المنطقة، طالما ســعت للســام والعمل الإنساني ورأب الصدع في علاقات الدول العربية، أبرزها لعب دور الوساطة في الأزمة الخليجية منذ أكثر من ثلاث ســنوات. وفي عام 2014 منحت الأمم المتحدة أمير الكويت الراحل لقب "قائد للعمل الإنســاني"، لجهوده في مجالات العمل الخيري والدعم الإنساني والإغاثة في مختلف أنحاء العالم. كما بات، منذ صيف 2017، زعيماً لدبلوماســ­ية الســام بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى، للخروج من نفق الأزمة الخليجية، قبل أن يرثيه العالم زعيماً ســاعد على اســتقرار منطقة الخليج.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom