Al-Quds Al-Arabi

أنباء عن رفض «العمال الكردستاني» الانسحاب من شمال شرقي سوريا

- أنطاكيا «القدس العربي»:

أكدت مصــادر كردية خاصــة لـ»القدس العربــي» الأنباء عن رفض حزب «العمال الكردستاني» الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطي­ة «قسد» في شمال شرقي سوريا، موضحة أنه اشترط قبل الموافقة على فك ارتباطه بـ»قسد» شروط عدة، في مقدمتها رفع اسمه من اللوائح الدولية للإرهاب.

وكانت مصــادر إعلامية كردية، قد كشــفت أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى ســوريا جيمس جيفري، طالب خــال زيارته الأخيرة إلى الحســكة، بفك ارتباط «قســد» مع «العمال الكردستاني» وذلك لتهدئة مخاوف أنقرة، وقطع الطريق على أي عمل عسكري جديد لها في شمال ســوريا. وتابعت أن رد «العمال الكردستاني» جاء سريعاً على لســان عضو مكتبه السياسي، ومســؤول الحزب عن مناطق شمال شــرقي ســوريا، صبري أوك، الذي قال: «نحن لن نخرج من شمال سوريا، ولا من إقليم كردستان العراق أيضاً، لأننا حررنا هذه المناطق بدمائنا وإننا نحمي هذه المنطقة، ولن نتخلى عنها» مضيفاً: «أن الحزب لن يخرج من المنطقة إلا بتحقيق عدد من شروطه، وأولها رفع صفة الإرهاب عنه».

وفي تصريح لـ «القدس العربي» أكد الصحافي الكردي شيرزان علو، هذه الأنباء، مشــيراً إلى دور إيرانــي وصفه بـ»التحريضي» الهادف إلى خلط الأوراق، وعرقلة الترتيبات الأمريكية في المنطقة.

وأوضح: أن «الحوارات الكردية في ســوريا أثارت حفيظة إيران والنظام السوري، ومن المعروف أن لـ»العمال الكردستاني» صلات

جيدة بإيران، ومنذ تأسيس هذا التنظيم تستغل طهران هذه العلاقة في سوريا من أجل الضغط لمنع تشكل تكتل كردي سوري قوي، قادر على التفاوض مع النظام».

وحسب علو، يشهد نفوذ «العمال الكردســتا­ني» انحساراً قوياً علــى الأرض، لصالح التيار الذي يقوده مظلــوم عبدي، وأصبحت الكلمة الفصل في قرار «قســد» العسكري بيد تيار عبدي الذي يقود جهود فك الارتباط مع «العمال الكردستاني» مع بقاء بعض المناصب الإدارية بيد «العمال الكردستاني». وبناءً على ذلك، رجح الصحافي الكردي، أن يكون شــمال شرقي سوريا، ســاحة لمواجهة باردة بين التيارات الكردية، لكنه اســتبعد في الوقت ذاته، حدوث مواجهات مباشرة، عازياً ذلك إلى تفادي «العمال الكردستاني» خسائر كبيرة في حال قرر المواجهة.

وقال: إن «حزب «العمال الكردستاني» محاصر فهو مهدد بمواجهة مع تركيا في جبال قنديل شــمال العراق، ولا يســتطيع الدخول في مواجهة ســاخنة مع تيار عبــدي المدعوم أمريكياً في ســوريا، علماً بأن المزاج الكردي الســوري كذلك لا يصب في صالحه، حيث يسجل الشارع الكردي السوري زيادة في الرفض لتيار قنديل».

وشكك نائب رئيس «رابطة المستقلين الكرد السوريين» الحقوقي رديف مصطفى، بالأنباء التي تشــير إلى خــاف كبير بين «العمال الكردســتا­ني» وتيار عبدي زعيم «قسد». وقال مصطفى لـ»القدس العربي»: «ما يجري هو مجرد تســريبات إعلامية ومسرحيات، لأن «قسد» هي كيان خاضع وتابع بشــكل تام لـ «العمال الكردستاني» وفك الارتباط بينهمــا كفك الارتباط بين الرأس والجســد )...( هي

مجرد لعبة سياسية لإدارة الأزمة».

وأضــاف الحقوقي رديف مصطفــى أن «العمال الكردســتا­ني» لن يخرج من ســوريا، وهذه الخطوة غيــر مطروحة على أجنداته، خصوصــاً أنه يتعامل مع أكراد ســوريا كخزان بشــري للمقاتلين، لتنفيــذ أجنداته الخاصــة والبعيدة كل البعد عن مصالح الشــعب السوري». وتابع قوله «هم مجموعة إرهابية يستخدمون لغة القوة والعنف ولا يفهمون سوى لغة القوة» مستدركاً: «الغريب بالنسبة لي هــو مراهنــة الولايات المتحدة علــى موضوع خــروج «العمال الكردستاني» من سوريا، أو إمكانية فك الارتباط بينهم وبين قسد».

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى ســوريا جيمس جيفري، قد زار الحســكة، الأسبوع الماضي، للاطلاع على ســير المفاوضات بين «المجلس الوطنــي الكردي» وحزب «الاتحاد الديمقراطي» وســط أنباء عــن تقديمه وعوداً للأكراد بالدعم المالــي والحكم الذاتي، في حال توصلت الأطراف الســابقة إلى اتفاق شــامل، مع فك الارتباط بـ»العمال الكردســتا­ني». وكانت الأطراف الكردية، قد توصلت إلى اتفاق على تشكيل «المرجعية السياسية الكردية» التي ستكون أعلى مرجعية سياســية كردية في سوريا، وذلك خلال الجولة الثانية من المفاوضات التي ترعاها واشنطن وباريس.

ويعتقد بعض المراقبين أن الولايات المتحدة تحاول زيادة الضغط على «قســد» لفك الارتباط مع «العمال الكردســتا­ني» المصنف على لوائح الإرهاب التركيــة والدولية، وذلك بهدف تليين مواقف تركيا، وحســاباته­ا المتعلقة بأمنهــا القومي، والتهديدات لــه انطلاقاً من المناطق السورية الحدودية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom