Al-Quds Al-Arabi

الأوضاع في سجون الاحتلال تتجه للتصعيد والانفجار ... و إمباكت الدولية: إسرائيل تمارس سياسة ممنهجة في حرمان الأسرى من العلاج

- غزة ـ رام الله ـ «القدس العربي»:

أكد رئيس هيئة شــؤون الأســرى والمحررين اللواء قــدري أبو بكر، أن الأوضاع في مختلف الســجون الإســرائي­لية ذاهبة باتجاه التصعيد والضغــط والانفجار، فــي حال اســتمرت السياســات الإســرائي­لية "العنجهية" ضد الأسرى، في وقت واصل فيه الأسير ماهر الأخرس معركة "الأمعاء الخاوية" وانضم إليه أسير جديد، طلبا للحرية. في الوقت ذاته حذرت مؤسسة دولية من الخطر الذي يهدد حياة المعتقلين جراء الحرمان من الرعاية الصحية.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي­ة، ومنذ مطلع العام الحالي تواصل سياسة غير مسبوقة في القمع والتنكيل بحق الأسرى وظروفهم الاعتقالية والمعيشــي­ة، لافتا إلى أنها تحرمهم منذ أشهر من إدخال الأموال لحساباتهم في "الكانتينا" من قبل ذويهم، لا سيما أسرى غزة، وكذلك من إدخال الملابس والسجائر، كما تحرم المئات منهم الزيارات بحجج واهية وزائفة، وقد عمدت منذ أيام أيضا لإغلاق الحســاب الخاص بـ "كانتينا" الأسرى الأمنيين.

وأضاف "هناك ســجون شــهدت خطوات تصعيدية قبل أيام بإعادة بعــض وجبات الطعام ضد هذه السياســة، وقد نشــهد خطــوات أكثر تصعيدا خلال الفترة المقبلة، إذا ما واصلت ســلطات الاحتلال محاولتها الفاشــية في التنغيص على الأســرى والتهجم على حقوقهم والتضييق عليهم في كافة تفاصيل حياتهم اليومية".

وقرر الأســرى تعليق الخطــوات الاحتجاجية ضد إدارة الســجون، المتعلقــة بقضية حوالــة "الكانتينــ­ا" الخاصة بمشــتريات­هم، حتى يوم الخميــس المقبل، حيث قرر الأســرى في ســتة ســجون تنفيذ خطوات احتجاجية، كانت ستصل لحد الإضراب الشامل عن الطعام.

في السياق لا يزال الأســير ماهر الأخرس، من جنين، يواصل إضرابه المفتوح عن الطعــام لليوم 65 علــى التوالي، رفضــا لاعتقاله الإداري، ويوجد الأســير الأخرس حاليا في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي وسط ظروف صحيــة صعبة، وترفض ســلطات الاحتلال الاســتجاب­ة لمطلبه المتمثل بإنهاء اعتقاله الاداري، حيث يعاني من وضع صحي ســيىء بعد أن فقد نحو 20 كيلوغراما من وزنه، وبات لا يقدر على الحركة والكلام.

يشار إلى أن الأسير الأخرس معتقل منذ 27 يوليو/ تموز الماضي، وبدأ الإضراب في اليوم ذاته، ويُصر على الاستمرار فيه حتى نيل الحرية.

وقبل أيام أصدرت محكمة إســرائيلي­ة قرارا بتجميد الاعتقال الإداري الصادر بحق الأســير الأخرس، عير أنه رفض فك إضرابه بناء على ذلك، باعتبار الأمر حيلة يريد الاحتلال من ورائها الالتفاف على مطالبه.

وكانت هيئة الأســرى قد أكدت أن إدارة ســجون الاحتلال تماطل في إصدار التصاريح اللازمــة للمحامين لزيارة الأســير الأخرس، ما يؤخر التوصل إلى حل لإنهاء إضرابه المفتوح عن الطعام.

وقالت زوجة الأســير إن زوجها رفض قرار محكمة الاحتلال بتجميد اعتقالــه الإداري مقابل تعليق إضرابه عــن الطعام، وأصر على أن يكون إنهاء إضرابه مقابل الإفراج الفوري عنه.

وأبدت خشــيتها من تلاعب سلطات الاحتلال بالقرار وإعادة الاعتقال الإداري بحقــه بمجــرد تناولــه العلاج والطعــام وبالتالــي إبطال كل الخطوات الماضية مؤكــدة أن حالة زوجها الصحيــة في مرحلة حرجة، وأن ذلك يستدعي إطلاق ســراحه فورا، وقالت "كل دقيقة يقضيها خلف القضبان تعرض حياته للخطر أكثر".

يشــار إلى أن هذا الأســير وفور إعلانه الإضراب عن الطعام تعرض للتنكيــل ونقــل متكرر فــي محاولة لإنهاكــه ومنعه من الاســتمرا­ر في الإضراب.

وفي الســياق، شرع الأســير محمد أبو العســل )33 عاما( من مدينة أريحا، بإضراب مفتوح عن الطعام، رفضا لاعتقاله الإداري، وهو أســير

منذ الثالث من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وكان من المفترض أن يتم الإفراج عنه الشــهر الحالي، إلا أن ســلطات الاحتلال حوّلته إلى الاعتقال الإداري مجددا لمدة ثلاثة أشهر.

وجدير بالذكر أن الأســرى يلجأون لخوض "معارك الأمعاء الخاوية" بالإضراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهم يتعرضون خلال فترة الإضراب التي امتدت مع بعضهم لأكثر من أربعة أشــهر متتالية، إلى ضعف وهزال ومرض شديد يهدد حياتهم بخطر الموت، طلبا في نيل حريتهم أو تحسين ظروف اعتقالهم، ونحج الأســرى في مرات سابقة بإرغام الاحتلال على تلبية مطالبهم.

وفي السياق أكد نادي الأســير انه لا حلول جدية بشأن قضية الأسير الأخــرس، ولفت إلى أن ســلطات الاحتلال تتعمد المماطلة بالاســتجا­بة لمطلب الأســير الأخرس، حتى يصــل إلى وضع صحــي صعب وخطير، يتسبب له بمشاكل صحية يصعب مواجهتها لاحقاً، وهذا ما تعمدت فعله في غالبية حالات الأســرى الذين خاضوا إضرابــات عن الطعام لفترات طويلة. وحمّل الاحتلال المســؤولي­ة الكاملة عن مصير الأســير الأخرس، خاصة مع اســتمرار انتشار وباء كورونا لدى الاحتلال بشكل كبير، الأمر الذي يضاعف من الخطورة الحاصلة على مصيره.

ودعا النادي كافة جهات الاختصاص والمؤسسات الحقوقية الدولية على وجه الخصوص للتدخل الجاد لوضع حد لمعاناة الأســير الأخرس ووقــف اعتقاله، لافتاً إلى أنه وفي الوقت الــذي تتصاعد فيه المطالبات بالإفراج عن الأسرى والســجناء في العالم، فإن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليــات الاعتقال بحــق المواطنين، واحتجازهــ­م في ظروف قاسية.

إلى ذلك أفادت هيئة شؤون الأسرى، أن الأسير جمال عمرو )48 عاما( من مدينــة الخليل، ومحكوم بالســجن المؤبد، يواجــه أوضاعا صحية صعبة للغاية. وذكرت أن الأســير عمرو المعتقل منذ عام 2004، ويقبع في معتقل "نفحة" الصحراوي، يعاني منذ عام 2018 من أورام بالكبد والكلى، ولديه مشــاكل في القولون العصبي، وهو في حاجة ماسة لمتابعة طبية، لكــن إدارة المعتقل تتعمد إهمال وضعه الصحي، رغم وعدها الســابق له بعلاجه، وهو ما دفعه قبل أسبوعين لتعليق إضرابه عن الطعام.

وكانت مؤسسة "إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان"، قد قالت إن الســلطات الإسرائيلي­ة تمارس سياســة ممنهجة في حرمان الأسرى والمعتقلين الفلســطين­يين من الرعاية الطبية وتتعمــد تعريضهم لمخاطر صحية، خاصة خلال أزمة تفشي فيروس "كورونا" المستجد.

وأشار تقرير أصدرته المؤسسة إلى أن المعتقلين والأسرى الفلسطينيي­ن يعيشــون في ظروفٍ ســيئةٍ داخل السجون الإســرائي­لية، ويواجهون أشكالًا مختلفة من المعاملة اللاإنساني­ة، بما في ذلك التعذيب، والاكتظاظ، والعــزل الانفرادي. كما يتــم تهديد أقاربهم، وفي كثيــر من الحالات منع الزيارات العائلية أو زيارات المحامين.

وذكر أن الأمراض الأكثر انتشارا داخل السجون الإسرائيلي­ة تتنوع ما بين أمراض الكلى والأمعــاء؛ نتيجة الإضرابات المتكررة عن الطعام التي يتبعها الأســرى احتجاجا على أوضاعهم السيئة في السجون. وأشارت إلى أن المعتقلين والأسرى يتعرضون بشكلٍ خاص لخطر متزايد بالإصابة بفيروس "كورونا" المســتجد، بسبب ســوء النظافة واكتظاظ الزنازين، لافتة إلى أن الظروف زادت صعوبة بعد قرار المحكمة العليا الإســرائي­لية في تموز/ يوليو 2020، بعدم أحقية للأســرى بفرض التباعد الاجتماعي كإجراءٍ وقائي لفيروس كورونا.

وقالت إنه بالإضافة إلى ذلك فرضت إدارات الســجون الإســرائي­لية قيودًا على المشــتريا­ت مــن المقاصف، فأصبح من الصعب على الأســرى والمعتقلين شــراء المنتجات الصحية والمطهرات. كما يقوم ضباط مصلحة السجون الإسرائيلي­ة بإجراء عمليات تفتيش يومية دون ارتداء قفازاتٍ واقية أو أقنعة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom