Al-Quds Al-Arabi

المغرب: خبير يدعو الحكومة إلى تغيير طريقة التعامل مع الفيروس

- الرباط ـ «القدس العربي» من الطاهر الطويل:

سُــجلت 1422 إصابة جديدة بفيروس كورونا المســتجد فــي المغرب خلال 24 ساعة، وفق آخر المعطيات المعلن عنها مساء الإثنين، كما أعلن عن 1877 حالة شفاء، و44 حالــة وفاة، وبذلك ارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 119 ألفاً و107 حالات منذ الإعلان عن أول حالة في 2 آذار/ مارس الماضي، ومجموع حالات الشــفاء التام إلى 97 ألفاً و468 حالة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 2113 حالة.

أما مجموع الحالات النشــطة التــي تتلقى العلاج حالياً فــي المغرب فيصل إلى 19 ألفاً و526 حالة، في حين يصــل مجموع الحالات الخطيرة أو الحرجة الموجودة حالياً في غرف الطــوارئ والعناية المركزة إلى 415 حالــة، 39 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي.

وما زال أعلى عدد من الإصابات يسجل في جهة «الدار البيضاء ـ سطات» حيث بلغ خلال الـ24 ســاعة الأخيرة 542 حال، كما سجل فيها أكبر عدد من الوفيات )19 وفاة(.

ودعا خبير مغربي إلــى الاقتداء بتجربة جهة «طنجة ـ تطوان الحســيمة» في الحد من انتشار الفيروس، حيث شهدت الإصابات انخفاضاً ملحوظاً وصل إلى 39 خلال ســاعة. وقال عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنول­وجيا الطبية في جامعة محمد الخامس في الرباط، إن تحمّل الجميع للمسؤولية في العمل الجماعي مكّــن طنجة من الخروج من الأزمة الكبيرة التي شــهدتها في الآونة الأخيرة جراء ارتفاع عدد الإصابات بـ«كورونا».

وأوضح الخبير المذكور، في حديث لقناة «ميدي1 تيفي» أن تراجع تفشي الوباء في طنجة يعود إلى اعتماد ثلاث معالجات أساســية، وهــي عزل المنطقة الموبوءة وحظر التنقل فيها، إضافة إلى حملة التوعية، وتحمّل المســؤولي­ة بشكل جماعي، مما أدى إلــى انضباط المواطنين للإجراءات الاحترازية، وبالتالي التمكن من وقف انتشار الجائحة. وأضاف أن تغيير البروتوكول الطبي المعتمد ساهم أيضاً في الحد من انتشــار الوباء، بعد تخصيص المستشفيات للأشخاص في وضعية حرجة، أو المحتاجين إلــى التنفس الاصطناعي، مما أدى إلى تخفيــف الضغط على المنظومة الصحية، والتمكن بالتالي من الاســتجاب­ة للاحتياجــ­ات الطبية لأغلب الحالات المصابة، وتمكين المواطنين من الدواء.

وذكر في السياق ذاته، أنه بالرغم من الانزعاج الذي تسبب فيه الوضع الوبائي في المغرب، فإن هناك نوعاً من الاســتقرا­ر على مســتوى الأرقام، مضيفاً أن هناك حاجة ملحة اليوم لتغيير المعالجة التي يتم مواجهة الجائحة بها، ســواء من طرف مدبّر الشــأن العمومي أو من طرف المواطنين، وأشــار إلى أن الانزعاج الأكبر يأتي من جهة الدار البيضاء ســطات، التي تعرف ارتفاعاً فــي عدد الإصابات بفيروس «كورونا» توازي عدد الحالات المسجلة في باقي جهات المغرب، بحوالي 33 في المئة مــن الإصابات، ومن حالات الوفيات بحوالي 30 في المئة، بينما تمثل حوالي 20 في المئة من سكان المغرب.

وحــول آفاق الحالة الوبائية، قال إنه لا يجب تهويــل الموضوع، نظراً لأن المدن والعواصم الكبيرة جميعها تعرف هذه الظاهرة، كما هو الشأن بالنسبة للعاصمة الإسبانية مدريد، بسبب ما تعرفه من حركية ونشاط اقتصادي، إلى جانب كثافتها السكانية، مما يُنْتِج اختلاطاً يتسبب في دوره في انتشار الفيروس بشكل سريع. ولفت الخبير نفسه إلى أنه لا يمكن الحديث عن العودة إلى الحجر الصحي الكلي، لكونه خياراً غير محبذ في الظروف الراهنة، مضيفاً أن الإغلاق الجزئي يمكن نوعاً ما من سد الأماكن التي وصلها الوباء، مما يساعد على الحد من تفشيه.

 ??  ?? أحد أسواق المغرب ويلاحظ التزام المواطنين بالإجراءات الصحية
أحد أسواق المغرب ويلاحظ التزام المواطنين بالإجراءات الصحية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom