Al-Quds Al-Arabi

«نيويورك تايمز»: حلم جمال خاشقجي يتحقق بعد مقتله وصوت منظمة «دون» الجديد يعاند الموت

- لندن «القدسالعرب­ي» من إبراهيم درويش:

قال مراســل صحيفة «نيويورك تايمز» في بيروت، بن هبارد إن إعلان أصدقاء وزملاء الصحافي جمال خاشقجي عن منظمة الديمقراطي­ة من أجل العالم العربي الآن )دون( أو فجر هي تجســيد لحلمه ويأتي بعــد عامين على مقتله بطريقة بشعة في قنصلية السعودية بإسطنبول.

وأضــاف إنه تم الإعلان الثلاثاء عــن المنظمة التي فكر فيها واقترح إنشــاءها خاشقجي. وكانت بمثابة الحلم له حيث كان يحاول في الأشــهر التي ســبقت مقتله تحقيقه والإعلان عن منظمة تدعم الديمقراطي­ة في العالم العربي.

و«ســتكون )دون( منظمــة لحقوق الإنســان مقرها واشــنطن وســتركز على انتهاكات الســعودية، حليفة الولايات المتحدة، لحقوق الإنســان ونشر مقالات يكتبها المنفيون السياســيو­ن من الشــرق الأوســط ومواصلة إرث خاشــقجي». وتبنى نقاد النظام الســعودي قضيته باعتبارها من أكثر التمظهرات القاتمة لسياسة ولي العهد محمد بن سلمان التي لا تلتزم بحدود في ملاحقة وإسكات المعارضين له داخل وخارج الســعودية. قــال ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة إنه لم يكن يعرف مقدماً عن الجريمة مع أن تقييماً من «ســي آي إيه» لم يســتبعد احتمال صدور أمر القتل منه. ورغم محاولات الســعودية دفن ملف خاشــقجي والتقدم أماماً مــن خلال الحكم هذا الشهر على 8 أشخاص بالســجن لمدد مختلفة إلا أن قصة الصحافي تأبى الموت ولا يزال صداها يتردد. ففي الذكرى الثانية لمقتله وتقطيع جثته التي ســتحل في يوم الجمعة الموافق 2 تشرين الأول/أكتوبر ســيبث فيلمان وثائقيان مهمان «مملكة الصمت» و«المعارض». فيما أعلنت مجموعة من المعارضين عن تشــكيل أول حزب سياسي معارض هو حزب التجمع الوطني، وبعض أعضائه كانوا من المقربين لخاشقجي.

وحضــرت تركيا يــوم الإثنــن اتهامات ضد خمســة مواطنين ســعوديين بمن فيهم الموظفين في القنصلية لهم علاقــة بالجريمة. ومــن المتوقع ضمهم إلــى قائمة الـ 20 الذين تحاكمهم غيابيا منذ تموز/يوليــو. وقال القائمون على منظمة )دون( إنهم يأملون مواصلة رؤية خاشقجي. وقالت سارة لي واتســون، المديرة التنفيذية للمجموعة: «الفرضية الأساســية التــي تقوم علــى أن الديمقراطي­ة وحقوق الإنسان هما الحلان الوحيدان للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط هما رؤية جمال 100 » و «هو ما أراده من هذه المنظمة .»

وبــدأ خاشــقجي التفكير فــي المنظمة بعــد خروجه من الســعودية إلــى المنفى خوفاً مــن الاعتقال في صيف 2017 واســتقر قــرب واشــنطن. وبدأ بكتابــة عمود في صحيفة «واشــنطن بوســت» انتقد فيه الأمير محمد بن ســلمان وخططه الإصلاحية واعتقالــه للدعاة والعلماء والأكاديمي­ين والناشــطي­ن في مجال حقوق الإنســان مما حوله إلى شخصية مكروهة في الرياض.

وســجلت المنظمة فــي الولايات المتحــدة بداية 2018 ولكن لــم يعلن عنها قبــل مقتل خاشــقجي. وبعد وفاته قام المقربون منــه بجمع المال وتطويــر الخطط للإعلان عن المنظمة، كما قالت واتســون التي كانت مديرة برنامج الشــرق الأوســط وشــمال أفريقيا في منظمة «هيومان رايتــس ووتش». ووصفت المنظمة بأنهــا مزيج من مركز بحث ومنظمة للدفاع عن حقوق الإنســان وســتركز في البداية على دول ديكتاتوريا­ت قريبة من الولايات المتحدة - مصــر والإمارات العربية المتحدة والســعودي­ة - ومن الأفكار التي ســتحاول المنظمة تحديها وهي أن الولايات المتحدة «فاعل خير» في الشــرق الأوســط. وقالت «إنس عمل الخير» و «توقف عن عمل الشر، توقف عن التسليح، توقف عــن دعم هذه الــدول المنتهكة لأنها تلطخ ســمعة الأمريكيين .»

ولن تقوم المنظمة بفضح والكشف عن هوية المسؤولين من الصف الوســط ممن تورطــوا في انتهــاكات حقوق الإنسان فحسب ولكن من أفلتوا من الملاحقة.

وقالــت فدوى مســاط المديــرة التنفيذية لـــ)دون( العربية «هذه الحكومات تقــول إنه لا الملك ولا ولي العهد أو وزير الداخلية هم المســؤولو­ن عــن الانتهاكات ولكن الناس الذيــن حولهــم». و «نريد الحصول عن أســماء الأشــخاص الذين يقفون وراء الانتهاكات». وستحتفظ المنظمة بمؤشر خاشقجي لقياس دور الحكومات الغربية في الترويــج أو عرقلــة الديمقراطي­ة وحقوق الإنســان في المنطقة ونشــر مقالات بالعربيــة والإنكليزي­ة يكتبها المنفيون السياســيو­ن والخبراء والناشطون. وسيكون عدد العاملين فيها بداية عشــرة وسيمولون «من ناس في الولايات المتحــدة كانوا أصدقاء لجمال». ولا يوجد نقص في عدد المنظمات في الولايات المتحدة التي تقوم بتوثيق ونشــر تقارير عن الانتهــاك­ات في العالــم العربي. وهنا الســؤال حول ما ســتقوم ببناء مكان لها وإحداث فرق. ويشكك البعض بقدرتها لأن جمهورها سيكون الأمريكيين وصناع السياسة فيها، وأشار هبارد إلى أن ما يعلم العلاقة الأمريكية مع السعودية وبقية الدول العربية هو التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي الذي لا يهتم عادة بقضايا حقوق الإنســان. ولكن البحث من خلال منظمة )دون( قد يكون مهماً للعالم العربي لأن الذين يكتبون فيها هم عرب ومن الصعب التقليل من مصداقيــة ما يقولون مقارنة مع المواقف من منظمات حقوق الإنسان والبحث الغربية.

 ??  ?? لمسة احتجاجية على ضوء الشموع أمام القنصلية السعودية في اسطنبول
لمسة احتجاجية على ضوء الشموع أمام القنصلية السعودية في اسطنبول

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom