Al-Quds Al-Arabi

فلسطيني «استثمر» كورونا لصناعة مركبة «كلاسيكية» موضة الثلاثينيا­ت

-

■ نابلس - من قيس أبو ســمرة: اســتثمر الفلسطيني رياض العملــة، القيــود المفروضة على الحركــة للحد من انتشــار فيروس كورونا، لتجســيد حلــم طفولته بصنع واقتناء سيارة كلاسيكية.

من بلدة قبلان إلــى الجنوب من مدينة نابلس شــمالي الضفــة الغربية، لديه شــغف خاص بالمركبــا­ت، غير أنه يعشق منها الكلاسيكية )القديمة(.

وعمل العملة لسنوات في بيع قطع الغيار، ويمتلك حاليا معرضا للســيارات الحديثة في مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية.

لا توجد في الأراضي الفلســطين­ية مصانع للســيارات، لكن العملة اســتطاع في ورشــته المتواضعة أســفل منزله صناعة هيكل مركبته، فيما قــام بتجميع قطعها الميكانيكي­ة من مركبات قديمة.

وعلى مدى أربعة أشــهر، عمل الرجل على تطويع الحديد لصناعة هيكل مركبته.

يقول العملة: «مع بدء فتــرة الحجر الصحي الناجم عن فيروس كورونا، بدأت التفكير بشــكل جدي بتحقيق حلم طفولتي بصناعة مركبة كلاسيكية».

ويضيف: «الحجر الصحي مزعج للغاية، منذ اليوم الأول بدأت التفكير بما يشغل وقتي، واستفدت منه فعليا بصناعة مركبتي، وتحقيق حلمي». وأطلق على مركبته أسم «نوح» تيمنا بنجله الأصغر. وعن دوافعه لصنع المركبة، يقول: «لا تتوفر في الأسواق مركبات كلاســيكية، واستيرادها مكلف جدا».ويردف: «من لا شــيء صنعت مركبة تحاكي المركبات الكلاســيك­ية التي صنعت في ثلاثينيات القرن الماضي».

ويتابع العملة: «أعيش مع المركبة كأني في الزمن الجميل )مــا قبل الاحتــال الإســرائي­لي للضفــة الغربية)».وعن أوصاف مركبته يقول العملة، إنها «مثل المركبات الكلاسيكية القديمة تتسع لراكبين فقط، وتمتاز بطول مقدمتها، ووجود المصابيح خارج جسمها».

ولم يفصح عن التكلفــة المادية للمركبــة، لكنه قال إنها «أخذت جهدًا ووقتًا أكثر من التكلفة مادية.»

وتلقى صاحب المركبــة عروضا لبيعهــا، غير أنه رفض ذلك، حسب ما يقول.ويشير إلى أنه «اختار مقتنيات المركبة بشكل دقيق، لتخرج بشكل مميز.»

وقبل عدة سنوات اســتطاع العملة، صناعة سيارة دفع رباعي بــأدوات بســيطة، وأطلق عليها أســم «آدم» تيمنا بنجله البكر.ويطمح حاليًا بتســجيل مركبته لدى الجهات الرســمية الفلســطين­ية، ليتمكن من الســير فيها بين مدن وبلدات الضفة الغربية.

وعن اســتثمار المركبــة يقــول العملة: «قد أســتثمرها في المناســبا­ت والتصوير فــي الأفــراح، أو تصوير أفلام ومسلسلات».طموح الشاب الفلسطيني لا يتوقف عند تلك المركبة الكلاســيك­ية، مشــيرا إلى أنه «يطمــح لتنفيذ أفكار عدة» لم يكشف عنها.

ورغــم امتلاكــه مركبة فارهــة، غير أنه يفضــل التنقل

بمركبته الكلاسيكية.ولاقت المركبة الكلاسيكية تفاعلا كبيرا لدى أبناء بلدته وكل من شاهدها، فيما سارع عدد منهم لأخذ صورا تذكارية معها. ويقول أحد هؤلاء: «كأنها فعلا موديل الثلاثينات». ومنــذ مطلــع مــارس/ آذار الماضــي أعلنت الســلطة الفلســطين­ية حالة الطوارئ بعد تســجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة.

)الأناضول(

 ??  ?? رياض العملة يقود السيارة التي صنعها
رياض العملة يقود السيارة التي صنعها

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom