Al-Quds Al-Arabi

الدفاع عن اللغة العبرية

- كاتبة من الجزائر

شــهدت مواقع التواصــل الاجتماعي ردود أفعال كثيرة على منشــور الكاتب أمين الزاوي على صفحته على «فيســبوك» «مدافعا عن اللغــة العبرية» كما جاء في موقع «الجزائرية 1». الرجل يشــيد بالعبريــة وينتقد العربية، كمــا كتبت «أوراس» حيث تناقلــت عباراته حول الموضوع : «أن اللغة العربية فشــلت في الجزائر بعد 50 ســنة من انتهاج سياســة التعريب، داعيا لإعطاء الفرصة للأمازيغية، مؤكدا أنها ســتنجح وســتكون لغة الفيزياء النووية والطــب، مضيفا «أنه متأكد مــن أن أبناء «تامزغة» سيبدعون أجمل النصوص الأدبية في اللغة الأم الأمازيغية.

وقال «إنه لا أحد كان يتصور قبل 50 ســنة أن تصبح اللغة العبرية، التي كانت لغة لاهوتية حاخامية فقط لغة العلوم، كما هي اليوم. وانتقد الزاوي اللغة العربية قائلا إنه لا يمكن حتى كتابة وصفة دواء بها! أما صفحة «الحراك. كوم» فعلقت على منشور الكاتب قائلة: «في خرجة استفزازية جديدة. أمين الزاوي يمجــد العبرية ويطرحها كنموذج فــي الجزائر» فقالت: «خرج الدكتور أمين الزاوي مدافعا عن العبريــة التي قارب بينها وبين الأمازيغية والتي قال إنها في حال وجدت مناخ الحرية ســتصبح مثل العبرية لغة علــم وعلوم. ودعا الى اتخاذ العبرية كنمــوذج لتطبيقه في الجزائر، حيث كتب يقــول: «لمرة واحدة أعطوا الفرصة المؤسســات­ية للغــة الأمازيغية بتعميمهــا واجباريتها فــي التعليم في كافة المدارس الجزائرية بعد 12 ســنة على الأكثر، بهذا التجنيد السياســي الوطني وبهذا الوعي الهوياتي سنرى أبناء تامزغة يقدمون محاضرات جامعية في الفيزياء النووية وفي الطب. إبليس الزاوي هذه المرة لم يكن شــجاعا )وهو الذي شبه المثقف بإبليس فــي عصيانه لله( بقــدر ما كان مغــازلا ومتماهيا مع التطبيع الثقافــي. فرق بين لغة أثبتت وجودها بالدم والنار وحرق أجســاد الأطفال ومجتمع قوي يدمر كل شيء في ســبيل اهدافه. وبين مجتمعات ضعيفة يقتلها التمزق والفرقة ومحاباة المثقف الميال، حســب اتجاه الريح. المجتمع القوي يعطي لغة قويــة والضعيف يعطي لغة ضعيفة. والعرب والبربر ومن والاهم مجتمعــات هزيلة يتم تضخيمها من طرف مثقفي الموائد والصالونات الفخمة. كما أن العديد من رواد مواقــع التواصل الاجتماعي من مثقفين كتبوا ردودا على المنشــور، منهم صاحب «فنجان ســاخن» عبد الرزاق بوكبة، الذي قال مــن باب الرأي: «مثلما هم بعض معارضين ما يطرحــه الدكتور أمين الزاوي ومن على منهجه مطالبون بأن يناقشوه لا أن يشتموه، هو مطالب أيضا أن يلتزم بالأدوات المعرفية في طرق القضايا، حتى يكون في مستوى صفة الأكاديمي، التي يحملها، لا أن يكتفي باســتفزاز الضمير العام في المنابر الاستهلاكي­ة والشعبوية، بما يثير غبارا من الجدل تكون ثمرته جرعة إضافية من معاداة الشــارع لمبدأ التنوير، وهو بهذا يصبح أول المشوشين عليه». كما أن أستاذا آخر )عبد الناصر بوعلي( نشر على صفحته )كرد ضمني على منشــور الزاوي( بنشره ترجمة لمقدمة لويس ماسينيون لكتاب «المعجزة العربية» الذي ألفه «ماكس فينتجو» حيث كتــب: «أيها العرب حافظوا على العربية، لأنهــا في مصلحة الإنســاني­ة: «لنجعلهم يحترمون عربيتهم، لنقل اكتشــافات الفكر عالميا، دون أن نحاول تقليص مكانة هذه اللغــة لصالح تمدد لغاتنا الآرية، ودون أن ندع العربيــة تتجلط في قومية ضيقة مثل العبرية الجديدة التي وضعتها الصهيونية المتطرفة. إن بقاء العربية لغة عالمية يمثل عنصرا أساسيا للسلام المستقبلي بين الأمم .»

فمهلا يا دكتــور أمين لتترك مســألة اللغات للمختصين، واعلــم أن هناك من كتب ويكتــب وصفات بالعربيــة. ومن يكتبها تقام عليــه الدنيا ولا تقعــد. نحن فعلا في غنى عن تشــنجات المشــكلة اللغوية التي لا تنتهي. وعلى أهــل الاختصاص التحلي بالشجاعة والنزاهة للخروج بحل. وليس بمقارنة لغاتنا بالعبرية. مقارنة ما لا يمكنه أن يقارن. أم المثقف لم يعد حرا وإبليســا لا يخضــع لأحد، بل أصبح مع «الواقف» كما نقول، أي مع التيار السائد!

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom