Al-Quds Al-Arabi

في انتظار الإدارة والمدير

-

شــباب بين امل «الهجرة للضفة الأخرى من المتوســط، أو الأمل بلقاء المدير العام لـ»ســوناطراك ورقلة» الذي وعد العشرات من شــباب المدينة المؤهلين بمساعدتهم وتوظيفهم، لا ســيما وأن ضيف البرنامج كان قد شــارك في مسابقة التوظيف ونجح وها هو ينتظر التوظيف الفعلي. الشــاب ينتقل يوميــا إلى المنطقة لعله يظفر بمقابلة المدير العام، لذلك وفي كل مرة يقوم عمال الأمن على الباب بتبليغ إســماعيل أن المدير لم يأت.

وكان الشــاب مصرا على الانتظار في الســاعات، لأنه يعلم أنهم يكذبون. ويعلم أن هناك من ســبقه إلى الوظيفة من أصحاب الوساطات لا الكفاءة. ثم يعود أدراجه، ليعاود الكرة مرة أخرى! كذلك عرج الوثائقي على نقطة كبيرة ســوداء، كما أسماها، وهي مشكل السكن في مدينة سطيف، ثلاثمئة كيلومتر شرق العاصمة، ولحالة «أسامة «المهندس في الإعلام الآلي ورحلته مع الســكن الاجتماعــ­ي بالإيجار )عدل( الذي قد يحل مشكلة امتلاك سكن للطبقة المتوسطة، ولو بعد انتظار طويل. لكن البقية كارثية، فالشــقة فيها من العيوب الشيء الكثير ابتداء من قفل المفتاح إلى السقف والأرضيات والنوافذ. وعلى الســاكن أن يعيدها من الألف إلى الياء. كما تطرق الوثائقي إلى هذه العينات للتعبير عن الكل، ولاتهام النظــام الجزائري بكل التهم. فكانت أول ردة فعل من نور التي نشــرت فيديو تعتذر لمتابعيها عما حدث وتشرح ما وقع بالتفصيل معها، والتي اتهمت القناة بتدليس الحقائق وقص الســياقات وأن الصور شــيء وتعليق الصحافي شــيء آخر. وأن التقرير أول كما يحلو له، وبين صورة نمطية ســلبية عن المرأة الجزائرية وركز على بعض التفاصيل منفصلة عن سياقاتها. ولم يركز الوثائقي على مسار عملها ونجاحها، بقدر ما ركز على حجابها وحجاب متابعاتها وأن المرأة في الجزائر قاصرة إلى الأبد وتحتاج إلى محرم للسفر!

الشــيء الغريب العجيب محاولة إظهار جزائر أخرى لم تعد موجودة ولم تعشها أجيال كثيرة من النساء. كذلك الشأن بالنسبة للفنانة نرجس، التي استضافتها «قناة بور تيفي» والتي تأســفت لما حدث. وأنها لن تســمح للإعلام الفرنسي في استعمالها قصد الإساءة للجزائر وأنها مستعدة لتحمل مسؤولية ما حدث. وقبولها التعاون مع القناة ووســيطتها الجزائرية زينة كان قرارها الشــخصي ولا دخل للجزائر في ذلك. وكانت تريد أن يكون المحتوى ثقافيا باعتبارها فنانة وليســت سياسية. لذلك ستقوم بــكل ما يلزم. نرجس التي لــم تغادر الحراك يوما، والتي اعتقلت عدة مرات بســبب مواقفها السياسية لم تشأ الخوض في مسائل سياسية داخلية ومع هذا صورت كأنها امرأة تبحث عن المتعة وأنها تعيش في الليل وترتاد الملاهي، رغم أن الشباب ومن معها ضد المثلية والإلحاد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom