Al-Quds Al-Arabi

محتجون يطالبون بإقالة حكومة حمدوك ... وقوى تدعو لقبول عرض واشنطن بالتطبيع مع تل أبيب

-

■ الخرطــوم - الأناضــول: طالب المئات من المحتجين الســوداني­ين، أمــس الأربعاء، بإســقاط حكومة عبــد الله حمــدوك، خلال موكب احتجاجي تحرك صوب مجلس الوزراء في الخرطــوم، فيمــا دعت قوى ســودانية، رئيس مجلس الســيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، إلى قبول العرض الأمريكي الخاص بتطبيع البلاد مع إســرائيل، مقابل رفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وقال شهود عيان إن "الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين كانوا في طريقهم إلى مقر مجلس الوزراء".

وأظهــرت مقاطع فيديــو بثها ناشــطون فــي منصات التواصــل الاجتماعــ­ي للموكب الاحتجاجي، وبعض المحتجين يحملون لافتة كبيرة عليها عبــارة: "تشــييع الحكومة إلى مثواها الأخير".

وحســب صحيفة الســوداني )مســتقلة( المئات من المحتجين تظاهروا وســط العاصمة الســوداني­ة الخرطــوم، مندديــن بالأوضاع الاقتصادية في البلاد.

ودعت شــرطة المرور السودانية، في بيان، ســائقي المركبات العامة إلى تجنب شــوارع رئيسة وسط الخرطوم، واتخاذ طرق بديلة.

ولم يصــدر بيان من الحكومة بشــأن تلك المطالــب. وحكومة عبــد الله حمــدوك، هي الأولــى في البــاد منذ عزل عمر البشــير من الرئاســة في 11 أبريل/ نيســان 2019، تحت وطــأة احتجاجات شــعبية منــددة بتردي الأوضاع الاقتصادية. وفي 21 أغســطس/ آب 2019، فترة انتقالية تســتمر 39 شهرًا تنتهي

بإجراء انتخابات، ويتقاســم خلالها السلطة كل من الجيش وتحالــف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائد الاحتجاجات الشعبية.

في الموازاة، دعت قوى سودانية، الأربعاء، رئيس مجلس الســيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، إلى قبول العرض الأمريكي الخاص بتطبيع البلاد مع إســرائيل، مقابل رفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

جاء ذلك فــي مؤتمر صحافي مشــترك في العاصمــة الخرطــوم، عقده كل من رئيســي حزب "الأمة" مبــارك الفاضل، وحركة "تحرير الســودان ـ الثورة الثانية" أبوالقاســ­م أمام، وممثل "جبهة الشرق" حميد محمد حامد.

والجمعــة، ذكــرت صحيفــة "ذا هيــل" الأمريكيــ­ة، أن إدارة الرئيــس دونالد ترامب تضغط لإزالــة الســودان من قائمــة الدول الراعية للإرهاب، في خطوة قد تدفع الخرطوم إلى فتح علاقات مع تل أبيب.

وقال الفاضل، إن "العرض الأمريكي محكوم بفترة الانتخابات الرئاســية الأمريكية المقبلة )تنطلق في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل(، وينبغي علينا ألا نضيع الفرصة التاريخية".

وأضــاف: "بعد إعلان نتائــج الانتخابات الرئاسية الأمريكية سندخل في أزمة كبيرة في السودان إذا لم نوافق على العرض الذي قدم في الإمارات".

وتابع: "لن يتم يرفع اســم الســودان من قائمة الإرهاب لسنوات طويلة إذا لم نستثمر الفرصة الموجودة".

واستطرد: "ليس هناك ما يمنع أن نتواصل مع إســرائيل، ولدينا لاجئون في إســرائيل

يرسلون حوالات مالية إلى أهلهم".

وكشــف الفاضل، عن تواصل رجال أعمال ســودانيين )لم يسمهم( مع شــركات زراعية إسرائيلية.

وقــال: "بعض رجــال الأعمــال وجدوا أن إســرائيل طورت حبوبنا الســوداني­ة لزيادة الإنتاجيــ­ة مــن ضمنهــا السمســم والفول السوداني".

وأشار إلى أن الأسواق السودانية تستقبل حاليا بعض المنتجات الإسرائيلي­ة.

وأعلن رئيــس حركة "تحرير الســودان ـ الثورة الثانية"، عزمهم تكوين "جبهة سياسية مساندة للتطبيع مع إسرائيل".

وأضــاف خــال المؤتمر الصحافــي ذاته: "لدينا موقف مشــترك ثابت مع إقامة علاقات ســودانية إســرائيلي­ة، ومتفقون حول ذلك، وماضون في هذا الاتجاه".

ودعا أبو القاســم، مجلس الأمــن والدفاع الســوداني، إلــى عقــد اجتماع طــارئ من أجل إجــازة العــرض الأمريكي قبــل إجراء الانتخابات الأمريكية بداية الشهر المقبل.

وفــي 23 ســبتمبر/ أيلول الجــاري، قال البرهــان إن مباحثاتــه مــع المســؤولي­ن الأمريكيين، خلال زيارتــه الأخيرة للإمارات، تناولت عدة قضايا، بينها "السلام العربي" مع إسرائيل.

وذكــرت تقاريــر إعلاميــة إســرائيلي­ة وأمريكيــة، خــال الأيــام القليلــة الماضية، أن الســودان وافق على تطبيــع علاقاته مع إســرائيل، في حال شــطب اســمه من قائمة "الــدول الراعيــة للإرهــاب" وحصوله على

مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات.

والســودان مدرج على القائمــة الأمريكية "للــدول الراعيــة للإرهاب" منذ عــام 1993، لاســتضافت­ه آنذاك، الزعيــم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

سودانيون يتظاهرون رفضا للتطبيع

وأعلنت قــوى سياســية في الســودان، في وقت ســابق، رفضها القاطــع للتطبيع مع إسرائيل، في خضم حديث عن تطبيع محتمل بعد الإمارات والبحرين.

ووقع البلــدان الخليجيان، في واشــنطن

يوم 15 أيلول-ســبتمبر، اتفاقيتي تطبيع مع إســرائيل، وهو ما قوبل برفض شعبي عربي واسع واتهامات بخيانة القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom