Al-Quds Al-Arabi

رؤساء حكومات لبنان السابقين ردّاً على نصرالله: لم نشكّل الحكومة نيابة عن أديب

رأوا في مطالعته نسفاً للمبادرة الفرنسية وتعمّداً لافتعال إشكال طائفي

- بيروت - «القدس العربي» :

نفــى رؤســاء الحكومــات الســابقون نجيــب ميقاتي وســعد الحريري وفؤاد الســنيورة وتمام ســام أن يكونوا بصدد تشــكيل الحكومــة نيابة عــن الرئيس المكلــف مصطفى أديــب، وردّوا على كلام الامــن العــام لحــزب اللــه الســيد حســن نصرالله الــذي اتهمهم بتحوير مضمــون المبادرة الفرنســية، فاســتهجنو­ا تســميتهم بـــ «نــادي رؤســاء الحكومات» واعتبروا أنه لــم يكن موفقاً بالتذكيــر بأحــداث ايار/مايــو 2008 وأســفوا أن «يجتنب الســيد نصرالله الحقيقة إلى هذه الدرجة في الرواية التي ســاقها بشــأن المساعي التي قام بهــا الرئيس مصطفــى أديب في محاولة تشــكيل حكومة إنقاذية والاســباب التي ادت إلى فشلها». وأصدروا بياناً من نقاط سبع جاء فيها:

أولاً: إن المبــادرة الفرنســية، التي شــكلت الفرصــة الوحيــدة لمحاولــة وقــف انهيــار لبنان، بنيت على ضرورة تعليق كل ما يمت إلى السياسة الداخليــة التقليديــ­ة، ومســألة تنافــس الكتــل والأحــزاب، لأشــهر معــدودة بحيث تتفــق الكتل النيابيــة الرئيســية علــى حكومــة إنقــاذ مصغرة مــن الاختصاصيي­ن الأكْفاء لا تســميهم الاحزاب، لتنفيذ برنامج اصلاحي اقتصــادي مالي ونقدي وإداري بحت، مفصّل في خطواته للأشهر الثلاثة الأولــى، لفتح المجال أمــام البدء باســتعادة الثقة وعودة التمويل الخارجي للبلد.

ثانياً: لم يشكّل ما سمّاه السيد نصر الله «نادي رؤســاء الحكومات الاربعــة» الحكومــة نيابة عن الرئيس أديــب، ولم يفرض اســماً فيها او حقيبة، بل اقتصر دوره على توفير الغطاء بشــكل شفاف وواضح لتنفيذ ما وافقت عليــه الكتل النيابية في قصر الصنوبر، بعد ان اجتمعوا على كلمة ســواء في ما يتعلق بتســمية الرئيس المكلف. وهذا الدور

لم ينطلــق للحظة واحدة من فــرض الوصاية على رئاســة الحكومــة بل من الدعــوات التــي أطلقتها أكثرية اللبنانيين، والتي أجمعت على وجوب عدم تكــرار الآليات التي اعتمدت في تشــكيل الحكومة المســتقيل­ة والتــي كانــت محــل معارضة شــعبية واســعة تقاطعت مع المبادرة الفرنســية ووجوب قيــام حكومــة مســتقلين بعيــداً عــن المحاصصة والولاء الحزبي والسياسي.

ثالثــاً: إن الرئيــس المكلف لم يكن فــي مقدوره التشــاور مــع فخامــة رئيــس الجمهوريــ­ة، أو مع أي مــن الكتل السياســية في الاســماء والحقائب فــي ظلّ العقدة التــي رفعها في وجهــه ثنائي أمل وحــزب الله، فــور وصــول جهوده إلــى مراحلها الأخيــرة عشــية العقوبــات التــي اعلنــت بحــق الوزيرين الســابقين، والتي نشــأت عنها تعقيدات واســتعصاء­ات. ومــا كان من الرئيــس الحريري في اعقاب ذلك، وحيال الخطر الذي يتهدد فرصة وقــف الانهيار المتاحة الا أن لجأ إلى اتخاذ مبادرة منفــردة تتيــح فــي حــال اعتمادهــا الابقــاء على التمثيل الشــيعي في وزارة الماليــة لمرة واحدة، مع التأكيــد على مبدأ المداورة فــي الحقائب الوزارية. ومن المؤســف أنــه بــدل تلقــف مبــادرة الرئيس الحريري التي اشادت بها فرنسا، جرى الالتفاف عليهــا ووضــع المزيد من الشــروط علــى الرئيس المكلف والتمســك بتســمية الوزراء فــي الحقائب الباقية، في ضرب مكشوف للقواعد التي انطلقت منها المبادرة الفرنســية وللدستور الذي يؤكد على عدم حصرية أي حقيبة وزارية بممثلين لأي طائفة بعينها.

رابعاً: إنّ الملفــت فــي روايــة الأمــن العــام لحزب الله أنها تعمّدت افتعال اشتباك طائفي بين رئيــس الجمهورية وبين رئيــس الحكومة المكلف، بزعم التعدي على الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهوريــ­ة لمصلحة رئاســة الحكومــة وما تمثل

وهو الأمر الذي لا اســاس له مــن الصحة. علماً أنّ ما طالــب به الرئيس المكلف هو ذاتــه ما طالبت به رئاســة الجمهورية ومعظم الكتل والشــخصيا­ت السياسية والنيابية التي شاركت في استشارات القصــر الجمهــوري، مــن اعتمــاد للمــداورة فــي الحقائب باســتثناء ممثلــي الثنائــي أمل وحزب الله.

خامســاً: ان مطالعــة الامــن العــام لحــزب الله تنســف المبــادرة الفرنســية أيضــاً بمحتواها الاقتصــاد­ي والمالي من خــال المقاربات الخاصة بصندوق النقد الدولي والإصلاحات الاقتصادية والمالية.

سادســاً: لــم يكن الســيد نصر اللــه موفقاً في العــودة إلــى أحــداث أيار/مايــو 2008 للتذكيــر بالاعتــدا­ء الذي تعرّضت له بيــروت، وهو ما قرأه اللبنانيون تهديداً غير مقبول وتلويحاً باستخدام الفوضــى والعنــف والفلتــان الأمنــي، والتــي لا تستثني أحداً من مخاطرها.

سابعاً: إنّ الســيد نصر الله في معظم مداخلته أمــس كان يســتعرض الشــروط التــي وضعهــا لتشكيل الحكومة العتيدة. وباختصار، فإن الأمين العــام لحزب الله يريد حكومــة يتمثل فيها حزبه، وتسمي فيها الأحزاب ممثليها للوزارات المختلفة. وهذه الوصفة هي التي تنطبق تماماً على ما جرى عنــد تأليف الحكومة المســتقيل­ة، والتــي أدّت إلى النتائــج الواضحة والجليــة، والتي رآهــا ويراها اللبنانيــ­ون كل يــوم بأعينهــم، والتــي اســتدعت أساســاً مبــادرة مشــكورة للرئيس ماكــرون في محاولة أخيرة لوقف الانهيار.

وفي الختام، يؤكد رؤساء الحكومة السابقون حرصهــم علــى الوحــدة الوطنيــة بــن اللبنانيين وتمســكهم بالمبادرة الفرنســية المشكورة وبالدور الكبير للرئيس ماكرون في الإصرار على متابعتها للإسهام في إنقاذ لبنان».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom