Al-Quds Al-Arabi

ضحية الأقصر يشعل الغضب على مواقع التواصل ... ودعوات للتظاهر اليوم في

قوات الأمن المصرية تفرض حصارا على العوامية بعد مقتل شاب دافع عن والده

- القاهرة - «القدس العربي»: «

عاشت منطقة العوامية في محافظة الأقصر، جنوب مصــر، أمس الخميس، لحظات عصيبة، إذ اســتخدمت قــوات الأمــن الخرطوش وقنابــل الغاز لتفريــق جنازة الشــاب عويس أبو الراوي، الذي قُتِــلَ برصاص الأمن فجــراً، أثنــاء حملــة اعتقالات فــي المنطقة علــى خلفية مظاهرات الأسبوع الماضي.

واســتمرت المناوشــا­ت بــن الأمــن والأهالــي حتى صباح أمــس، فيما تخضع المنطقة حاليــاً لحصارٍ أمني مُشدَّد لمنع الاحتجاج على واقعة القتل.

كانــت قوات الأمن قد اقتحمت منزل أبو الراوي فجر أمس لاعتقال أحد أفراد أســرته، الذي لم يكن موجودا، فحــاول الأمن القبض على أبيه واعتدوا عليه، فاعترض عويــس، الــذي يعمــل مســاعد تمريض في مستشــفى الأقصر الدولي، ونشــبت مشــادة بينه وبين أحد أفراد الأمن، انتهت بإطلاق الأخير الرصاص على رأسه.

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للرئيس المصري عبد الفتاح السيســي، ووزارة الداخلية منها "السيسي عدو الله...وارحل يا سيسي ... والداخلية بلطجية".

وتــداول رواد مواقــع التواصــل الاجتماعــ­ي مقطع فيديــو لوالد القتيل، وهو يبكــي ويدعو الله بالانتقام له من السيســي، قائــا:" ولدي مات يا سيســي. ضربوه بالرصــاص فــي رأســه ودمه صفــى أمامي، عنــد الله تجتمع الخصوم".

ودشــن مصريون من مســتخدمي مواقــع التواصل الاجتماعي هاشــتاغ " كلنا عويس الراوي" احتل قائمة الوســوم الأكثر تداولا في مصر علــى موقع التغريدات القصيرة تويتر.

وكتب حمدي عبد الســام ضمن التغريدات المرافقة للهاشــتاغ:" إذا أردت أن تكــون لــك كرامــة المــوت في انتظــارك وإذا فرطت في كرامتك تعيــش عبدا، الكرامة للأحرار".

رجل من ضهر رجل»

وبين عمرو وائل: "تخيل يبقى كل جرمك أنك رفضت إهانــة والدك مــن ضابط شــرطة، فدفعت عمــرك ثمن رجولتك، عاش رجل من ضهر رجل".

وكتب أســامة جاويش:"قتل وسحل وظلم وفجر، جرائــم يرتكبها جهــاز من المفتــرض أن يعمل لخدمة الشــعب ولكنــه أصبــح أداة قمــع وتنكيــل فــي يــد السلطة".

ولم تعلــق وزارة الداخلية المصريــة على الأحداث، واكتفــت بنشــر تصريح علــى صفحتها علــى موقع "فيسبوك" لمصدر أمني ينفي فيه قيام عدد من الأهالي فــي قرية العوامية باختطاف عدد من أفراد الشــرطة القاطنــن في تلك القرية تعبيــراً عن احتجاجهم لمقتل

أحد الأشخاص.

واضاف المصدر أنه تبين مــن الفحص عدم صحة ما تم تناوله في هذا الشأن جملةً وتفصيلاً، وأن ذلك يأتي "ضمن محــاولات الأبــواق الإعلامية التابعــة للجماعة الإرهابية في نشر الأكاذيب لتضليل الرأي العام".

لــم يكن عويــس أول من تقتلــه قوات الأمــن عمدا فــي منطقــة العواميــة، حيث شــهدت المنطقــة ذاتها احتجاجاتٍ محدودة في ديسمبر/ كانون الأول عام 2018 عقب دهس سيارة شــرطة أحد شباب المنطقة، ويُدعى محمد حمدي. وفي نوفمبر/ تشــرين الثاني 2015 قُتِلَ رجل يُدعى طلعت شبيب، من أبناء المنطقة أيضا، جرَّاء التعذيب الذي تعرَّض له على يد الأمن.

وأكدت "نشــطاء لحقوق الإنســان"، في بيــان، أنها تابعت بـ"غضب واستياء شديد تداعيات مقتل الشرطة المصرية فــي قرية العواميــة في محافظــة الأقصر قتل المواطــن عويس الــراوي خلال مداهمــات، وذلك عندما أبدى اعتراضه على اعتقال الشرطة لأخيه" .

ونقلت المؤسسة عن شهود عيان قولهم إن "المواطن عويس الــراوي اعتــرض على قيام ضابط الشــرطة

أرشيفية لمعارض مصري يحرق صورة السيسي

بالاعتداء بالضرب على والده أمامه وبصورة مهينة، وقــام بالدفــاع عن والده ضــد هذا الاعتــداء، ما أثار حفيظــة ضابط الشــرطة الذي قام بإخراج ســاحه الميري ليفرغ أربع رصاصات في رأس المواطن" .

وبينــت أن "منــاخ القمــع والاســتبد­اد، وقتــل المواطنــن، وانتشــار التعذيب والاختفاء القســري، وإعطــاء الضــوء الأخضر للأجهــزة الأمنيــة، وعلى رأســها جهاز الشــرطة، في الاعتداء والتنكيل وقتل المواطنــن ســوف يدفع بالأمــور إلى حافــة الهاوية الســحيقة، والتي ســتأخذ معهــا كل الدولة المصرية إلى فضاءات كارثية لا عودة فيها" .

وأشارت إلى أن "التضييق على الحريات والأرزاق، وتعاظم وتفاقم الأزمــات الاقتصادية والحريات، لن يدع متنفســا لأكثر من مئة مليون مصري، وإن غياب دولة القانون ســيفتح المجال واســعا للحصول على الحقوق بطرق غير مشروعة وكارثية" .

وحذّرت الســلطات المصرية من الاستمرار على "هذا النهج الاستبدادي"، مُطالبة إياها بـ"الامتثال للمواثيق الدوليــة، والأعراف، والدســتور والقوانين المحلية قبل

فوات الأوان" .

وطالبــت بـ"تخلــي الســلطات المصرية عــن حماية رجال الشرطة ودعمهم للهروب من المساءلة والعقاب"، مشــدّدة على أن "سياســة الإفلات من العقاب ســوف تدفع الجماهير للانتقام بطريقتها الخاصة" .

وحــذرت من "التغطية على ضابط الشــرطة القاتل، وضــرورة تقديمــه للمحاكمة فــورا على مــا اقترفه من جريمة إنســانية في حق مواطن أعزل" منوهة إلى أنها "ستتابع هذه القضية حتى نهايتها".

وتأتي هذه الأحداث بعد أسبوع كامل من المظاهرات في مناطق عدة في مصر احتجاجا على تدهور مستوى المعيشــة وعلــى قانــون يفــرض علــى المواطنــن دفع غرامات باهظة لتجنب هدم منازلهم، بدعوى مخالفتها لاشتراطات البناء.

وطالــب المحتجــون برحيل السيســي عن الســلطة، وهتفوا يوميا: "ارحل يا سيسي".

وتصاعــدت أمــس الخميــس، دعــوات المشــاركة فــي "جمعة النصــر" ضد نظام السيســي، ســاهم في تأجيجها مقتل الراوي.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom