Al-Quds Al-Arabi

«الغارديان»: المناظرة الرئاسية كشفت عن كارثة إعادة انتخاب ترامب ليس على أمريكا فقط بل على العالم

- يتهم ترامب بإذكاء العنصرية في العالم وتحالف مع العنصريين... وفي الصورة مواطنون هنود يرددون شعارات، في نيودلهي، ضد رئيس الوزراء مودي وترامب عقب اشتباكات بسبب تعديل قانون الجنسية العنصري المثير للجدل في الهند

وصفــت صحيفــة «الغارديــا­ن» البريطانيـ­ـة المناظــرة الرئاســية الأمريكيــ­ة بين الرئيــس الحالي دونالــد ترامب ومنافسه الديمقراطي جوزيف بايدن بأنها ليلة سيئة للعالم. وقالت إن فائزاً حقيقياً غير متوقع ظهر من المناظرة التي جرت يوم الثلاثاء وهو الرئيس الصيني شــي جينبينغ أما الخاسر فهم الأمريكيون وأي شــخص غير محظوظ اضطر للجلوس ومشــاهدة 90 دقيقة من العرض المخــزي. ووصفها المعلقون الأمريكيون بشــتى الأوصاف مثل تحطم قطار وحريق زبالة و«عرض خرائي» وبأنها المناظرة الأســوأ في تاريخ الرئاسة الأمريكية، وعكســت حالة الســباق والأمة خلال الســنوات الأربع التي حكم فيها ترامب.

و«هذه هي أمريكا في 2020: دمرهــا وباء فيروس كورونا الذي قتل أكثــر من 200.000 أمريكي وكشــفت عــن الانهيار البنيــوي العميق في مجال العناية الصحية وعدم المســاواة وكــذا عن المخاطــر التي تحيط بسياســتها التــي تعاني من انقســام مر أصبحت فيه الحقائق مجــرد اختيار». وقالت إن ترامب كذب وصرخ وخطب وفوق كل هذا قاطع ورفض شجب اليمــن المتطرف وجماعــة تفوق العرق الأبيض بشــكل أثار الرعب وقــال عوضاً عن ذلك طلب من جماعــة «براود بويز» تراجعوا وجهزوا أنفســكم. وعمل هذا مدفوعا بغريزته ولأنه متأخر عن جوزيف بايدن في استطلاعات الرأي. وربما تقوى موقع بايدن بسبب المناظرة التي جرت بينهما.

وتخلى المرشــح الديمقراطي عن مدخله الــذي تبناه منذ عــام: 2016 لو هبطوا في المســتوى ارتفعنا، وكال الشــتائم للرئيس ووصفــه بالمهرج والكذاب الذي كذب على الأمريكيين وبأســوأ رئيس أمريكي وطلب منه الســكوت «إخرس». ولم يســتطع الحديث أو ترك صدمة على قضايا مثل الكشــف عن الســجل الضريبي لترامب وأنه لم يدفع ضريبة دخل لعشرة أعــوام ولا عن مســتقبل المحكمة العليا. ولكــن لا أحد يجادل فيما قاله بنهاية المناظــرة «في ظل ترامب أصبحنا أكثر ضعفاً وأكثر انقســاماً وأكثر عنفاً». وعلقت أن مشاجرة يوم الثلاثاء كانت تمظهراً للمرارة الصفراء التــي تخرج كل يوم في المدن والمجتمعات الأمريكية بعيداً عن المشاهد العالمي.

لكن الانتخابات الأمريكية تترك أثرها على 7 مليارات نسمة في العالم وليس فقط 330 مليون أمريكي ولم تكن أوضح منها مثل اليوم. فمصالح ترامب الشــخصية أدت لإفساد السياسة الخارجية الأمريكيــ­ة. وأدت دوافعه الغريزية إلى مســاعدة وتشــجيع القومية والديكتاتو­رية حول العالم. ونحن نراقب اليوم تداعي النظــام العالمي الذي رغم مــا يحتوي عليه من مظاهر قصور رهيبة ونفاق إلا أنه حافظ على مظهر الســلطة التي حل محلها شيء أسوأ منها. وبالنسبة للحلفاء فهذا يعتبر تهديــدًا. أما المعارضون للنظام الدولــي مثل فلاديمير بوتين، فقــد كانت فرصتهم. وفي الوقت الذي عبر فيه كلا المرشــحين عن موقف معارض للصين إلا أن جهل وعدم انســجام مواقف ترامب مع عدم صلاحيته للمنصب والخِســة التي يعامل فيها الحلفاء تسرع من تدهور وضع أمريكا في العالم.

وقالت إن عدم الارتياح الشــعبي المحلــي في الصين حول فيروس كورونا والتســتر وإخفاء المعلومــا­ت المهمة لم تكن بسبب الرقابة ولكن للرد الأمريكي المريع على الفيروس.

وتراجعت مكانــة أمريكا فــي العالم لمســتويات جديدة والســبب هو «كوفيد-19». وحتى الذيــن يبحثون عن إلهام في الديمقراطي­ة الأمريكيــ­ة لا يجدون الكثير من بلد يحاصره الرئيس نفســه. ومع أن قوة الصــن المتصاعدة جلبت عليها أعداء إلى جانب معســكرات الاعتقال وتعقيم المســلمات في مناطق الإيغور في إقليم تشــينجيان­غ، لكــن ما جعل الصين تتقــوى هو رفــض أمريكا للعمــل والتعاون مع المؤسســات الدولية مما أعطى بكين المجال للظهــور بمظهر زعيمة العالم. وفي الوقت الــذي اندلعت فيه الحرائــق بكاليفورني­ا واصل ترامــب إنكاره التغيرات المناخية. في وقــت قال فيه الرئيس شي إن بلاده ستصبح نظيفة من الكربون بحلول عام 2060.

وكشفت المناظرة المتلفزة أن إعادة انتخاب ترامب سيكون بمثابة كارثة ســيتردد صداها أبعد من الولايات المتحدة وأن من يعارضــون لا يزالون يكافحون حول كيفية التخلص منه. ولم يعد يقبل بقواعد الانتخابات بالطريقة نفسها التي تجاهل فيها قواعد المناظرة. وفي الوقت الذي حث فيه بايدن الناخبين على التصويت طالب قام ترامــب بنزع المصداقية عن العملية وهدد باســتخدام القوة. وتعترف الصحيفة أن التخلص منه لن يحل مشــاكل أمريكا، لأنه عرض وليس السبب. ولكن أي حل يبدأ برحيله، فقد أضعف بلده وأضر بعالم.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom