... إرجاع وجبات الطعام والأيام المقبلة تحدد المسارات

احتياجاتهم وتوفير طعام جيد لهم.

يذكر أن الأموال التي تصل الأســرى في السجون يستخدمونها في شراء الأطعمة ومواد التنظيف التي لا توفرها سلطات الاحتلال، والتي تتعمد تقديم أطعمة سيئة من ناحية الكم والنوع.

وأكد رئيس هيئة شــؤون الأســرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، أن الأســرى بصدد اتخــاذ إجراءات تصعيديــة أخرى خلال الأيام المقبلة، في حال استمرت سلطات الاحتلال في رفضها لمطالب الأسرى بهذا الخصوص.

وكان أبــو بكر قد أكد في وقت ســابق أن الأوضــاع في مختلف السجون الإسرائيلية ذاهبة باتجاه التصعيد والضغط والانفجار، في حال استمرت السياسات الإسرائيلية "العنجهية" ضد الأسرى.

وأشــار إلى أن سلطات الاحتلال الإســرائيلية ومنذ مطلع العام الحالي تواصل سياســة غير مســبوقة في القمــع والتنكيل بحق الأسرى وظروفهم الاعتقالية والمعيشية، لافتا إلى أنها تحرمهم منذ أشــهر من إدخال الأموال لحساباتهم في "الكانتينا" من قبل ذويهم، لا سيما أسرى غزة، وكذلك من إدخال الملابس والسجائر، كما تحرم المئات منهم من الزيارات بحجج واهية وزائفة، وقد عمدت منذ أيام أيضا إلى إغلاق الحساب الخاص بـ "كانتينا" الأسرى الأمنيين.

وأضاف "هناك سجون قامت بخطوات تصعيدية قبل أيام بإعادة بعض وجبات الطعام ضد هذه السياســة، وقد نشهد خطوات أكثر تصعيدا خــال الفترة المقبلــة، إذا ما واصلت ســلطات الاحتلال محاولتها الفاشية في التنغيص على الأسرى والتهجم على حقوقهم والتضييق عليهم في كافة تفاصيل حياتهم اليومية".

وفي ســياق الحديث عن مأساة الأســرى، لا يزال الأسير ماهر الأخرس، من جنين، يواصل إضرابــه المفتوح عن الطعام لليوم 67 على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري.

وقال الأسير في رســالة بعث فيها من داخل المشفى الإسرائيلي الذي نقل إليه بســبب خطــورة وضعه الصحي "شــرطي الوحيد الحرية.. فإما الحرية أو الشــهادة، وفي الجانبين انتصار لشــعبي وللأسرى".

وتابع "إضرابــي هذا هو إعــان لحالة الأســرى التي وصلوا إليها، ودفاعا عن كل أســير فلســطيني، وعن شــعبي الذي يُعاني من الاحتلال، وانتصــاري في هذا الإضراب هو انتصار للأســرى ولشعبي الفلسطيني".

وأضاف "إما أن أعود إلى شــعبي منتصرا، أو شهيدا، وشهادتي هي قتل مــن جانب الاحتلال لــي، وليس بيــدي، فبيدهم الإفراج وبيدهم الاعتقال".

ويُعاني الأســير الاخرس )49 عاما( من سكان مدينة جنين، من أوضــاع صحية صعبة للغايــة، وتزداد خطورة مــع مرور الوقت، لاسيما اتباع حكومة الاحتلال سياسة الإهمال الطبي تجاهه، حيث بات لا يقدر على الكلام ولا الحركة.

وكانت ســلطات الاحتلال قد حاولت التحايــل على إضرابه من خــال تجميد اعتقاله الاداري وليس إلغــاءه لتعيده من جديد في حال قام بفك الإضراب، غير أن الأسير الأخرس رفض القرار، وأعلن استمراره في "معركة الأمعاء الخاوية".

وأكد نادي الأسير، سابقا، أن محاكم الاحتلال "تستمر بالتواطؤ والعمل على ترســيخ سياســة الاعتقال الإداري عبر قراراتها التي تمثل فقط قرارات جهاز مخابرات الاحتلال".

وجدد نادي الأســير مطالبــه بضرورة الضغــط على الاحتلال للإفراج عن الأسيرين الأخرس، ووقف سياسة الاعتقال الإداري.

جديــر بالذكر أن الأســرى يلجــأون لخوض "معــارك الأمعاء الخاوية" بالإضراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهم يتعرضون خلال فترة الإضراب التي امتدت مع بعضهم لأكثر من أربعة أشهر متتالية، إلى ضعف وهزال ومرض شديد يهدد حياتهم بخطر الموت، طلبا في نيل حريتهم أو تحســن ظروف اعتقالهم، ونجح الأسرى في مرات سابقة بإرغام الاحتلال على تلبية مطالبهم.