Al-Quds Al-Arabi

النطف المهربة تكسر مجددا قيود السجانالإس­رائيلي... سفيرحرية جديد يبصر النور ويعطي والده أملا في الحياة

- غزة ـ «القدس العربي»:

من جديد تمكن الأسير الفلسطيني رغم ظروف الاعتقال القاسية، من التغلب على قيود وأغلال الســجان الإســرائي­لي وأســواره العالية، بان أبصر طفل جديد لأحد الأســرى النور عن طريق "النطف المهربة".

وبطريقة سرية لم يكشــف عنها حتى اللحظة، تمكن الأسير الفلسطيني أمجد حامد )37 عاما( من إنجاب طفل جديد، ليبصر النور بعيدا عنه، بعد أن هرب نطفة، لينضم الطفل الجديد إلى قائمة "سفراء الحرية".

وأكد مركز فلســطين لدراســات الأســرى، أنه بابصار الطفل الجديد، وأطلق عليه اسم "أكرم" النور، يصبح عدد "ســفراء الحرية"، وهم أبناء الأسرى الذين انُجبوا عبر عمليات تهريب النطف إلى الخارج، إلى )95( طفلاً.

وقال رياض الأشقر الناطق باسم المركز، إن الأسير حامد، من بلدة سلواد شمال مدينة رام الله، حقق انتصاراً جديداً على إدارة سجون الاحتلال التي يزج فيها في ظروف اعتقال قاسية.

ونقل عن والــدة الطفل "أكرم" قولها إن إبصاره النور "خلق فرحة كبيرة لدى العائلة وفي قلب والده الأســير" وأوضجت "أمجد تلقى الخبر وهو في ســجن "ريمون"، حيث يحتجز حالياً، وقد غمرته فرحة كبيرة، نتمنى أن تتوج بالإفراج عنه مع رفاقه الأسرى".

وتابعت "أملنا ورجاؤنا الدائم أن يمن الله على أمجد وكل الأســرى بالفرج القريب، من سجون الاحتلال، كي تكتمل أفراحنا ويعود لأطفاله وعائلته".

ووجهت مخابرات الاحتلال الى أمجد تهمة المشــاركة مع آخرين في عمليتين إحداهما أدت الى مقتل مســتوطن، وإصابة ثلاثة آخرين بجراح بعد إطلاق النار عليهم قرب مســتوطنة "شــفوت راحيل" جنوب نابلــس، وأصدرت بحقه محكمة "عوفر" العســكرية حكماً بالســجن المؤبد مدى الحياة، وغرامة مالية بـ 350 ألف شيكل .

وزارت والدة الطفل أكرم، مساء أول من أمس الأربعاء في مجمع رام الله الطبي، وزيرة الصحة مي الكيلة، بحضور رئيس اتحاد المستشفيات الأهلية والخاصة نظام نجيب.

وقالت الوزيرة الكيلة إن "ولادة الأطفال من "النطف المهربة" تعد رسالة للعالم أجمع بأننا نحب الحياة، ونفعل كل ما نســتطيع من أجل اســتمرار الأجيال بكل مقومات الحياة والأمل، ولن تمنع قضبان الاحتلال من تحقيق الأسرى لأحلامهم وطموحاتهم الإنسانية".

ســبق وأن تمكن عدد من الأسرى الفلســطين­يين من الانتصار على السجن، بإنجاب أطفال من "النطف المهربة" ليعطوا آباءهم أملا في الحرية القريبة.

ويوضــح مركز الأســرى أن عمليات تهريب النطــف إلى الخارج التي بدأت بشــكل فعلي عام 2012 من الأســير عمر الزبن، شــكلت تحدياً حقيقياً للاحتلال الذى يحاول قتل كل معاني الحياة لدى الأســير الفلســطين­ي، حيث يعتبرها الأســرى "انتصاراً معنوياً كبيراً على إرادة الاحتلال ومخططاته".

وعجز الاحتلال حتى الآن على اكتشاف طرق تهريب النطف من داخل السجن، وإن كان تعرف علــى بعض الطرق، إلا ان الأســرى يبدعون في إيجاد بدائل لاســتمرار صراعهم مع المحتل الذي يحاول قتل روح الأمل والحياة في نفوسهم.

ويُعتبر الأســير الزبن هو أول من خاض غمار تلك التجربة عــام 2012 وأنجب أول مولود عبر النطف، أطلق عليه اسم "مهند"، مما فتح الباب أمام العشرات من الأسرى ليحذوا حذوه، وتصاعد العدد تدريجياً إلى أن وصل الى )67( أسيراً، أنجبوا )95( طفلاً ، بينهم 19 حالة توائم.

وتعمل سلطات السجون على معاقبة الأسرى من خلال حرمانهم من رؤية أطفالهم الذين ولدوا عن طريق "النطف المهربة"، بزعم أن هــؤلاء الأطفال "إرهابيون"، رغم أن أعمار بعضهم لا تتجاوز الأشهر.

وجديــر بالذكر أن علماء الدين أباحوا في فتاوى لنســاء المعتقلين الحمل من "نطف" أزواجهن المهربة من السجون الإسرائيلي­ة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom