Al-Quds Al-Arabi

اليمن: احتجاج لأسر الصحافيين المختطفين لدى الحوثيين ضد الحكومة وممثل الأمم المتحدة لتجاهل قضيتهم في اتفاق تبادل الأسرى

- تعز- «القدس العربي» من خالد الحمادي:

تظاهرت العشــرات من أســر الصحافيين المعتقلين بالإضافة إلى حقوقيين ونشــطاء وإعلاميين، أمس فــي مدينة مأرب، 170 كيلومتراً شــرقي صنعاء، للتنديد بالتجاهل الذي وصفوه بـ«المقصــود» لقضية الصحافيين المختطفين في معتقلات وســجون جماعــة الحوثي منذ العام 2015 والذين لم يشــملهم اتفاق تبادل الأســرى والمعتقلين المبرم نهاية الشــهر المنصــرم بين الحكومة وجماعة الحوثي في سويسرا برعاية الأمم المتحدة.

وعلمت «القدس العربي» من مصدر حقوقي أن هذه المظاهرة نظمها العديد من المنظمات الحقوقية والصحافيين وأســر الصحافيــن المعتقلين، للتضامن مع زملائهم وأقاربهم المختطفين في ســجون ميليشــيا جماعة الحوثي للعام الســادس على التوالي، ورفضاً لإهمال قضيتهم من قبل الحكومة الشــرعية،

وكذا من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث.

وأوضح أنه في الوقت الذي ندد فيه المتظاهرون بتخاذل الحكومة ومبعوث الأمم المتحدة حيال قضيــة الصحافيين المعتقلين، طالبوا بإعطاء هذه القضية أولويــة قصوى فــي أي مباحثات لتبادل الأســرى والمعتقلــ­ن بين الحكومة وجماعــة الحوثي، والمطالبــ­ة بالإفراج الفوري عن هــؤلاء الصحافيين الذي يقبعون للعام الســادس على التوالي في معتقــات جماعة الحوثي دون أي جرم اقترفوه أو ذنب ارتكبوه ســوى أنهم صحافيون. وقال المتظاهرون في بيان: «إننا نحمل الوفد الحكومي المفاوض المســؤولي­ة القانونية والأخلاقية والتاريخية نتيجة تجاهلهم هذا الملف الإنســاني، الذي تحوّل بســبب الأداء الضعيف للوفد المفاوض إلى قضية ابتزاز سياســي تمارسه مليشيا الحوثي لتحقيق مكاسب سياسية .»

وحمّــل المتظاهرون مبعــوث الأمم المتحدة إلــى اليمن مارتــن غريفيث، المسؤولية الكاملة والأخلاقية «لتعريضِ حياة الصحافيين لأي خطر ناجم عن إهماله لواجباته التي تقع ضمن تدخلاته الإنسانية في اليمن بتكليف من الأمم المتحدة، ومساهمته في تحويل قضية الصحافيين المختطفين من ملف إنساني إلى بيادق على طاولات المقايضة السياسية بما يخدم الأجندات الحوثية.»

وقال أهالي المعتقلين في بيانهم: «نحن، أهالي وأسر الصحافيين المختطفين في سجون مليشــيا الحوثي منذ أكثر من خمس ســنوات، نقف اليوم مجدداً ونرفع أصواتنا لعلها تصل مســامع من له ذرة من إنسانية وبقية من ضمير، بســرعة الإفراج عن أبنائنا المختطفين دون أي جرم اقترفوه أو ذنب ارتكبوه سوى أنهم صحافيون حملةُ أقلام وأوراق.»

وأضافوا: «لقد تابعنا نحن أهالي الصحافيين المختطفين منذُ انطلاق جولة المفاوضات بين الحكومة والمليشــي­ات الحوثية في جنيف قبل أيام، وكنا على أمل بإطلاق ســراحهم ضمن كشوفات التبادل على الرغم من أننا كنا ضد فكرة مساواتهم بأســرى الحرب ومقايضة حريتهم بحرية المقاتلين، ومع ذلك ورغم مساواتهم غير القانونية بالأســرى، فقد تم استبعاد أسمائهم من قائمة المقرر الإفراج عنهم، وهو موقف مخجل ومعيب بالنســبة لوفدِ الحكومة التفاوضي الذي قبل بما فرضه عليه الطرف الممثل عن ميليشيا الحوثي.»

وأوضحوا أنه حتى قبل هذه الصفقة بين الجانبين الحكومي والحوثي «كنا نطالب مليشــيا الحوثي بالإفراج الفوري عن أبنائنــا الصحافيين المختطفين وهي ترفض، لنكتشــف اليوم أن الحكومة ووفدها المفاوض ليســوا مكترثين بحياة الصحافيــن ولا بقضيتهم وهم الذين يقضون كل هذه الســنوات في السجن بسبب دعمهم لسلطة الدولة ورفضهم الانقلاب عليها».

وقالــوا في بيانهم: «إننا في هذه الوقفــة الاحتجاجية نوجه نداءنا اليوم إلــى كل المتضامنين معنا في هذه القضية الإنســاني­ة للتفاعل أكثر مع زملائهم المختطفين لأكثر من خمس سنوات في سجون المليشيات الحوثية».

وطالبوا نقابــة الصحافيين اليمنيين بتجاوز دائــرة التنديدات الخطابية والبيانات البلاغيــة إلى انتهاج خطوات عملية فعالــة، وتكليف أحد أعضاء مجلــس قيادتها فــي الخارج بتبني القضيــة لتكون ذات أولويــة في مهامها النقابية، إلى جانب التنســيقِ مع المنظمات الأمميــة والدولية والمدافعين عن حريةِ التعبيرِ وحقوق الإنســان لتشــكيل تحالف دولي ضاغط للإفراج عن الصحافيين المعتقلين لدى جماعة الحوثي منذ أكثر من خمس سنوات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom