انتقاد كردي للكاظمي: أترك الأقوال وتوجه صوب الأفعال
في الوقت الــذي جدد فيه، رئيــس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، التأكيد أن حكومته هــي حكومة "حــلّ" وليســت حكومــة أزمات، دعتــه القياديــة في حــزب "الاتحــاد الوطني الكردســتاني"، النائبة فــي البرلمان الاتحادي، ريزان شــيخ دلير، إلى "ترك الأقوال" والتوجه صوب "الأفعال".
واعتبــر الكاظمــي، فــي لقــاء للتلفزيون الرســمي، أن بعض القــوى أو الجماعات تكرر أخطاء الماضي، وأشــار إلى أن أمريكا وقعت في أخطاء كبيرة خلال مرحلة احتلال البلاد.
وأضــاف: "الحكومة الحاليــة أنتجها الواقع الاجتماعي وتشــرين تمثل مرحلــة مفصلية في تأريخ العراق وهي الســبب الأساســي لوجود هذه الحكومة".
ولفت إلى أن "الحكومــة الحالية هي حكومة حل، وليســت حكومة أزمــات، وهدف الحكومة الحالية هــو الوصول إلــى انتخابــات مبكرة نزيهة وعادلة"، مشدداً بالقول: "منذ اليوم الأول لتسلمي الحكومة والاتهامات توجّه لي".
وتابــع: "بعض القــوى أو الجماعــات تكرر أخطاء الماضــي، ولو قمت بإعطــاء الجماعات التي توجّه لــي الاتهامات ما يريدون لكانوا أول المدافعين عني" موضحاً أن "الدســتور العراقي ينــص علــى أن تقــوم الحكومة ببنــاء أفضل العلاقــات مع الــدول لخدمة الشــعب العراقي والعلاقات مع واشنطن مبنية على المصالح".
وأكد أن "يجب حماية مصالحنا مع أمريكا في
مجــالات الاقتصاد والتعليــم والصحة والأمن" معتبراً أن "أمريكا وقعت في أخطاء كبيرة خلال مرحلة احتلال العراق".
وزاد: "لم نســتلم أي تهديد من أمريكا بشأن غلق سفارتها في العراق ولن نقبل بأي تهديد من أي دولة كانت" كاشــفاً "وصلنا انزعاج أمريكي بشأن أمن بعثاتهم في العراق".
وعــن التظاهــرات، أكد أن "هنــاك جماعات تستغل التظاهرات"، مشدداً "سوف نعلن نتائج التحقيقات بشأن جميع الشهداء الذين اغتالتهم جماعات الجريمة المنظمة".
وحــول فيــروس كورونــا، قــال إن "أعداد الإصابات بكورونا في العــراق مقارنة مع دول العام معدل جيد ومقبــول" داعياً المواطنين إلى "الالتزام بالشروط الوقائية".
وفيما يتعلــق بالانتخابات المبكــرة، طالب الكاظمي، البرلمان بـ"حســم الدوائر الانتخابية وقانــون المحكمــة الاتحاديــة"، معتبــراً أن "لا انتخابات من دون المحكمة الاتحادية".
وأضاف "انحيازي للسيد الصدر فيه ظلم، أنا أقدر مواقف الصدر لكونه يمثل سيد المقاومة".
في مقابل ذلك، دعت النائبة الكردســتانية، ريزان شيخ دلير، الكاظمي، إلى "مغادرة مفهوم الأقــوال والتوجه إلــى حقيقة الأفعــال" فيما أعربت عن استغرابها مما أسمته حملة الكاظمي "البســيطة" للقضــاء على الفســاد، ســيما أن "الموضوع لا يحتاج إلى عناء، وممكن أن يرشده أي موطن عراقي إلى حيتان الفساد".
وقالت، فــي بيــان صحافي، "علــى رئيس الــوزراء مصطفى الكاظمــي الانتقال من مفهوم الأقوال إلــى حقيقة الأفعال، وأن لا يكون تجربة مكــررة للحكومات الســابقة التي تبــدأ بفعل متواضع وبعدها تتجه إلى التصريحات الرنانة والعيش في عوالم التواصــل الاجتماعي، دون فعل يخــدم المواطن، والدليل صحوة تشــرين بشــبابها الأبطال اللذين جعلوا العالم ينحني احتراما بالغا لتجربتهم الثورية الفذة".
ودعت، الكاظمي إلى "إعلان موقفه العملي من الســاح المنفلت والتعامل معه بقوة، لأنه إرهاب بكل المواصفات العالمية والإنســانية، وأن يتــرك البيانــات الناريــة بخصــوص ذلك، وضــرورة ترك المجامــات مع أصحاب الكاتيوشــا الذين يعلنون عملياتهم بصراحة ووضوح بعد كل عمليــة ليأتي بعدها الإجراء الروتيني بتشــكيل لجنة للكشف عن مطلقي الصواريخ على البعثات الدبلوماســية والتي لم تــؤذ يوما أي هــدف لها ســوى مواطنينا الأبرياء".
وتابعــت، أن "اســتمرار هــذه الجهــات بالتمــرد والإصرار على اســتهداف العلاقات الخارجية مع دول العالم مما سيمنح البعثات الدبلوماســية مبــررا كافيا لمغــادرة بغداد، وبالتالي، ســيعطي رسالة واضحة أن العراق ســيتجه الى العزلة وهيمنة قــوى اللادولة وإعلان حالــة الفوضى، وهــذه المسٶولية التاريخيــة تقــع علــى عاتــق كل الأحزاب السياســية، ولكن للكاظمي القول الفصل في هذا الملف باعتباره رئيســا للــوزراء والقائد العــام للقــوات المســلحة، وهذا يعنــي أنه ســيتحمل عاقبة تلك النتائج الوخيمة لذلك"،
مشددة على أهمية إيجاد "حلول تناسب حجم الخطــورة التي تهدد العراق فــي علاقاته مع دول العالــم". وطالبت، بـ"العمــل بجدية تامة مــع الملف الاقتصــادي المنهار حســب معطيات الواقع وتســليمه لأهــل الاختصــاص وليس لأهل الولاءات، لأن الشــعب العراقي واعي جدا لما يــدور فــي الكواليس ولن ترضيــه الحلول الترقيعية التي انهكته"، معربة عن "اســتغرابها مما اســمته "حملة الكاظمي البســيطة للقضاء على الفســاد، ســيما انه لا تحتاج الى عناء في معرفة حيتان الفســاد اللذين هــدروا المليارات والشعب يعاني من نقص حاد في كل الخدمات، وآخرها قلق الرواتب المتأخرة".
وطالبــت، الكاظمي أن "يذهب الى أي مواطن عراقي وسيرشده إلى تلك الحيتان دون الحاجة إلى عشــرات اللجان والقادة لغــرض البحث عنهم"، داعية إياه، لـ"تشــكيل لجنة شعبية من المواطنين والدخول في حوار مباشر معهم حينها سيعرف من هم اهل الفساد، خصوصا وإنه كان رئيس جهاز أمني يفتــرض أن يعرف الصغيرة والكبيرة".