Al-Quds Al-Arabi

حمدوك متفائل باستكمال عملية السلام مع حركات جديدة ... ومتظاهرون يغلقون ميناء بورسودان

- الخرطوم-«القدس العربي» - وكالات:

رحبــت دول الترويــكا )الولايات المتحــدة، بريطانيا، النرويج(، أمس الأحد، بتوقيع اتفاق الســام السوداني، في عاصمة دولة جنوب الســودان جوبــا، فيما أكد رئيس الوزراء الســوداني عبد الله حمدوك أن الســام ســيفتح صفحة جديدة في تاريخ الفترة الانتقالية في السودان .

ووقــع الاتفاق الســبت، كل مــن الحكومة الســوداني­ة وممثلين عن عدة حركات مســلحة، بحضور رؤســاء عدة دول، بينها تشاد وإثيوبيا والصومال.

كمــا حضــر حفــل التوقيع، ممثلــون عن مصــر وقطر والإمــارا­ت، والاتحاد الافريقــي والأمم المتحدة كشــهود وضامنين للاتفاق.

وذكر بيان صادر عن الترويكا، أن "اتفاق الســام يمثل خطوة مهمة نحو تلبية دعوات الشــعب السوداني للحرية والســام والعدالة، خاصــة للمتضررين مــن الصراع في دارفور وجنوب كردفان والنيــل الأزرق وغيرها من أجزاء السودان".

وأوضح أن "الاتفاق يتضمن وقف إطــاق النار وزيادة مشــاركة حــركات المعارضــة والمجتمعات المتضــررة من النزاعــات فــي الحكومــة الانتقاليـ­ـة. إضافةً إلــى آليات وتعهدات للمصالحة والعدالة وتقاسم الموارد".

وأفاد بأن السلام الدائم "سيتطلب جهودا مكرسة بقيادة السودانيين لتنفيذ هذا الاتفاق بروح التعاون والتسوية"، معربا عن دعم الترويكا لجميع السودانيين في تحقيق سلام دائم.

ورحب بالحوار الأخير بين حكومة الســودان والحركة الشــعبية –شــمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، وشــجعت الجانبين على بدء مفاوضات أوسع نطاقا لإنهاء نزاعهما.

وفي ســبتمبر/ أيلول الماضي، وقع حمــدوك والحلو في العاصمــة الإثيوبية أديــس أبابا "إعلان مبــادئ" لمعالجة الخلاف حول العلاقة بين الدين والدولة وحق تقرير المصير.

كما دعا البيان، حركة "جيش تحرير الســودان"، بقيادة عبد الواحد نور، وحكومة السودان إلى البدء في محادثات لتحقيق سلام شامل يشمل جميع الحركات المسلحة الكبرى.

وظلت حركــة عبد الواحد نــور، )المقيم فــي باريس(، تقاتل القوات الحكومية فــي دارفور منذ عام 2003، رافضتا كل الدعوات لإجراء مفاوضات مباشــرة أو غير مباشرة مع الخرطوم.

« صفحة جديدة »

في الموازاة، أكد حمدوك أن السلام سيفتح صفحة جديدة فــي تاريخ الفتــرة الانتقالية في الســودان .ونقلت وكالة الأنباء السودانية )ســونا ( عنه قوله ، في مطار الخرطوم عقب عودته بعد المشــاركة فــي توقيع اتفاق الســام، إن البداية العملية لحكومة الفتــرة الانتقالية في تنفيذ إحدى أهم أولويات الفترة الانتقالية تتمثل في تحقق الســام في البلاد .

ونوه إلى أن الســام ســيفتح آفاق كثيرة وتأثيره في الاســتقرا­ر الاقتصادي بجانب تحصين الفتــرة الانتقالية، مشــيرا أن إلى ملحمة توقيع اتفاق الســام تداعى لها كل العالم فــي المحيط الاقليمي والدولي للمشــاركة بالاحتفال بالسلام .

وأشــاد بالقيــادة الحكيمــة لدولــة جنوب الســودان ورئيسها الفريق أول ســلفاكير ميارديت وفريق الوساطة الجنوبية لدورهم الكبير في عملية السلام. وخص بالشكر شــعب دولة جنوب السودان لحضوره المميز والمشاركة في احتفالات اتفاق السلام، مؤكدا على رمزية اختيار جوبا لهذا السلام.

ولفت إلى أن ميدان الحرية بجوبا جسد شعب واحد في دولتين مما يتطلب تجســيد علاقات استراتيجية لا تحدها حــدود، لافتا إلى لقائــه مع رئيس دولة جنوب الســودان والقائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشــعبية -شمال ومناقشة عملية السلام مع الحركة الشعبية.

وقال إن "ما تم انجازه في هذه المرحلة ســيكون له تأثير في المرحلة المقبلة باعتبار أن أغلب القضايا تمت مناقشتها"، متفائلاً بتوقيع الســام مع الحركات التي لم توقع في وقت وجيز .

« إنجاز هام »

في الســياق، قال رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، بأن اتفاق الســام الذي تم توقيعه في جوبا يمثل إنجازاً كبيراً لأحد أهم مطالب الثــورة وقوة دفع إضافية لمســيرتها. وأكد على ضرورة مواصلة السعي حتى يكون شاملاً بانضمام بقية قوى الكفاح المسلح.

وشــدد على أن الوثيقة لن تكون ذات جدوى إلا بتوفر إرادة جادة والتــزام صميم لتنفيذها دعماً لتحقيق أهداف الثــورة وصوناً للحريــة والكرامة، وحفاظــاً على وحدة الوطن وســيادة قراره والبعد عن أي مشاريع تقسيمية، ونهايــةً لمعاناة اللاجئــن والنازحين، وتحقيقــاً للعدالة وإنجازاً للتنمية.

وقال إن واقع اســتنهاض واســتغلال الموارد البشرية

والطبيعــة المتنوعة في حاجــة لشــحذ الإرادة الوطنية وتوحيدهــا واســتلهام روح الثــورة وجســارة العقول وتضافر السواعد.

وأوضح أن ما انقضى من عمر الفترة الانتقالية كان دون الطموح، حيث ما زالت الأزمــات الموروثة من النظام المباد تــراوح مكانها، وقال زادت حدة الأزمــة الاقتصادية حتى لم يَعُد في قوس الصبر منــزع” مبينا أن الواجب الملح هو التوافق الوطني على خطة استراتيجية لمواجهة التحديات ومنهج إدارة علمي يتســم بالكفــاءة والفعالية والنزاهة والشفافية.

وختم بأن ثورة ديســمبر المجيدة جاءت لتعيد التاريخ لمجراه الطبيعي بانتصارها لإرادة الحياة الكريمة وجعلها السلام مطلباً أساسياً يتوسط شعارها الأثير: حرية، سلام وعدالة".

ورغم هذه المواقف المشيدة بالاتفاق، فقد أغلق محتجون ســودانيون، الأحد، ميناء "بورتســودا­ن الجنوبي" على البحر الأحمر؛ احتجاجا على "مســار الشرق" المضمن في "اتفاق السلام" في البلاد.

ومسار شــرق السودان، ضمن المســارات الخمسة في اتفاق الســام، ويعنى المســار بمناقشــة قضايا الشرق المتعلقة بتقاســم الســلطة والثــروة، وتحقيــق التنمية والخدمات.

وقــال رئيــس نقابــة هيئة الموانــئ البحريــة، عبود الشــربيني: "أغلقنــا البوابــات 16 و17 و18 فــي الميناء الجنوبــي إغلاقا كاملا، رفضا لمســار الشــرق المضمن في اتفاق سلام جوبا".

وأوضح أن "مسار الشــرق لا يمثل أهل شرق السودان، ونحن ضد الارتهان للأجندة الخارجية"؛ مؤكدا استمرارهم

في التصعيد حتى تحقيق مطالبهم، بإلغاء مســار الشرق في الاتفاق، وعدم الارتهان للأجندة الخارجية.

وزاد: "مسار الشــرق لا يمثلنا لأنه مدعوم خارجيا )..( كل الأجنــدة الخارجيــة هدفها المؤانئ الســوداني­ة، ولن نسمح بذلك".

في أبريل/ نيســان الماضي، نفت الحكومة الســوداني­ة معلومات روجت لهــا مواقع إعلامية محلية، بشــأن بيع البلاد ميناء "بورتسودان"

وتداولت مواقع إعلامية محلية، وقتها، ونشــطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، معلومات عن بيع نائب رئيس مجلس الســيادة، محمد حمدان دقلو )حميدتي(، ميناء "بورتسودان"، للإمارات.

وعقب الإطاحة بالبشــير في أبريل/ نيسان 2019، وجد المجلس العســكري )المحلول(، تأييدا ودعما من الإمارات والسعودية ومصر.

وفــي ينايــر/ كانــون الثانــي الماضي، كشــف موقع "المونيتــو­ر" الأمريكــي، عــن جهــود إماراتيــة للضغط علــى الإدارة الأمريكية لدعــم خطة شــركة موانئ دبي، للاســتحوا­ذ على ميناء بورتســودا­ن لمــدة 20 عاما، عبر شركة "ديكنز وماديسون".

وســبق ذلك، تحذير لحزب "المؤتمر الشعبي" المعارض في الســودان في ديســمبر/كانون الأول 2019، من رهن واحتــكار موانئ البــاد لدولة خليجيــة، عبر مفاوضات سرية لحل الأزمة الاقتصادية.

وقال الأمين السياسي للحزب إدريس سليمان إن "هناك مفاوضات سرية مع دولة خليجية )لم يسمها( لديها أطماع في موانئ البحر الأحمر لاحتكار ورهن موانئ ســودانية مقابل حل الأزمة الاقتصادية".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom