Al-Quds Al-Arabi

لبنان: كورونا يثير حالة من الذعر والحكومة العتيدة في غيبوبة... وبعاصيري مرشح وغير مرشح

الراعي يأمل ترسيم الحدود مع سوريا لإنهاء الحالة الشاذة والملتبسة في مزارع شبعا

- بيروت - «القدس العربي» من سعد الياس:

فــي غيــاب أي جديد علــى خط التكليــف والتأليف الحكومــي، تركّز الاهتمــام في لبنان في عطلة الاســبوع علــى قرار عــزل 111 بلدة وقرية لبنانية لمدة أســبوع لحصر تفشّي وباء كورونا بعد الارتفاع الملحوظ في الاصابات اليومية.

وأعرب مدير مستشــفى الحريري الجامعي فراس أبيض عن قلقه من تســجيل لبنان رقماً قياسياً جديداً في عدد حالات الكورونا اليومية، بلغ 1321 حالــة، لافتاً إلى أن «من الواضح ان العدّاد في تزايد، لكن المقلق أن هذا التزايد، والذي بدا وكأنه كان يتجه للاســتقرا­ر، قد أخذ في التسارع وبشكل مطرد وهذا ينذر بمزيد من الارتفاع في عدد الحالات اليومية في الايام المقبلة».

وأوضح أبيض أن «الرســوم البيانية الأخرى تظهر ان عدد فحوصات كورونــا التــي تجرى هي فــي ازدياد، لكن النســبة المئويــة للفحوصات الايجابية مســتقرة على حوالي 10 وهذا رقــم مرتفع» معتبراً أن «أولى علامات اســتعادة الســيطرة على الوباء هي في خفض هذا الرقم إلى ما دون 5 على الأقل حســب منظمــة الصحة العالمية». وأكــد أن «البارحة لــم يكن ســهلاً على كثيــر من مرضــى كورونــا الذين احتاجــوا لدخول المستشفى» مشــيراً إلى أن «الكثير من المستشــفي­ات وصلت إلى قدرتها الاســتيعا­بية وبعض المرضى احتاج إلى البقاء فــي الطوارئ أو الانتقال لمســافات طويلة للحصول على ســرير في العناية المركــزة ونحن نعمل جاهدين لتوسيع أقسام كورونا في المستشفى».

على الخط الحكومي، وبعد زيارة لنائب حاكم مصرف لبنان الســابق محمــد بعاصيري إلى عــن التينة للقاء رئيس مجلــس النواب نبيه بري، غرّدت النائبة المســتقيل­ة بولا يعقوبيان قائلة «قريبــاً يتوجّه النواب إلى بعبــدا ليســمّوا على ما يبــدو محمد بعاصيــري رئيســاً لحكومة جديدة قديمــة». وعلــى الفور، أوضــح بعاصيري أنــه غير مرشــح لأي منصب حكومــي وأنه لا يســعى لرئاســة الحكومة. وقــال «الألقــاب لا تعنيني وأولويتي خدمة لبنان في أي موقع.»

وتزامنــت هذه التطورات مع إعراب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشــارة بطرس الراعي عن ألمه من «إهمال الســلطة السياســية لشعبها، وتحكّم الجماعة السياســية بمصير بلادنا، وإمعان النافذين في إفشال تأليــف حكومــة تتولــى إدارة شــؤون البــاد، بعدما نجحوا فــي إرغام رئيــس الحكومة المكلّف على الاعتــذار، رغم المبــادرة الصديقة التي بادر بها مشــكوراً الرئيس الفرنســي إيمانويل ماكرون». وأضاف «نقول لهم جميعاً: لســتم أسياد الشعب بل خدّامه! وليســت الدولة ملككم، بل ملك شعب لبنان! لا يحق لأحد منكم أو لفئة أو لمكوّن أن يجعل من لبنان حليفاً لهــذه أو تلك من الدول في صراعها ونزاعها وحروبها وسياســاته­ا، بل لنجعله صديقاً ووسيط سلام واستقرار.»!

وأكــد «أن فداحة الأوضــاع واحتمالات حصول تطــورات من طبيعة متنوعة، تحتّم الإســراع بتأليف حكومة تجســد آمــال المواطنين، لينتظم العمــل الدســتوري والميثاقــ­ي، فــا يبيــح أحد لنفســه اســتغلال حالة الغيبوبة الدستورية أو تصريف الأعمال، أو وباء كورونا، وما هو أدهى من ذلك، ليخلق أمراً واقعاً.»

وأعلــن الراعي أنه «تلقّــى بأمل إعــان الدولة اللبنانيــ­ة توصلها إلى اتفاق إطاري لترســيم الحدود البرية والبحرية مع إســرائيل بما يســمح للبنان بأن يســتعيد خط حدوده الدولية جنوباً، ويســهّل له اســتخراج ثرواته البحرية من النفط والغاز، وينهي مسلســل الاعتداءات والحروب بــن لبنان وإســرائيل، بموجب القــرار 1701 الصادر عــن مجلس الأمن، ويضعه على مســار التفاوض الســلمي عوض القتال، من دون أن يعني ذلك عملية تطبيع». وختم «لا بدّ في المناسبة من إيجاد اتفاق يحل مسألة وجود نحو نصف مليون لاجئ فلســطيني على أرض لبنان، والعمل على ترســيم الحدود مع ســوريا لجهة مزارع شــبعا، وإنهاء الحالة الشــاذة والملتبسة هناك .»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom