Al-Quds Al-Arabi

الأسير الأخرس يصل الى اليوم الـ 70 في معركة الإضراب وزوجته تروي مأساته : يفقد الوعي ويصاب بالتشنج

- غزة ـ «القدس العربي»:

لا يزال الأســير ماهر الأخرس يواصل "معركة الأمعاء الخاوية" لليوم الـــ 70 على التوالي، رغم اعتــاء المرض جســده، حيث تدهــورت صحته بشــكل خطير، وبات لا يقدر علــى الحركة ويتكلم بصعوبة من على ســرير المرض في أحد المشــافي الإسرائيلي­ة.

ويعاني الأســير الاخرس )49 عاما( من مدينة جنــن، من أوضاع صحية صعبــة للغاية، وتزداد خطورة مع مرور الوقت، لا سيما مع اتباع حكومة الاحتلال سياســة الإهمال الطبي تجاهه، بعد ان بات عاجزا على الكلام والحركة.

وطالبت زوجة الأســير الأخرس خلال زيارتها لــه لأول مرة منــذ اعتقاله وشــروعه بالإضراب عن الطعام الذي دخل يومه الـــ 70 على التوالي، بالتدخل الجاد في قضية زوجها وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان.

وأكدت أن وضعه في غاية الخطورة، لافتة إلى أنه يعاني من فقدان الوعي بين الحين والآخر، ولا يســتطيع التحرك، ويصاب بنوبات تشنج بشكل متكرر، وأحيانا لا يميز الذي يقف أمامه.

واشارت إلى أن شرطه الوحيد هو الحرية، وما يردده فقط من على سريره في مستشفى "كابلان" "إما الحرية وإما الشهادة".

وكانت ســلطات الاحتلال قد حاولت التحايل على إضرابه من خــال تجميد اعتقالــه الاداري وليس الغاءه لتعيده من جديــد في حال قام بفك الإضراب، غير أن الأســير الأخرس رفض القرار، وأعلن استمراره في "معركة الأمعاء الخاوية".

وأكد نادي الأســير أن محاكم الاحتلال "تستمر بالتواطؤ والعمل على ترســيخ سياســة الاعتقال الإداري عبر قراراتها التي تمثل فقط قرارات جهاز مخابرات الاحتلال".

وقبل أيام بعث الأســير الأخرس برســالة من مكان علاجه، جاء فيها "شــرطي الوحيد الحرية.. إما الحرية أو الشــهادة، وفــي الجانبين انتصار لشعبي وللأسرى". وتابع "إضرابي هذا هو إعلان لحالة الأســرى التي وصلوا إليهــا، ودفاع عن كل أســير فلســطيني، وعن شــعبي الذي يُعاني من الاحتلال، وانتصاري في هذا الإضراب هو انتصار للأسرى ولشعبي الفلسطيني".

وأضــاف "إما أن أعود إلى شــعبي منتصرا، أو شهيدا، وشهادتي هي قتل من جانب الاحتلال لي،

وليس بيدي، فبيدهم الإفراج وبيدهم الاعتقال".

وجدد نادي الأســير مطالبه بضرورة الضغط علــى الاحتــال للإفراج عــن الأســير الأخرس، ووقــف سياســة الاعتقــال الإداري. جدير ذكره أن الأســرى يلجأون لخــوض "معــارك الأمعاء الخاوية" بالإضراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهم يتعرضــون خلال فترة الإضــراب التي امتدت مع بعضهم لأكثر من أربعة أشــهر متتالية، إلى ضعف وهزال ومرض شــديد يهدد حياتهم بخطر الموت، طلبا لنيل حريتهم أو تحســن ظــروف اعتقالهم، ونجح الأسرى في مرات ســابقة بإرغام الاحتلال على تلبية مطالبهم.

وفي ســياق متصل، قال رئيس نادي الأســير قدورة فارس، في وقت ســابق إن إدارة ســجون الاحتلال وافقــت على إدخال أمــوال "الكانتينا"، وذلك خلال اليومين المقبلين، بعد اتفاق جرى بينها وبين الأسرى.

وأشــار فارس إلى أن الأسرى سيبلورون خطة نضالية أقوى وأوســع للإضراب الذي بدأوه يوم الجمعة الماضي في حال عدم التزام إدارة السجون بما تم الاتفاق عليه.

وكان الأسرى قد شرعوا في خطوات احتجاجية

متصاعدة، بدأت بإرجاع وجبــات الطعام، رفضا لعدم موافقة ســلطات السجون على إدخال أموال الكانتينا التي تصــل إليهم، ويســتخدمو­نها في شــراء العديد مــن لوازمهم، ومنها مــواد غذائية ومواد تنظيف التي لا توفرها ســلطات الاحتلال، التي تتعمد تقديم أطعمة ســيئة مــن ناحية الكم والنــوع. وكان العديــد من الجهــات التي ترعى ملف الأســرى، قد أكــد أن الأوضاع فــي مختلف الســجون الإســرائي­لية ذاهبة باتجاه التصعيد والضغط والانفجار، في حال استمرت السياسات الإسرائيلي­ة "العنجهية" ضد الأسرى.

والجدير بالذكر أن الأسرى يواجهون أيضا عدة تحديات بســبب الظرف الراهن المتعلق باستمرار انتشــار عدوى فيــروس "كورونا"، ومــا واكبه من منع زيــارات عائلاتهم، ممــا وضعهم في عزل مضاعف. وتعتقل ســلطات الاحتلال نحو خمسة آلاف أسير فلســطيني، بينهم نساء وأطفال وكبار في الســن، ومن بين العدد الإجمالي هناك أســرى يعانون مــن أمــراض مزمنة وخطيرة، ويشــكو جميعهم من ســوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيــب، ويقبع الكثير منهم فــي زنازين عزل انفرادي بهدف تعذيبهم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom