زراعة الزنجبيل للمرة الأولى في الضفة الغربية
■ طولكــرم - الأناضــول: بســعادة غامرة، تتفقد الشــابة الفلســطينية هديل قشــوع )27 عاما(، نباتــات الزنجبيل التي زرعتها على سطح منزل عائلتها شمالي الضفة الغربية، للتأكد من نموها وسلامتها من أي آفات.
تجربــة هديل في زراعــة الزنجبيــل هي الأولى فــي الضفة الغربية، حيث بدأت مشروعها في مايو/أيار الماضي، بزراعة نحو 600 شتلة، مستفيدة من تخصصها في الهندسة الزراعية.
خمس سنوات مرت على تخرج هديل من جامعة خضوري في طولكرم من كلية الهندســة الزراعية، لكنها لــم تتمكن من إيجاد وظيفة مناسبة، لتقرر عقب ذلك تشغيل نفسها بنفسها.
ولأنها لا تملك أرضا تزرعها، قررت هديل استغلال سطح منزل عائلتها في بلدة علار قضاء طولكرم بمســاحة تصل إلى 50 مترا مربعاً فقط. وتطمح للاســتفادة من مشروعها الذي تشرف عليه جمعية الإغاثة الزراعية الفلســطينية الأهلية، ومقرها رام الله، التي وفرت لها منحة مالية وتدريباً مكثفا لإطلاقه.
تقول هديل فــي مقابلة «قلة الوظائــف دفعتني للتوجه نحو المشــاريع الريادية، ولفتني إعلان حول دعم المشــاريع الزراعية الصغيرة، وجدت فيه فرصتي للحصول على عمل.»
وتضيف «اخترت نبات الزنجبيل، لفوائده الصحية الكبيرة، ولندرته وانقطاعه المتكرر من الأســواق، ولجدواه الاقتصادية، وكشكل من أشــكال التحدي كونه لم تســبق زراعته في الضفة الغربية، نظراً لحاجته إلى ظروف خاصة.»
وتتابــع هديل «لم أســتطع الحصــول على أشــتال زنجبيل لزراعتها، فقمت بتشتله بنفســي، حيث أن زراعته تشبه إلى حد ما زراعة نبات البطاطا». وبينما كانت تضيف السماد لمزروعاتها، قالت مهندســة الزنجبيل، كما يســميها أصدقاؤها «أتوقع خلال ديســمبر/كانون الأول المقبل، جمع نحو طن من ثمار الزنجبيل، وآمل التمكن من تســويقها». وتردف «كل شتلة تنتج كيلوغراما ونصف من الزنجبيل.. أنا متفائلة من أني سأبيع المحصول مقابل 35 ألف شــيكل )نحــو 10 آلاف دولار )». وفي حــال حققت هديل نتائج مرضية، فإنها تطمح لتوسعة المساحة المزروعة.
وأكبر التحديات التي واجهت هديل في مشــروعها، حسب ما تقول، كان الحصول على المعلومات المتعلقة بزراعة الزنجبيل.
وتشــير إلى أنها «لجأت للشبكة العنكبوتية بحثاً عن أساليب الزراعة والري والتسميد، ومعلومات مؤكدة وموثقة حول الأمر، وأخذت تجري تجارب بالطرق المختلفة التي تقرأ عنها.»
وقد ســاعد مناخ مدينة طولكرم، حيــث الرطوبة العالية، في نجاح زراعة أشتال الزنجبيل، كما تقول هديل.
من جهة ثانية ترى المهندســة الشــابة أنه «لا بــد أن يتوجه الجميع نحو الزراعة المنزلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، لاســيما في ظــل الظــروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشــها الشــعب الفلسطيني، وخاصة في ظل جائحة كورونا».
أما آثار هودلي، مديرة مشــروع «نجاحها» في جمعية الإغاثة الزراعيــة، فتــرى أن زراعة الزنجبيــل تجربة رائــدة ونادرة، لافتة إلى أن المشــروع يتابع مــع هديل أولا بــأول، حتى تحقق النجاح التام. وتشــير هي الأخرى إلى «أهمية تشــجيع الزراعة المنزلية، كون ذلك يســهم في التقليل من الاعتماد على المنتوجات الإســرائيلية، ويدعم الاقتصاد الفلسطيني». وتوضح أن جائحة كورونا «ساهمت في تشــجيع العودة للأرض، والاستثمار فيها، بسبب الضائقة المادية التي تعرض لها الكثير من الفلسطينيين.»
وتضيف «هذا عــدا عن إجــراءات منع التنقل خــال الفترة الماضية التي فرضتها الحكومة )الفلســطينية(، لمواجهة تفشــي الفيروس فــي الضفة الغربية والتي جعلــت الكثير يبحثون عن مشاريع قريبة منهم .»
ويحظى الزنجبيل بمكانة متقدمة فــي الطب الصيني، لقدرته العلاجية في مواجهة بدايــات نزلات البــرد والروماتيزم، فيما تستخدمه بعض المستشــفيات في العالم في علاج بعض أمراض المعدة والأمعاء، لتأثيراته المهدئة والمنشطة للدورة الدموية.