Al-Quds Al-Arabi

إسرائيل تستغل كورونا للسيطرة على الحرم القدسي وتعميق استيلائها على القدس

الشيخ صبري والمطران حنا لـ«القدس العربي :

- الناصرة-«القدس العربي» من وديع عواودة:

أكد الشــيخ عكرمة صبــري رئيس الهيئة الإســامية العليا، والمطران عطا الله حنا رئيس أســاقفة سبســطية للروم الأرثوذوكس أن إسرائيل تســتغل كورونا لزيادة ســيطرتها وإحكام قبضتها على القدس والحرم القدسي الشــريف تحت غطاء عدوى كورونا التي تســتغل أيضا للتجســس علــى فلســطينيي الداخل، كمــا أكدت عضو كنيست عربية.

وأوضح الشيخ عكرمة صبري لـ "القدس العربي"أن ما يحدث في القدس وبلدتها القديمة خلال الأسبوعين الماضيين يمثل مؤامرة كبيرة تستهدف المسجد الاقصى المبارك بهدف تفريغ البلدة من المقدســيي­ن والتضييق عليهم.

ولفت الى أن الجمعتين الماضيتين كان الأقصى حزينا بسبب التضييق المتعمد على المقدسيين ومنع دخولهم إليه، فيما الراحة والحماية المطلقة للمستوطنين خلال الاقتحامات المتكررة لهم للأقصى المبارك.

وتســاءل صبري"ما معنى أن يطلب من المقدســي المســلم إبراز هويته للدخول للصلاة في الأقصى، فيما يأتي المستوطنون من كل حدب وصوب لأداء صلواتهم التلموديــ­ة في المســجد الأقصى وبحمايــة كاملة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي؟".

وأشــار الى ملاحظته التمييز بشــكل بشــع مؤلم تآمري، ما يعني أن الاحتلال لم يكن يصلح مطلقا وبأي شكل من الأشكال لفرض ســيادته على البلدة القديمة لمدينة القدس.

كما أشــار صبري الى أن الغفلــة المقصودة اوغير المقصودة من العالــم العربي والإســامي عن مدينة القــدس تشــجع الاحتــال علــى اتخــاذ مزيد من الإجــراءا­ت العنصرية بحق المقدســيي­ن. وتابع "رغم الإجــراءا­ت الإســرائي­لية بحق المقدســيي­ن فنحن لم نشاهد أي احتجاج أو أي ضغط على الاحتلال يجبره على التراجع عن سياســته العدوانيــ­ة تجاه القدس والمســجد الأقصى. في السنوات الماضية لم نشاهد أي حراك سياسي أو دبلوماسي من قبل العرب أو المسلمين كردة فعل على ما يتعرض له المسجد الأقصى".

وشدد على أن أهل بيت المقدس يرفضون الاقتحامات التي يقوم بهــا المتطرفون اليهود في أعيادهم المتعددة بما فيها عيدا العرش والغفــران، ويتصدون لهم بكل ما يملكون رغم إجراءات الاحتلال الظالمة بحقهم بهدم البيوت والاعتقال والإبعاد والغرامات المالية وغيرها.

وتشــهد مدينة القدس المحتلة إغلاقاً شاملاً بدأ منذ عدة أيام ويســتمر لأسابيع بســبب الأعياد اليهودية وتفشي وباء كورونا. وشهدت مدينة القدس تصاعدا في اقتحامــات المجموعات الاســتيطا­نية للمســجد الأقصى، بدعوى الاحتفال بالأعياد.

هذا ما يؤكــده أيضا المطران عطا اللــه حنا رئيس

أســاقفة سبســطية للروم الأرثوذوكـ­ـس الذي قال لـ "القدس العربــي" أمس إن الســلطات الاحتلالية تســتغل الأعياد اليهودية وجائحة كورونا المأسوية بهدف فرض وقائع جديدة في مدينة القدس وهو أمر يدركه الفلسطينيو­ن جيدا ويعيشــونه ويرونه بأم العين في كل يوم وفي كل ساعة".

وأضاف ان مــا تتعرض له مدينــة القدس في ظل الإغلاقــا­ت والحصــار والسياســا­ت الظالمة لا يمكن وصفها بالكلمات ولم يعد في الإمكان تصديق أن هذه هي إجراءات احترازية لمواجهة كورونا. وتابع "يبدو ان هنالــك خلفية سياســية واهدافا مبّيتة يســعون لتمريرها في المدينة المقدســة مستغلين هذه الجائحة التــي أدخلت الكثيرين من أبناء شــعبنا في حالة من الرعب والخوف والقلق على مستقبلهم".

وأكد حنا رفض سياســات الاحتــال في القدس

مستوطنون يقتحمون الأقصى مجددا

ســواء كان هذا في فتــرة كورونا او فــي غيرها من الفترات، منوها أن "الفلســطين­يين في القدس المحتلة لا يســتحقون ان يعاملوا بهذه القســوة وان تفرض عليهم إجــراءات ظالمــة وان يعاملــوا كالغرباء في مدينتهم" .

"وعبر عن ذلــك المواطن المقدســي هاني جويلس بالقول" إذا كان غريمك القاضي لمين تشــكي" موضحا أن الاحتلال يســتهدف محله التجاري في بلدة بيت حنينا شــمال القدس المحتلة بغرامــات مالية باهظة بذريعة كورونا.

وتابــع جويلــس، صاحــب محل للخضــراوا­ت "اقتحمــت قوات الاحتلال المحل عــدة مرات وفرضت علــي وعلى زبائني والعاملين لــدي مخالفات عديدة بحجج واهية منها كانت الكمامة وحصلت مناوشات مع شــرطة الاحتــال مــن تدافع وضــرب وتمزيق

ملابســنا. بعد اعتقالنا والتحقيق معنــا قبل إخلاء ســبيلنا تم اتهامنا بأننا ضربنا الشــرطة ولكن كان العكس ما حــدث حيث تم الاعتــداء علينا وانقضوا علينا كالمافيا" .

مخطط التجسس على المواطنين العرب

وفي ســياق متصل توجّهت النائبة عايدة توما - سليمان )المشــتركة( إلى المستشــار القضائي للحكومة الإســرائي­لية افيخــاي مندلبليــت مطالبةً إيــاه بالتدخل الفــوري لإيقاف المخطط الذي تم النشــر عنه حول نيــة الحكومة تعيين ضباط ســابقين من المخابرات)الشــاباك( للتجســس على المواطنين العرب بذريعة التوعية من انتشار وباء كورونا.

وجــاء فــي الإذاعة العبرية أمــس أن مخططا لمــا عرف بـ "الجبهة الداخليــة " التابعة لجيش الاحتلال يهدف إلى إطلاق حملات توعوية من خلال ضباط شــاباك ســابقين في المجتمع العربي. وأكدت توما - سليمان في رسالتها أنه بدلا من تعيين ضباط شاباك سابقين للتجسس على المواطنين العرب بذريعة وباء كورونــا، كان الأولى بالحكومة أن تتشــاور مع قيادات المجتمــع العربي من أعضاء كنيســت، ولجنــة المتابعة العليا ورؤساء السلطات المحلية بالإضافة للمختصين لطرح وسائل ممكنة لنشــر الوعي وخفض نســبة نقل العدوى في المجتمع العربي. وشــدّدت على أن توكيل ضباط شاباك سابقين بهذه المهمة يعكس عقلية الحكومــة العنصرية التي ترى بالمواطنين العرب مواطنين غير متســاوين وتحاول فــي كل مرة اظهارهم كـ "أعداء الدولة" بدلا من إشــراكهم في عملية اتخاذ القرارات لتحسين التعامل مع الأزمة الحالية التي فشلت الحكومة فشلا ذريعا في التعامل معها.

وجاء في الرســالة أيضا أن هذه الخطوة هي انتهاك خطير لحــق خصوصية الفرد وحريته، ممــا يتعارض مع صلاحيات "الجبهــة الداخلية" ويشــكل فاتحة لانتهــاكا­ت أكثر خطورة وترســيخا لفكرة أن المواطن العربي خارج عن القانون ويجب التعامل معه بوســائل أمنية. وفي ختام الرســالة طالبت توما - سليمان المستشــار القضائي للحكومة الإسرائيلي­ة بالتدخل الفــوري وإيقاف هذا المخطط قبل أن يخــرج إلى حيز التنفيذ، وأكدت على أن خطوة كهذه ســتكون لها نتائج ســلبية وفقط ستزيد من انعدام الثقة بين المواطن العربي وسلطات الحكم.

منع النواب من زيارة الأسرى

وفي هذا السياق تقدم نائب عربي في الكنيست بواسطة مركز حقوقي بطلب للمحكمة العليا من أجل عقد جلسة استئناف أمام هيئة قضائية موســعة، للبت في قرار أصدرته المحكمة في المدة الأخيرة وصادقت من خلاله على إجراءات منع أعضاء الكنيست من زيارة الأسرى الفلسطينيي­ن. وجاء قرار المحكمة الإسرائيلي­ة العليا المذكور رغم موقف المستشار القضائي للكنيست الذي أكد أن منع النواب من زيارة الأســرى يمسّ بحرية ممارســة عملهم والقيام بالرقابة البرلمانية.

ورغم موقف الكنيســت هذا، رفضت هيئــة القضاء بغالبية قاضيــن ضد قاض واحد إصــدار أمر احتــرازي يتيح التداول المعمق في الأمر.

وقال النائب يوسف جبارين )المشــتركة( بعد تقديم الطلب للعليــا ان منعه وباقي زملائه من زيارة الأســرى السياســيي­ن الفلسطينيي­ن والالتقاء بهم يمسّ بحصانتهم البرلمانية التي من المفروض ان تمنحهم حرية الحركة والتنقّل.

ونوه جبارين وهــو دكتور في الحقوق أيضــا، إلى" أن منع النواب من زيارة الأسرى الفلســطين­يين يمسّ بقدرة الإشراف البرلمانــ­ي علــى ظــروف اعتقال الأســرى السياســيي­ن وعلى وضعيتهم بالأســر"، مضيفــا ان وزير الأمن الداخلي الســابق جلعاد اردان "بادر لقرار المنع هذا كخطوة انتقامية تجاه الاسرى الفلسطينيي­ن".

وتابع نأمل ان تقوم المحكمة العليا وبهيئة قضائية موسّــعة باتخاذ قرار حاسم لصالحنا، إذ من غير المعقول السماح لحكومة اليمين المتطرف بمواصلة قمع الحريّات والضرب بعرض الحائط بحقوق الاسرى بشكل غير قانوني، انتقامي وتعسفي" .

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom