Al-Quds Al-Arabi

السفير الفلسطيني في باريس يصف محمد بن زايد بـ«ديكتاتور» والخارجية تعتبره «رأيا شخصيا وتعد بمراجعته

- غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور:

بالرغم من حالة الرفض الرســمي والغضب على كافة المستويات الفلســطين­ية، من اتفاقيتي التطبيع التــي وقعتها كل مــن الإمــارات العربيــة المتحدة والبحرين مع إســرائيل، ووصفها بـــ "العدائية" إلا أن المستوى الرســمي الفلسطيني لم يجز لأحد أشهر السفراء الفلســطين­يين بتوجيه انتقادات لشخصية ولي عهــد أبو ظبي محمــد بن زايد، المعــروف بأنه مهندس تلك الاتفاقيات.

وفي بيان رســمي لوزارة الخارجية الفلسطينية، اعتبــرت التصريحــا­ت الأخيرة التــي ادعت مجلة "لوبوان" الفرنســية أنها تعود لسفير فلسطين لدى فرنســا ســلمان الهرفي "لا تنســجم أبدا مع الموقف الرسمي الفلسطيني".

وقالت في بيانها الذي أعقب انتشار التصريحات للســفير الهرفي "هذه التصريحات لا تتعدى أكثر من كونها تصريحات شــخصية للســفير" موضحة أنها ستعمل على مراجعته بشــأنها للتأكد منها، وتحديد الطريقة الأنسب لمعالجتها في حال ثبوتها.

واتصلت "القدس العربي" بالســفير الهرفي الذي رفض التعليق، وقال إنه قــال بما فيه الكفاية وليس لديه جديد يضيفه.

جاء ذلك بعدما نقلت المجلة الفرنســية عن السفير الفلســطين­ي تحديه لولي عهد أبو ظبي أن يذهب إلى الأمم المتحــدة ويعلن أن القــدس "أرض محتلة" كما وصف محمد بن زايــد بـ "ديكتاتور صغير باحث عن الشهرة، ويلعب بالنار".

ونقلت المجلة عــن الهرفي قولــه إن الاتفاقية لم تكن مفاجئة، وقال "إن لدى الفلســطين­يين معلومات

محــددة للغاية عن الاتصالات التــي كانت قائمة بين الإمارات من جهة والولايات المتحدة وإســرائيل من جهة أخرى".

ونشرت المجلة الفرنسية عن السفير الهرفي كشفه بأن هناك تعاونا عسكريا وأمنيا واقتصاديا وثيقا بين تل أبيب وأبو ظبي منذ فترة، وأن الشيء الجديد هو إضفاء الطابع الرسمي على هذه العلاقة.

ونقل عنه القول "أنا أشــكر الإمــارات على إظهار وجههــا الحقيقــي لأنها لــم تكــن قط إلــى جانب الفلسطينيي­ن، فقد جمدت مساعداتها لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1985 بعد الغزو الإسرائيلي للبنان، وقطعتها تماما بعد حرب الخليج 1990."

وانتقد السفير الفلســطين­ي تلك الاتفاقيات كونها تنتهك ميثــاق الأمم المتحدة وقــرارات مجلس الأمن والمبادرة العربية للسلام، وقرارات قمم جامعة الدول العربية.

وحين تطرق إلى ما أشيع حول وقف الاتفاقيات مخطط الضــم الإســرائي­لي لأجزاء واســعة من الضفــة الغربية، قــال إن ذلك لم يحــدث نتيجة تلــك الاتفاقيات، بــل نتيجة لمقاومة من الشــعب الفلسطيني والضغط الدولي.

وأضاف "حيــث أدى الاتحــاد الأوروبي هناك دورا أهم بكثيــر من الإمارات، التي لــم تعمل أبدا ضد الضم، بل إن ما فعلته هو تشريع المستوطنات والاحتــال الإســرائي­لي للقــدس والأراضــي الفلسطينية".

ولمــا قــال الصحافي الــذي أجــرى المقابلة إن الإماراتيـ­ـن لم يعارضوا اتفاق الســام الموقع مع إســرائيل، قال الهرفــي "عن أي ســام تتحدث" مضيفا "هل الدبابــات الإماراتية في تل أبيب" لافتا إلى أن إســرائيل لا تحتل الإمــارات ولا البحرين؛ بل فلســطين. وأضــاف "قاومنا لمدة قــرن ونحن

مستعدون للمقاومة 100 عام أخرى".

يشــار إلى أن وزير الدولة الإماراتي للشــؤون الخارجيــة أنور قرقاش، كتــب تغريدة على موقع "تويتر" عقــب التصريحات المنســوبة للســفير الفلســطين­ي قال إنه لم يتفاجأ من حديث السفير الفلسطيني و"تناوله الجاحد للإمارات". وأضاف "تعودنــا قلة الوفــاء ونكران العرفــان، ونمضي واثقين نحو المســتقبل بخطواتنا وقناعاتنا" وكان بذلك يشير إلى مضي الإمارات باتفاقيات التطبيع.

وكانت الإمــارات والبحرين قــد وقعتا يوم 15 أيلول/ سبتمبر الماضي اتفاقيات لتطبيع علاقاتهما مع إســرائيل، وذلــك في حديقة البيــت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ومنذ أن وقــع الاتفاق الذي ووجــه بانتقادات فلســطينية حادة، أصــدر الرئيس الفلســطين­ي محمود عباس تعليمات واضحة، شملت إلى جانب تبيــان الموقف الفلســطين­ي الرســمي من خطوة التطبيــع ورفضها كونها تتناقض مع قرارات القمم العربية ومبادرة السلام العربية، ورفض السماح لأية جهة بالتحدث باســم الشــعب الفلسطيني، التأكيد على ضرورة احترام الأشــخاص والرموز لتلك الــدول وعدم التعــرض لهم بأي شــكل من الأشكال، ورفض الإساءة للدول العربية الشقيقة.

يشار إلى انه على المســتوى الشعبي، نظمت في المناطق الفلســطين­ية العديد مــن التظاهرات، التي نددت باتفاقيات التطبيع. ولم يخل بعض المظاهرات التي نظمــت في الضفــة وداخل المســجد الأقصى وفي قطاع غزة، من حمل صــور لولي عهد الإمارات وقد وضعت عليها إشــارة x"" فيما قــام مواطنون غاضبون في تظاهرات أخرى بإحراق صور بن زايد وعدد مــن أمراء التطبيع، وحملــوا لافتات تؤكد أن خيانتهم لفلسطين والأقصى.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom