4 وفيات و533 إصابة بكورونا واكتشاف إصابات عشوائية وسط غزة يثير قلق المسؤولين
شــهدت المناطق الفلســطينية أمس 4 وفيات 533 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ســاعة الأخيرة، لكن ما كان لافتا هو الإعلان عن اكتشاف إصابات جديدة في قطاع غزة، مجهولة المصدر، ولا يوجد لها ارتباط بحالات أخرى.
وأكــدت وزارتا الصحــة والداخلية في قطاع غزة، أنه في إطار المسوحات العشوائية المعتادة لفيــروس "كورونا" التي تشــمل كفــة مناطق القطاع، تبين وجود ثمانــي إصابات جديدة في مخيم البريج وســط قطاع غزة، مجهولة المصدر ولم يتم ربطها بحالات سابقة
وذكرتــا في بيــان مشــترك أنهمــا تكثفان إجراءات التقصي الوبائي من أجل تحديد مصدر الإصابــات، ودعتــا المواطنين في تلــك المنطقة إلى تقليل الحركــة إلى أضيق نطــاق، واتخاذ إجراءات الوقاية والســامة بشكل كامل حرصاً على السلامة العامة.
وأصــدرت مديريــة التربيــة والتعليــم في محافظــة الوســطى، تنويها مهمــا بخصوص ارتفاع حالات الإصابة بـ"كورونا" في المحافظة، وقالت المديريــة في تنويهها، إنه نظــراً لزيادة حــالات الإصابة بفيــروس كورونا فــي مخيم البريج وحفاظاً على سلامة الطلاب تقرر إغلاق
مدارس الثانويــة في المخيم حتى إشــعار آخر لحين صدور قرار جديد من الجهات المختصة.
إلى ذلك تواصــل العمل بالإجراءات الوقائية الاحترازية المشــددة فــي قطاع غــزة، بعد أن أدخلــت وزارة الداخلية والصحــة العديد من التسهيلات، وشــملت فتح العديد من الأسواق والمحال التجارية والمصانــع، وازالت الحواجز بين المحافظات، في إطار خطة تقود للتعايش مع الفيروس.
وأكــد المتحــدث باســم وزارة الداخلية إياد البــزم، أن الداخلية تســعى لتحويل إجراءات الوقاية والسلامة إلى "ثقافة مجتمعية عامة" من خلال ارتداء الكمامة واتخاذ إجراءات السلامة. وقال "معركتنا مع الوباء طويلة، ونحن مقبلون على فصل الشتاء، مما يتطلب مزيداً من الحرص على اتخــاذ إجــراءات الســامة والوقاية من الجميع"، داعيا وسائل الإعلام لتكثيف جهودها التوعوية في هذا الإطار.
وفيمــا يتعلق بقرارات إجــراءات التخفيف؛ لفت إلــى أن تلك الإجــراءات المتخــذة مؤخراً جاءت بعد فترة من الإغلاق الطويل والإجراءات المشــددة، لأن الوزارة لا تستطيع الاستمرار في التشــديد إلى ما لا نهاية؛ منوهــا إلى أن عملية التخفيف تتــم وفق دراســة وترتيبات خاصة، موضحا أن هدف الإجراءات المشــددة كان كسر تفشــي المرض. مضيفا: "وبعــد أن هدأت موجة الإصابات شــرعنا بالتخفيف تدريجياً وصولاً إلى حالة من تشــغيل معظم القطاعــات لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين".
وقال "إن قطاع غزة لا يزال يعيش في مرحلة خطرة، والإصابات لا تزال تسجل بشكل يومي بالعشــرات، ويبقى هذا مؤشــر خطر، ولكن نوازن بين خيارين صعبين: مواجهة الفيروس، واســتمرار مظاهر الحيــاة وتلبية احتياجات المواطنين" لافتا إلى أن إجــراءات التخفيف لا تعني تجاوز مرحلة الخطر التي ما زالت قائمة، بل يجب أن تتحول إجراءات الوقاية والسلامة إلى سلوك يومي لدى المواطنين ولفترة طويلة، داعيا المواطنين إلى ضرورة الالتزام بإجراءات الســامة والوقاية حتى لا تضطــر الداخلية لإعادة تشديد الإجراءات من جديد.
وفيما يتعلق بمتابعــة الالتزام بإجراءات الســامة؛ لفت إلــى أن الشــرطة والمباحث العامة تتابع بشــكل يومي التــزام المواطنين والمنشــآت بإجــراءات الوقاية والســامة، مؤكدا ضرورة أن تكون هناك مسؤولية فردية ومجتمعيــة لدى الجميع، موضحــا أن هناك إجراءات قانونيــة تُتخذ بحق المخالفين لقرار حظر التجول، ولإجراءات الوقاية والسلامة فــي المرافق التي تم تشــغيلها، مبينا أنه تمت
إحالــة العديــد مــن المواطنين إلــى النيابة العامة، مشيرا إلى ان القرار لا يزال ساريا في ساعات المساء التي تكثر فيها التجمعات غير الضرورية.
ولفت إلى أن سيناريو إعادة الإغلاق الكامل ما زال مطروحاً في حال ارتفاع الإصابات بشكل كبير، مبينا أن هناك شواهد من الدول المحيطة التي عادت للتشــديد، وأن هذا الأمر سيستمر طويلا في ظل عدم توفر لقاح للفيروس.
وفــي الســياق، أعــادت وزارة الأوقــاف والشؤون الدينية فتح المســاجد التي أغلقتها الأســبوع الماضي في محافظــات رفح وخان يونس والوسطى بسبب عدم التزام المواطنين في بعض المســاجد، وظهور حالات إصابة في مساجد أخرى.
وقالت فــي بيان لها إن قــرار إعادة افتتاح هذه المســاجد جاء بعد تعهــدات المصلين في المســاجد غير الملتزمة بالالتــزام بالإجراءات الوقائية، وظهور نتائج الاســتقصاء الوبائي في المســاجد التي ظهرت فيهــا حالات إصابة، مؤكدة عزمها على الاستمرار في متابعة التزام كافة المســاجد بالإجــراءات الوقائية المتعلقة بمواجهة وباء كورونا، وأنها لن تتســاهل في هذا الأمر مطلقا.
ودعت الوزارة المصلين إلى ضرورة الالتزام
بإجراءات الوقاية والسلامة، من لبس الكمامة والتباعد وإحضار ســجادات الصلاة الخاصة وغيرها، حفاظا على سلامتهم وسلامة المجتمع من تفشي الوباء، وأشارت إلى أن مدى التزام رواد المساجد بالإجراءات الوقائية هو الضامن للاستمرار في فتح المساجد.
هــذا ولا تــزال المســاجد في مدينــة غزة وشــمالها، مغلقــة بســبب كثــرة تســجيل الإصابات بفيروس "كورونا" في هذه المناطق، في وقت يتواصل فيه تقديم الخدمات التعليمية المباشرة لطلبة المرحلة الثانوية فقط.
ونظمت طواقم حماية المســتهلك في وزارة الاقتصاد الوطني في غزة 154 زيارة تفتيشية علــى المحــال التجاريــة والأســواق، وقالت الوزارة، إنه تم تحرير 22 محضر ضبط لبضائع منتهية الصلاحية وفاسدة، و17 محضر اتلاف لمــواد غذائية منتهية الصلاحيــة، وذكرت أنه تم التركيز في الجولات على الأسواق المركزية لمتابعة مدى التزامهــا بالإجراءات الوقاية من الفيروس.
وفي الضفــة الغربية تواصلــت إجراءات الإغــاق لعدة مراكــز حكومية وبلــدات بعد تســجيل عدة حــالات إصابة جديــدة فيها، وقررت بلدية طولكرم إغلاق مبناها الرئيسي وتعليــق دوام الموظفــن حتى صبــاح الأحد المقبــل، عقــب إصابة ســبعة مــن موظفيها بفيــروس "كورونا"، وقالــت إن الإغلاق جاء بناء على قرار لجنة الطوارئ، وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة صاحبة الاختصاص.
كما قرر محافظ جنين أكرم الرجوب، إغلاق المدارس والمرافــق العامة والبنــوك في بلدة يعبد جنوب غرب جنين لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من صبــاح الأربعــاء وحتى صباح الســبت المقبل، بســبب ازديــاد الإصابــات بفيروس "كورونا".
وأوضح أن عمل المحال التجارية والمنشآت في البلدة ســيكون ما بين الســاعة التاســعة صباحا وحتــى الثالثة بعد الظهر باســتثناء الصيدليــات والمخابز، مؤكدا ضــرورة التزام المواطنين بالبروتوكــول الصحي والإجراءات الوقائية لمواجهة خطر تفشي الفيروس.
وأفادت وزارة الخارجية بعدم تســجيل أي حالة وفاة أو إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في صفــوف الجاليات حــول العالــم، ليبقى عدد الوفيات 267 والإصابــات 6470 منذ بدء الجائحة.
وفي ســياق آخر، أفاد فريــق العمل المختص بمتابعة رحلات الإجلاء، بمغــادرة دفعة جديدة من الطلبة والمواطنين إلى كل مــن تركيا ولندن، للالتحاق بدراستهم وأسرهم وأعمالهم.