Al-Quds Al-Arabi

احتدام النزاع حول ناغورنو قره باغ ويرفان تتهم باكو بقصف أراض أرمينية بينما علييف يعلن «تحرير» 8 قرى إضافية

اردوغان يطالب مجموعة «مينسك» بعدم المماطلة لإيجاد حل للأزمة

- بخارلي ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

أعلنــت وزارة الدفــاع الأذربيجان­يــة، أمــس الأربعاء، أنهــا قصفت موقعين لإطــاق صواريخ في أرمينيا، في ســابقة تثير مخــاوف من تصعيد النزاع فــي منطقة ناغورنو قره بــاغ الانفصالية. ولليــوم الخامس علــى التوالي، ورغــم دعوات موســكو المتكررة، بقــي وقف إطلاق النــار الذي تفاوضــت روســيا للتوصــل إليه ليبــدأ تطبيقه الســبت، حبراً علــى ورق. وللمــرة الأولى، أعلن الجيش الأذربيجان­ي أنه قصــف «موقعين لإطلاق الصواريخ» ليلاً في أراضي أرمينيا يســتخدمان، حسب باكو، لاستهداف أذربيجان.

وأكــدت المتحدثة باســم وزارة الدفاع الأرمنية شوشــان ســتيبانيا­ن، تعرض أراضــي أرمينيا للقصــف، لكنها نفت وجــود أي نية لاســتهداف مناطق مدنية في أذربيجان.

وقالت إن «هذه الادعاءات لا أساس لها» مضيفة أن الجيش الأرميني «يحتفظ الآن بحق اســتهداف أي منشأة عسكرية وأي عملية قتالية على الأراضي الأذربيجان­ية».

وفي بيان آخر، اتهم الجيش الأرميني أذربيجان بـ«الســعي إلى توســيع الرقعة الجغرافية للنزاع عبر مهاجمة أراضي أرمينيا الســيادية». ومنذ بدء أعمال العنــف، يؤكد كل طرف أنه ألحق خســائر فادحة بالطرف الآخر.

وأقــر رئيــس ناغورنــو قــره بــاغ اراييــك هاروتيونيـ­ـان، ورئيــس حكومــة أرمينيا نيكول باشــينيان، الأربعاء، بــأن القــوات الانفصالية تراجعت في شــمال وجنوب خــط الجبهة. وقال باشــينيان إن «الوضع خطير جــداً». وأضاف في تسجيل فيديو: «يجب أن نتحد ونوقف العدو».

وقال في تسجيل فيديو: «في بعض النقاط نجح العدو في اختراق خط الجبهة والتوغل في العمق» مؤكداً أن «النصر» للانفصاليي­ن.

في المقابــل، أعلن الرئيــس الأذربيجان­ي إلهام علييــف، الأربعاء، تحريــر جيش بــاده 8 قرى إضافيــة في المنطقة المتنازع عليهــا. وقال علييف، في تغريدة عبر تويتــر، إن «الجيش الأذربيجان­ي البطل تمكن من تحرير كل من قره داغلي، وخاتون بــولاك، وقره كوللــو، التابعة لولايــة فضولي». وأضاف أن الجيــش «حرر أيضاً قــرى بولوتان، ومليــك جانلي، وكمر تــورك، وتكه، وتاغســير، آثار الدمار في منطقة ناغورنو قره باغ جراء الصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان التابعة لولايــة خوجاوند». باتــت تركيا الداعمة لأذربيجان منذ اندلاع المواجهــا­ت الأخيرة في 27 أيلول/سبتمبر، وروسيا المرتبطة بأرمينيا بتحالف عسكري، وسيطي النزاع.

والأربعــا­ء، أعلن وزيــر الخارجية الروســي سيرغي لافروف، في حديث لوسائل إعلام محلية، أن موسكو مستعدة لنشر «مراقبين عسكريين» على طول خط الجبهة للمســاعدة علــى ضمان صمود الهدنة.

ودعا الرئيــس التركي رجب طيــب أردوغان، الأربعاء، «مجموعة مينســك» إلى عدم المماطلة في حل مشكلة الإقليم.

وجاء ذلك في كلمة خلال اجتماع الكتلة النيابية

لحزب العدالة والتنمية، في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة. وقال أردوغان: «إذا كان هناك حقوق إنسان وديمقراطية في العالم، وإذا كنتم مكلفين بحل هذه المشــكلة )احتلال أرمينيا لقره بــاغ( ضمن ثلاثية مينســك منذ 30 عاماً، فما يجــب أن تقوموا به هو ليس المماطلة، وإنما إنهاء هذه المفاوضات وإعادة الأراضي لأصحابها .»

وأردف: «هــدف الــدول التــي تضغــط علــى أذربيجــان بإصرار رغــم أن أرمينيــا هي الطرف المعتدي والذي يخــرق وقف إطــاق النار، ليس وقف الاشتباكات، ولو كان الأمر كذلك، لكان يجب وقف أرمينيا عند حدها، وهي الجانب الذي يعتدي بالأســلحة الثقيلــة والصواريخ البالســتي­ة على المناطق المدنية في أذربيجان».

إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروســي ســيرغي لافروف، أمس الأربعاء، أن الجانب الروسي لا يتفق مع موقف أنقرة بشأن إمكانية الحل العسكري للنزاع بــن أذربيجان وأرمينيا. وقال فــي مقابلة مع وكالة «ســبوتنيك» الروســية: «فيما يخص ناغورنو قره باغ، ودور تركيــا، نعم نحن لا نتفق مع الموقف الذي عبّرت عنه تركيــا، والذي عبّر عنه في الواقع رئيس أذربيجان عدة مرات، ليس هنا ما نخفيه». وأوضح أنه «لا يمكننا مشاركة التصريحات التي تفيد بوجود حل عســكري للصراع». وشــدد على أنه يتعين على «الأطــراف المتصارعــ­ة تنظيــم اجتماعــات فورية للاتفاق على نظام لمراقبة وقف إطلاق النار».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom