Al-Quds Al-Arabi

آلاف الأفغان يفرون بعد أيام من المعارك المستمرة في جنوب البلاد

-

■ لشــكركاه ـ أ ف ب: فــر عشــرات آلاف الأشــخاص مــن منازلهم في جنوب أفغانســتا­ن بعد أيام من القتال العنيف المســتمر بين طالبان وقوات الأمن، حســب ما أفاد مســؤولون أمس الأربعاء، على الرغم من اســتمرار مفاوضات السلام في الدوحة. وشــن المقاتلون هجمات على مدينــة لشــكركاه المضطربــة عاصمة ولايــة هلمند، مما دفــع الولايات المتحدة لشــن غــارات جويــة للدفاع عــن القــوات الأفغانيــ­ة. وأجبرت المواجهــا­ت الســكان على المغــادرة بكثافة علــى متن الدراجــات النارية وسيارات الأجرة والحافلات.

وأوضــح ســيد محمــد رامــن، مديــر إدارة اللاجئين فــي هلمند، أن «أكثــر من 5100 عائلة؛ أي 30 ألف شــخص )...( فروا مــن القتال حتى الآن». وأضاف: «ما زالت بعض العائلات تعيش في شــوارع لشكركاه، ولانملك خياماً لتزويدهم بها». ولفت أحد الســكان ويدعى حكمت الله، إلى أنه أجبر على الفرار بعد سقوط قذيفة على منزل جيرانه، مما أودى بحياة امرأتين». وقــال عطا الله أفغان، وهو مزارع فر مع 12 من أقاربه: «كان القتال شــديداً إلى درجة أنه لم يكن لدي الوقت لإحضار ملابسي. أتيت بعائلتي فقط».

وقال مســؤولون أفغان إن الاشــتباك­ات اســتمرت فــي أربع مناطق علــى الأقــل الأربعــاء، فيمــا صدت قــوات الأمن عــدة هجمات شــنتها حركة طالبان فــي المنطقة. وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانســتا­ن، من جهتها، أن آلاف الأشــخاص فــروا، ودعت مقاتلــي طالبان وقوات الأمن إلــى «اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين، بما في ذلك الممرات الآمنة لمن يرغب في المغادرة».

وتوجه وزير الدفــاع الأفغاني جواً إلى الإقليم، الأربعاء، غداة هجوم مضاد للقوات الحكومية على مقاتلي حركة طالبان الذين شقوا طريقهم نحو عاصمة الإقليم فــي الأيام القليلة الماضية. ووصــل القائم بأعمال وزير الدفاع أســد الله خالد، إلى لشــكركاه عاصمة إقليم هلمند؛ لتقييم الوضع وتقديم الدعــم للقوات التي تتصدى لهجــوم طالبان الذي ألقى بظلاله على محادثات الســام ودفــع القوات الأمريكية لشــن ضربات جوية. وأدى اصطدام مروحيتين في ســاعة مبكــرة من صباح الأربعاء فــي منطقة ناوا بولاية هلمند إلى مقتل تســعة أشــخاص، وفق ما ذكر عمر زواك، المتحدث باسم حاكم الإقليم. وقالت وزارة الدفاع إنها فتحت تحقيقاً في الحادث.

وشــهدت هلمند، وهي معقل شــهير لطالبان، معــارك عنيفة أدت إلى وقوع قتلى للقوات الدولية خلال سنوات الصراع الـ19 هذه.

وبموجب الاتفاق بــن الولايات المتحدة وطالبــان الموقّع في الدوحة فــي 29 شــباط/فبراير، التزمــت الحركة وقــف هجماتها ضــد القوات الأمريكيــ­ة وحلفائها الأجانــب، ووافقت على بدء محادثات ســام مع حكومــة كابول مقابل انســحاب للقــوات الأجنبية. وتعهــدت الولايات المتحدة بســحب جميع قواتها من البلاد بحلــول أيار/مايو 2021 مقابل ضمانــات أمنية من طالبان وبدء محادثات ســام مــع كابول في قطر. بدأت هذه المحادثات الشهر الماضي في الدوحة، لكن يبدو أنها توقفت، بينما يسعى الجانبان للاتفاق على بنية أساسية للمفاوضات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom