Al-Quds Al-Arabi

وفد من الصليب الأحمر يصل صنعاء للإشراف على تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى اليوم والحوثيون يتهمون الحكومة بعدم الاستعداد

المنظمة الدولية قد تضطر للانتظار بضعة أسابيع قبل الوصول إلى ناقلة «صافر» منكوبة

- اليمن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

وصــل وفد من اللجنــة الدولية للصليب الأحمــر، أمس الأربعاء، العاصمة اليمنية صنعاء، الواقعة تحت ســيطرة الحوثيين، من أجل الإشــراف على تنفيذ اتفاق جنيــف الخاص بتبادل الأســرى المقرر بــدء تنفيذه اليوم. وقال مصدر مســؤول فــي وزارة النقل، الواقعة تحت ســيطرة الحوثيين في صنعاء، إن «الوفد وصل اليوم إلى مطار صنعــاء، من أجل الإشــراف على تنفيذ اتفاق تبادل الأســرى الموقع مؤخراً في جنيف». وأضاف المصدر، طالباً عدم ذكر اســمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أنه «من المقرر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق الخميس » مشيراً إلى أن «مطار صنعاء سيستقبل الأسرى )الحوثيين( عبر عدة رحلات يومي الخميس والجمعة.»

ومن المقرر أن يصل صنعاء عبر هذه الرحلات 680 أســيراً حوثياً، وفق اتفاق جنيف. ويأتي ذلك فيما شكك مسؤول ملف الأسرى بجماعة الحوثي، عبد القادر المرتضى، في جدية الحكومة بتنفيذ الاتفاق. وقال عبــر تويتر: «حتى الآن، الطرف الآخر )الحكومة( ليس جاهزاً لتنفيذ الاتفاق )..( بين الحين والآخر يضعــون العراقيل ويختلقون الأعذار بهدف إفشــال الصفقة». ودعا المرتضى، الأمم المتحدة «إلى وضع حد لهذا التعنت والعبث» دون مزيد من التفاصيل.

وأكد وزير الخارجية، محمــد الحضرمي، خلال مباحثات مع ممثل اللجنــة الدولية للصليــب الأحمر باليمن، خضــر أول عمر، الإثنين، حرص الحكومة على تنفيذ اتفاق تبادل الأســرى مع جماعة الحوثي. وشــدد الحضرمي على أهمية حل ملف الأسرى كونه قضية إنسانية بحتة.

وفي 27 ســبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، في بيان مشــترك مع اللجنة الدولية للصيب الأحمر، اتفاق الحكومة والحوثيين في جنيف على تبادل 1081 أسيراً. ويشمل هؤلاء الأسرى 15 سعودياً و4 سودانيين، ومقرر بدء تنفيذه الخميس المقبل، حسب خطة الاتفاق.

وفي ســياق آخر، أبلغ مصدران من الأمم المتحدة وكالة «رويترز» البريطانية بأن فريقاً من المنظمــة الدولية قد يضطر للانتظار بضعة أســابيع للوصول إلــى ناقلة منكوبــة قبالة الســاحل اليمني تهدد بتسريب 1.1 مليون برميل من النفط الخام في البحر الأحمر. وحذرت الأمم المتحدة مــن أن الناقلة )صافر( الراســية منــذ 2015 يمكن أن تسرب كمية تزيد على أربعة أمثال ما تسرب في كارثة إكسون فالديز قرب ألاســكا عام 1989 لكن حرب اليمن عرقلت الوصول إلى الناقلة. وكانت حركة الحوثي اليمنية، التي تسيطر على المنطقة الراسية فيها الناقلة وعلى الشــركة الوطنية التي تملكها، وافقت في يوليو/ تموز على السماح لفريق بإجراء تقييم فني والقيام بالإصلاحات اللازمة، لكن المصدرين قالا إن استكمال تفاصيل الاتفاق والأمور اللوجيستية المتعلقة به قد تســتغرق سبعة أسابيع أخرى، إذ يزيد تفشي فيروس كورونا في البلاد من تعقيد الخطة.

ويشــمل الاتفاق بيع شــحنة الناقلة في نهاية الأمر على أن يُقسم عائدها بين الحوثيــن والحكومة اليمنية المعترف بهــا دولياً والتي أخرجتهــا الحركة من العاصمة صنعاء في أواخر 2014. ويقول بعض الدبلوماسـ­ـيين إنه لا تزال هناك شــكوك إزاء وصول البعثة في ظل تراجع الحوثيين العام الماضي عن موافقة منحوها بقدومها.

والناقلــة صافر التي بنيت عام 1974 راســية الآن قبالة مرفأ رأس عيسى النفطي على مسافة 60 كيلومتراً شمالي الحديدة.

ويســيطر الحوثيون على المنطقة لكن المياه الدولية يسيطر عليها تحالف تقوده الســعودية تدخل فــي اليمن عــام 2015 ضد الحركة ومنعها مــن بيع النفــط. ويقول مســؤولون مــن الحوثيين والأمم المتحدة إن المياه تســربت إلى غرفة المحرك مرتين على الأقل منذ عام 2015. وقام غواصون من شــركة صافر ووحدات من البحرية التابعة للحوثيين بوقف أحدث تسرب في مايو/ أيار.

في حين يؤكد مســؤولون وخبراء من الأمم المتحدة أنه في الوقت الذي يمكن فيه للحوثيين إصلاح مواضع التســرب المحدود فليس من الواضح إلى متى يمكن أن تصمد هــذه الإصلاحات. ونبهت الرياض الشــهر الماضي إلى رؤيــة «بقعة زيت» على مســافة 50 كيلومتراً من الناقلــة في منطقة انتظار ســفن. وتقــول الأمم المتحدة إن شــرخاً كبيراً في الناقلة يمكن أن يضر بشــدة بالنظــام البيئي للبحر الأحمر ويتسبب في إغلاق ميناء الحديدة نقطة الدخول الرئيسية للواردات والمساعدات الآتية لليمن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom