Al-Quds Al-Arabi

ضغوط دولية متزايدة على السعودية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان وسجلها السيئ مع المعارضين وسجن العلماء

- الدوحة ـ «القدس العربي» من سليمان حاج إبراهيم:

تتزايد الضغوط الدولية على الســعودية وتتعــرض للحرج بســبب فضائــح نظامها وانتهاكاتـ­ـه لحقــوق الإنســان، التي دفعت مؤسســات دولية وشــخصيات إلى مقاطعة نشــاطاتها، والدفــع دون محــاولات تلميع صورتهــا الملطخة. وأصبحــت الرياض تحت مجهــر المنظمــات الأمميــة المعنيــة بحقوق الإنســان، وعدد من الهيئات التي تنظر بعين الريبة لمحاولات الرياض التموقع خارجياً.

وتقول منظمــات حقوقية دولية إن أوضاع حقــوق الإنســان وحريــة الــرأي والتعبير متردية للغاية في السعودي،. وهي انتقادات تصاعدت منــذ اغتيال الصحافي الســعودي جمــال خاشــقجي فــي قنصلية بــاده في إسطنبول، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018. وأعلنت الاستخبارا­ت الأمريكية أن ولي العهد الســعودي محمد بن ســلمان، هو المســؤول مباشــرة عن ارتكاب هذه الجريمــة. وهو ما تنفيه الرياض عادة، لكن دون اقتناع الفاعلين الدوليين.

وجاءت انتكاســة السعودية في محاولتها شــغل مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحــدة، لتعزز من هــذا الوضع الذي يواجــه ساســة الرياض. ورحبــت منظمات حقوقية بالنكســة التي لحقت بالســعودي­ة، ومحاولاتها تحســن صورتها أمــام المجتمع الدولي. وكتب نائب المديــر التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» غير الحكومية برونو

ســتاغنو، على تويتر: «وجــه مجلس حقوق الإنسان اليوم تأنيباً كبيراً إلى السعودية في ظل قيادة محمد بن سلمان» في إشارة إلى ولي عهد الســعودية. وأضاف: «هو البلد الوحيد الذي لم يُنتخب، وتجنبه غالبية أعضاء الأمم المتحدة. السعودية تجني ما تستحقه بسبب انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب التــي ترتكبها في الخارج» (إشــارة إلــى حربها فــي اليمــن(. كانت الســعودية الدولة الوحيدة التي ترشــحت لشــغل مقعد ولم يتــم انتخابها، وجمعت فقــط 90 صوتاً. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة «الديمقراطي­ة للعالم العربي الآن» ســارة ليا ويتســن: «ما لم تتبن الســعودية إصلاحات واسعة كبيرة للإفــراج عــن المعتقلين السياســيي­ن، وإنهاء حربها الرهيبة في اليمن، والسماح لمواطنيها بالمشاركة السياســية الحقيقية، فإنها ستظل منبوذة من العالم».

وقد رحبــت المنظمــة التي تمثلهــا، التي أسسها الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بالنتيجــة. وكان إقصــاء محمــد التويجري مستشار الديوان الملكي السعودي، من سباق رئاسة منظمة التجارة العالمية بعد عدم تمكنه من الفوز بدعم كاف من أعضاء المنظمة البالغ عددهم 164 أحــد مظاهر الضغط الممارس ضد الرياض.

وقبل ذلك، كان صديق خــان رئيس بلدية لندن، قد انضم إلى رؤساء بلديات نيويورك، ولوس أنجلوس، وباريس، فــي مقاطعة قمة دولية عقدت في السعودية.

وجــاءت المقاطعات وســط دعــوات من منظمات عالمية لمقاطعة الحــدث الذي يتزامن

مع حادثة مقتل خاشــقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، تضامناً معه ورفضاً لانتهاكات حقوق الإنسان. وحســب مصادر، استجاب خان، في البدايــة، لحملة المقاطعة بالقول إنه لن يحضر شخصياً، بحكم التزاماته اليومية، ولكن مع تصاعد الضغط كشــف أنه يســعى لإزالة أي غموض من خلال توجيه مســؤوليه إلى عدم الانضمام إلى الحدث.

وذكــر موقع قناة «فرانس 24» أن رئيســة بلدية باريس آن هيدالغــو، قاطعت قمة مدن مجموعة العشــرين التي نظمتها الرياض عبر تقنية الفيديو. وقال مصدر مقرب من هيدالغو إن امتناع رئيســة بلدية باريس عن المشاركة كان تعبيراً عن دعمها للناشطة لجين الهذلول المسجونة في السعودية. وقبلها، أعلن رئيس بلدية نيويورك، بيل دي بلازيو، انسحابه من القمة؛ لتزامنها مع الذكرى الســنوية لجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.

وقتل خاشــقجي فــي 2 أكتوبر/ تشــرين الأول 2018 داخــل القنصليــة الســعودية بمدينة إســطنبول، فــي قضية هــزت الرأي العام الدولــي، مع اتهامــات تنفيها الرياض بأن ولي العهد محمد بن ســلمان هو من أصدر أمر اغتياله. وفي 7 ســبتمبر/ أيلول، تراجعت محكمة ســعودية بشــكل نهائي عــن أحكام الإعدام التــي صدرت بحق مدانــن في مقتل خاشقجي، مكتفية بســجن 8 بأحكام متفاوتة بين 20 و7 و10 سنوات، وغلق مسار القضية.

ويتوقع أن تتزايــد الضغوط على نظام بن سلمان بســبب تلك التجاوزات والانتهاكا­ت المرتكبة في حق النشــطاء، وسجن أصحاب الرأي وعدد من العلماء.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom