Al-Quds Al-Arabi

كاتب سعودي: فلسطين «كذبة» والقدس لـ«بني إسرائيل»... والجزائر ترد على «عرب التطبيع»

-

قد يبدو في بعــض الأحيان من غير اللائق مناقشــة كل ما تتداوله الـ«سوشــال ميديا». هناك فعــاً الكثير من الغث، الــذي لا يجدر بنا كقــراء وكتّاب المرور عليه. لكن ماذا نفعل حيال فيديو يحظى في بعض الأحيان بمتابعات وردود أفعال أكثر من مشاهدات الأخبار على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. هل نصمت ونقول إن هذا الفيديو لا يعبرعن الواقع؟

أليس حرياً بنا أن نعترف أن الصحافة ووسائل الإعلام تراجع دورها في صياغة رأي عام، مقارنة بما تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي؟

أليس ضرورياً مناقشة ما تطرحه هذه المنصات، لأنها منحت أصواتا راديكالية مســمومة حق الظهور والتعبير عن رؤاهــا، بدون رقيب أو رادع؟

أســوق هذه المقدمة لأبرر لنفســي الحديث عن مقطع فيديو- يبدو قديما بعض الشيء - لمعلق ســعودي أثار مؤخراً الكثير من الجدل في زمن التطبيع العربي. يقول المغردون إن اســمه رواف الســعين، وبعد البحث عنه في شــبكة الانترنت تظهر روابط عديدة تؤكد أنه «كاتب» ســعودي. علماً أن لا أحد من الكتاب الســعوديي­ن المرموقين يتبعه على «تويتر» ما يثير الشــبهات حول مدى صدقيته، لكن بكل أســف هناك الكثير من الأصوات الشــعبوية العربية المؤيدة للتطبيع تهلل لترهاته وجهله بالتاريخ والسياسة.

يقول «الكاتب» في الفيديو الذي لا أنصح القراء بمشاهدته، وأعتذر ســلفاً عن المرور على بعض حديثــه هنا: «وجود إســرائيل أرحم من وجود دولة فلســطينية، تعبنا مــن كذب التاريــخ والتزوير، لقد زور الفلســطين­يون الدين والتاريخ والجغرافيـ­ـا، ولا تنخدعوا - الخطاب هنا موجه لجمهور الكاتب على الـ«سوشــال ميديا»- ليس هناك قدس ولا أقصــى، والقدس التي يعرفها الناس اليــوم هي قبل تاريخ العرب، تدعى أورشــليم بالنسبة لليهود، واســمها ايليا بالنسبة للمسيحيين، والعرب أخذوها أثناء الفتوحات». ويضيف: «أخطر ما يمكن أن يحصل هو إقامة دولة فلســطينية، الأمر الذي سيخلق نزاعات وحروبا للدول العربية. هم من دون دولة ســببوا الأذى للعالم العربي. الفلسطينيو­ن هم الأعداء وليس إسرائيل»!

نســي هذا الــذي لا يجيــد من عالــم الكتابة ســوى لغة الشــتم والعنصرية، أن الفلسطينيي­ن يحملون ذاكرة، حيث لايزال أبناء الجيل الرابع والخامس والسادس من الشــتات الفلسطيني يقولون إنهم من نابلــس، وحيفا، وصفــد، وجنين والخليل وغزة والقــدس. لا يزالون يحملون مفاتيح ورثوها عــن الآباء والأجداد وأجداد الأجداد. الذاكرة هنا وطن يمتد من البحر إلى النهر.

يقــول الكاتب الإســرائي­لي يزهار سميلانســك­ي فــي كتابه «خربة خزعة»: «اســمع.. يأتي المهاجرون، ويأخذون هــذه الأرض، وتصير جميلة. نفتح حانوتاً، ونبني مدرســة، وكنيساً. وستكون هنا أحزاب، وســنتناقش حول عدة أمور. ســنحرث الحقول ونزرعها ونحصدها. وتحيــا خزعة العبريــة! ومن ســيتصور أن خربة خزعــة كانت هنا. طردناهم وورثناهم. جئنا، أطلقنا النار، حرقنا، نسفنا، ونفينا».

في مقارنة قاســية بــن منطق رواق الســعين وبين منطــق يزهار سميلانسكي يحضر الســؤال عن أخلاقية الكاتب والكتابة. لكن مهلاً، هل حقاً يجــب التعاطي مع كاتبنا العربي على أنه «كاتب» ســعودي؟ بالطبع، ليس هناك إجابة كفيلــة بتخفيف وجعنا. فالكاتب اللغز ليس الوحيد الذي أفتى في هذه المســألة. لقد ســبقه إلى ذلك كاتب وروائي مصري تبادل الشــكر في حينه مع الســفارة الإســرائي­لية في القاهرة على تصريحاته في قناة «أون تي في» في 2017 والتي قال فيها: المسجد الموجود في القدس، ليس المســجد الأقصى، وأن القدس ليســت مكانا مقدســاً. واليهود كانوا مستقرين في فلســطين، لأنها وطنهم قبل وعد بلفور».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom