Al-Quds Al-Arabi

«تشهيرات» بندر وكورونا عريقات... تباعد سياسي أم تصفية حسابات؟

بين «حق الانتظار» وحق الرد:

- سمدار بيري يديعوت 2020/10/14

■ ليــس للأمير الســعودي بندر بن ســلطان ابن الـــ 71 عاماً، اليــوم، أي منصب رســمي. وكان في الماضي تسلم منصبين أساســيين، كرئيس المخابرات الســعودية على مدى عقد من الســنين، والسفير السعودي القديم في واشنطن على مدى 20 سنة. ابنته، ريما، سارت في أعقابه، وتشغل اليوم منصب السفيرة ـ المرأة السعودية الأولى في واشنطن.

في مفاجأة تامة، منتصف الأســبوع الماضي، خــرج الأمير بندر في سلســلة مقابلات يضرب فيها الفلســطين­يين عبر فضائية «العربية» قال: «لم تفوتوا حتى ولا فرصــة واحدة لارتــكاب الأخطاء» اتهمهم، وحاسب خطوات الفلسطينيي­ن من عهد ياســر عرفات حتــى أبو مازن. وعرض اتهاماته لإعادة احتساب المسار، والقفز إلى عربة المفاوضات مع إسرائيل «حتــى لا تخونوا شــعبكم». ويواصل فيقول إن الإســرائي­ليين والفلسطيني­ين اكتســبوا حقهــم فــي أرضهــم، ولكن الإســرائي­ليين يعرفون كيف يتصرفون، وهــا هــم حققــوا اتفاقات جديــدة مع الإمارات والبحرين. للفلسطينيي­ن أيضاً حقــوق، ولكنهم يتصرفــون على نحو ســيئ. والآن يدّعون بأن هذه الاتفاقات خيانة، والعالم يرد بتحفظ.

بعــد أن انتعــش من الخطــوة غير الأمير السعودي بندر بن سلطان المتوقعة، نشــر أبو مازن أمــراً لكل كبار رجالات السلطة الفلســطين­ية بتجاهل «تشــهيرات» الأمير بندر. ولكن صائب عريقات، المســؤول الكبير للمفاوضات مع إسرائيل، أصر على التجاهل وصرح بأنه «بعد أن تمر العاصفة، ســنحرص على الــرد على الســعوديي­ن». كما تكبد عريقات عنــاء الإيضــاح دون أن يذكر اســم الأمير بندر علــى أن «كل من يصر على إقامة اتصالات مع إســرائيل مدعو لأن يفعل ذلك، ولكن ليس على حســاب الحقوق الفلســطين­ية». «لا تشــهر بنا، ضغــط عريقــات، ونعرف مــا هو خير وصحيح لنا .»

يحرص الأميــر الســعودي على أن يذكر، وليــس بالصدفة، الانقســام­ات في أوســاط الفلســطين­يين. ولمن نسي، يذكره بمســاعدات الســعوديي­ن المالية للفلســطين­يين، والتي توقفت في العقد الأخيــر. «عندمــا طلبتم منا المســاعدة والمشــورة، يضيف بندر، كنــا دوماً إلى جانبكم، دون أن ننتظر أي مقابل. والآن، حــان الوقت لأن يعرف الفلســطين­يون بضعة حقائق أساسية أخفيت عنهم.»

مــن المهم أن نذكر بأن الســعودية لم تقفز بعد إلى عربة السلام مع إسرائيل. العلاقــات المعقــدة تجــري مــن تحت الطاولة. تحفظ الســعودية لنفسها حق الانتظــار للانتخابــ­ات الأمريكيــ­ة. إذا انتصر ترامب، ســيكون أســهل، أما مع مخططات بايــدن الغامضة، فــي القفز إلــى الاتجاه الإيراني، فــإن الوضع في الريــاض يتعقد. ومع ذلــك ليس صدفة أن اختــار الأمير بندر إجراء الحســاب العلنــي مع الفلســطين­يين الآن بالذات. فهو يحظى منذ الآن بردود فعل إعجابية في الإمارات والسعودية.

وثمة زاوية بشــعة أخــرى: بعد يوم من التراشــق بين الأمير بنــدر وصائب عريقات، يتبين أن المسؤول الفلسطيني مــرض بكورونــا. وهــو نفســه غرد بالبشــرى المريرة وروى بــأن ابنته د. ســام عريقات، بجانب سريره، القصة ليســت بســيطة: أصيب عريقــات في الماضي بنوبة قلبيــة، واجتاز قبل ثلاث ســنوات في مستشــفى فــي الولايات المتحدة زراعة رئة. وفرصه للخروج من كورونا متدنية جداً.

عرض عليه الملك عبد الله النزول في مستشــفى بالأردن فوراً. أثني عريقات علــى المبادرة ولكنه أعلن بأنه ســيبقى فــي أريحا. عندنا، مــن الأفضل ألا نعلن الفرح مثلما كان ســيعلنه هــو. لقد مثّل عريقات على مدى سنين طويلة الجانب الفلســطين­ي ولــم يكن مشــاركاً في أي عملية إرهابية. وعندمــا يكافح الخصم في سبيل حياته محظور الفرح.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom