Al-Quds Al-Arabi

مافيا لسرقة رمال الشواطئ في الهند

-

■ واشــنطن ـد ب أ:علمت سميرة عبدوللي، أن شــيئاً خاطئــاً يحدث عندما بدأ الشــاطئ في الاختفاء.

يقــع الشــاطئ المقصود في جنــوب مومباي، حيث تمتلك ســميرة وأســرتها عقــاراً وارتبطوا دائماً بامتداد الرمــال ومحيطها. لكن في أواخر التســعيني­ات من القرن الماضي، لاحظت سميرة شيئاً غريباً، وهو أن الرمال تختفي.

وقالــت لوكالــة بلومبرغ للأنباء: «إنه شــعور شــخصي للغايــة أن تــرى ذلــك يحــدث للمكان الــذي تحبه، لذلك فقد اشــتكيت لكن لم يكن أحد مستعداً لأخذ شكايتي على محمل الجد» مشيرة إلى كيف تطور بها الأمر تدريجياً لتصبح ناشطة

من أجل الرمال.

ومــا لم تكــن ســميرة تعرفه في ذلــك الوقت، لكن ســرعان ما أدركته، هو أن الشاطئ المقصود كان موقعاً لعملية تعدين رمال غير قانونية. ولم يقتصر الأمر على هذا الشــاطئ فقط. ومع تطور وعيها، بدأت سميرة تستكشـــــ­ـف مدى تفشي ســرقة الرمال مــن أجــــــل تأجيج شــهية الهند للنمو.

وتقــول، ملخصــة مــا تعلمتــه مــن ســنوات نشــاطها: «أعتقد أن )ســرقة( الرمال ربما تكون أكبــر جريمــة فردية فــي البــاد... أكبــر عملية احتيال، بســبب حجمها ببســاطة، لكــن لم يكن لدينــا أي دليل يدعم ذلك بســبب عــدم توافر أي

أرقام مطلقاً».

ولم يقتصر الأمر على شواطئ الهند فحسب، بل تتعرض قيعان الأنهار والشــواطئ في جميع أنحــاء العالــم لممارســات مماثلــة، حيــث يوثق نشــطاء وتقارير إعلامية محليــة ومنظمات غير حكوميــة لأمثلــة عــن ســرقة الرمــال وأنشــطة التعدين غير القانونية في بلدان من كمبوديا إلى المغرب. وحســب بعض التقارير، تنتشــر جرائم القتل والترهيب والتواطؤ السياسي.

وفــي 11 أيلول/ســبتمبر، أصــدر بــراكاش جافاديــكا­ر، وزيــر البيئــة الهندي الذي يشــغل أيضاً منصب وزيــر الصناعات الثقيلة في البلاد ، تحذيراً لما سماه «مافيا الرمال» في البلاد.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom