سوريا: واشنطن تعلن مسؤوليتها عن مقتل قياديين من حراس الدين» في إدلب وتنفذ عملية إنزال في دير الزور

يشــن التحالف الدولي الذي تقــوده الولايات المتحدة الأمريكية هجوماً واسعاً، على التنظيمات المصنفة ضمن قوائم الإرهاب شرق الفرات وغربه، شمال ســوريا، حيث أعلنت واشنطن مسؤوليتها عن غارة جوية نفذتها طائرة مســيرة واستهدفت اثنين من قياديي تنظيم "حراس الدين" في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، في وقت داهمت "قوات سوريا الديمقراطية" )قسد( فجر الجمعة، مدعومة بمروحيات التحالف الدولي، بلدة الصور في ريف دير الزور الشــمالي، شــرق الفرات، شمال شرقي سوريا، بحثًا عن عناصر من التنظيم، ما أسفر عن مقتل واعتقال المطلوبين.

خبــراء رجحــوا لـ"القــدس العربــي" وجود أشــخاص تراقب القيــادات المســتهدفة، وترصد تحركاتهم وتســرب مواقعهم الدقيقة لاستهدافهم. شــبكة "دير الزور 24" المعنية بأخبــار المحافظة،

ذكرت أن 4 مروحيات تابعة للتحالف الدولي نفذت بعد منتصف الليلة الماضية، عملية إنزال جوي على أحد المنازل في قرية المجيد التابعة لبلدة صور، كما مشطت القوات البرية المشــتركة لقوات التحالف وقوات "قســد" بعض المنازل فــي القرية، وفجروا أحدها. وكشف المصدر أن العملية أسفرت عن مقتل شــخص وإصابة اثنين أحدهما امــرأة، واعتقال شخص واحد، وتفجير منزل مهجور في القرية.

المرصد السوري لحقوق الانسان، ذكر أن قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بمروحيات "التحالف الدولــي" داهمــت بعــد منتصف ليــل الخميس ـ الجمعــة، منطقة في ريــف دير الزور الشــمالي، وطلبت مــن الأهالي عبــر مكبــرات الصوت عدم الخروج من المنــازل، قبل أن تبــدأ بعملية الدهم، وأســفرت العمليــة عــن اعتقال شــخص بتهمة الانتمــاء إلى تنظيم الدولة، كمــا أدت العملية إلى مقتل شــخص وإصابة زوجته وهو عنصر سابق في صفوف الفصائل المواليــة لتركيا كان يقيم في مناطق "درع الفــرات" في ريف حلب، قبل أن يعود حديثاً إلى بلدة الصور شمالي دير الزور، بالإضافة إلى استهداف مروحيات التحالف الدولي، مخزناً

للعبوات الناســفة في الوادي علــى أطراف بلدة الصور. وســبقت الإنــزال الجوي بأيــام، عملية مداهمة نفذتها قوات ســوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، بتغطيــة جوية من مروحياتها، في قرية المدينة شــرقي مدينة الشــدادي في ريف الحســكة الجنوبي، أسفرت عن اعتقال 4 أشخاص بتهمــة الانتماء إلــى تنظيم «الدولــة» واقتادتهم إلــى أماكن مجهولة. في مــوازاة ذلك، نفذ الجيش الأمريكي غارة جوية بطائرة مســيرة، الخميس، أســفرت عن مقتل اثنــن من كبــار عناصر تنظيم "القاعدة" في شمال غربي سوريا، حسب ما ذكرته قناة "فوكس نيوز" الأمريكية. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، بيث ريوردان، الجمعة، إن القــوات الأمريكيــة، نفذت في 15 من تشــرين الأول/أكتوبر ضربة ضد تنظيم القاعدة في سوريا بمحيط محافظة إدلب السورية. وأضاف ريوردان، في تصريح لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية "لا يزال التنظيم )القاعدة( في سوريا يشكل تهديداً لأمريكا وحلفائنا". ويقول مسؤولون في الجيش الأمريكي إن الضربــة نفذتهــا قيــادة العمليــات الخاصة المشــتركة في الجيــش، وأوضح مســؤولون في الجيش الأمريكي، وهي أول ضربة بطائرة مسيرة من قبل الجيش ضد تنظيم "القاعدة" في ســوريا، منذ منتصف أيلول الماضي.

وكانت طائرة مســيرة، اســتهدفت الخميس، سيارتين على طريق بلدة عرب سعيد غربي مدينة إدلب، أســفرت عن احتراق السيارتين بشكل كامل وتفحم جثث ثلاثة أشــخاص، بينهــم طفل، كانوا بداخلهمــا. ووفقاً لمصادر محلية فإن المســتهدفين هما القاضي السابق بتنظيم "حراس الدين"، "أبو ذر المصري"، إضافة إلى العضــو في التنظيم "أبو يوسف المغربي".

وجاءت العملية بعد شــهر مــن عملية اغتيال شــهدها حي القصور بمدينة إدلب، وأســفرت عن مقتــل القيادي فــي تنظيم "حراس الديــن"ـ "أبو سياف التونســي" وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

الباحث في شــؤون الجماعات الجهادية عرابي عرابي أوضــح أن تحرك التحالف الدولي شــرق الفــرات منفصل عن الحــراك في غربــه أي إدلب ومحيطهــا، "ففي غربــه تتبع الولايــات المتحدة سياستها التي تستهدف كل القيادات ذات التأثير،

أما شــرق الفرات فهــو متابعة للوضــع الميداني المعروف بأنه يتراوح بين المد والجزر تبعاً لنشاط التنظيم". وأضــاف المتحدث لـ"القــدس العربي" قبل أســبوع اعتقل التحالف الدولي، 8 عناصر من التنظيم شــرق الفــرات وهم من أفشــى عن مكان تواجد خلية تابعة للتنظيم في مدينة الصور شرق الفــرات، حيث نفــذ الأخير عملية إنــزال واغتال واعتقل المطلوبين.

التحالف يحاول قدر الإمكان أن يضبط عناصر التنظيم ويوقف نشــاطهم وهو "إلى الآن لم ينجح في هــذا الأمــر لأن نشــاط التنظيم غيــر واضح للتحالف" ووصف المتحدث نشــاط التنظيم شرق الفــرات بأنه ســائل أي أنه غيــر منضبط بمكان محدد أو آلية محددة، فهو حرب استنزاف وإخفاء الشــبكات التي تتعامــل مع التنظيــم. واعتبر أن التحرك ضد القيادات في تنظيم حراس الدين يتم بعد تقسيم التنظيم إلى ثلاث فئات "قسم قريب من الهيئة وقسم مستقل وقسم معادٍ للهيئة وعموماً هم اشخاص ذوو ميول جهادية مستعدة للمحاربة في أي بلد".

لدى التحالف الدولي قائمة أهداف تجمع القادة الذين يتمتعون بخبرات عسكرية وفكرية، ويمكن لهم أن يتنقلوا إلى خارج ســوريا، أو لديهم القدرة على التأثير في إطار إنشــاء شــبكات وتنظيمات جديدة. وأوضح المتحدث، أنه لا بد أن يكون هناك أشخاص قريبون من القيادات المستهدفة، يقومون برصــد تحركاتهــم وتســريب مواقعهــم الدقيقة لاستهدافهم، خاصة أن الكثير منهم مثل أبو يحيى الجزائري وأبو ذر المصري أعلن عن اغتيالهم مرات عدة ليتم الكشــف فيما بعد أنهــم على قيد الحياة ومتخفون في مكان ما.

وشغل "أبو ذر المصري" منصب "الشرعي العام" سابقاً، وعضو في مجلس الشــورى ضمن تنظيم "حراس الدين" وكان يشــرف على معهد شــرعي للفئــات العمرية الصغيرة ضمــن التنظيم قبل أن ينتقل إلى "مجلس الشورى".

أما "أبو يوسف المغربي" فقد شغل منصب الأمني العام لتنظيم "حراس الديــن" وكان برفقته وقتل جراء الاســتهداف ذاته، وكانا سابقاً ضمن تنظيم القاعدة، قبل أن ينضما إلى صفوف تنظيم حراس الديــن، وتربطهمــا علاقة غير جيــدة بقائد هيئة تحرير الشام وفقاً لمصادر المرصد السوري.