Al-Quds Al-Arabi

«لوبس»: هكذا سلّحت فرنسا أذربيجان رغم دعمها الآن لأرمينيا

فرنسية على تسليح الدولة القوقازية حيث الحرب مشتعلة

- باريس - «القدس العربي»:

مع أن فرنســا تعتبر أرمينيا "دولة صديقة" إلا أن ذلك لم يمنعها من إبرام صفقات أســلحة كبيرة جدا مع أذربيجان، على الرغم من الصراع العنيف بين هذين البلدين في جنوب القوقاز.

ففــي تقريــر لهــا، قالــت مجلــة "لوبس" الفرنسية، إن فرنسا التي تعد ثالث أكبر مصدّر للأسلحة في العالم، والتي يبدو أنها تميل الآن إلــى جانب أرمينيا فــي نزاع إقليــم ناغورني قره بــاغ، لم تتردد في بيع المعدات العســكرية لأذربيجان عــدو أرمينيا اللدود. ومع ذلك، فإن العلاقات بين باريــس وباكو عرفت برودة أكثر فأكثر بعــد العقود الاقتصاديـ­ـة المثيرة الموقعة بينهمــا، ومن شــأن هــذا التوتــر أن يعرض للخطر صفقة أســلحة جديدة مربحــة للغاية بالنسبة لفرنسا تتعلق ببيع ثلاث سفن حربية لأذربيجــا­ن، بمبلغ يقدر بـــ430 مليون يورو. ومن أجل تزويــد أذربيجان بهذه الســفن من Adroit نوع والتيتهدفر­ســمياًإلىحماية منشــآت التنقيب عن النفــط البحرية في بحر قزوين، ويمكنهــا تجهيزهــا بالصواريخ؛ فإن فرنسا تواجه منافســة من إسرائيل على وجه الخصوص، حيث أصبحت الدولة العبرية أكبر مورد للأسلحة إلى باكو متقدمة على موسكو.

60 من إسرائيل

فوفقــاً لمعهــد ســتوكهولم الدولــي لأبحاث % السلام، كان لإسرائيل حصة 60 من الأسلحة التــي تم تصديرها إلى أذربيجان بين عامي 2015 % و2019، مقارنــة بـــ31 لروســيا التي تزود الجيش الأرميني تقريبا بجميع عتاده العسكري.

وأضحت "لوبس" أن الانتكاســ­ات في صفقة الأســلحة الفرنســية الأخيرة مــع أذربيجان لا تعود إلى اســتئناف القتال بين باكــو ويريفان هــذا الخريــف، بــل إن الرئيــس الأذري إلهام علييف أوقف منذ نوفمبر 2018 عقد شراء السفن الفرنســية الثلاث رغم أنه كان "جاهزا للتوقيع" وذلك بســبب اســتياء الزعيم الأذربيجان­ي من – إلغاء ماكرون الذي كان في أرمينيا في تشرين الأول/أكتوبر 2018 لحضور القمة الفرانكوفو­نية –

للزيارة التــي كان المفترض أن يقــوم بها إلى باكو والتي كان من المقــرر أن يتم خلالها توقيع هــذا العقــد. بعد ذلك حــاول ماكــرون إصلاح الأمور مع الرئيس علييــف، حيث بعث الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كموفد خاص

إلى أذربيجان فــي كانــون الثاني/يناير 2019. فرغم أن الرواية الرســمية الفرنســية أكدت أن ســاركوزي كان فــي "زيارة عاديــة" لكن وكالة الأنبــاء الرســمية لأذربيجان أفادت أنــه "تفقّد أعمال البناء والتطوير الضخمة التي تم تنفيذها في باكو تحت رئاسة إلهام علييف وقد تأثر بشدة بهذه العمليات التنموية".

انعدام الشفافية عند باريس

ومضت "لوبــس" موضحة أن يريفان تمارس ضغوطــاً قوية علــى باريس وتصــر على حظر مبيعات الأســلحة الفرنســية لأذربيجان؛ فيما تدافع باريس عن نفســها فيما يتعلــق بانتهاك الحظــر الذي فرضتــه منظمة الأمــن والتعاون OSCE( فــيأوروبـ­ـا )والأممالمت­حــدةعلــى الأســلحة، ضد باكو ويريفان منذ 1992 و1993. وتتحدث فرنسا عن "نصوص للغاية وغير ملزمة قانوناً"، حيــث أوضح مدير العلاقــات الدولية والاســترا­تيجية فــي وزارة الدفاع الفرنســية، فيليب إيريرا، في شهر تشــرين الثاني/ نوفمبر 2016 أمــام لجنــة برلمانية فرنســية، أوضح أن باريــس "فهمت أن هــذه النصــوص تقيّد فقط الصادرات إلــى باكو أو يريفان مــن المواد التي يُرجح اســتخدامه­ا في النزاع فــي ناغورني قره باغ" وليس "حظرا شاملا" على تصدير الأسلحة إلى البلديــن. وعليــه، ووفقاً لهذا "التفســير" الفرنســي، فإن الشراكة الصناعية مع أذربيجان تحترم الحظر لأنها "تهدف حصريا إلى مســاعدة باكو على حماية البنى التحتية الحيوية في بحر قزوين والمساهمة في أمن الطاقة لأذربيجان".

وتوضح "لوبس" أن إحدى المشــكلات تتمثل في الافتقار إلى التفاصيل والشفافية في الرواية الفرنســية، حيث إنه من غير الواضح بالضبط ما هي الأســلحة التي تبيعها فرنسا لأذربيجان. فبدون إعطاء تفاصيل، تشــير التقارير الموجهة إلى البرلمان الفرنســي حول صادرات الأسلحة، إلى أنه فــي عامي 2015 و2016 فقط، تم تســليم معدات عسكرية من قبل فرنســا إلى أذربيجان، بقيمة إجمالية قدرها 148.2 مليون يورو.

كمــا تم في عام 2019 منــح "تراخيص" بمبلغ إجمالــي قــدره 216.4 مليون يــورو، منها 190 مليوناً لـ"معــدات مكافحة الحرائــق والإنذار". وهو رقم تحــدث عنه أيضــا نــواب برلمانيون فــي مجموعة التضامــن من أجــل الإيكولوجي­ا والديمقراط­ية، المكونة بشكل خاص من المنشقين من حركة الرئيس إيمانويل ماكرون "الجمهورية

لقطة من الدمار الذي حل باقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه

إلى الأمــام" الحاكمة؛ والذيــن طالبوا الحكومة الفرنســية، يوم الأربعاء الماضي، بـ"تعليق هذه المبيعات دون تأخير". وكتب البرلمانيو­ن في بيان أن "صادرات الأســلحة الفرنسية إلى أذربيجان مربكة وتقيد بشدة الموقف الواضح الذي اتخذته فرنسا بشأن نزاع ناغورني قره باغ".

بالإضافة إلى مشــكلة الافتقار إلى التفاصيل والشــفافي­ة في الروايــة الفرنســية، فإنه ثمة مشــكلة أخرى كمــا توضح المجلــة، وتتمثل في أن بعــض المعــدات التي من المفتــرض أن تكون للاســتخدا­م المدني، تســتخدم بالفعــل من قبل القوات الأذربيجان­ية لشــن الحرب. فقد كان من AZERSky المفترض أن يقــوم قمر المراقبــة ‪Airbus Defense‬ عالي الدقة التابع لشــركة ‪and Space‬

، والــذي تم إطلاقه في عام 2014، بمراقبــة حقول النفــط والغاز في باكو رســميا Caspian بشــكل حصري، ولكن، كما ذكــرت AzerSky News

،فــإن يقــدمخدمـ­ـاتفي مجالات الدفاع والأمن". تأرجح فرنسي ‪Le Caucase‬

فقدكشــفمو­قع فيمايو 2015 أن مجموعة عمل قد اجتمعت بالشــراكة ‪Airbus Defense and‬ مــع خبــراء مــن Space

وهي شــركة تابعة لشــركة إيرباص متخصصة في بنــاء قمر صناعــي في محطة التحكم الأرضية الرئيسية في أذربيجان.

وتم تنظيــم هذه الندوة بشــكل مشــترك بين شــركة إيرباص وممثلــي وزارات الأمن القومي أو الدفــاع أو الداخلية الأذربيجان­ية. كان الهــدف هــو "إظهــار خصائــص القمر الصناعي، والاســتخد­ام العملــي للصور في المهام العســكرية ومزايا بيانات الاستخبارا­ت الجغرافيــ­ة لضمــان التحكــم فــي العمليات العسكرية عن بُعد". باختصار، يســمح القمر الصناعي "المدني" AzerSky

لباكــو بتنفيذ عمليات عســكرية مباشــرة عن بعد ضــد الأرمن. تقــدر تكلفة AzerSky برنامــج وفقاًلوزيــرالا­تصالات الأذربيجان­ي، بـ157 مليون يورو.

ثمة أيضاً عقد آخــر تقدمه باريس على أنه "دفاعي بحت"، ســيمكن أذربيجان من شراء MBDA صواريخمــن ،وهيشــركةت­ابعة BAE ‪Systems Airbus‬ لشــركة و و Leonardo

. ويتعلــق الأمر بنظــام الدفاع SAMP T- ASTER 30- / متوسطالمدى وطويــل المدى، بالإضافــة إلى نظــام الدفاع Vertical Launch-MICA الثابــت . فأنظمة الدفــاع هذه عالية الأداء، حتى وإن لم يتــم وصفها بأنها "هجوميــة"، فإنه من خلال تحييد الصواريخ الأرمنية، يمكنها أن "تحمي" باكو، وبالتالــي تغيير ميزان القوى بشــكل كبير. وتقدر قيمــة هذا العقد بين و3 1 مليارات يورو. وخلصت مجلة "لوبــس" إلى القول إن قلب باريس يتأرجح بــن الصداقة مع أرمينيا )الجاليــة الأرمينية الكبيــرة الموجودة على أراضيها وميولها الأرمينية( من جهة؛ وحقيبة مليئة بالدولارات النفطيــة الأذربيجان­ية، من جهة أخرى.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom