Al-Quds Al-Arabi

إتمام عملية تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين بإطلاق سراح 1061 أسيراً

الحكومة تكشف عن جولة مقبلة من المفاوضات نهاية العام الجاري تضم الباقين

-

■ اليمن ـ الأناضول: اســتكمل، أمس الجمعة، إطلاق ســراح 1061 أســيراً في اليمــن، في أكبر صفقــة تبادل بين الحكومــة والحوثيين منذ اندلاع الحــرب بينهما قبل 6 أعــوام. ونفــذت العمليــة، على مدى يومــي الخميس والجمعة، برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في إطار اتفاق السويد الُموقع قبل أكثر من عامين.

وأفادت فضائية «المســيرة» الناطقة باسم الحوثيين، بوصول طائرتــن تابعتين للجنــة الدوليــة، إلى مطار صنعــاء قادمة من مدينة عــدن، وعلى متنها 200 أســير يتبعون جماعة الحوثي.

فيما أكدت مصــادر ملاحية وصــول طائرتين أخريين تابعتين للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى عدن )جنوب( قادمــة من مطار صنعــاء، الخاضع لســيطرة الحوثيين، وعلى متنها 151 أســيراً يتبعون الحكومــة اليمنية. فيما لم تصدر الحكومة اليمنية أية إفادات رســمية بشأن عدد الأســرى المحررين التابعين لها. والخميس، أُطلق سراح 710 أســرى، بينهــم 15 ســعودياً و4 ســودانيين، و470 حوثياً، و221 أسيراً يتبعون الحكومة اليمنية.

مؤشر إيجابي

وبهذا العدد، يصبح إجمالي عدد الأسرى المحررين من الجانبين 1061 أســيراً، بينهم 670 حوثياً و372 يتبعون الحكومة و19 سعودياً وسودانياً. بدورها، وصفت منظمة العفو الدولية )مقرها لندن( إتمام عملية تبادل الأســرى فــي اليمن بـ «المؤشــر الإيجابي ». وطالبــت في تغريدة عبر حســابها على «تويتــر»: «الإفراج فــوراً عن جميع الأفراد الآخريــن المحتجزين بســبب معتقداتهم النابعة من ضمائرهم أو أنشطتهم السلمية وإلغاء أحكام الإعدام بحقهم .»

ونقل بيان عن رئيســة بعثة اللجنة الدولية، كاتارينا ريتــز، قولها إن «هذه مناســبة بالغــة الأهمية في حرب حافلة بفصول من الألــم والمعاناة. أمكن لنحو ألف عائلة أن تفرح بعد لمّ شــملها بعودة أحبائها». وأضافت ريتز: «نأمل أن تضيف هــذه الخطوة طاقة للجهــود المبذولة للإفراج عن المزيد من المحتجزين في المستقبل.»

كما أكد ماجــد فضائل، العضو فــي اللجنة الحكومية

لشؤون الأسرى: «لدينا جولة قادمة من المفاوضات نهاية العام الجاري لبقية الأسرى والمختطفين لدى الحوثيين». وحســب فضائل «ستشــمل الصفقة المقبلة 4 من قيادات الدولة» مــن بينهم العميد ناصر منصور هادي، شــقيق الرئيس اليمني، عبد ربه منصــور هادي. إلى ذلك، كتب المتحدث باســم المتمردين الحوثيين، محمد عبد السلام، فــي تغريدة على تويتر: «ســنواصل النقــاش والحوار والتفاوض للإفراج عن البقيــة )...( وصولاً للإفراج عن كل الاسرى والمعتقلين».

والخميس، أعرب المبعوث الأممي إلــى اليمن، مارتن غريفيث، فــي تغريدة عبر «تويتر» عــن تطلعه إلى عقد لقاء قريب بين الحكومة والحوثيين برعاية أممية، لإطلاق سراح كل السجناء والمعتقلين على خلفية النزاع.

وأوضــح أن «عمليــة إطلاق ســراح الأســرى تمثل علامة جديدة بأن الحوار الســلمي يمكــن أن يؤدي إلى نتائــج حميدة». وشــملت عملية تبادل الأســرى إفراج الحوثيين عــن 5 صحافيين، وفق ما ذكــر مصدر حكومي يمني. وأضــاف المصدر، مفضــاً عدم ذكر اســمه كونه غير مخول للحديث مع الإعلام، أن الصحافيين الخمســة هم حســن عناب، عصام بلغيث، هيثم الشــهاب، هشام طرموم وهشام اليوسفي. وأضاف أن الصحافيين وصلوا الخميس إلى مطار سيئون في محافظة حضرموت شرقي اليمن.

الإفراج عن صحافيين

وكانت جماعة الحوثي قد حكمت بالإفراج عن خمســة الصحافيين والاكتفاء بمدة حبســهم في أبريل/ نيســان الماضــي، لكنها لم تفرج عنهم، فيمــا حكمت بالإعدام على 4 آخرين. وفي يونيو/ حزيران 2015 اختطفت الجماعة، من مقر عملهم في العاصمة صنعــاء، واتهمتهم بالتعاون مع دول العدوان، في إشارة لدول التحالف العربي بقيادة السعودية.

كما جــددت رابطة أمهــات المختطفين في عــدن )غير حكوميــة( الخميــس، المطالبــة بالإفراج عــن المعتقلين والكشف عن مصير المخفيين قســراً منذ 5 سنوات، تزامناً مع عملية تبادل الأســرى. وقالت الرابطــة، في بيان، إن «عــدد المعتقلين بلغ 41، والمخفيين قســراً 37 )ممن تطالب بالإفراج عنهم)» دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وفي مارس/ آذار 2018 أصــدرت النيابة الجزائية في عدن قراراً بالإفراج عن المعتقلين في سجن «بئر أحمد» إثر عدم ثبوت تورطهم بارتكاب أعمال جنائية.

وحســب منظمات دولية حقوقية منها «هيومن رايتس

ووتش» فــإن العديد من مرافق الاحتجاز غير الرســمية والســجون السرية توجد بعدن، وســط إجراءات أمنية تمنــع أهالــي المعتقلين من زيــارة أبنائهــم، وتكتم كبير مــن الأجهزة الأمنيــة حول أعــداد المســجوني­ن وأماكن احتجازهم.

ومنذ 2015، تقود الجارة السعودية تحالفاً عربياً ينفذ عمليات عسكرية في اليمن دعماً للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.

وخلفت الحرب المستمرة للعام السادس 112 ألف قتيل، بينهم 12 ألف مدني، وبات 80 ٪ من سكان اليمن، البالغ نحو ثلاثين مليون نســمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

 ??  ?? يمنيون يحتفلون بوصول أسرى إلى مدينة مأرب
يمنيون يحتفلون بوصول أسرى إلى مدينة مأرب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom