اشتباكات جديدة في ناغورنو قره باغ وصواريخ أرمينية تقع على ناختشيفان
تركيا تدين الهجمات الأرمينية واليونان تندد بـ«دورها» في الصراع
استمرت المعارك بين القوات الأرمينية والأذربيجانية، أمس الجمعة، حول إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه، بعد حوالي 3 أســابيع على انطلاقها. وتهدد أسوأ أعمال عنف في جنوب القوقاز منذ أن دخلت أرمينيا وأذربيجان في حرب على الجيب الجبلي في التســعينيات من القرن الماضي بحدوث كارثة إنسانية وأضرار اقتصادية هائلة، ويمكن أن تنجر إليها روسيا وتركيا.
وتبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بشن هجمات، وقالــت كل منهمــا إن تحرز انتصارات. وقال المســؤول بوزارة الدفاع الأرمينية، آرتســرون هوفهانيسيان، إن أذربيجان شــنت قصفاً مدفعياً إلى الشمال من ناغورنو قره باغ «في تجاهل تام للهدنة الإنســانية» لكنه أضاف أنه تم التصدي للقوات الأذربيجانية وتكبيدها خســائر كبيــرة. وأضافت الوزارة أن «مشــاة العــدو هربوا من ضربات جيشنا».
ونفــت وزارة الدفــاع الأذربيجانية المزاعــم قائلة إن قوات ناغورنــو قرة باغ أُجبرت علــى التقهقر بينما احتفظت القــوات الأذربيجانية بميــزة على طول خط التمــاس الذي يفصل بــن الجانبين. فــي المقابل، أعلن الرئيس الأذربيجاني، إلهــام علييف، الجمعة، تحرير 3 قرى جديدة من الاحتلال الأرميني، في الإقليم.
وقال إن الجيــش الأذربيجاني «حرر قرى هرمانجق، وأقبــولاق، وأهولّو، في مدينة «خوجاوند» من الاحتلال الأرميني. وأعلنــت وزارة الدفــاع الأذربيجانية قصف الجيش الأرمينــي بقذائف صاروخية محافظة أوردوباد بجمهورية ناختشيفان ذاتية الحكم التابعة لأذربيجان. وقالــت إن القصــف جرى صبــاح الخميــس، انطلاقاً من منطقة قوبادلي في قره باغ، مشــيرةً أنه لم يســفر عن أضــرار بصفوف المدنيــن والتجمعات الســكنية. وناختشــيفان )نَخجَوان( إقليم يتبــع أذربيجان، تبلغ مســاحته حوالي 5363 كيلومتراً مربعــاً، وهو منفصل جغرافياً عن باقي أذربيجان.
وقالــت وزارة الدفاع في الإقليم، أمس الجمعة، إن 29 جندياً قتلوا لترتفع حصيلــة القتلى بين قواتها إلى 633 منذ انــدلاع القتال مع قوات أذربيجان في 27 ســبتمبر/ أيلول. بينما أعلنــت باكو مقتل 47 مدنيــاً وإصابة 222 آخرين فــي القصف الأرمينــي على المناطق الســكنية الأذربيجانية.
وجــاء ذلك في بيــان للنيابة العامــة الأذربيجانية، الجمعة، حول الخســائر فــي صفوف المدنيــن، جراء اعتداءات أرمينيا، منذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي وحتى 16 أكتوبر/تشــرين الأول. ولفــت البيان إلــى أن 1669 منزلاً، و84 عمارة ســكنية، و301 مبنــى حكومي، باتت غير قابلة للاســتخدام بفعل القصــف الأرميني بقذائف المدفعية والصواريخ.
وأدانــت الخارجيــة التركيــة «بشــدة» الهجــوم الصاروخــي الــذي شــنته أرمينيــا علــى جمهورية ناختشــيفان، قائلةً في بيــان الجمعة: «ندين بشــدة القصــف بقذيفــة صاروخيــة نفذته القوات المســلحة الأرمينية من منطقة قوبادلي المحتلة )في إقليم قره باغ( على منطقة أوردوباد بجمهورية ناختشيفان».
وجــاء في البيان: «من الواضــح أن أرمينيا أصبحت
أكثر عدوانية مع مرور الأيام، بســبب الهزائم التي منيت بها في الأراضي المحتلة». وتابع: «الهجوم على جمهورية ناختشــيفان التي لدينا معها حدود مشتركة، هو نموذج جديد وخطير على مســاعي أرمينيا لنقــل الصراع إلى خــارج الأراضــي الأذربيجانية التي تحتلها». وشــدد البيان على ضرورة «تخلي أرمينيا عن هذه الاستفزازات الخطيرة».
وأضافــت الخارجية أن أرمينيا التــي انتهكت الهدنة الإنســانية، ترتكــب جرائم حــرب بمهاجمــة المدنيين، وتحــاول الآن نقل النــزاع إلى أبعاد أخــرى. وتابعت: «يجب على أرمينيا أن تحسب جيداً عواقب هذه الأعمال العدوانيــة» مؤكــدةً أن تضامــن تركيا مــع أذربيجان وشعبها سيبقى كاملاً على الدوام.
في المقابــل، ندد وزير الخارجيــة اليوناني، نيكوس دندياس، خــال زيارته إلــى يريفان، أمــس الجمعة، بـ«التدخل» التركي في ناغورنو قره باغ.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرميني، زهراب مناتساكانيان، إنّ «تدخل تركيا في نزاع ناغورني قره باغ يثير قلقنا».
وأضاف أنّ لأرمينيا واليونان «مشــكلة مشتركة هي تركيا» متهماً أنقرة بـ«تجاهل دعوات الاتحاد الـوروبي إلى احترام القانون الدولي».
كما أصدرت إيــران تحذيــراً لأرمينيــا وأذربيجان المجاورتين، الجمعة، بعدما أدى ســقوط عدة قذائف إلى إصابة شخص بجروح في الجانب الإيراني من الحدود. وقال المتحدث باســم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده: «في حال تكرار ســقوط القذائف، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تكون غير مبالية تجاه هذا الأمر»
وفــق ما نقل عنه موقــع الوزارة. ولــم يوضح المتحدث الجهة التي تحملها طهران مسؤولية سقوط القذائف.
وســقطت 10 قذائف في قرى فــي مقاطعة خداآفرين الحدودية الإيرانية، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح وتدميــر مبنى، وفق مــا ذكرت وكالة الأنبــاء الإيرانية الرســمية )إرنا( وتحد خداآفريــن الواقعة في محافظة أذربيجان الشرقية )التابعة لإيران( منطقة يهيمن عليها الأرمن في أذربيجان محاذيــة لناغورني قره باغ، التي شهدت معارك عنيفة اندلعت أواخر الشهر الماضي.
وفي أول أســبوع من المعارك، ســقطت قذائف هاون بشــكل متكرر عبر الحدود، أصابت إحداها طفلاً يبلغ من العمر ست ســنوات. ودفع ذلك خطيب زاده للتحذير من «عدم قبول وتحمل أي اعتداء على أرضنا من قبل أي من الأطراف المتنازعة». وتضم الجمهورية الإســامية نحو عشرة ملايين شــخص من ذوي الأصول الآذرية، ونحو 100 ألف نسمة من الأرمن.
أما وزير الخارجيــة الأمريكي، مايــك بومبيو، فقال مســاء الخميس، إن تدخل تركيا في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان زاد الخطــر في المنطقة، ودعــا مجدداً لحل الأزمة من خلال الجهود الدبلوماسية.
وقال بومبيو، فــي مقابلة مع محطة )دبليو.إس.بي( أتلانتا: «لدينا الآن الأتراك الذين تدخلوا وقاموا بتزويد أذربيجــان بالموارد مما يزيد مــن الخطر ويزيد من حدة القتال في هذا الصراع التاريخي.»
وأضــاف: «حل هذا الصــراع ينبغــي أن يكون عبر المفاوضات والمناقشــات الســلمية لا من خــال القتال وبالتأكيد ليس من خلال دخول طرف ثالث بتقديم قوته النيرانية لمكان هو بالفعل برميل بارود.»