Al-Quds Al-Arabi

الفهم الخاطئ للحريات نجم عنه مجتمع مشوه يهدد مصر بالضياع... والحكومة تجبي ضرائب من الفلاحين

أبو الأنبياء بريء من الزج باسمه لتسهيل الانقضاض على الأقصى وزهرة المدائن

- القاهرة ـ «القدس العربي» من حسام عبد البصير:

مثلت تســريبات وثائــق هيلاري كلينتــون حلا ســحريا للعديد من الكتّاب الذيــن يعانون من نضوب في الأفكار، أو يبحثون عن مناســبة للهجــوم علــى الإخــوان والإدارة الأمريكـــ­ـــــية، إذ زخــــــرت صحف الجمعــة 16 أكتوبر/تشــرين الأول بهجــوم واســع طــال العديــد مــن الأطراف وفي القلب منها الجماعــة، وإدارة أوباما ومن والاهما، بينما حرص عدد من الكتّاب على التعرض لتلك الرسائل بحيادية ونقد علمي لمحتواها.

فــي صحف الجمعــة كذلك مــا زال الاتفــاق الإســرائي­لي الإماراتي البحريني برعاية أمريكية، الذي مثل حلقة أخرى في ســجل الخيانات الموجهة للقضية الفلسطينية، يثير مرارات وخيبات لا تنتهي. الكثير من رجال الدين غير المعنيين بالسياســة وحيلها، وكذلك العديد من الكتاب يرون، بحسب شهاداتهم التي يطلقونها من باب التبرؤ إلى الله ونصرة أبــو الأنبياء إبراهيم، عليه الســام، الــذي زج باســمه لتمرير الجريمة الخليجيــة لخداع الجماهير العربية، وتأمين الهرولة لتل أبيب في مأمن من المســاءلة، عندما تــدور عجلة التاريخ. من جهة أخــرى قال الدكتور طارق توفيق، نائب وزير الصحة والســكان لشــؤون السكان، إن مصر

ليته يقرأ

حرص الدكتــور ناجح إبراهيم في «المصري اليــوم» على أن يرد على طعن الرئيس الفرنســي في الإســام من خلال طرح رأي مفكري فرنسا: «لعل ماكرون لــم يقرأ ما كتبه الفيلســوف الفرنســي روجيه غارودي: «الإســام دين يتباهى بــه الكون كله، لأنــه منهج الله القــويم، والنور المبين والمخــرج الحقيقي من الظلمات إلى النور». الإســام تجارة رابحة حملها بعض التجار الفاشــلين فأســاءوا إلى تجارتهــم، وقضية عادلة ترافع عنها محامون فشــلة، فخلط ماكــرون وأمثاله عامدين بين القضية العادلة، ومحاميها الفاشــلين، هــو يعلم الفرق بين الأمريــن، لكنه يصر على خلط الأوراق. إننا نريد فقط من الرئيس الفرنســي أن يطالع ما قاله كبار المفكرين الفرنســيي­ن الكبار عن الإسلام، ليعرف ما هو الإسلام حقا، ويفــرق ثانيا بين هذا الديــن العظيم وتصرفات بعض المســلمين، الذين أساءوا لدينهم وأوطانهم، وهل نستطيع أن نحمّل رسالة المسيح السمحة النقية الطاهرة قتل الفرنســيي­ن لمليون مواطن جزائري، أو احتلالها لبلاد المسلمين بالقهر والسلاح، أو قتلها لآلاف المصريين أثناء الاحتلال الفرنسي لمصر، ودخولها الجامع الأزهر بخيولها وجيشــها؟. وسأل الكاتب: أليس الاحتلال الفرنســي هو الذي ســرق ثروات عشــرات الأمم، وتآمر على اللســان العربي، وارتكب عشــرات المذابح التي يندى لها الجبين؟ وهل ربط أحد بين هذه الجرائم العنصرية ورســالة المسيح السمحة؟ الإسلام هو نور الله الذي بشّر به الأنبياء والمرسلون، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولعل إسلام الرهينة الفرنسية صوفي آخر دليل على ذلك، التي سمت نفسها باسم مريم».

جاهل ومتغطرس

تابع الدكتور ناجح إبراهيم، رده على ماكرون قائلا: «الإسلام هو الذي أعلى ذكر مريم والمســيح وذكرهما في قرآنه الكريم عشرات المرات، بأكثر من ذِكر نبى الإسلام محمد وأصحابه. الإسلام هو الذي أثنى وعرّف الكون كله بأنبياء بني إســرائيل موسى وهارون وداوود وسليمان، إلخ، بل إن ذِكر سيدنا موسى في القرآن أكثر من ذكر محمد عشرات المرات، إنه الوفاء للآخــر. على الرئيس ماكرون أن يطالع فقط ما قاله الفيلســوف والمؤرخ الفرنسي هنري بولا نفلييه في كتابه «حياة محمد»: «كان محمد أداة الله التي قضى بها على العبادة الباطلة، وأحلّ محلها العبادة الحقة، ولولاه ما عرف أحد الله ومجده كما يليق به» أو يطالع ما قاله الفيلسوف الفرنسي وولتر: «إن الســن التي أتى بها النبي محمد كانت قاهرة للنفس ومهذبة لها، وجمالها جلب للدين الإسلامي غاية الإعجاب ومنتهى الإجلال، ولهذا أســلمت شــعوب عديدة من أمم الأرض حتى زنوج افريقيا وسكان جزر المحيط الهندي» أو يراجع ما قاله الفيلســوف الفرنسي غوستاف لوبون: «إن محمدا ظهــر بمظهر الحكيم العظيــم والرحابة الفســيحة إزاء غير المســلمين، وحرر بلادا واســعة من الروم والفرس وترك أهلها في طليعة الأمم». ويردف: «إذا ما قيســت قيمة الرجال بجليل أعمالهم، كان محمدا من أعظــم من عرفهم التاريــخ، فقد كان يقابل ضــروب الأذى والتعذيب بســعة الصدر، وكان صبورا قادرا على احتمال المشاق، ثابتا بعيد الهمة لين الطبع وديعا وكان عظيم الفطنة».

يكذبون كما يتنفسون

حرص يوســف القعيد فــي «الأخبار» علــى الدفاع عن مفتــي الديار المصرية الدكتور شــوقي عــام: «كان المفتي يتحدث حــول تصريحات الرئيس الفرنســي إيمانويل ماكــرون. وزيادة الإســاموف­وبيا في بلاد الغرب. وزعموا كذبــا وتضليلا أن المفتي قال، إن نصف مســلمي الغرب الذين يعيشــون في أوروبــا من الدواعش. مــع أن الرجل صرح بصريح العبارة وقال، إن دار الإفتاء تدرس وتتابع المراكز الإســامية في الغرب، وإن ما يقولونه صورة مغلوطة، ولأن الإســام بريء من هذه الاتهامات والمســلمي­ن أيضا، فإن دار الإفتاء أصدرت بيانــا ترد فيه على هذا الكذب، الــذي تعدى كل حدود القــدرة على الافتراء والادعــاء. وأثبتت بالدليل القاطع أن المفتي لم يقل هذا الكلام لا جملة ولا تفصيلا، بل إنه يهتم بشكل خاص، ودار الإفتاء تبذل الكثير من الجهد على ترســيخ مســألة اندماج المسلمين في الغرب.

ودفع جهــــــود العيــــش الســلمي في مجتمعاتهم، مشيرة إلى أن تصحيــح الصورة المغلوطة عن الإســام في الغرب يحتــاج إلى مجهود دعوي كبير، خاصــة أن كل عمــل إرهابي يحدث هناك تتم نســبته إلى الإســام والمســلمي­ن، حتى إن كان هذا الكلام يجافي الحقيقة. وهذا إفك وزور وبهتان.

هل ســنضيف شــيئا جديدا عن اســتغلال كل ما يُقال وتحميله أكثر مما يُحتمل؟ وبالذات ما يخرج من القاهرة. وبرموز إســامية لا شــك في نزاهتها وموضوعيتها وجهدها في ســبيل خدمة الدعوة الإسلامية، إنهم لا يســتغلونه فقط، بل يحمّلونه أكثر مما يحتمل مــن نواياهم وأهدافهم الشــريرة التي لا يمكن القول إنها جديدة. الجديــد فقط هو تنوعها. لماذا تجاهلــوا ما قاله المفتي من أن الوجود الإســامي في الغرب ليس وجودا طارئــا؟ كما أنــه لن يكون اســتثنائي­ا، ومــن الصعب وصف المســلمين بالجاليات المهاجرة التي لا تلبث أن تعود إلى بلادها. لماذا لا يقولون إنهم أصبحوا جزءا من النسيج الاجتماعي لسكان كل تلك البلدان؟».

ظاهرة عالمية

يعلم ماكرون والكلام لسيد علي في «الأهرام» أن الإنسانية كلها تعيش أزمة.. فرنســا تعيش أزمة.. وأوروبا تعيش أزمة.. وأمريكا تعيش أزمة.. فلــو لدى قادة العالم - وهو منهم - حل لأزمات الإنســاني­ة لما كنا نعيش كل هــذه العذابات، لكنه بمنطق طائفي راح يــزج بالأديان، وهو يعلم أن الكل يحارب باسم الرب، أمريكا تحارب باســم الرب، وإسرائيل تحارب بالتوراة، وروســيا تحارب بالإنجيــل، ثم يتهمون الإســام بالإرهاب. فعلى الرغــم مما رأيناه من أبشــع الجرائم التي قامت ضد الإســام، إلا أنها لم تحســب إلى اليوم من ضمن الإرهاب، ولا أحد يستطيع تجريمها، خلال التاريخ من العصور الوسطى إلى الإصلاحات الدينية، ثم الحروب الصليبية والحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الباردة، والحرب على فلســطين التــي تم تهجير 7 ملايين فلســطيني من أرضهــم. واليوم يجري علينا مــا جرى على فلســطين والعراق، متمثلا في شــبح ضخم وجديد، وبصــورة واضحة ألا وهــو الحرب على الإســام؛ فيما يعرف بالإسلاموف­وبيا، فعندما تكلم الأمريكي دانيال بايبس أو الإيطالية أوريانا فالاتشــي عن مستقبل أوروبا في ظل التمدد الإسلامي، كانا ـ بغض النظر عن دوافعهما الطائفيــة ـ يتكلمان في ملف يتجاوز فــي خطورته ـ «أمن العالم الغربي» إلى ما هو أكثر كارثية بالنســبة له هو: هويته ومستقبل وجوده من أصله. تحتل رقــم 62 عالميا في معــدل الخصوبة، موضحــا أن إجمالي معدل الخصوبــة 3 أطفال لكل ســيدة. وأشــار نائب وزير الصحة والســكان لشــؤون الســكان، إلى أن الدول التي يوجد فيها معدل خصوبة عالية هــي الدول الموجودة في الصحــراء، لافتا إلى أنه يتم حســاب الزيادة السكانية في نهاية العام، موضحا أن مصر تزيد بحوالي 2٪ سنويا. وأوضح توفيق، أن الاســترات­يجية القومية للسكان تهدف إلى أن يكون عدد ســكان مصــر حوالي 111 مليون مواطن، مشــيرا إلــى أنه في عام 2100 قد يصل عدد السكان إلى 300 مليون.

ومــن أخبار الوســط الفني نفــت الفنانــة رانيا محمود ياســن، أن والدهــا الفنــان الراحل محمود ياســن كان مصابا بمــرض الزهايمر، كما يتــم تداوله، مؤكــدة أنه كان يتذكــر كل أصدقائــه ومحبيه، حتى آخر أيامه، مشــددة على أنه كان حريصا على ضبط اللغة العربية وهو يتحدث. ومن صفحات الحــوادث تلقى اللواء محمد أبوالمجد مدير أمن قنا، إخطارا بقيام عاطل بتســليم نفسه للشرطة بعد قيامه بقتل سيدة، وادعي المتهم أمام الشــرطة، أنه قام بقتل الســيدة لقيامها بعمل سحر له، حســب اعترافاته في قسم الشــرطة. وتم عرض المتهم علي النيابة؛ التي قــررت تكثيف التحريات عــن الواقعة؛ والتحفظ عليــه، مع إجراء الكشف الطبي لمعرفة قواه العقلية والنفسية.

الغرب مؤسس الإرهاب

تابع ســيد علي رأيه قائلا: «أما بايبس ورالف بيتر ومايك ستاين فهم مفكرون أمريكيون، لكنهم يعتبرون سقوط أوروبا في يد المسلمين، كارثة أمنية على أمريكا نفســها، لاســيما وأن ثمة وعيا بأن الســقوط سيكون ســلميا، من خلال التغيير التراكمي لهوية أوروبا المســيحية، إذ يخشى الأمريكيون استنســاخ نموذج «أســلمة الغرب» في بلادهــم، التي بات الإسلام أحد أكبر همومها الداخلية. هناك قلق وهاجس على هذه الهوية، يبدو واضحا في الســيناري­وهات المبالغ فيها مــن قبل المفكرين الغربيين، بشأن مستقبل «الهوية المسيحية» لبلادهم، بلغت حد التحريض الصريح بإثارة الفزع بين الأوروبيين أنفســهم كما يفعل بايبس بتوقعه أن تخضع أوروبــا لـ«الحكم الإســامي» أو إلى «ولاية إســامية» علــى حد تعبير أوريانا فالاتشــي. وفي الوقت نفسه يســكتون على المنظمات الإرهابية، وتتعدد الأســماء ومصطلحات «المســيحية الصهيونية» منها: الأُصولية اليمينية، والألفية التدبيرية، والإنجيلية المتشددة، وتتبعها كنائس وفرق عديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها، أبرزها شــهود يهوه، والطائفة البيوريتان­ية، والحركة المونتانية، ومؤتمر القيادة المسيحية الوطنية من أجل إسرائيل، وفرقة المجيئيين، والسبتيون. ومئات المنظمات التي تتمتع برعاية وحصانة الدول الكبرى، وتكفي أكذوبة معاداة الســامية المشهرة في وجه الانتقاد للصهيونيــ­ة العالمية إنه النفــاق والجهل والكيل بعدة موازين».

هيلاري تعرف أكثر

لا يمكن لمحلل أو مراقب أن يتجاهل، كما أشار أكرم القصاص في «اليوم الســابع» تفاصيل الوثائــق والمعلومات التي وردت في ما تم نشــره من البريــد الإلكتروني لهيلاري كلينتــون، وحجم مــا تتضمنه الإيميلات، وهي بمثابة جرائم متعددة الاتجاهات، وليست مجرد سياسات خارجية للولايات المتحدة، ولم تكن شعارات دعم الديمقراطي­ة ومساندة الشعوب إلا ادعاءات، ســبق تجريب نتائجها في العراق، والاتجــاه إلى التفكيك والتقســيم وصناعة الصراع والحروب بالوكالة. واللافت أن الشعارات كانت هي نفســها التي رفعها الجمهوريون وجورج دبليو بوش، ثم رفعها الديمقراطي­ــون، وأوباما وهيــاري، وكلاهما تحالفا مع أكثــر التيارات تطرفا، بل إرهابا، وليــس مع التيارات الديمقراطي­ــة، بل تطبيق نظرية التوظيف والاســتعم­ال لهذه التيارات من أجل تحقيــق الأهداف. وثائق بريد هيلاري كلينتون، كاشــفة لتفاصيل كثيرة وتقاطعات، وهي بلا شك تكشف عن أســباب تركيز الدعم والأضواء على ناشطين بعينهم، بل ربما كان التركيــز أكثر على الأكثر ســطحية، من بين الناشــطين، في حين كان الهدف هو اســتعمال هؤلاء لتمهيد الأرض لتيارات الإخوان والتنظيمات المتطرفة. وإذا كانــت الوثائق تنفي أن تكون الولايــات المتحدة أو إدارة أوبامــا لها أي دور في صناعــة الربيع العربي، فــإن إدارة أوباما لم تكن مهتمة بدعــم الديمقراطي­ة مثلما أعلنــت، لكنهــا أرادت توظيفها لصالح فوضى وإعادة ترسيم لمنطقة الشــرق الأوسط، ولهذا يقع بعض المحللين في مأزق الســطحية والتســطيح، عندما يحاولون التقليــل من أثر هذه التفاصيل والوثائــق، على فهم ما جرى. بعض المحللين ممن يحســبون أنفسهم على قوى التغيير وقعوا في حيرة، وحاول بعضهم نفي أي علاقة مع ما أعلن من تمويلات وعلاقات، أو التركيز على أن الإدارة الأمريكية لم تصنع الحــدث، وإن كانت حاولت ركوبه، وهــؤلاء يحاولون الدفاع عن مواقفهم، ونفي أنهم كانوا مجرد أدوات أو مطايا حاولت الولايات المتحدة توظيفهم.

بؤساء بحكم الواقع

أجاب محمد عبد الشــفيع عيسى على الســؤال الذي يشغل الكثيرين في «الشــروق»: «ماذا لدى العــرب من جدول أعمالهم؟ عــدا عن الموقف القومي الحقيقي الداعي إلى «استرداد فلسطين السليبة» في حدود الممكن والضروري زمنيا وموضوعيا، وكذا عدم التنازل عن الحقوق الأساســية العربية ـ الفلســطين­ية مهما طال الزمن، فإن مــن المهم طرح جملة مطالب أساســية، يمكن أن يتقبلها ما يســمى «المجتمع الدولي» التأكيد على حق العودة للشعب الفلسطيني )اللاجئين وفي الشتات( مقابل )حق العودة اليهودي( غير الشــرعي، مع ما يترتب على ذلك مــن تقديم التعويضات اللازمــة في حال تعــذر العودة، إقامــة دولة فلســطينية كاملة الحقوق السيادية للشــعب العربي الفلســطين­ي، بما في ذلك تكوين جيش كامل العدة والعتاد.

وكذلك التوقف تماما عن جميع الممارسات التي تخل بالموقف القانوني الثابت تاريخيا للمســجد الأقصى، بما في ذلك أعمال الحفر والتنقيب في جميع أماكن العبادة للمسلمين والمسيحيين في القدس والحرم الإبراهيمي وبيت لحم وما حولها، وغيرهــا. ويرتبط بذلك إبطال المزاعم الصهيونية حول أي حقوق في حرم المسجد الأقصى، بشأن ما يسمونه «جبل الهيكل» وغيــره. والرجوع إلى قــرارات الأمم المتحدة، وفي الحــد الأدنى الإقرار بكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة. إبطال جميع أعمال الاســتيطا­ن في الضفة الغربية والقدس ومــا حولها، وإزالة جدار الفصل العنصري الذي ثبت عدم شــرعيته، كذلــك ربط إقامة أي علاقات )طبيعية( للحكومات العربية مع الكيان الإســرائي­لي بالعمل ـ كحد أدنى ـ على الاعتراف القانوني بحدود «التقســيم» التي رســمها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 نوفمبر/تشــرين الثاني عام 1947 بإنهاء الانتداب البريطاني على فلســطين، وإقامــة دولتين عربية ويهودية مع نظام خاص للوصاية الدولية للقدس وبيت لحم، وبالإضافة إلى ما ســبق، فإنه يمكن، ويجب، القيام بخطــوات، ولو كانت ذات طابع انتقالي، علــى طريق بناء جدول الأعمال العربي الفلســطين­ي الحقيقي، مقابــل «أجنــدة» الصهيونية الأصولية فــي إســرائيل وخارجها، على النقيض مما يجــرى الترويج له من لدن البعــض راهنا حول «التطبيع» العربــي مع الكيان الإســرائي­لي وحول تبــادل العلاقات الدبلوماسـ­ـية والتعاون الاقتصادي .»

خلطة إماراتية

تابع محمد عبد الشــفيع عيســى: «في مقدمة الخطــوات الضرورية في هذا الســياق، ممارســة أقصى درجــات الضغط على كيــان الفصل العنصري الإسرائيلي، القائم أيديولوجــ­ــــيا على ما يســــمى «قانون القومية» الصادر كقانون أساســى من الكنيســت بتاريخ 19 يوليو/تموز 2018 الذي يعرّف إسرائيل )دولة قومية للشــعب اليهودي( القائم، ذلك الكيان، سياســيا على قمع حق الشــعب الفلســطين­ي فــي تقرير المصير القومــي، والقائم اجتماعيا وديموغرافي­ا على محاولة )شــطب( الوجود الفلســطين­ي، البشــري والجغرافي، بفعل الاســتيطا­ن والتمييز وجدار الفصل العنصــري بعد أن تم ابتلاع نحو 78٪ من فلســطين التاريخية. اتفاق أبراهــام أو التوظيف السياســى الفج للرمزية الدينية! الشــيء بالشيء يذكر، فإنه ارتباطا بما ســبق ذكره، تم تنظيم احتفال بالتطبيع بين إسرائيل وكل من دولة الإمارات والبحرين برعاية ترامب تحت شعار )اتفاق إبراهــام( للإيحاء بصلة الانتســاب المزدوجة لكل من الإســام واليهوديــ­ة ـ بل المســيحية أيضا ـ إلــى «أب» أو نبي مشــترك. فما صلة إبراهام )إبراهيم( بالديانات الثلاثة التــي يطلق عليها البعض حتى في شــطر من التراث العربي الإســامي «الديانات الإبراهيمي­ة» ربما بتأثير من تغلغل «الإســرائي­ليات» في بعض من هذا التراث، كما هو مسجل لدى العديد من الباحثين؟ وأين تلك السمة )الإبراهيمي­ة( المشترَكة المدعاة لدى ثلاثة ديانات، ليس بينها ما يشــي بوحدة تامة فــي المعتقد الأصولي، أو بالمشــارك­ة في الأصل «البشري» (أو الدم، تجاوزا(؟ إنه في الحق لونٌ من التوظيف السياســي )الفج( للرمزية الدينية، الذي تقوم به فئة سياسية واجتماعية من بين ألوان الطيف لدى بعض مــن أبناء الديانة اليهودية، ومن أبناء الديانة المسيحية، بل ومن بعض أبناء الديانة الإسلامية أيضا ومن العرب .»

لا ظلم مع الأمن

انتهى فاروق جويدة في «الأهرام» إلى أن الإيمان لا يجتمع مع الظلم.. ولا يجتمع الحب مع الخداع.. ولا يجتمع الصدق مع الخيانة..لا يمكن أبدا أن يقبل قلــب المؤمن أن يكون ظالما.. والإيمان ليس فقط الصلاة والصيام والحج، لكن الإيمان أسلوب حياة ألا تعتدى على حقوق أحد، أو أن تحرم إنســانا من حق أو مكانة. إن للإيمــان أبوابا كثيرة تبــدأ بصفاء القلب، وتنتهي بكلمة حــق. وللظلم أيضا أبوابا كثيرة تبدأ بالبطش وتنتهي عند الإهانة. والإيمان أقرب طريق لراحة البال، وقد يسخر البعض ويستخف بكلمة راحة البال.. واليقين هو راحة البال، أن تنام راضيا قانعا مسلما كل أمورك للــه. أما الظلم فهو لا يعرف طريقا للامــان. إن الظالم لا ينام وهو يخاف من كل الأشــياء، انه يخاف الموت ويخشــى المرض ورغم جبروته يخاف حســاب الله، إنه لا يرتاح في نومــه، لأن الضحايا يطاردونه في كل مكان.. أما الحــب فهو أرقى ما خلق الله في الأرض، وهو أغلى ما عرف الإنسان، والحب ليس الغناء الجميل والمشاعر الصادقة.. إن دعوات الأم ورضا الأب ورحمــة الجيران وعدالة الحاكم، وصــدق الضمير، والكلمة الطيبة وابتسامة الطفل، والإخلاص في العمل، وإنصاف المظلوم وحساب الظالم هذا هو الحب.. ومن صدق في حبه لا يعرف الخداع في مواقفه. إن مشاعر الحب تضيء والخداع يضلل كل الأشياء، وحين يوجد الحب تهرب أشباح الظلم والخداع. أما الخيانة فهي تدمر كل الأشياء إنها أخطر أعداء الحب وهي اقرب الطرق للظلم والخداع، وحين تبدو حشــود الخيانة فلا حب ولا عدل ولا أمانة.

انحطاط أخلاقي

ماذا حــدث للمصريين؟ أجاب ســامي صبري في «الوفــد»: «ضاعت أخلاقهم وانحدرت قيمهم، وباتت لغة الشــارع هي المتحكمة قولا وفعلا.. في المدرســة والجامعة والعمل، وفي كل مــكان، البعض يرى أن الظروف الاقتصادية الضاغطة هي الســبب، وآخرون يتهمون البيت والمدرســة، أما الغالبية العظمى، وأنا منهم فيعتبرون أن الســبب الرئيسي هو غياب القدوة وفقدان الثقة والأمل في الغد، إضافة إلى النت )وســائل التواصل الاجتماعي( ثم التلفزيون )الفضائيات وبرامج التوك شــو(. الخطير في هــذا المرض الاجتماعي الجديد، أنه لم يعــد قاصرا على الجهلاء والأميين والمتســرب­ين من التعليم، وناقصــي الوعي، وأنصــاف المتعلمين، وإنما طــال الفئات المتعلمة والمثقفة، بل وصل لحاملي الماجســتي­ر والدكتوراه، وغيرهــم ممن يفترض أن يكونوا قدوة لغيرهــم. وتحول هذا المرض إلى ظاهرة تحتاج إلى دراســة عاجلــة من المختصين. فأينمــا ذهبت لقضاء أي مصلحة في أي إدارة أو مؤسســة، أو حتى دخلت مســرحا أو سينما، تطــاردك ألفاظ ما أنزل الله بها من ســلطان، ســواء كانــت من الموظف نفسه، أو من الجمهور، وســرعان ما يتحول الاشتباك اللفظي إلى خناقة ومعركة، لا تخلــو من الدماء، والغريب أن كل ذلك يحدث، ولا أحد يتدخل لفض الخناقة، وإنما تجد الجميع في مشــهد المتفرج الصامت، يستمتعون بالخناقة، التي غالبا ما تكون تنفيســا وتفريغا لما يعاني منه الطرفان من ضغوط نفسية وعصبية».

حتى ننجو

هذا الجو غير الطبيعي، كما أشــار سامي صبري في مقاله: «لا يمكن أن يكون مناسبا أبدا للعطاء، ويترك بمرور الوقت فلسفة معينة في التعامل مع الآخريــن، لا تخلو من البلطجة وفرض الســيطرة، حتى لو كان الأمر تافها ولا يســتحق كل هذه الانفعالات، ويصبح لســان حــال الجميع أنا ومن بعدي الطوفان، وبــدا ذلك واضحا الآن في تعامل التلاميذ والطلاب مع بعضهم بعضا، بل بين الإخـــــو­ة الأشقاء، فقد يشــتبك الأخ مع أخيه ويسيل دمــــه بســـــبب فتاة أو مئة جنيه، وقد يضرب بائع خضار أو فاكهــة زبونا بالميزان لمجرد أنــه اتهمه بالمغالاة، وربمــا يتجاوز الطالب الجامعي حدوده، ويشــتبك مع أســتاذه في قاعــة المحاضرات، لمجرد أن أســتاذه يأمره بالانضبــا­ط، وغيرها من الســلوكيا­ت التي تؤكد خروج الشعب المصري بكل فئاته وطبقاته على حدود المعقـــــ­ـول، فلم يعد كل منا لديه أي اســتعداد لتحمل الآخر، وأصبح كل منا فيلسوفا عن جهالة، وبإبــراز العضلات. هذه الحالة الكارثية من الانحطاط الأخلاقي ســببها الرئيســي غياب القــدوة، الذي بات واقعــا بعد ثــورة 25 يناير/كانون الثانــي، بفعل الفهم الخاطــئ للحريات. وللخروج من هــذه الحالة لا بد مــن العودة إلى الجذور والقيم الأصيلة، والأخــاق النبيلة، فالحرية لها مســؤوليات وواجبات، وعمرها ما كانت )قلة أدب( أو )تعلية صوت( أو عــدم احترام للكبير، وعمرها ما كانت طول لســان ولا بلطجة يد. إن هذا )الحال المايل( لو استمر هكذا لســنوات أخرى مقبلة، فسنقول على مصر الســام، ومهما حدث من تطور أو إنجاز، لن تكون له قيمة أو نتيجة، لأنه ولــد منزوع الأخلاق، في مجتمع مشــوه، لم يعد يفهــم معناها ولا يدرك قيمتها ولا يعي مبادئها».

نظام الري

يــرى علاء عريبي فــي «الوفد»: «إن نســبة 5٪ كفائــدة على تكلفة تحويل الفلاح لنظام الري في أرضه مــن الري بالغمر إلى الري الحديث، حســب البروتوكول الذي وضعته وزارة الري مــع البنك الأهلي والبنك الزراعي، هي نســبة كبيرة ومبالغ فيها، لأن تكلفة تحويل الفدان، حسب تصريحات بعض المسؤولين في الري، تقدر بحوالي 8 آلاف جنيه، يضاف إليه مبلغ صيانــة المنظومة ســنويا، أو مع كل زراعة، وهــو ما يعني أن الفلاح ســيتحمل قيمة التحويل بالفائدة، وقيمة الصيانة، وهذه التكلفة من المؤكد أنه سيضيفها لسعر المحصول، وبالتالي سيتحملها المواطن بعد تدخل التاجر، وقد سبق وطالبنا الحكومة من هنا بتركيب منظومات الري الحديثة في أراضي المزارعين، وتقســيط قيمتها على عدة ســنوات بدون فوائد، لكي لا يشــعر الفلاح بأنه يتحمل عبئا ثقيــا على كاهله، خاصة أنه ســوف يتحمل ســنويا تكلفة صيانة منظومة الري، صحيح ترشــيد ميــاه الري من الأهداف الوطنية التي يجب أن يقدم عليها المزارعون، لكن معظم المزارعين المصريين على باب الله، وأغلب حيازتهم صغيرة، وبالكاد منتجاتها تكفيه هو وأسرته، فلماذا يفكر في تركيب منظومة ري لا يفهمها، وسوف تكلفه في ما بعد قيمة صيانتها.

منظومة الــري الحديثة ثلاثة أنواع: الــري بالتنقيط، والري بالرش، والري بالفقاعات، والأراضي الطينيــة القديمة تروى معظمها أو جميعها بنظــام الغمر، وهــذا النظام يســتهلك كميــات كبيرة من الميــاه، تفوق احتياجات الأرض والمحصول، إضافة إلى زراعة بعض المحاصيل الشرهة للمياه. مســاحة الأراضي المزروعة فــي الوادي والمناطــق الصحراوية حوالى 3.8 مليون فدان، تستهلك 80٪ من موارد مصر المائية، حوالي 63 مليار متر مكعب، وهي نسبة كبيرة جدا بالإمكان ترشيدها. وموارد مصر المائيــة تقدر بحوالي 60 مليار متر مكعــب، 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيــل، ومليار و300 مليون متر مكعب من الأمطار، و2 مليار متر مكعب من المياه الجوفية».

عقاب وثواب

بعد أن صار هناك «محمول لكل مصــري» اقترح عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» فرض رسم اســتخدام بواقع نصف جنيه على كل مكالمة تليفونية يجريها حامل هذا المحمــول؟ تابع الكاتب: أيضا نفرض ضريبة دخــول أي صاحب محمول على إحدى الألعاب التي يقدمها المحمول- وما أكثرها- وأيضا عند طلب أي خدمة من المحمول.. بعد أن شــاع أن الجانب الأكبر لهذا المحمول هو تلك الخدمات التي يقدمها.. وما أكثرها.. وأكاد أقول إن إجمالي هذه العائدات يصل إلى مليارات الجنيهات سنويا، تساهم في ما تنفقه الدولة على تلك المشــروعا­ت العظيمة، التي تحاول تنفيذها بهمة ونشــاط عظيمين.. لعل ذلك يعوض الوطن ما ضاع خلال بعض سنوات الضياع.

وأتذكر هنا كيف أن محمد علي باشــا الكبير احتكر لنفســه أو للدولة استيراد وتجارة الدخان.. بل منع زراعته في مصر حتى لا يتهرّب زارعوه من ســداد هذه الضريبة، وأعتقــد أن الدولة ما زالــت تحتكر، ليس فقط استيراد الدخان، بل صناعة السجائر.. وبالمناسبة أرباح الدولة من هذه العملية هي الأكبر في أي نشــاط صناعي أو اقتصادي.. بل أتذكر أيضا أن الصحافي الكبير أحمد الصاوي محمد كتب عن ذلك وقال، أيام تأميم ناصر لقناة الســويس، إن إيراد صناعة الســجائر أكبر من إيراد هذه القناة.. وكان عقابه عظيما يوم كتب ذلك.

ونقول إن محمد علي بحكم نشــأته الأولــى، وهو في اليونان، قبل أن يجيء إلى مصر مع فرقته الألبانية، ليساهم في طرد قوات بونابرت، كان تاجرا للدخان. واشــار الكاتب إلى أن هدفه مما اقترحه هو المحافظة على العلاقات العائلية، بعد أن كادت العائلات تنســى ذلك، وهي تجري وراء ما يقدمه هذا التليفون المحمول من إغراءات وتســالٍ، ومعلومات بعضها خاطئ.

بسبب جمالها والترامادو­ل

جريمة بشــعة شهدتها مدينة الإســماعي­لية اهتمت بها «الوطن» حيث أقــدم 4 مجرمين على اغتصــاب امرأة أمــام زوجها في المقابــر. الواقعة بدأت ببلاغ من شــاب في العقد الثاني من العمــر، يفيد بتعرض زوجته للاغتصاب تحت تهديد الأسلحة البيضاء من 4 أشخاص مجهولين، داخل منطقة المقابر. وتبين أن المجني عليها، 25 ســنة، وزوجها 28 ســنة، دخلا مقابر الإسماعيلي­ة في دائرة قســم ثان، لمحاولة البحث عن دراجة نارية «تروسيكل» ملك الزوج، الذي يعمل في تجميع المخلفات، وأثناء محاولتهما البحث عن الدراجة النارية، خرج عليهما المتهمون الـ4، وأشهروا الأسلحة البيضاء لإرهابهم. وكشفت تحريات قطاع الأمن العام تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مســاعد وزير الداخلية للقطاع، أن 3 متهمين قاموا بشل حركة الزوج المجني عليه، بينما قام المتهم الرئيســي والمسجل خطر بـ37 قضية متنوعة، وتحت تهديد الســاح الأبيــض، بإدخال الزوجة المجني عليها إلى المقبرة واغتصابها أمام زوجها، وبتقنين الإجراءات، تمكن فريق البحــث من ضبط المتهمين. وأمرت النيابة العامــة، بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق، وانتداب الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على المجني عليها، وبيان ما فيها من إصابات. أمام النيابة قال المتهم الرئيســي «كنت واقف ومش في وعيي» معترفا بارتكبه الجريمة وقال إنه مســجل خطر سرقات، ويتخذ من المقابر وكرا له ولعصابته المكونة من 3 أشخاص. وقال المتهم «عبدالكريم غ.» 28 ســنة، إنه وأفراد عصابته «عبدالغفار ي» 17 سنة، و«كريم ا» 16 ســنة، و«أحمد م» 16 سنة، يقضون معظم أوقاتهم في المقابر، ويتعاطون المخدرات، ويحتفظون بسرقاتهم فيها.

وأوضح المتهم أنه تمكن مع عصابته من ســرقة تروسيكل، ثم اتصلوا بصاحبــه لإعادته مقابل مبلــغ 2000 جنيه، وعندمــا توجه لهم صاحب التروســيك­ل وزوجته، وأثناء التفاوض، لاحظ خوف المجنى عليه منهم، كما بهره جمال زوجته، فخيره بين معاشرة زوجته وإرجاع التروسيكل، لكنه رفض. وأضاف «عبد الكريم» في اعترافاته، بأنه تعاطى عدة أقراص من مخدر الترامادول، وألحت عليه الرغبة، فقرر اغتصاب الزوجة، وأشار لمعاونيه بتقييد الزوج، ثم وضع أحدهم «سيفا «على رقبته.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom